أيّها العزيز

أيّها العزيز

منذ 5 أيام

المهديُّ الموعود

أُقدِّم التَّهاني بهذا العيد السَّعيد الخامس عشر من شعبان إلى جميع المُسلِمين، وإلى جميع أفراد الشعب الإيراني.
شهرُ شعبان شهرٌ عظيم، حيث وَقَعَت في ثالثه ولادة المجاهد الأكبر في عالم البشريّة، وفي الخامس عشر منه ولادة حَضْرة المهديّ أرواحنا له الفداء.
وقضيّة غَيْبَة حَضْرة الصَّاحب قضيّة مهمّة تُفهمنا عدّة مسائل، منها، أنّه لم يَكن أحد من جميع النَّاس لِيَقوم بمثل هذا الأمر العظيم، الذي هو تطبيق العدالة بمعناها الواقعي في جميع الدُّنيا، إلَّا المهديّ الموعود سلام الله عليه، الذي ادَّخَره الله تعالى للبشر.
ثمّ إنّ العدالة التي سَيُطَبِّقها ليست بالمعنى الذي يفهمه الناس العاديّون، من أنّ قضيّة العدالة في الأرض هي لتأمين رفاه الناس، بل العدالة في جميع مَراتِب الإنسانيّة.
إذا وُجِد في الإنسان أيُّ انحراف: إنحراف عَمَلي، إنحراف رُوحي، إنحراف عقلي، فإنَّ تصحيح هذه الإنحرافات يعني تحقيق العدالة في الإنسان.
إذا كانت أخلاق الإنسان أخلاقاً مُنحرِفة، فإنّه عندما يَرجع من الإنحراف إلى الإعتدال، تكون العدالة قد تَحقَّقت فيه.
إذا كانت في عقائد شخص انحرافات واعوجاجات، فإنَّ إرجاع عقائده إلى عقائد صحيحة والصِّراط المُستقيم، إيجادٌ للعدالة وتحقيقٌ لها في عقله.
عندما يَظهَر إنْ شاء الله تعالى، فإنه يُخرِج جميع البَشَر من دائرة الإنحطاط بعدما مُلِئت جوراً.
وليس المُراد بهذه العدالة ما نفهمه نحن منها .. أن تقوم حكومة عادلة لا تَظلم.
هذا سيكون، إلَّا أنّ المُراد أَسمى من هذا المعنى.
المهديُّ الموعود سلام الله عليه، إدَّخره الله تعالى، لأنَّه لم يكن في الأوَّلين والآخِرين شخصٌ له هذه القدرة، وهي فقط لِحَضرة المهديّ الموعود، أي أنْ يَبسط العدالة في جميع العالم، وهو ما لم يُوفَّق له الأنبياء، رُغم أنّهم أُرسلوا لإنجاز هذه الخدمة.
لو أنَّ المهديّ الموعود إلتحق بجوار الحقّ كغيره، لَمَا بَقِي من البَشَر أحد يُمكنه تحقيق العدالة.
إنَّه المَوْجود المُدَّخَر لهذا الأمر. ولذلك فإنَّ عيد ولادة حَضْرة الصَّاحب أرواحنا له الفداء، أَكبر عيد لِلمُسلمين، وأَكبر عيد لِلْبَشَر لا لِلمُسلمين فقط.
إنَّ عيد شعبان عيد ولادة حضرة المهديّ سلام الله عليه، أكبرُ عيدٍ لجميع البَشَر.
ويجب علينا في مثل هذه الأيّام أن نَتنبَّه لِتَهيئة نُفوسنا لِقُدوم ذلك العظيم.
أنا لا أَستطيع أن أُطلق عليه إسم القائد، فهو أَعظم من ذلك. لا أستطيع أن أَقول الشخص الأوّل، حيث لا وجود للشخص الثاني. لا نستطيع أن نُعبِّر عنه بأيّ تعبير إلَّا المهديّ الموعود. ذلك الذي ادَّخَره الله تعالى لِلبَشَر. ويجب أن نُهيِّئ أنفسنا، بحيث إذا وُفِّقنا إن شاء الله لِلتَّشرُّف بلقائه، تكون أنفسنا بحيث نكون بِيض الوُجوه لديه.

***

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

منذ 5 أيام

  كتب عربية

كتب عربية

منذ 5 أيام

نفحات