الملف

الملف

22/06/2017

ليلة الجمعة ويومُها


ليلة الجمعة ويومُها

ليلةُ قدرِ الأسبوع ويومه

 

اقرأ في الملف

استهلال

زيارة الإمام المهديّ عليه السلام يوم الجمعة

يوم الجمعة أعظم من يومَي الفطر والأضحى

إعداد: «شعائر»

آداب ووظائف يوم الجمعة وليلته

إعداد: أسرة التحرير

صلوات مرويّة عن الإمام المهديّ عليه السلام

رواية السيد ابن طاوس قدّس سرّه

الأدعية والصلوات يوم الجمعة وليلته

إعداد: «شعائر»

 

 

 

استهلال

من زيارة الإمام المهدي عليه السلام في يوم الجمعة

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ،
 السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ. ".."

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَفِينَةَ النَّجَاةِ

 السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ الْحَيَاةِ.".."

أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

 وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ لَكَ، وَالتَّابِعِينَ

وَالنَّاصِرِينَ لَكَ عَلَى أَعْدَائِكَ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْكَ

فِي جُمْلَةِ أَوْلِيَائِكَ. ".."

هَذَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ‏ فِيهِ‏ ظُهُورُكَ وَالْفَرَجُ فِيهِ

لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى يَدِكَ، وَقَتْلُ الْكَافِرِينَ بِسَيْفِكَ،

وَأَنَا يَا مَوْلَايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجَارُكَ،

وَأَنْتَ يَا مَوْلَايَ كَرِيمٌ مِنْ أَوْلَادِ الْكِرَامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيَافَةِ وَالْإِجَارَةِ،

فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِين.‏

(السيد ابن طاوس، جمال الأسبوع)

 

فضلُ يوم الجمعة وليلته

أعظمُ عند الله من يومَي الفطر والأضحى

§        إعداد: «شعائر»

* قال الشيخ المفيد قدّس سرّه في (المقنعة): «فضّل الله تبارك وتعالى يوم الجمعة وليلته على سائر الأيام والليالي، إلّا ما خرج بالدليل من ليلة القدر، فشرّفهما، وعظّمهما، وندب إلى الزيادة من أفعال الخير فيهما، لطفاً منه جلّ جلاله لخلقه في المفترض عليهم من العبادات، وإرشاداً لهم بمنّه إلى الحسنات، ودليلاً واضحاً في الصالحات».

يتناول هذا المقال منزلة يوم الجمعة الأزهر، وليلته الغرّاء، على ضوء ما ورد في الأحاديث المروية عن المعصومين عليهم السلام، نقلاً عن عدّة مصادر؛ منها: (المحاسن) للبرقي، و(مصباح المتهجّد) للشيخ الطوسي، و(جمال الأسبوع) للسيد ابن طاوس، و(عدّة الداعي) لابن فهد الحلّي، و(جواهر الكلام) للفقيه النجفي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

«شعائر»

 

 

في الأخبار الواردة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة من أهل بيته عليهم السلام، أنّ يوم الجمعة هو خِيَرةُ الله من الأيام وسيّدها، ولم تطلع الشمسُ على أفضل منه... تنزل فيه الرحمة، ويُغفر فيه للعباد، وتُضاعف فيه الحسنات، وتُمحى فيه السيئات، وتُرفع فيه الدرجات، وتُستجاب فيه الدعوات، وتُكشف فيه الكربات، وتُقضى فيه الحوائج العظام.

لله تعالى فيه عتقاءُ وطلقاءُ من النار، ما دعا الله فيه أحدٌ من الناس وعرف حقّه وحرمته، إلّا كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار.

ومَن مات فيه أو في ليلته مات شهيداً وبُعث آمناً، بل يُكتب لمَن مات فيه عارفاً بحقّ أهل البيت عليهم السلام براءةٌ من النار وبراءةٌ من العذاب، ومَن مات في ليلته أُعتق من النار. وعن الصادق عليه السلام، قال: «مَن ماتَ يومَ الجُمعة كُتِبَ لهُ براءةٌ من ضَغطةِ القَبرِ».

وهو اليوم الذي حملت فيه مريم عليها السلام، وهبط فيه الروح الأمين، وليس للمسلمين عيدٌ بعد يوم غدير خمّ أولى منه؛ بل هو أعظم عند الله من يومَي الفطر والأضحى. رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّه قال: «إنَّ يومَ الجُمعة سيِّدُ الأيّام وأَعظمُها عندَ الله تعالى، وأَعظمُ عند الله من يَومِ الفِطرِ، ويومِ الأَضحَى...».

وفيه ساعة لا يَسأل اللهَ فيها أحدٌ شيئاً إلّا أعطاه إياه ما لم يَسأل محرّماً، وما من ملَكٍ مقرّب ولا سماء ولا أرض ولا جبل ولا شجر إلّا وهو يُشفق من يوم الجمعة أن تقوم القيامة فيه.

عظَّمه الله تبارك وتعالى، وعظَّمه رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكلامُ الطير فيه إذا لقيَ بعضُها بعضاً: «سلامٌ سلام، يومٌ صالح».

وهو اليوم الذي جمع اللهُ فيه الخلق لولاية محمّدٍ صلّى الله عليه وآله ووصيّه في الميثاق، ولذا وغيره سمّاه الجمعة. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «سُمِّيت الجُمعة جمعةً لأنَّ اللهَ جَمعَ فِيهَا الخَلقَ لِوِلايةِ مُحمَّدٍ صلّى الله عليهِ وآلِهِ وسلَّم وأَهلِ بيتِه». وفي رواية: «سُمِّيت الجُمعة جمعةً لأنّ الله تعالى جَمَعَ للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أمرَه».

ولا تركد فيه الشمس كما تركد في غيره لعذاب أرواح المشركين، فيرفع الله عنهم العذاب فيه لفضله.

وهو اليوم الأزهر وليلته الغرّاء، بل هما أربعٌ وعشرون ساعة؛ لله عزّ وجلّ في كلّ ساعة منها ستمائة ألف عتيق من النار.

وفيه يخرج قائم آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، كما أنّ فيه تقوم القيامة.

وفيه تُفتح أبواب السماء لصعود أعمال العباد، وفيه تُزخرف الجنان وتزيَّن لمَن أتاها.

يوم قضاء الحاجات

في يوم الجمعة ساعاتٌ يستجاب فيها الدعاء والمسألة ما لم يُدعى بقطيعة ومعصية أو عقوق، خصوصاً الساعة التي تدلّى فيها نصف عين الشمس للغروب؛ التي روت فاطمة عليها السلام عن أبيها صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّها سمعته يقول: «إنّ في الجُمعةِ ساعةً لا يُوافِقُها رَجلٌ مُسلمٌ يَسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ فيها خيراً إلَّا أَعطاهُ إيَّاه.

قالت: فقلتُ: يا رَسولَ الله، أيّ ساعةٍ هي؟

فقال: إذا تَدلَّى نصفُ عينِ الشّمسِ لِلغُروبِ.

فكانت فاطمة عليها السلام تقول لغلامها: اصعَدْ على الظّراب [ هو المرتفع من الأرض أو السطح] فإذا رَأيتَ نصفَ عَينِ الشّمسِ قد تَدلَّى لِلغُروبِ فَأَعلِمْنِي حتّى أدعو».

وسُئل الصادق عليه السلام عن الساعة التي تُرجى في يوم الجمعة؛ التي لا يدعو فيها مؤمن إلّا استجيب له؟

قال: «الساعةُ التي يُستجابُ فيها الدُّعاء ما بينَ فَراغِ الإمامِ من الخطبةِ إلى أن يَستوِيَ الناسُ في الصفوف، وساعةٌ أخرى مِن آخرِ النّهار إلى أنْ تَغيبَ الشّمسُ».

وعنه عليه السلام: «إنَّ المؤمنَ لَيدعو في الحاجةِ، فيؤخِّرُ اللهُ حاجتَهُ التي سألَ إلى يومَ الجُمعة ليَخصَّه بفضلِ يومِ الجُمعة».

إلى غير ذلك ممّا ورد في هذا اليوم وليلته في فضله وشرفه، وما ورد في الصلاة فيهما والدعاء والمسألة وفعل الخير وتجنّب الشر.

ومن فضل هذا اليوم أن أوجب اللهُ فيه صلاة الجمعة، ولجلالة قدر هذه الصلاة، حُرِّمَ البيعُ بعد الأذان [للجمعة دون الجماعة]. قال الشيخ الطوسي قدّس سرّه في (الخلاف): «الوقت الذي يحرُم فيه البيع يوم الجمعة؛ إذا جلس الإمامُ على المنبر بعد الأذان، ويكره بعد الزوال قبل الأذان على كلّ حال... قال ميمون بن مهران: كان إذا جلس الإمام على المنبر وأخذ المؤذّن في الأذان نودي في أسواق المدينة: حرُم البيع حرُم البيع».

يومُه مثل ليلته

عن الإمام الصادق عليه السلام: «..ويومُهُ – أي يوم الجمعة - مثلُ ليلتِه، فإنِ استَطعتَ أنْ تُحييها بالدُّعاءِ والصّلاةِ فافْعَل، فإنَّ اللهَ تعالى يُضاعِفُ فيها الحَسناتِ ويَمحُو فيه السّيّئاتِ، وإنَّ اللهَ تعالى واسعٌ كريمٌ».

وإذا كانت عشّية الخميس وليلة الجمعة، نزلت ملائكةٌ من السماء معها أقلام الذهب وصُحف الفضّة، لا يكتبون عشيّة الخميس وليلة الجمعة ويوم الجمعة، إلى أن تغيب الشمس، إلّا الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وفي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام، أنّ الله تعالى يأمر ليلة الجمعة ملكاً فينادي من فوق عرشه من أوّل الليل إلى آخره:

«ألَا عبدٌ مؤمنٌ يدعوني لِآخرته ودُنياه قبل طلوعِ الفجرِ فأُجيبه؟

ألَا عبدٌ مؤمنٌ يتوبُ إليّ من ذنوبِه قبلَ طلوع الفجر فأتوبَ عليه؟

ألَا عبدٌ مؤمنٌ قد قتَّرتُ عليه رزقَه، فيَسألني الزيادة في رزقِه قبل طلوع الفجر فأزيدَه وأوسِّعَ عليه؟

ألَا عبدٌ مؤمنٌ سقيمٌ يَسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأُعافيه؟

ألَا عبدٌ مؤمنٌ محبوسٌ مغمومٌ يسألُني أنْ أطلقَهُ من حَبسِه قبل طلوعِ الفجرِ، فأُطلِقَه من حبسِه فأخلّي سَربَه؟

ألَا عبدٌ مؤمنٌ مظلوم يسألُني أن آخذَ له بِظُلامتِه قبل طلوعِ الفجر، فأنتصر له وآخذَ له بِظلامتِه؟

فما يزال يُنادي بهذا حتّى يطلع الفجر».

وإلى سَحَر ليلة الجمعة أخّر النبيّ يعقوب على نبيّنا وآله وعليه السلام الاستغفارَ لولده، كما في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام.

ولله تعالى في ليلة الجمعة ملَكٌ من أول الليل إلى آخره ينادي: «يا طالبَ الخير أقبِل، ويا طالب الشرّ أقصِر، فلا يزال ينادي بهذا حتّى يطلعَ الفجر».

وينادي ملكٌ آخر: «هل من تائبٍ فيُتابَ عليه، هل من مُستغفرٍ فيُغفرَ له، هل مِن سائلٍ فيُعطى سُؤلَه؟ اللهمّ أَعطِ كلَّ مُنفِقٍ خَلَفاً، وأَعطِ كلَّ مُمسِكٍ تَلَفاً... إلى أن يطلعَ الفجر».

الإبرام في ليلة الجمعة

عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: «إنَّ اللهَ اختارَ الجُمعةَ فجعل يَومَها عيداً، واختارَ ليلتَها فجعلَها مثلَها. وإنّ مِن فضلِها أنْ لا يَسأل اللهَ عزَّ وجلَّ أحدٌ يومَ الجمعة حاجةً إلّا استُجيب له، وَإنِ استحقَّ قَومٌ عِقاباً فَصادفوا يَوم الجُمعة وَليلتها صُرِفَ عَنهم ذلكَ، وَلَمْ يبقَ شيءٌ ممّا أحكَمه الله وفضّله إلّا أبرمَه في ليلةِ الجُمعة. فَليلةُ الجُمعة أفضلُ اللّيالي، وَيَومُها أفضل الأيّام».

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «اجتَنِبوا المعاصي ليلةَ الجُمعة، فإنَّ السيّئةَ مُضاعَفةٌ والحَسَنةَ مضاعَفةٌ، وَمَنْ تَرك مَعصية الله لَيلة الجُمعة غَفَرَ الله لَهُ كُلّ ما سَلف فيه، وقيلَ لهُ: استَأنِفِ العَملَ، وَمَنْ بَارزَ الله لَيلة الجُمعة بِمعصية أخذهُ الله عزَّ وجلَّ بِكلِّ ما عمل في عُمرِه، وضاعفَ عليهِ العذابَ بهذه المَعصية».

