تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

28/11/2016

تاريخ و بلدان

 

.. نَظَرَ التُّيوسِ إلى شِفار الجازِرِ

قال ابن الصبّاغ المالكي في (الفصول المهمّة): «ومن كتاب (كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام)، تأليف الشيخ الإمام الحافظ محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي، قال: حُكِيَ عن عبد الله بن عبّاس، وكان سعيد بن جُبير يقوده بعد أن كُفَّ بصره، فمرّ على ضفّة زمزم، فإذا بقومٍ من أهل الشام يسبّون عليّاً عليه السلام، فسمعهم عبدُ الله بن عباس، فقال لسعيد: رُدَّني إليهم... فرَدَّه.

فوقف عليهم، وقال: أيّكم السابُّ لله تعالى؟

فقالوا: سبحان الله! ما فينا أحدٌ سبَّ الله.

فقال: أيّكم السابُّ لرسوله؟

فقالوا: سبحان الله! ما فينا أحدٌ سبَّ رسولَ الله.

قال: فأيّكم السابُّ لعليّ بن أبي طالب؟

فقالوا: أمّا هذا فقد كان منه شيء.

فقال: أَشهدُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ممّا سمعَتْه أُذناي، ووعاه قلبي، سمعتُه يقول لعليّ بن أبي طالب: «يا عليُّ، مَن سَبَّكَ فقَد سَبَّنِي، ومَن سَبَّنِي فقد سَبَّ اللهَ، ومَن سَبَّ اللهَ فَقَد أَكَبَّه اللهُ على مِنْخَرَيه في النّار».

ثمّ تولّى عنهم، وقال: يا بنيّ، ماذا رأيتهم صنعوا؟

قال: فقلتُ له: يا أبتي:

نَظَروا إليكَ بِأَعْيُنٍ مُحْمَرَّة * نَظَرَ التُّيوسِ إلى شِفارِ الجَازِرِ

فقال: زدني فداك أبي وأُمّي، فقلت:

خُزْرَ الحواجبِ مُنْكِسِي أذقانِهم * نَظَرَ الذَّليلِ إلى العزيزِ القاهرِ

فقال: زِدني فداك أبي وأُمّي.

فقلت: ليس عندي مزيد.

فقال: عندي المزيد:

أحياؤهُم عارٌ على أمواتِهم * والمَيِّتونَ مَسَبَّةٌ للغَابِرِ».



قرية النّجاشيّ

قريةُ النّجاشيّ، نسبةً إلى الملك النّجاشيّ، أو أَصْحِمة بن أبحر، الذي حكم أرض الحبشة في الفترة بين عامي 610 و630م، والذي وصفَه رسول الله صلّى الله عليه وآله بالمَلِك العادل، وقال: «لا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ».

قرية النّجاشيّ، الواقعة حالياً قرب مدينة ميكيلِه عاصمة إقليم تجراي، أو تيغراي، شمالي إثيوبيا، كانت أوّل موضعٍ في القارة السمراء يدخله الإسلام، حينما أمر النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، في السنة الخامسة من البعثة (615 ميلادية)، جماعةً من المسلمين بالهجرة إلى أرض الحبشة، بعد أن اشتدّ حصار المشركين عليهم، وبلغ أذى قريش حدّ القتل وسفك الدماء، فخرجت الدفعة الأولى من المهاجرين وأميرُهم جعفر بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله.

وكانت الحبشة تُطلَق، آنذاك، على المنطقة الواقعة شمال شرقي أفريقيا، وتشمل كلّاً من إريتريا، والصومال، والسودان، وجيبوتي، وإثيوبيا حاليّاً، وأصبح الاسم اليوم قاصرًا على الأخيرة.

وعقب وصولهم إلى أرض الحبشة، استوطن المسلمون المهاجرون قريةَ النّجاشيّ، وبدأ الإسلام ينتشر فيها، وتفيد المصادر التاريخيّة بأنّ الملك النّجاشيّ، أسلم بعد أن تأثّر بالمسلمين المهاجرين، ودُفن جثمانه في هذه القرية، في العام الـتاسع للهجرة (تقريباً 630 ميلاديّة).

 في مدخل قرية النّجاشيّ، تنتصب مئذنة مسجد القرية كأنّها ترحّب بالزائرين، وقريباً منها تبرز القبّة الخضراء لضريح «الملك النّجاشيّ»؛ الرجل الذي خلّد التاريخ الإنسانيّ سيرته بعدله ومواقفه النبيلة.

(معاجم)

 


 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

28/11/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات