يذكرون

يذكرون

27/01/2017

مصاديق «الذِّكر» في القرآن الكريم


مصاديق «الذِّكر» في القرآن الكريم

ــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيخ جواد بن عباس الكربلائي* ــــــــــــــــــــــــــــــــ

أُطلق «الذِّكر» في القرآن المجيد على أمور:

1) القرآن الكريم نفسه:

* روى الصفّار في (بصائر الدرجات) عن الإمام الصادق عليه السّلام في قول الله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾، قال: «الذِّكْرُ الْقُرْآنُ، ونَحْنُ قَوْمُه، ونَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ».

* وفيه بإسناده عنه عليه السّلام، في قول الله تعالى: ﴿..فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، قال: «كتابُ اللهِ الذِّكرُ، وأهلُه آلُ محمّدٍ الذين أَمر اللهُ بسؤالهم ولم يُؤمَروا بسؤال الجُهّال، وسمّى اللهُ القرآنَ ذِكراً، فقال: ﴿..وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ».

أقول: فحينئذٍ المراد من أهل الذكر، أهلُ القرآن في قوله تعالى: ﴿..فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ..﴾.

* وعنه عليه السّلام في معنى الآية: «..رسولُ الله صَلّى الله عليه وآله وسلّم وأهلُ بيته المسؤولون، وهم أُولو الذِّكر».

فعُلم منه أنّهم أهل القرآن، وأنّهم المسؤولون، وأنّهم قومُ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وبهذا المضمون أحاديث كثيرة.

2) محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله:

في (البحار) عن تفسير (العياشي)... عن الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: ﴿..أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، قال: «بمحمَّدٍ صلَّى الله عليه وآله وسلّم تطمئنُّ القلوب، وهو ذِكرُ الله وحِجابُه».

فحينئذٍ «أهلُ الذِّكر» يُراد منه أهلُ رسول الله، أي مَن يختصّون به صلّى الله عليه وآله وسلّم.

3) أمير المؤمنين خاصّة، أو هو والأئمّة عليهم السّلام:

* في (الكافي)، عن الإمام الباقر عليه السّلام، عن أمير المؤمنين عليه السّلام في (خطبة الوسيلة) بعد أن أشار صلوات الله عليه إلى قوله تعالى: ﴿يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا﴾، قال:

«..فَأَنَا الذِّكْرُ الَّذِي عَنْه ضَلَّ، والسَّبِيلُ الَّذِي عَنْه مَالَ، والإِيمَانُ الَّذِي بِه كَفَرَ، والْقُرْآنُ الَّذِي إِيَّاه هَجَرَ، والدِّينُ الَّذِي بِه كَذَّبَ، والصِّرَاطُ الَّذِي عَنْه نَكَبَ..».

وقوله عليه السّلام: «والسَّبِيلُ الَّذِي عَنْه مَالَ»، إشارة إلى أنّه عليه السّلام السبيلُ الذي يقوله الكافر: ﴿..يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾.

* وفي (تفسير عليّ بن إبراهيم)، في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ..﴾، قال: «الذين آمنوا الشِّيعة، وذِكرُ الله أميرُ المؤمنين والأئمّة عليهم السّلام...».

* وفيه أيضاً في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾، قال:

«لمّا أخبر رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله بفضل أمير المؤمنين عليه السّلام، قالوا – أي المشركون - هو مجنون.

فقال الله سبحانه: ﴿وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾، والضمير عائدٌ إلى أمير المؤمنين عليه السلام».

* (وفي الاختصاص للشيخ المفيد، عن أبي جعفر الباقر، في قوله تعالى: ﴿..فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ..﴾، قال عليه السلام: «.. وَذِكرُ اللهِ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام»).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* (الأنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة: ج 3/ ص 28 – 30)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

27/01/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات