تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

01/08/2016

تاريخ و بلدان


كتابُ المعتضد العبّاسي في لَعْن معاوية

قال الطبري في (تاريخه) عند ذكر حوادث سنة (284) هجريّة: «..وفي هذه السنة، عزم المُعتضد بالله على لَعْن معاوية بن أبي سفيان على المنابر، وأمر بإنشاءِ كتابٍ بذلك يُقرَأ على الناس. فخوّفه عبيد الله بن سليمان بن وهب اضطرابَ العامّة، وأنّه لا يأمنُ أن تكون فتنة، فلم يلتفتْ إلى ذلك من قوله. ".." ونُودي في الجامعَين بأنّ الذمّة بَرِيَّةٌ ممّن اجتمع من الناس على مناظرةٍ أو جَدَل، وأنّ مَن فعل ذلك أحلّ بنفسه الضرب، وتقدّم إلى الشُّرّاب والذين يسقون الماء في الجامعَين ألّا يترحّموا على معاوية ولا يَذكروه بخير.

وتحدّث الناس أنّ الكتاب الذي أمر المُعتضد إنشاءه بلعن معاوية، يُقرأ بعد صلاة الجمعة على المنبر. فلمّا صلّى الناس الجمعة، بادروا إلى المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب فلم يُقرأ [ثمّ ذكر الطبري نصّ الكتاب، وفيه مثالب معاوية وأبي سفيان وبني أمية عامّة، وأنّهم الشجرة الملعونة في القرآن، ثمّ قال:]

وذُكر أنّ عبيد الله بن سليمان أحضر يوسفَ بن يعقوب القاضي، وأمره أن يعمل الحيلة في إبطال ما عزم عليه المُعتضد. فمضى يوسف بن يعقوب فكلّم المعتضد في ذلك، وقال له: يا أمير المؤمنين، إنّي أخاف أن تضطرب العامّة، ويكون منها، عند سماعها هذا الكتاب، حركةٌ.

فقال: إن تحرّكتِ العامّة أو نطقتْ، وضعتُ سَيفي فيها.

فقال: يا أمير المؤمنين، فما تصنع بالطالبيّين الذين هم في كلّ ناحية، يخرجون ويميلُ إليهم كثيرٌ من الناس لقرابتهم من الرسول، ومآثرِهم؟ وفي هذا الكتاب إطراؤهم ".." وإذا سمع الناسُ هذا كانوا إليهم أميَل، وكانوا في أبسط ألسنة وأثبتِ حجّة منهم اليوم!

فأمسكَ المعتضدُ فلم يردّ عليه جواباً، ولم يأمر في الكتاب بعدَه بشيء..».

(الطبري، تاريخ الأمم والملوك: ج8/182-190، الأعلمي للمطبوعات، بيروت)

 

 

 
 

 

يَنْبُعُ

يَنْبُع: محافظة من محافظات منطقة المدينة المنورّة في الحجاز. تقعُ على الضفّة الشرقيّة للبحر الأحمر، وتبعد حوالي 200 كلم غرب المدينة المنوّرة، و300 كلم شمال مدينة جدّة. مساحتها 18058 كم²، وعدد سكّانها حوالى 500 ألف نسمة، وتُعدّ ثاني أكبر مدينة على البحر الأحمر بعد مدينة جدّة.

قال الحمويّ في (معجم البلدان): «يَنبُع.. هي عن يمين [جبل] رَضْوَى لمن كان منحدراً من المدينة إلى البحر، على ليلةٍ من رضوى من المدينة على سبع مراحل؛ وهي لبَني حسن بن عليّ [عليهما السلام]، وكان يسكنها الأنصار وجُهينة وليث، وفيها عيونٌ عِذاب غزيرة، وواديها يَلْيَل، وبها منبر، وهي قريةٌ غنّاء وواديها يصبّ في غَيْقَة..».

وقال في موضعٍ آخر: «يَنبُع حصنٌ به نخيلٌ وماءٌ وزرع، وبها وقوفٌ لعليّ بن أبي طالب، [عليه السلام]، يتولّاها وُلده، وقال ابن دريد: يَنبُع بين مكّة والمدينة، وقال غيره: يَنبُع من أرض تهامة غزاها النّبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فلم يلقَ كيداً، وهي قريبةٌ من طريق الحاجّ الشاميّ، أُخذ اسمُها من الفعل المضارع لكثرة ينابيعها».

 تقسم «يَنبُع» حاليّاً إلى ثلاث مدن:

1) يَنبُع النّخل: وهي مدينة قديمة يعود تاريخها لأكثر من ألفي عام. تتكوّن من مجموعة من القرى اشتُهرت قديماً كأحدى المدن التجاريّة، كانت مشهورة إلى وقت قريب بمزارع النخيل والعيون الجارية، ويُقال إنّها حَوتْ أكثر من مِئَة عينٍ جارية، وكانت تلقَّب بـ«وادي النّعيم» قبل أن تجفّ عيونها. ويتبع عدد من القرى الزراعيّة لمدينة ينبع النخل.

2) ينبع البحر: هي الجزء الأساسيّ والأهمّ من المحافظة، إذ يقطنها أغلب سكّان ينبع، والنسبة العظمى من سكّانها من قبيلة جُهينة، وكذلك قليلٌ من الأشراف والسّادة، وبعضٌ من العوائل الأخرى. وبها معظم المحلّات التجاريّة والمرافق العامّة. وهي مدينة سياحيّة بالدرجة الأولى.

3) ينبع الصّناعيّة: كانت ميناءً صغيراً حتّى عام 1975م، ثمّ صارت مدينة صناعيّة لاستخراج النفط، فاستقطبت الكثير من المواطنين الحجازيّين للعمل بها. وفيها مصنع للبلاستك، وعدّة مصانع للبتروكيماويّات.

(مصادر)

اخبار مرتبطة

  شعائر العدد الثامن و السبعون -شهر ذو القعدة 1437-أيلول

شعائر العدد الثامن و السبعون -شهر ذو القعدة 1437-أيلول

نفحات