موقف

موقف

27/03/2017

هذا هو معاوية


أسلَمَ نفاقاً وعمّته حمّالة الحطب!

هذا هو معاوية

ـــــــــــــــــــ الشيخ حسن بن فرحان المالكي* ـــــــــــــــــــ

أَعجبُ من أُناس - يدَّعون أنّهم يحبّون النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم - يمدحون أشخاصاً أفنوا أعمارهم في حرب رسول الله وأهل بيته وصحابته، على مدى ثمانين عاماً!

فقد وُلد معاوية قبل البعثة بخمس سنين، ورضع بُغض النبيّ منذ الصبا، فأبوه أبو سفيان، وأمّه هند بنت عتبة آكلة كبد حمزة، وعمّته حمّالة الحطب.

لقد كان معاوية في أول العهد المكّي من أولئك الصبية الذين كانت قريش تسلّطهم على أذيّة رسول الله، وشارك شبابَهم في بقية العهد المكّي، ثمّ اشترك مع أبيه في حرب النبيّ في تلك الحروب، وكان فيها مقتل أخيه حنظلة ببدر (قتله عليّ)، ومقتل جدّيه عتبة، وشيبة، وخاله الوليد! ثمّ أسلم نفاقاً يوم فتح مكّة.

واشترك في غزوة حنين منافقاً، فقد كان ممّن اعتزل مع أبيه فوق تلٍّ، وقال معه: «بطل السِّحر اليوم»!

ثمّ قام هو وأبوه يوم حُنين بسرقة جمل لعجوزٍ مسلمة، فاشتكتهما إلى النبيّ، فأنكرا وحلفا، فأخبر الوحي النبيّ بالمكان الذي أخفيا فيه الجمل، فوبّخهما وردّ الجمل على العجوز، وتألّفهما على الإسلام.

ثمّ كان معاوية في تبوك، وحاول مع أبيه اغتيال النبيّ صلّى الله عليه وآله، في عقبة تبوك، ولكنّ الله سلّم. وقصة الاغتيال تلك ذكرها الله في كتابه بقوله ﴿..وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا..﴾ التوبة:74، وكان مع أبي سفيان ومعاوية آخرون بلغوا أربعة عشر رجلاً، فلعنهم، ثمّ بعد عودة النبيّ من غزوة تبوك، أخرج الذين حاولوا اغتياله من المسجد، ولعنهم، وكان منهم أبو سفيان وابناه معاوية وعتبة! والسند صحيح.

ثمّ في عهد عثمان، اجتهد في كَنز الأموال والرّبا واضطهاد الصالحين.

وفي عهد عليٍّ عليه السلام، قتل 25 بدرياً، ونحو 200 من أصحاب بيعة الرضوان بصفّين.

ثمّ في عهده، لعن عليّاً عليه السلام على المنابر، واضطهد الأنصار، ونبش قبر حمزة، وأمَر أحد العمّال بضرب قدم حمزة الذي قتل جدّه عتبة، فانبعث الدم من قدمه.

وأراد تخريب منبر النبيّ مرتين، فأظلمت السماء، فترك ذلك، وذهب إلى الأبواء لينبش قبر أمّ النبيّ، ويطرحه في بئر، فأصابه الله باللقوَة، فتوقّف.

ثم كانت خاتمته أنّه تحقّق فيه قول النبيّ: «يموتُ معاوية على غَيرِ مِلّتي»، والحديث صحيح على شرط مسلم، وقد صححتِ الحديث «جامعة أمّ القرى».

وتحقّق فيه الحديث الآخر «حديث الدبيلة»، فأصابته الدبيلة [قرحة كبيرة]، فانغرست في ظهره وخرجت من صدره، وبقي معذّباً بها سنة كاملة. وفي (صحيح مسلم) من حديث قيس بن عباد عن عمّار، عن النبيّ: «.. ثمانيةٌ منهم –أي من المنافقين- تكفيكهم الدّبيلة؛ سراجٌ من النار يظهرُ في أكتافهم حتّى يَنجمُ [أي يخرج] من صدورِهم»، فكان لا يحتملُ كلّ رداء، حتى أنّهم جعلوا له رداءً من حواصل الطير، فاستثقله وآذاه، ولمّا طال مرضه وأعياه، نصحه طبيبٌ بلبس الصليب، والبراءة من دين محمّد، ففعل ومات.

هذا هو معاوية الذي ملأتم بمدحه الدنيا كذباً، وزوراً، وبهتاناً، على الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأسبَغتم عليه من الصفات ما لم يُنزِل الله به من سلطان، حتى أسميتموه افتراءً: «خال المؤمنين»!

ولو لم يكن فيه إلّا الحديث الصحيح «يموتُ معاوية على غَيرِ مِلّتي»، لكفى بذلك ذماً. وهذا الحديث يقطع كلّ جدل، ورجاله ثقات أثبات سمع بعضهم من بعض، وصحّحه مجموعة من أهل الحديث على شرط مسلم، منهم المحدّث محمّد بن عزوز المكّي، وابن عقيل.

___________________

* باحث إسلامي من الحجاز، والنصّ منقول عن مدوّنته الإلكترونية

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

27/03/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات