أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ 0 ساعة

سورةُ التَّكوير

 

موجز في التّفسير

سورةُ التَّكوير

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السورة الحادية والثمانون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «المَسَد».

* سُمّيت بـ «التكوير» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾.

* آياتها تسع وعشرون، وهي مكيّة، «مَنْ قرأها أَعاذَهُ الله تعالى أنْ يَفْضَحَهُ حين تُنشرُ صَحيفتُه»، كما في الحديث النبويّ الشريف.

* ما يلي موجز في التعريف بالسورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين) للشيخ عبد علي الحويزيّ رحمه الله، و(الميزان) للعلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ رحمه الله، و(الأمثل) للمرجع الدينيّ الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ.

«شعائر»

 

التكوير هو إدارة شيء في محيط محدود مُعيّن. ومن مصاديقه: كور العمامة على الرأس. وقوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾، أي خرجت عن نظمها وعن إدارة منظومتها، وانحرفت عن فلكها فصارت ملتفّة بنفسها ومتكوّرة في ذاتها ومنقطعة عن الخارج.

محتوى السورة

تذكر السورة يوم القيامة بذكر بعض أشراطها وما يقع فيها، وتصفه بأنّه يومٌ ينكشف فيه للإنسان ما عمله من عمل، ثمّ تصف القرآن بأنّه ممّا ألقاه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم رسولٌ سماوي وهو ملَك الوحي وليس يإلقاء شيطانيّ، ولا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مجنون يمسّه الشيطان؛ فهي تدور حول محورين أساسيين:

الأوّل: ما شرعت به السورة من تبيان علائم يوم القيامة، وما يواجه العالم من تغييرات قُبَيل يوم القيامة، الآيات (1-14).

الثاني: الحديث عن عظمة القرآن ومن جاء به، وأثره على النفس الإنسانيّة، بالإضافة إلى تكرار اليمين والقسم في آيات عدّة لإيقاظ الإنسان من غفلته، من الآية 15 إلى آخر السورة.

فضيلة السورة

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ (إذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) أَعاذَهُ اللهُ تَعالى أَنْ يَفْضَحَهُ حينَ تُنْشَرُ صَحيفتُهُ».

* وعنه صلّى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ فَلْيَقْرَأْ (إِذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ (عَبَسَ وَتَوَلَّى)، وَإ(ِذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) كانَ تَحْتَ جَناح ِاللهِ مِنَ الخِيانَةِ، وَفي ظِلِّ اللهِ وَكَرامَتِهِ وَفي جِنانِهِ، وَلا يَعْظُمُ ذَلِكَ عَلى رَبِّهِ إِنْ شاءَ اللهُ».

تفسير آيات منها

قوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ الآية:1.

النبيّ صلى الله عليه وآله: «..فَكَأَنّي بِها [الشمس] قَدْ جَلَسَتْ مِقْدارَ ثَلاثِ لَيالٍ، ثُمَّ لا تُكْسَى ضَوْءاً وَتُؤْمَرُ أَنْ تَطْلَعَ مِنْ مَغْرَبِها، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾».

قوله تعالى: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ الآية:7.

الإمام الباقر عليه السلام: «أَمّا أَهْلُ الجَنَّةِ فَزُوِّجوا الخَيْراتِ الحِسانَ، وَأَمّا أَهْلُ النّارِ فَمَعَ كُلِّ إِنْسانٍ مِنْهُمْ شَيْطانٌ، يَعْني قُرِنَتْ نُفوسُ الكافِرينَ وَالمُنافِقينَ بِالشَّياطينِ فَهُمْ قُرَناؤُهُمْ».

قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾ الآية:8.

* الإمام الباقر عليه السلام: «يَعْني قَرابَةَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ وَمَنْ قُتِلَ في جِهادٍ».

* وعنه عليه السلام: «هُوَ مَنْ قُتِلَ في مَوَدَّتِنا وَوِلايَتِنا».

قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ الآيتان:15-16.

* عن أمّ هاني الثقفيّة، قالت: غدوتُ على سيّدي محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام، فقلت: يا سيّدي آية من كتاب الله عزّ وجلّ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [ما معناها؟]

قال: «نِعْمَ المَسْأَلَةُ سَأَلْتِنِي يا أُمَّ هانِي، هَذا مَوْلودٌ في آخِرِ الزَّمانِ، هُوَ المَهْدِيُّ مِنْ هَذِهِ العِتْرَةِ، يَكونُ لَهُ حَيْرَةٌ وَغَيْبَةٌ يَضِلُّ فيها قَوْمٌ وَيَهْتَدي فيها قَوْمٌ، فَيا طوبى لَكِ إِنْ أَدْرَكْتيهِ، وَيا طوبى لِمَنْ أَدْرَكَهُ».

* وفي رواية عنه عليه السلام أنّه قال لأمّ هاني: «إِمامٌ (يَغِيبُ) سَنَةَ سِتّينَ وَمِأَتَيْنِ، ثُمَّ يَظْهَرُ كَالشّهابِ يَتَوَقَّدُ في اللَّيْلَةِ الظَّلْماءِ، وَإِنْ أَدْرَكْتِ زَمانَهُ قُرَّتْ عَيْنُكِ».

قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ الآيات:19-21.

* روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لجبرئيل عليه السلام: ما أَحْسَنَ ما أَثْنى عَلَيْكَ رَبُّكَ ﴿ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾  فَما كانَتْ قُوَّتُكَ؟ وَما كانَتْ أَمانَتُكَ؟

فَقالَ: أَمّا قُوَّتي فَإِنّي بُعِثْتُ إِلى مَدائِنِ لوطٍ وَهِيَ أَرْبَعُ مَدائِنَ، في كُلِّ مَدينَةِ أَرْبَعُمِائةِ أَلْفِ مُقاتِلٍ سِوى الذَّراري، فَحَمَلْتُهُمْ مِنَ الأَرْضِ.... ثُمَّ هَوَيْتُ بِهِنَّ فَقَلَبْتُهُنَّ.

وَأمّا أَمانتي فَإِنّي لَمْ أُؤْمَرْ بِشَيْءٍ فَعَدَوْتُهُ إِلى غَيْرِهِ».

* الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ قال: «يَعْني رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ، هُوَ المُطاعُ عِنْدَ رَبِّهِ، الأَمينُ يَوْمَ القِيامَةِ».

قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ الآية:23.

الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ قالَ في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَعْبانَ سَبْعينَ مَرَّةً: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الّذي لا إِلَهَ إِلّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحيمُ الحَيُّ القَيّومُ وَأَتوبُ إِلَيْهِ، كُتِبَ في الأُفُقِ المُبينِ.

فقيل له: وما الأفق المبين؟

فقال عليه السلام: قاعٌ بَيْنَ يَدَيِ العَرْشِ فيهِ أَنْهارٌ تَطَّرِدُ، وَفيهِ مِنَ القِدْحانِ عَدَدَ النُّجومِ».

قوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ الآية:29.

عن الإمام الهادي عليه السلام، قال: «إِنَّ اللهَ جَعَلَ قُلوبَ الأَئِمَّةِ مَوْرِداً لِإرادَتِهِ، فَإِذا شاءَ اللهُ شَيْئاً شاؤوهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾».

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات