لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

26/04/2017

الدعاء الذي خصّ به الإمام الهادي بعض شيعته


الدعاء الذي خصّ به الإمام الهادي بعض شيعته

«..كثيراً ما أدعو اللهَ به»

ــــــــــــــــــــــــ رواية الشيخ الطوسي* ــــــــــــــــــــــــ

 

«.. عن أبي الحسن محمّد بن أحمد، قال: حدّثني عمّ أبي، قال:

قصدتُ الإمام (عليّ بن محمّد الهادي النقيّ عليهما السلام) يوماً، فقلت: يا سيّدي، إنّ هذا الرجل –أي المتوكّل العبّاسي- قد اطّرحني وقطع رزقي، وملّلني. وما أتَّهِمُ في ذلك إلّا علمَه بملازمتي لك، فإذا سألتَه شيئاً منه يَلزمُه القبولُ منك، فينبغي أن تتفضّل عليّ بمسألته.

فقال عليه السلام: تُكفى إنْ شاءَ الله.

فلمّا كان في الليل طرقني رُسل المتوكّل، رسولٌ يتلو رسولاً، فجئت والفتح -الفتح بن خاقان، وزير المتوكّل- على الباب قائم، فقال: يا رجل، ما تأوي في منزلك بالليل؟ كدّني هذا الرجل ممّا يطلبك.

فدخلت وإذا المتوكّل جالسٌ في فراشه، فقال: يا أبا موسى، نُشغَلُ عنكَ وتُنسينا نفسك، أيّ شيءٍ لك عندي؟

فقلت: الصِّلة الفلانية، والرزق الفلاني، وذكرتُ أشياء، فأمر لي بها وبضعفها.

فقلت للفتح: وافى عليُّ بن محمّدٍ (الهادي) إلى هاهنا؟

فقال: لا.

فقلت: كَتب رُقعةً؟ فقال: لا.

فولّيتُ منصرفاً فتبعني، فقال لي: لستُ أشكّ أنّك سألتَه دعاءً لك، فالتمِس لي منه دعاءً.

فلمّا دخلتُ إليه عليه السلام، قال لي: يا أبا موسى، هذا وجهُ الرِّضا.

فقلت: ببركتك يا سيّدي، ولكن قالوا لي: إنّك ما مضيتَ إليه ولا سألتَه.

فقال: إنّ الله تعالى علِم منّا أنّا لا نلجأُ في المهمّات إلّا إليه، ولا نَتوكّلُ في الملمّات إلّا عليه، وعوّدَنا إذا سألْنا الإجابةَ، ونخافُ أنْ نَعدِلَ فيَعدِلَ بنا.

قلت: إنّ الفتح قال لي كيت وكيت.

قال: إنّه يُوالينا بِظاهرهِ، ويُجانِبُنا بباطنِه، الدُّعاءُ لِمَن يَدعو به... إذا أَخلصْتَ في طاعةِ الله، واعترفْتَ بِرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم، وبِحقِّنا أهلَ البيتِ، وسَألتَ الله تباركَ وتَعالى شيئاً لمْ يَحرِمْكَ.

قلت: يا سيّدي، فتعلّمُني دعاءً أختَصُّ به من الأدعية.

قال: هذا الدّعاءُ كثيراً ما أدعو اللهَ بِه، وقد سألتُ اللهَ أنْ لا يُخيِّبَ مَن دعا به في مشهدي بعدي، وهو:

يا عُدَّتِي عِنْدَ العُدَدِ، وَيا رَجائِي وَالمُعْتَمَدُ، وَيا كَهْفِي وَالسَّنَدُ، يا واحِدُ يا أحَدُ، وَيا قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَه مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً، أنْ تُصَلِّيَ عَليهم، وتفعَلَ بِي كَيتَ وكَيت».

وتطلب حاجتك بدل العبارتين الأخيرتين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* من كتاب (الأمالي) للشيخ الطوسي: ص 285-286.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/04/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات