أحسن الحديث

أحسن الحديث

31/08/2016

سورةُ النَّبَأ


موجز في التّفسير

سورةُ النَّبَأ

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السورة الثامنة والسبعون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «المعارج». 

* سُمّيت بـ«النبأ» لورود هذه الكلمة في الآية الثانية منها، ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾.

* آياتها أربعون، وهي مكيّة، مَنْ قرأها سقاه الله بَرْدَ الشراب يوم القيامة، و«مَن قرأها وحفظها كان حسابُه يوم القيامة بمقدار صلاةٍ واحدة»، كما في الحديث النبويّ الشريف.

* ما يلي موجز في التعريف بالسورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين) للشيخ عبد علي الحويزي رحمه الله، و(الميزان) للعلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائي رحمه الله، و(الأمثل) للمرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

 

تقع سورة «النبأ» في بداية الجزء الثلاثين من كتاب الله العزيز، وهو المسمّى بجزء «عَمَّ» لابتداء السورة بعد البسملة بهذا الاستفهام.

وتمتاز أغلب السور القرآنية في هذا الجزء الأخير بأنّها نزلت في مكّة المكرّمة، وتؤكّد في مواضيعها مسائلَ: المبدأ، والمعاد، والبشارة، والإنذار. وتتبع أسلوب التحفيز في الحديث، وتتعامل مع الأحاسيس الموقِظة للضمير الإنساني، وتمتاز معظم آياتها بقِصر العبارة المتضمّنة لإشارات متعدّدة، حيث تبثّ الحياة في الأجساد الخالية من الروح، وتنقلها من عالم الغفلة واللامبالاة إلى عالم الشعور بعِظَم المسؤولية الملقاة على العواتق، وإلى البناء الجادّ الملتزم للشخصية الإنسانية الحقّة.

محتوى السورة

تتضمّن السورة الإخبارَ بمجيء «يوم الفَصل»، وصِفته، والاحتجاج على أنّه حقٌّ لا ريب فيه، فقد افتُتحت بذكر تساؤل المشركين عن نبأه، ثمّ ذُكر في سياق الجواب ولحن التهديد أنّهم سيعلمون، ثمّ احتجّ على ثبوته بالإشارة إلى النظام المشهود في الكون بما فيه من التدبير الحكيم الدالّ بأوضح الدلالة على أنّ وراء هذه النشأة المتغيّرة الدائرة نشأةً ثابتةً باقية، وأنّ عَقيب هذه الدار التي فيها عملٌ ولا جزاء داراً فيها جزاءٌ ولا عمل، فهناك يومٌ يُفصِحُ عنه هذا النظام.

ثمّ تصف ذلك اليوم بما يقع فيه من إحضار الناس وحضورهم وانقلاب الطاغين إلى عذابٍ أليم، والمتّقين إلى نعيمٍ مقيم، ويختم الكلام بكلمة في الإنذار.

ويمكن تلخيص محتوى السورة بما يلي:

1) السؤال عن «النبأ العظيم» وهو يوم القيامة كحدثٍ بالغِ الخطورة.

2) الاستدلال على إمكانية المعاد والقيامة، من خلال الاستدلال بمظاهر القدرة الإلهية في: السماء، والأرض، والحياة الإنسانية، والنِّعَم الربانية.

3) بيان بعض علامات بدء البعث.

4) تصوير جوانب من عذاب الطّغاة الأليم.

5) التشويق للجنّة، بوصف أجوائها الفيّاضة بالنّعم.

6) تختم السورة بالإنذار الشديد من عذابٍ قريب، بالإضافة إلى تصوير حال الذين كفروا.

ثواب تلاوتها

* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ،أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ (عَمَّ يَتَساءَلونَ) سَقاهُ اللهُ بَرْدَ الشَّرابِ يَوْمَ القِيامَةِ».

* وعنه صلّى الله عليه وآله: «مَنْ قَرَأَها وَحَفِظَها كانَ حِسابُهُ يَوْمَ القِيامَةِ بِمِقْدارِ صَلاةٍ واحِدَةٍ..». [أي قصير المدّة]

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: « مَنْ قَرَأَ (عَمَّ يَتَساءَلونَ) لَمْ تَخْرُجْ سَنَتُهُ - إِذا كانَ يُدْمِنُها في كُلِّ يَوْمٍ - حَتَّى يَزورَ البَيْتَ الحَرامَ».

تفسيرُ آياتٍ منها

قوله تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ الآيتان:1-2.

* الإمام الصادق عليه السلام: «النَّبَأُ العَظيمُ: الوِلايَةُ».

* وعنه عليه السلام في الدعاء بعد صلاة يوم الغدير: «شَهِدْنا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ، لا إِلَهَ إِلّا أَنْتَ، رَبُّنا. وَمُحُمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسولُكَ نَبِيُّنا، وَعليٌّ أَميرُ المُؤْمِنينَ وَالحُجَّةُ العُظْمى، وَآيَتُكَ الكُبْرَى وَالنَّبَأُ العَظيمُ الّذي همْ فيهِ يَخْتَلِفونَ».

* سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن معنى «النبأ» في الآية، فقال: «هِيَ في أَميرِ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ؛ كانَ أَميرُ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقولُ: ما للهِ، عَزَّ وَجَلَّ، آيَةٌ هِيَ أَكْبَرُ مِنّي، وَلا للهِ مِنْ نَبَأٍ أَعْظَمُ منّي».

* قال في (الأمثل): «..هناك عدّة معانٍ للنّبأ العظيم، مثل: القيامة، القرآن، أصول الدين .. إلّا أنّ القرائن الموجودة في مجموع آيات السورة تدعم تفسير (النبأ) ب‍(المعاد) وترجّحه على الجميع.

ولكنّنا نجد في روايات أهل البيت عليهم السلام وفي بعض روايات أهل السنّة أنّ النبأ العظيم بمعنى إمامة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام... [إلّا أنّه] كمفهوم قرآني - مثل سائر المفاهيم القرآنية - له من السّعة ما يشمل كلّ ما ذُكر من معانٍ، وإذا كانت قرائن السورة تدلّ على أنّ المقصود منه المعاد، فهذا لا يمنع من أن تكون له مصاديق أخرى».

قوله تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ الآية:7.

من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في (نهج البلاغة): «..وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيْدَانَ أَرْضِهِ..».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا﴾ الآيات:21-23.

* سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن المقصودِين بالآية فقال: «هَذِهِ في الَّذينَ يَخْرُجونَ مِنَ النَّارِ».

* عن الإمام الصادق عليه السلام: «الأَحْقابُ ثَمانِيَةُ حُقُبٍ، وَالحُقُبُ ثَمانونَ سَنَةً، وَالسَّنَةُ ثَلاثُمأةِ وَسِتَّونَ يَوْماً، وَاليَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾ الآية:31.

الإمام الباقر عليه السلام: «هِيَ الكَراماتُ».

قوله تعالى: ﴿جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا﴾ الآية:36.

أمير المؤمنين عليه السلام: «.. حَتَّى إِذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ حَسَبَ لَهُمْ حَسَناتِهِمْ، ثُمَّ أعْطاهُمْ بِكُلِّ واحِدَةٍ عَشْرَ أَمْثالِها إِلى سَبْعِمائةِ ضِعْفٍ».

قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا..﴾ الآية:38.

الإمام الصادق عليه السلام في معنى «الروح» في الآية: «هُوَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرئيلَ وَميكائيلَ».

قوله تعالى: ﴿.. لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ الآية:38.

الإمام الكاظم عليه السلام: «نَحْنُ، وَاللهِ، المَأْذونُ لَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ وَالقائِلونَ صَواباً ".." نُمَجِّدُ رَبَّنا وَنُصَلّي عَلى نَبِيِّنا، وَنَشْفَعُ لِشيعَتِنا، وَلا يَرُدُّنا رَبُّنا..».

قوله تعالى: ﴿..وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾ الآية:40.

روى الشيخ الصدوق في (عِلل الشرائع) بسنده المتّصل إلى عباية بن ربعيّ، قال: قلتُ لعبد الله بن عبّاس: لمَ كنّى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله عليّاً أبا تراب؟

قال: لأنّه صاحبُ الأرض وحجّةُ الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها وإليه سكونها، ولقد سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «إِذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ وَرَأَى الكافِرُ ما أَعَدَّ اللهُ، تَبارَكَ وَتَعالى، لِشيعَةِ عَلِيٍّ مِنَ الثَّوابِ وَالزُّلْفى وَالكَرامَةِ، قالَ: يا لَيْتَني كُنْتُ تُراباً، أَيْ مِنْ شيعَةِ عَلِيٍّ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿..وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾».

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

31/08/2016

دوريات

نفحات