مراقبات

مراقبات

31/08/2016

شهر ذي الحجّة الحرام

 

شهر ذي الحجّة الحرام

يوم عرفة، يوم دعاءٍ ومسألة

_____ إعداد: «شعائر» _____

يقول الشيخ المفيد في (مسارّ الشيعة) حول شهر ذي الحجّة الحرام: «وهو أكبر أشهر الحرم وأعظمها، وفيه الإحرام بالحجّ وإقامة فرضه، ويوم عرفة، ويوم النحر ".." وفي اليوم الثامن عشر منه سنة عشر من الهجرة، عقد رسول الله صلّى الله عليه وآله لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب العهد بالإمامة في رقاب الأمّة كافّة، وذلك بغدير خمّ، عند مرجعه من حجّة الوداع، حين جمع الناس فخطبهم، ووعظهم، ونعى إليهم نفسه. ".." وفي اليوم الرابع والعشرين منه باهل رسول الله صلّى الله عليه وآله، بأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، نصارى نجران. وفيه تصدّق أمير المؤمنين صلوات الله عليه بخاتمه فنزلت بولايته آية في القرآن. وفي الليلة الخامسة والعشرين منه تصدّق أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، على المسكين واليتيم والأسير بثلاثة أقراص شعير، كانت قوتهم وآثروهم على أنفسهم وأوصلوا الصيام. وفي اليوم الخامس والعشرين منه نزلت في أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ..﴾».

 

العشر الأوائل

يؤكّد السيّد ابن طاوس في (الإقبال) الاهتمام بالعشر الأوائل من ذي الحجّة لأهميّتها، لأنّها الأيّام المعلومات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، فيقول: «اعلم أنّ تعيين الله، جلّ جلاله، على أوقات معيّنات يُذكر فيها، جلّ جلاله، يقتضي تعظيمها ومصاحبتها بذكره الشريف بالعقول والقلوب، وأن لا يخليها العبد من تذكير نفسه بأنّها حاضرة بين يدي علام الغيوب. وأن يلزمها المراقبة التامّة في حركاته وسكناته، حيث قد اختارها الله جلّ جلاله لذكره، وجعلها محلّاً لخزانة سرّه، وأهلاً لتشريفها بتعظيم قدره، وعشر ذي الحجّة من جملة تلك الأوقات».

أعمال الأيام العشر الأوائل

1- الدُّعاء من أوَّل عشر ذي الحجَّة إلى عشيّة عرفة عقب صلاة الصّبح وقبل المغرب، يقول: «اللَّهُمَّ هذِهِ الأيَّامُ الَّتِي فَضَّلْتَها عَلى الأيّامِ وَشَرَّفْتَها وَقَدْ بَلَّغْتَنِيها..».

2- التهليل عن أمير المؤمنين عليه السلام في كلّ يوم من أيّام العشر عشر مرّات: «لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ عَدَدَ اللَّيَالِي والدُّهُورِ..».

3- قراءة الدَّعوات الخَمس التي جاء بهنّ جبرئيل إلى النّبيّ عيسى عليهما السلام وقد ورد فيهنّ ثوابٌ جزيل.

4- الصَّوم: من المستحبّ صومُ الأيّام التّسعة الأُوَل، لا سيّما اليوم الأَوّل، فقد رُوي أنّ صومه يُكتَب ثمانين شهراً، وصَوْم التّسعة صَوْم الدَّهر.

5- صلاة اللّيالي العشر الأوائل: صلاة ركعتين بين المغرب والعشاء، تقرأ في كلّ ركعة منهما (الحمد) و(التَّوحيد)، وقوله تعالى: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشرٍ فَتمَّ ميقاتُ ربّهِ أربعينَ ليلةً وقال موسى لأخيهِ هارونَ أخلُفني في قَومي وأصلِح ولا تَتَّبِع سبيلَ المُفسِدينَالأعراف:142، وإذا فعلتَ هذا شاركتَ الحاجّ في ثوابهم وإن لم تحجّ، كما في الرواية عن الإمام الصَّادق عليه السلام. [أنظر: مفاتيح الجنان]

 

 

اليوم الأوّل

جاء في (مصباح المتهجّد) للشيخ الطوسيّ: «هو يوم مولد إبراهيم الخليل عليه السلام وفيه زوَّج رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام من أمير المؤمنين عليه السلام. ويستحبّ صوم هذا العشر إلى التّاسع. فإنْ لم يقدر صام أوَّل يوم منه. ويستحبَّ أن تصلّي فيه صلاة فاطمة عليها السلام..».

اليوم التاسع: يوم عرفة

عن الشيخ المفيد في (مسار الشيعة): «وفي اليوم التاسع منه، وهو يوم عرفة، تاب الله سبحانه على آدم عليه السلام، وفيه ولد إبراهيم الخليل عليه السلام وفيه نزلت توبة داود عليه السلام وفيه ولد عيسى بن مريم عليهما السلام، وفيه يكون الداعي بالموقف بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، على ما ثبت به سنّة النبيّ صلّى الله عليه وآله. وفيه أيضاً يستحبّ زيارة الحسين بن علي عليهما السلام والتعريف بمشهده، لمَن لم يتمكّن من حضور عرفات».

أعمال يوم عرفة

1-   الغسلُ قبل الزّوال.

2-   الصِّيامُ لِمَن لا يَضعف عن الدُّعاء. 

3-     زيارةُ الإمام الحسين عليه السلام فإنّها تعدل ألف حجّة.

4-   دعاءُ الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة، وأوّله: «الحَمْدُ للهِ الّذي لَيْسَ لِقضائِهِ دافِع..».

5-     صلاةُ ركعتين بعد صلاة العصر وقبل الشُّروع بتلاوة الأدعية، في الأولى بعد (الحَمد) سورة (التّوحيد)، وفي الثانية بعد (الحمد) (قل يا أيُّها الكافرون).

6-     الصّلاةُ على محمّد وآل محمّد: «اللَّهُمَّ يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطى..» [أنظر: مفاتيح الجنان].

7-     الإمام الصادق عليه السلام: «تُكَبِّرُ اللهَ تَعالى مِائَةَ مَرَّةِ، وَتُهَلِّلُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ، وَتُسَبِّحُهُ مِائَةَ مَرَّةِ، وَتُقَدِّسِهُ مِائَةَ مَرَّةِ، وَتَقْرَأُ آيَةَ (الكُرْسِيّ) مِائَةَ مَرَّةِ، وَتُصَلّي عَلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ مِائَةَ مَرَّةِ». وورد أيضاً قراءة سورة القدر مائة مرّة.

8- الدُّعاء السَّابعُ والأربعون من (الصّحيفة السّجّاديّة)، وأوّله: «الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ لَـكَ الْحَمْدُ بَدِيْعَ السَّموَاتِ وَالأرْضِ..».

9- قراءة دعاء أُمّ داود، الذي يُقرأ ضمن عمل الاستفتاح في النّصف من رجب.

10- أنْ يَختم بدعاء «العشرات» المسنون قراءته في الصَّباح والمساء. [أنظر: مفاتيح الجنان]

 

ليلة الأضحى ويومها

عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْيِيَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ [ليلة الأضحى] فَافْعَلْ، فَإِنَّهُ بَلَغَنا أَنَّ أَبْوابَ السَّماءِ لا تُغْلَقُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لِأَصْواتِ المُؤْمِنينَ، لَهُمْ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يَقولُ اللهُ جَلَّ ثَناؤهُ: أَنا رَبُّكُمْ وَأَنْتُمْ عِبادي، أدَّيْتُمْ حَقِّي، وَحَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَسْتَجيبَ لَكُمْ؛ فَيَحُطُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عمَّنْ أرادَ أنْ يَحُطَّ عَنْهُ ذُنوبَهُ وَيَغْفِرَ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ».

ويستحَبُّ فيها وفي يومها زيارة الحسين عليه السلام، كما ويستحبّ قراءة دعاء: «يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ..». [مفاتيح الجنان، أعمال ليلة الجمعة]

ويوم عيد الأضحى، يومٌ ذو شرافة بالغة وأعماله عديدة، منها:

- الغُسل وهو سنّة مؤكّدة في هذا اليوم وقد أوجبه بعض العلماء .

- قراءة دعاء الندبة.

- الأُضحية، وهي سنّة مؤكّدة. (في مفاتيح الجنان تفصيل أعمال ليلة العيد ويومه).

 

اليوم الثامن عشر: عيد الغدير

أورد الشيخ الطوسيّ في (مصباح المتهجّد) حديثاً مرويّاً عن الإمام الرضا عليه السلام، حول فضل يوم الغدير: «عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: كنّا عند الرضا عليه السلام، والمجلس غاصّ بأهله، فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس، فقال الرضا عليه السلام: حَدَّثني أَبي، عنْ أَبيهِ عَلَيْهِما السَّلامُ، قالَ: إِنَّ يَوْمَ الغَديرِ في السَّماءِ أَشْهَرُ مِنْهُ في الأَرْضِ، وساق الحديث إلى أن قال: يا ابْنَ أَبي نَصْرٍ، أَيْنَما كُنْتَ فَاحْضَرْ يَوْمَ الغَديرِ عِنْدَ أَميرِ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَمُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ ذُنوبَ سِتّينَ سَنَةً، وَيَعْتِقُ مِنَ النّارِ ضِعْفَ ما أَعْتَقَ في شَهْرِ رَمَضانَ وَلَيْلَةِ القَدْرِ وَلَيْلَةِ الفِطْرِ، وَالدِّرْهَمُ فيهِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ لِإِخْوانِكَ العارِفينَ، فَأَفْضِلْ عَلى إِخْوانِكَ في هَذا اليَوْمِ، وَسُرَّ فيهِ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.

ثمّ قال: ".." لَقَدْ أُعْطيتُمْ خَيْراً كَثيراً وَإِنَّكُمْ لَمِمَّنِ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ للإيمانِ، مُسْتَقِلّونَ مَقْهورونَ مُمْتَحِنونَ، يُصَبُّ عَلَيْكُمُ البُلاءُ صَبّاً، ثُمَّ يَكْشِفُهُ كاشِفُ الكُرَبِ العَظيمُ؛ وَاللهِ، لَوْ عَرَفَ النّاسُ فَضْلَ هَذا اليَوْمِ بِحَقيقَتِهِ لَصافَحَتْهُمُ المَلائِكَةُ في كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرّاتٍ، وَلَوْلا أَنّي أَكْرَهُ التَّطْويلَ، لَذَكَرْتُ مِنْ فَضْلِ هَذا اليَوْمِ وَما أَعْطى اللهُ فيهِ مَنْ عَرَفَهُ ما لا يُحْصى بِعَدَدٍ».

وقد ورد في كتب الأدعية والأعمال مجموعة من الأعمال في هذا اليوم الشريف:

1- الصَّوم وهو كفّارة ذنوب ستِّين سنة. وقد رُوِيَ أنَّ صيامه يعدل صيام الدَّهر، ويعدل مائة حجّة وعمرة.

 2- الغسل.

 3- زيارة أمير المؤمنين عليه السلام، لا سيّما بزيارة «أمين الله» المعروفة.

 4- أن يصلّي ركعتَيْن -الأفضل قبيل الزّوال- وأن يقرأ بعد (الفاتحة) في الأولى (القدر)، وفي الثّانية (التّوحيد)، ثمّ يسجد ويشكر الله، عزَّ وجلَّ، مائة مرّة، ثمّ يرفع رأسه من السجود، ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ..» [أنظر: مفاتيح الجنان أو الإقبال]، ثمّ يسجد ثانياً ويقول: الحَمْدُ للهِ مائة مرّة، ثمّ يقول مائة مرّة شُكْراً لله. وفي الخبر أنَّ مَنْ فعل ذلك كان كَمَن حَضَرَ يوم الغدير وبايع رسول الله صلّى الله عليه وآله على الولاية.

5- أن يغتسل ويُصلّي ركعتين بصفّة خاصّة من قبل أن تزول الشّمس بنصف ساعة. [انظر: «بصائر» من هذا العدد]

6- قراءة دعاء النُّدبة.

7- أن يدعو بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ..». [أنظر: مفاتيح الجنان]

8- أن يهنّئ مَن لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ».

اليوم الرابع والعشرون: المُباهلة، والتصَدُّق بالخاتم

في هذا اليوم من السّنة العاشرة للهجرة باهَلَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أساقفةَ نصارى نجران بِأَهْلِ بيتِه عليهم السلام، وفي مثله تصدّق أمير المؤمنين عليه السلام بالخاتَم في ركوعه، فنزل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله..﴾ المائدة:55.

ومن أعمال هذا اليوم:

1- الغسل.

2- الصِّيام.

3- الصَّلاة ركعتان كصلاة عيد الغدير وقتاً وصفةً وأجرَاً، ولكن فيها تقرأ آية الكرسيّ إلى ﴿..هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. [الرّقم 5 من الفقرة السّابقة]

4- أن يدعو بدعاء المباهلة، وهو يشابه دعاء أسحار شهر رمضان، مرويّاً عن الإمام الصّادق عليه السلام بما له من الفضل تقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ بَهائِكَ بِأبْهاهُ وَكُلُّ بَهائِكَ بَهِيُّ..». [انظر مفاتيح الجنان، أعمال ذي الحجّة، يوم المباهلة]

5- قراءة الزّيارة الجامعة.

6- التّصدّق على الفقراء تأسِّياً بمولى كلّ مؤمن ومؤمنة، أمير المؤمنين عليه السلام.

 

اليوم الخامس والعشرون: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه﴾

في هذا اليوم نزلت الآيات من سورة الدّهر ﴿هَلْ أَتَى﴾، في مدح أمير المؤمنين، والصدّيقة الكبرى، والحسنَين عليهم السلام، بعد أن تصدّقوا بطعام إفطارهم ثلاث ليالٍ متواليات على مسكينٍ ويتيمٍ وأسير.

ومن أعماله:

1-   التّصدّق على الفقراء والأيتام والمساكين تأسّياً بأهل البيت عليهم السلام.

2-    زيارة أمير المؤمنين عليه السلام.

3-   الصّوم.

4-   الغُسل. 

اليوم الأخير من الشهر

يستحبّ صلاة ركعتين في كلّ ركعة (الحمد) مرّة و(التوحيد) وآية (الكرسي) عشراً عشراً، ثمَّ يدعو ويقول: «اللَّهُمَّ ما عَمِلْتُ فِي هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَلٍ نَهَيْتَنِي عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ، وَنَسَيْتُهُ وَلَمْ تَنْسَهُ، وَدَعَوْتَنِي‌ إِلى التَّوْبَةِ بَعْدَ اجْتِرائِي عَلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ فَاغْفِرْ لِي، وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فَاقْبَلْهُ مِنِّي، وَلا تَقْطَعْ رَجائِي مِنْكَ يا كَرِيمُ».

فإذا قال العبدُ ذلك، قال الشِّيطان: يا ويلي ما تعبتُ فيه هذه السَّنة هَدَمَهُ أجَمع بهذه الكلمات، وشهدتْ له السَّنةُ الماضية أنَّه قد خَتَمها بِخَير.


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

31/08/2016

دوريات

نفحات