أحسن الحديث

أحسن الحديث

27/03/2017

سورة البروج


   

موجز في التفسير

سورة البروج

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السورة الخامسة والثمانون في ترتيب سوَر المصحف الشريف، نزلت بعد سورة «الشمس».

* سُمّيت بـ«البروج» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾.

* آياتها اثنتان وعشرون، وهي مكيّة، وفي الحديث النبويّ الشريف أنّ مَن قرأَها «أعطاه الله من الأجر - بعدد كلّ من اجتمع في جمعة، وكلّ من اجتمع يوم عرفة - عشر حسنات..».

* ما يلي، موجز في التعريف بهذه السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين)، و(الميزان)، و(الأمثل).

 

البروج جمع «برج»، وهو الأمر الظاهر، ويغلب استعماله في القصر العالي لظهوره للناظرين، ويسمّى البناء المعمول على سور البلد للدفاع برجاً، والمراد بالبروج في الآية مواضعُ الكواكب من السماء، كما قال تعالى في سورة (الحِجر)، الآية السادسة عشرة: ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ﴾.

محتوى السورة

(تفسير الميزان): سورة إنذار وتبشير، فيها وعيد شديد للذين يفتنون المؤمنين والمؤمنات لإيمانهم بالله، كما كان المشركون من أهل مكّة يفعلون ذلك بالذين آمنوا بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيعذّبونهم ليرجعوا إلى شركهم السابق.

وقد قدّم سبحانه الإشارة على ذلك إلى قصّة أصحاب الأخدود، وفيها تحريض المؤمنين على الصبر في جنب الله تعالى، وأتبعها بالإشارة إلى حديث الجنود؛ فرعون وثمود، وفيها تطييب لنفس النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، بوعد النصر، وتهديد للمشركين.

«تفسير الأمثل»: كان المؤمنون في بداية الدعوة النبويّة – لا سيّما في مكّة - يعانون من شدّة التضييق وأقسى ألوان التعذيب الجسدي والنفسي الذي انهال به عليهم أعداؤهم من الكفّار لكي يتركوا إيمانهم بعقيدة الحقّ، ويرتدّوا عن الدين القويم. ويظهر بلحاظ كون السورة مكّية، أنّها نزلت لتقوية معنويات المؤمنين لمواجهة تلك الظروف الصعبة، ولترغيبهم على الصمود أمام الصعاب، والثبات على الإيمان وترسيخه في القلوب.

وتناولت السورة قصّة أصحاب الأخدود الذين حفروا خندقاً وسجّروه بالنيران، وهدّدوا المؤمنين بإلقائهم في تلك النار إن لم يعودوا إلى كفرهم، وأحرقوا مجموعة منهم بالنار وهم أحياء، ومع ذلك لم يرجعوا عن دينهم.

وتعِدُ السورة، في بعض آياتها، بعذاب جهنّم الأليم أولئك الذين يؤذون المؤمنين ويعذّبونهم على إيمانهم، وتذمّهم ذمّاً شديداً، في حين تبشّر المؤمنين الصابرين بالجنّة والفوز بنعيمها.

وفي جانب آخر من السورة، تعرض مقتطفات من قصّتي فرعون وثمود وقوميهما الجناة الطغاة، وما آلوا إليه من ذلّ وهلاك، كلّ ذلك تذكيراً لكفّار مكّة الذين هم أضعف قوّة وأقلّ جنداً من أولئك، عسى أن يرعوُوا عمّا هم فيه. وتتضمّن السورة المباركة تسلية لقلب الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن كان معه من المؤمنين.

وتختم السورة في آخر آياتها بالإشارة إلى عظمة القرآن الكريم، وإلى الأهمّية البالغة للوحي الإلهي.

وبالجملة، تُعدّ سورة (البروج) من سوَر المقاومة والثبات والصبر أمام ضغوط الظالمين والمستكبرين، وآياتها تتضمّن الوعد الإلهي بنصر المؤمنين.

ثواب قراءتها

* عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه قال: «من قرأ هذه السورة أعطاه الله من الأجر -بعدد كلّ من اجتمع في جمعة وكلّ من اجتمع يوم عرفة- عشر حسنات، وقراءتها تُنجي من المخاوف والشدائد».

* عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «من قرأ ﴿والسماء ذات البروج﴾ في فرائضه ".." كان محشره وموقفه مع النبيّين والمرسلين والصالحين».

تفسير آيات منها

قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ الآية:1.

أمير المؤمنين عليه السلام: «..ولقد سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأنا عنده، عن الأئمّة بعده، فقال للسائل: ﴿والسماء ذات البروج﴾ إنّ عددهم بعدد البروج، وربّ الليالي والأيام والشهور إنّ عدتهمّ كعدّة الشهور».

قوله تعالى: ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ الآية:3.

* قال رجل للإمام الحسن عليه السلام: أخبرني عن شاهد ومشهود. فقال عليه السلام: «نعم، أمّا الشاهد فمحمّد، وأمّا المشهود فيوم القيامة، أما سمعتَ الله سبحانه يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ الأحزاب:45، وقال: ﴿..ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ﴾ هود:103».

* وسئل الإمام الصادق عليه السلام عن ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ فقال: «النبي صلّى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين عليه السلام».

* وعنه عليه السلام في رواية أخرى: «الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة».

* قال العلّامة الطباطبائي في البحث الروائي للسورة: «الحديث مرويّ بطرق مختلفة وألفاظ متقاربة وقد تقدّم في تفسير الآية أنّ ما ذكره [الإمام الحسن] عليه السلام أظهر بالنظر إلى سياق الآيات، وإن كان لفظ الشاهد والمشهود لا يأبى الانطباق على غيره أيضاً بوجه».

قوله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ الآيتان:21-22.

في (مناقب آل أبي طالب) لابن شهرآشوب، قال: «أمالي الطوسي، والقمّي، ومسند أبي الفتح الحفّار، وابن شبل الوكيل، روى عليّ بن بلال عن الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل عليهم السلام، عن اللوح، عن القلم، قال: (يقول الله تعالى: ولايةُ عليّ بن أبي طالب حِصني، فمَن دخلَ حصني أَمِنَ من عذابي).

قال الرضا عليه السلام: بشُروطِها، وأنا من شروطها».

أصحاب الأخدود

الأخدود: شقّ مستطيل يحفَر في الأرض كالخندق، والجمع أخاديد. وقيل في هوية أصحاب الأخدود عشرة أقوال، أشهرها أنّ الآية ﴿قُتِلَ أصْحابُ الأُخْدودِ﴾ قد أشارت إلى قصّة «ذو نواس»، وهو آخر ملوك «حِمْيَر» في أرض اليمن.

وكان ذو نواس قد تهوّد، واجتمعت معه حِمير على اليهودية، وسمّى نفسه «يوسف»، ثمّ أُخبِر أنّ بـ«نجران» (شمال اليمن) بقايا قومٍ على دين عيسى عليه السلام. فحمَله أهلُ دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية، فسار حتّى قدِم نجران، فعرض على مَن كان بها الدخول في اليهودية فأبَوا عليه، فجادلهم، فأبَوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها، واختاروا القتل، فاتّخذ لهم أخدوداً وجمع فيه الحطب، وأشعل فيه النار، فمنهم من أُحرق بالنار، ومنهم من قُتل بالسيف، ومثّل بهم كلّ مُثلة، فبلغ عدد من قُتل وأُحرق بالنار عشرين ألفاً.

(مختصر عن تفسير الأمثل)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

27/03/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات