أيّام الله

أيّام الله

25/02/2017

شهر جُمادى الآخرة


شهر جُمادى الآخرة

تعريف موجز بأبرز مناسباته

ــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــ

 

نصوص مختارة من عدّة مصادر، يرتبط كلٌّ منها بإحدى مناسبات شهر جمادى الثانية، تقدّمها «شعائر» كمدخل إلى حُسن التفاعل مع أيامه، لا سيما الأيام المرتبطة بالمعصومين عليهم السلام، التزاماً بقوله تعالى: ﴿.. وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ..﴾.

 

اليوم الثالث: شهادة السيّدة الزهراء عليها السلام

 

هناك ثلاث روايات حول تاريخ شهادة الصدّيقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها:

الأولى: بعد شهادة سيد النبيّين صلّى الله عليه وآله بأربعين يوماً (8 ربيع الثاني).

الثانية: بعد شهادته صلّى الله عليه وآله بخمسةٍ وسبعين يوماً (13 جمادى الأولى).

الثالثة: بعد شهادته صلّى الله عليه وآله بخمسةٍ وتسعين يوماً (3 جمادى الثانية).

ويقلّ المهتمّون بالرواية الأولى، ويكثر المهتمّون بالرواية الثانية، إلا أنّ الأشهَر والأكثر اعتماداً ومرجّحاتٍ، هو الرواية الثالثة.

وحيث إن تاريخ ولادة الزهراء عليها السلام هو العشرون من جُمادى الثانية، وبين ذكرى الشهادة والولادة سبعة عشر يوماً، فقد اشتهر بين المؤمنين في إيران والعراق، وربما في غيرهما، اعتبار هذه السبعة عشر يوماً «الأيام الفاطمية»، وتُقام فيها مجالس الزهراء عليها السلام سنوياً.

وعليه، فإن «الأيّام الفاطمية» عادة حسنة وعُرفٌ حميد، وليس لها منشأ شرعيّ، بمعنى أنها لم ترِد فيها رواية لتكون مستحبّة شرعاً، وإنْ كان الاهتمام بها في غاية الفضل والثواب الجزيل.

 جديرٌ بالذكر أن حبّ الموالين للصدّيقة الكبرى عليها السلام واشتهار مصطلح «الأيّام الفاطمية»، وعدم وضوح تواريخ تعدّد الروايات، يسبّب ارتباكاً في كلّ عام، ينبغي العمل بالتبليغ والإعلام، والإعلان لتوضيحه ورفع الالتباس فيه، مع الحثّ على العناية المتدرّجة بذكرى شهادة الصدّيقة الكبرى عليها السلام بحسب الروايات الثلاث، خصوصاً وأن تاريخ الرواية الأولى موافق لتاريخ ذكرى أربعين رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثم إنّ الفترة ما بين شهادته صلّى الله عليه وآله وشهادة الصدّيقة الكبرى عليها السلام، هي أصعب الأيام والليالي التي واجهها أهلُ البيت عليهم السلام، لضراوة الانقلاب على الأعقاب الذي حذّر منه القرآن الكريم، ولأن هذه الفترة كلّها أيام الفجيعة الأعظم بفقد سيّد النبيّين صلّى الله عليه وآله.

لذلك ينبغي للمؤمن الصادق في ولائه التنبّه إلى مقتضى الأدب مع الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومع الزهراء وأمير المؤمنين والحسنَين وأهل البيت جميعاً، خصوصاً سيّدنا ومولانا ونور أبصار الورى والبصائر صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

اليوم العشرون: ولادةُ السيّدة الزهراء عليها السّلام

* روى الحاكم الحسكاني الحنفي (القرن الخامس)، في كتابه (شواهد التنزيل) عن أنس بن مالك خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّه قال: «قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، هذه الآية: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾.     (النور:36-37)

فقام رجل، فقال: أيُّ بيوتٍ هذه يا رسول الله؟

فقال: بيوتُ الأنبياء.

فقام إليه أبو بكر، فقال: يا رسولَ الله، هذا البيت منها؟ - يقصد بيتَ عليٍّ وفاطمة عليهما السلام.

فقال صلّى الله عليه وآله: نعم، مِن أفضلِها».

* وفي (ينابيع المودة) للقندوزي الحنفي (ت: 1294 هـ)، روى عن الصحابيّ سلمان الفارسي، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، أنّه قال: «يا سلمان، مَن أحبَّ فاطمةَ ابنتي فهو في الجنّةِ معي، ومَن أبغَضَها فهو في النّار.

يا سلمان، حبُّ فاطمةَ يَنفعُ في مائةٍ من المواطِن، أَيسرُ تلك المواطن: الموتُ، والقبرُ، والميزانُ، والصراطُ، والحسابُ، فمَن رضيَتْ عنه ابنتِي فاطمة رَضِيتُ عنه، ومَن رضِيتُ عنه رضيَ اللهُ تعالى عنه، ومَن غضبَتْ ابنتي فاطمة عليه غضِبتُ عليه، ومُن غضِبتُ عليه غضبَ اللهُ عليه.

يا سلمان، ويلٌ لمَن يَظلمُها ويَظلم بَعلَها عليّاً، وويلٌ لِمَن يَظلمُ ذريّتَهما وشيعتَهما».

 

اليوم السابع والعشرون: شهادة الإمام عليّ الهادي عليه السلام (على رواية)

 

* في مثل هذا اليوم – على رواية الشيخ الكليني والفتّال النيسابوري - كانت شهادة الإمام أبي الحسن، عليّ بن محمّد الهادي النقيّ سنة 254 هجريّة في سامرّاء مسموماً، وعمره الشريف أربعون عاماً، والمشهور أنّه عليه السلام استُشهد في الثالث من رجب من السنة نفسها.

* روى الشيخ الصدوق في (مَن لا يحضره الفقيه) عن أبي هاشم الجعفري، أنّه قال: «أصابَتْني ضِيقةٌ شديدةٌ، فصرتُ إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام، فاستأذنتُ عليه فأذن لي، فلمّا جلستُ، قال:

يا أبا هاشم، أيّ نِعَمِ اللهِ عليكَ تريدُ أن تؤدّي شُكرَها؟

قال أبو هاشم: فوجمتُ فلم أدرِ ما أقول له، فابتدأني عليه السلام، فقال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ رزَقَكَ الإيمانَ فَحَرَّمَ بهِ بَدَنَكَ على النّار، وَرَزَقَكَ العافيةَ فَأعانَكَ على الطّاعَة، وَرَزَقَكَ القُنوعَ فَصانَكَ عن التّبذُّلِ.

يا أبا هاشِم، إنَّما ابتدأتُكَ بهذا لأنِّي ظَنَنتُ أنَّك تُريد أنْ تَشكو لي مَنْ فَعلَ بك هذا. قد أَمرْتُ لكَ بِمائة دينارٍ فَخُذْها».

 

اليوم التاسع: نزول آية التّطهير

آيةُ التطهير، هي الآية الثالثة والثلاثون من سورة الأحزاب: ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، نزلتْ في السنة العاشرة من الهجرة النبويّة في حادثة الكساء المعروفة.

قال المفسّرون من الفريقين أن رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يقف صبيحة كلّ يومٍ على باب بيت أمير المؤمنين عليه السلام، يتلو هذه الآية، طوال الفترة ما بين نزولها ووفاته صلّى الله عليه وآله.

قال العلّامة الطباطبائي في (تفسير الميزان): «كلمة (إنّما) تدلّ على حصر الإرادة في إذهاب الرجس والتطهير. وكلمة (أهلَ البيت) سواء كانت لمجرد الاختصاص أو مدحاً أو نداءً، تدلّ على اختصاص إذهاب الرجس والتطهير بالمخاطَبين بقوله تعالى: (عنكم).

ففي الآية - في الحقيقة - قصران: قَصْرُ الإرادة في إذهاب الرجس والتطهير، وقصر إذهابِ الرجس والتطهير في أهل البيت..».

اليوم الرابع والعشرون: غزوة ذات السلاسل، ونزول سورة (العاديات)

 

في السنة الثامنة من الهجرة النبويّة، بلغَ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله أن «بني سليم» حشدوا اثني عشر ألف مقاتل في «وادي الرمل»، وقيل في «وادي اليابس»، وعزموا على أن يُباغتوا المسلمين في المدينة المنوّرة، وقصدُهم أن يقتلوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام.

أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله بتجهيز سريّةٍ من بضع مئاتٍ من المقاتلين وأمّر عليهم أحد الصحابة لمباغتة بني سليم قبل خروجهم، لكنه رجع منهزماً ، ثم أرسل النبيّ صحابياً ثانياً، ثمّ ثالثاً، لكنّهما أيضاً رجعا منهزمَين.

عندها أمّر النبيّ صلّى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام، فسلك طريقاً بين الأودية، وأغار صباحاً مبكراً على مركز تجمّع بني سليم فبدّد جموعهم، وأسر منهم خلقاً كثيراً، وعقب هذه الغزوة نزلت سورة العاديات، وتُعرف أيضاً بسورة أمير المؤمنين عليه السلام.

 

مناسبات شهر جُمادى الآخرة


3 جمادى الآخرة /11 هجريّة

شهادة الصِّدّيقة الكبرى فاطمة الزّهراء عليها السلام.

9 جمادى الآخرة / 10 هجريّة 

نزول آية التطهير في حقّ أصحاب الكساء عليهم السلام.

13 جمادى الآخرة / 64 هجريّة 

وفاة السيدة أمّ البنين زوجة أمير المؤمنين عليه السلام.

20 جمادى الآخرة / 5 بعد البعثة النبويّة

ولادة الصِّدّيقة الكبرى فاطمة الزّهراء عليها السلام.

24 جمادى الآخرة / 8 هجريّة 

غزوة ذات السلاسل، ونزول سورة العاديات. 

 

27 جمادى الآخرة / 254 هجرية

شهادة الإمام عليّ الهادي عليه السلام. (على رواية)

 

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

25/02/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات