الملف

الملف

26/04/2017

سيرة الإمام الحسين عليه السلام قبل كربلاء

 

سيرة الإمام الحسين عليه السلام قبل كربلاء

منهج الدراسة

§        الشيخ حسين كوراني

* يتناول هذا الملفّ مجموعة من العناوين المركزية المرتبطة بسيرة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام قبل كربلاء، اخترنا محاوره من مجموعة محاضرات ألقاها سماحة العلامة الشيخ حسين كوراني في «المركز الإسلامي»، طيلة شهرَي محرّم وصفر من العام 1429 هجرية، مع وقفة تفصيلية عند عنوانين أساسيّين في سيرته صلوات الله عليه: حديث الملَك فُطرس، والتوقيع الصادر عن الإمام العسكريّ عليه السلام حول يوم ولادته والدعاء فيه.

«شعائر»

يدعو إلى العناية بسيرة سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام قبل كربلاء، أمور:

الأول: أنّ معرفته عليه السلام كمعرفة المعصومين جميعاً «دِيْنٌ»: «مَن أراد اللهَ بَدأ بكم».

الثاني: أنّ الروايات التي تتحدث عن سيّد الشهداء تتضمّن شرط «عارفاً بحقِّه»، وترتبط هذه المعرفة بمعرفة سيرته عليه السلام كلّها.

الثالث: أنّ ما دأبنا عليه في مجالس العزاء هو تناول أحداث كربلاء، بدءاً من خروج سيّد الشهداء من المدينة، وصولاً إلى شهادته عليه السلام. ويكاد الباقي من سيرته عليه السلام، يكون مغيّباً إلّا المتفرّقات التي ترد في مطاوي الحديث هنا وهناك.

الرابع: لا نجد في الروايات عن العلاقة بالمعصومين تأكيداً مشابها للتأكيد على العلاقة بسيّد الشهداء عليه السلام: وهذه بعض النماذج في كلمات بعض الأعلام:

قال المحدّث الشيخ عباس القمّي في (الأنوار البهية): «..وقال – أي الشيخ المفيد - في (المقنعة): وروى يونس بن ظبيان، قال: قلت لأبي عبد الله – الصادق - عليه السلام: جُعلت فداك، إنّي كثيراً ما أذكر الحسين عليه السلام، فأيّ شيءٍ أقول؟

قال: قل: صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، تُعيد ذلك ثلاثاً، فإنّ التّسليمَ يَصلُ إلينا من قريبٍ ومن بعيد».

أضاف المحدّث القمي: «وقال شيخنا الشهيد قدّس سرّه، في (الدروس): وثواب زيارته لا يحصى، حتى رُوي:

أنّ زيارته فرض على كلّ مؤمن.

وأنّ تركها ترْكُ حقٍّ لله تعالى ولرسوله.

وأنّ تركها عقوق رسول الله صلّى الله عليه وآله، وانتقاص في الإيمان والدين.

وأنّه حقّ على الغنيّ زيارته في السنة مرتين، والفقير في السنة مرة.

وأنّ مَن أتى عليه حولٌ ولم يأتِ قبره نقص من عمره حول، وأنّها تطيل العمر.

وأنّ أيام زيارته لا تُعدّ من الأجل، وتفرّج الهمّ، وتمحّص الذنوب.

ولكلّ خطوة حجّة مبرورة، وله بزيارته أجر عتق ألف نسمة، وحمل على ألف فرس في سبيل الله، وله بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف درهم.

وأنّ مَن أتى قبره عارفاً بحقّه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر».

إلى أن قال: «ومن بعُد عنه وصعد على سطحه، ورفع رأسه إلى السماء ثمّ توجّه إلى قبره عليه السلام، قال: السلامُ عليك يا أبا عبد الله، السلامُ عليك ورحمة الله وبركاته، كتب الله له زورة - والزورة حجّة وعمرة - ولو فعل ذلك في كلّ يوم خمس مرات كتب الله له ذلك».

ولا شكّ أنّ هذه العلاقة النوعية لا تنفصل عن العلاقة برسول الله صلّى الله عليه وآله، والعلاقة بأيٍّ من أهل البيت عليهم السلام، وهي لا تحصل بالشكل الأفضل إلّا مع معرفة أفضل بكلّ سيرة سيّد الشهداء عليه السلام.

الخامس: أنّ المحمّدي حسيني وإلّا فلا، أي إنّ الموحّد حسيني وإلّا فلا. ولا شكّ أنّ هذه الحقيقة مرتبطة جذرياً بمعرفة الحسين عليه السلام.

ويؤكّد حقيقة أنّ المحمدي حسيني وإلّا فلا:

1) إجماع المسلمين على قوله صلّى الله عليه وآله: «حسينٌ منّي وأنا من حسين».

2) تأكيد أهل البيت عليهم السلام، أنّ على كلّ مسلم أن تكون حياته كلّها في الدنيا والآخرة مرتبطة بالإمام الحسين عليه السلام؛ ومن مفردات ذلك: تحنيك المولود بتربة الحسين عليه السلام، والاستشفاء بها، وحملها للأمان، ووضع شيء منها في القبر، وذكره صلوات الله عليه عند شرب الماء... وصولاً إلى طلب الشهادة في درب الحسين عليه السلام، والدعاء المتجدّد الدائم بأن يكون من الطالبين بثاره مع وليّه المهديّ عليهما السلام.

حول منهج دراسة السيرة

في محاولتنا التعرّف إلى سيرة الإمام الحسين عليه السلام قبل كربلاء، سوف يتمّ التركيز، بحوله تعالى، على ستة محاور أساسية:

الأول والثاني: تحديد الولادة، والتسمية.

الثالث: تهنئة الملائكة للنبيّ صلّى الله عليه وآله.

الرابع: العلاقة بين مولده عليه السلام، والتكبير الثالث في آخر الصلاة.

الخامس: ما ورد حول الملاك فطرس.

السادس: التوقيع الشريف الذي يتضمّن الدعاء في يوم ولادته عليه السلام.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/04/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات