وثائق

وثائق

01/08/2016

رسالة الملك فيصل آل سعود إلى الرئيس الأميركي جونسون


طالب الولايات المتحدة بضرب مصر وسوريا واحتلال الضفّة والقطاع

رسالة الملك فيصل آل سعود إلى الرئيس الأميركي جونسون

____ إعداد: «شعائر» ____

في الأيام الأخيرة من العام 1966م، وقبل أشهر من احتلال «الجيش الإسرائيلي» الضفة الغربية وقطاع غزّة بعث الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز رسالة إلى الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون، يحثّه فيها على دعم الكيان الصهيوني لتنفيذ هجوم خاطف على مصر، وسوريا، واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة.

يستهلّ فيصل رسالته (وهي وثيقة مؤرّخة في 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386، رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي) بالحديث عن مخاطر تواجد قوّات «الجمهورية العربية المتحدة» (مصر وسوريا) في اليمن المجاورة، على مملكته وعلى المصالح الأميركية في المنطقة، ولدرء «هذا الخطر» يقترح على جونسون ما يلي:

«.. من كلّ ما تقدّم يا فخامة الرئيس، وممّا عرضناه بإيجاز يتبيّن لكم أنّ مصر هي العدوّ الأكبر لنا جميعا، وأنّ هذا العدو إنْ تُرك يُحرّض ويدعم الأعداء عسكريّاً وإعلاميّاً، فلن يأتي عام 1970 – كما قال الخبير في إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشُنا ومصالحُنا في الوجود.. لذلك فإنني أبارك، ما سبق للخبراء الأمريكان في مملكتنا، أن اقترحوه، لأتقدّم بالاقتراحات التالية:

- أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهمّ الأماكن حيوية في مصر، لتضطرّها بذلك، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدّة طويلة...

- سوريا هي الثانية التي لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع اقتطاع جزء من أراضيها، كيلا تتفرّغ هي الأخرى فتندفع لسدّ الفراغ بعد سقوط مصر.

- لا بدّ أيضاً من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، كيلا يبقى للفلسطينيين أيّ مجال للتحرّك، وحتّى لا تستغلّهم أية دولة عربية بحجّة تحرير فلسطين...

- نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازاني شمال العراق، بغرض إقامة حكومة كردية... علماً بأننا بدأنا منذ العام الماضي (1965م) بإمداد البرازاني بالمال والسلاح من داخل العراق، أو عن طريق تركيا وإيران.

يا فخامة الرئيس.

إنكم ونحن متضامنين جميعاً سنضمن لمصالحنا المشتركة ولمصيرنا المعلّق، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها، دوام البقاء أو عدمه..

أخيراً.

انتهز هذه الفرصة لأجدّد الإعراب لفخامتكم عمّا أرجوه لكم من عزّة، وللولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نموّ وارتباط أوثق وازدهار.

المخلص: فيصل بن عبد العزيز

ملك المملكة العربية السعودية»

يُشار إلى أنّ هذه الرسالة منشورة في كتاب (عقود من الخيبات) للباحث السوري حمدان حمدان، الطبعة الأولى 1995، عن دار بيسان في بيروت، على الصفحات من (489- 491).

***

ويظهر جليّاً – بمراجعة مجموعة من المعطيات - أن «الملف اليمني» كان يشكّل هاجساً حقيقيّاً لدى فيصل، وكان موضوع عدد كبير من الرسائل بينه وبين الإدارة الأميركية طوال أكثر من عامين.

وبالعودة إلى وثائق «وزارة الخارجية الأميركية» المنشورة على موقعها الإلكتروني، تطالعنا وثيقتان؛ الأولى مذكّرة وجّهها روبرت كومر من «مجلس الأمن القومي» إلى الرئيس جونسون (رقم 244، تاريخ: 23 نيسان 1965) يحثّه فيها على إرسال رسالة طمأنة إلى الملك فيصل حيال مخاوفه من تواجد قوّات «الجمهورية العربية المتحدة» في اليمن، ويُلفت جونسون إلى ضرورة صيانة استثمارات النفط الأميركية في السعودية، من دون أن تفوته الإشارة إلى أن القلق السعودي مدخل مناسب لتمرير صفقة أسلحة بقيمة مائتي مليوني دولار.

 الوثيقة الثانية (رقم 245، تاريخ: 24 نيسان 1965) وهي متن إحدى الرسائل الموجّهة من جونسون إلى فيصل، يؤكّد فيها أن أمن المملكة السعودية في طليعة اهتمامات الولايات المتحدة، ويعبّر عن تقديره لتبادل الرسائل المتواصل بينهما، ليُطمئنه بأنّ تعبيره الدائم عن مخاوفه لم يقع على أُذُن صمّاء!

 

 

اخبار مرتبطة

  شعائر العدد الثامن و السبعون -شهر ذو القعدة 1437-أيلول

شعائر العدد الثامن و السبعون -شهر ذو القعدة 1437-أيلول

نفحات