 

أكثِروا من الصلاة علَيَّ في الليلةِ الغرّاء واليوم الأزهَر

آداب ووظائف يوم الجمعة وليلته

§        إعداد: أسرة التحرير

* عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إنَّ لِلجُمُعةِ حقّاً واجباً، فإيّاكَ أنْ تُضيِّعَ أو تُقصِّر في شيءٍ من عبادةِ اللهِ تعالى والتَقرُّبِ إليه بالعملِ الصالحِ وتركِ المَحارِم كلِّها، فإنّ الله تعالى يُضاعفُ فيه  الحسناتِ، ويَمحو فيه السيّئاتِ، ويَرفع فيه الدّرجات...».

ما يلي، أهم آداب وأعمال يوم الجمعة التي ورد الحثُّ في الأخبار الشريفة على التقيّد بها أو أدائها، نوردها نقلاً عن عدّة مصادر، منها: (تفسير) العياشي، و(الكافي) للكليني، و(الانتصار) للشريف المرتضى، و(أمالي) الشيخ الطوسي، و(ذكرى الشيعة) للشهيد الأول رضوان الله عليهم.

«شعائر»

 

 

رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّ الخير والشرّ يُضاعفان يوم الجمعة؛ فينبغي للإنسان أن يستكثر فيه من الخير ويتجنّب الشر.

وروى المعلّى بن خنيس قال: «سمعتُ أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: مَن وافقَ منكُم يومَ الجُمعةِ فلا يَشتغلنَّ بشيءٍ غير العبادة، فإنّ فيهِ يُغفرُ لِلعباد وتَنزلُ عليهم الرّحمة».

ويستحب زيادة العمل الصالح في ليلة الجمعة أيضاً، لا سيّما الصدقة، فقد روي عن الصادق عليه السلام أنّ «الصّدقةُ ليلةَ الجُمعةِ ويومها بألف»، وفي رواية أنّها «تُضاعَف أضعافاً».

وعن أبي حمزة الثماليّ قال: «صلّيتُ مع عليّ بن الحسين عليه السلام الفجر بالمدينة في يوم جمعة، فلمّا فرغ من صلاته وتسبيحه نهض إلى منزله وأنا معه، فدعا مولاةً له تسمّى سَكينة، فقال لها: لا يَعبر على بابي سائلٌ إلّا أطعمتُمُوه، فإنّ اليومَ يومُ الجمعة».

وعن الإمام الباقر عليه السلام: «إذا أردتَ أن تتصدَّقَ بشيءٍ قبل الجمعة، أخِّرْهُ إلى يوم الجمعة».

الصلاة على النبيّ وآله

يستحبّ كذلك الاكثار من الصلاة على النبيّ وآله صلّى الله عليهم يومَ الجمعة وليلته، فإن تمكّن من ذلك ألف مرة كان له ثواب كثير.

* روى عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «إذا كان ليلةُ الجمعة، نزلَ من السّماءِ ملائكةٌ بعددِ الذرّ، في أَيديهم أقلامُ الذّهبِ وقراطيسُ الفِضّة، لا يكتبونَ إلى ليلةِ السّبتِ إلّا الصّلاةَ على محمّدٍ وآل محمّدٍ صلّى الله عليهم، فأكثِر منها يا عمر. إنَّ مِن السنّةِ أن تُصلّيَ على محمّدٍ وأهلِ بيتِه في كلّ ليلةِ جمعة ألفَ مرّة، وفي سائرِ الأيّامِ مائةَ مرّة».

* وعنه عليه السلام: «قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: أكثِروا منَ الصّلاةِ عليَّ في اللّيلةِ الغَرّاءِ واليومِ الأَزهرِ؛ ليلةِ الجمعة ويومِ الجمعة.

فسُئل: إلى كم الكثير؟

فقال: إلى مائة، وما زادَ فهو أَفضل».

* وروى المفضّل، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، «ما مِن شيءٍ يُعبَدُ اللهُ بِه يومَ الجمعة أحبّ إليَّ من الصّلاةِ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ».

* ومثله عن الصادق عليه السلام، قال: «ما مِن عملٍ يوم الجمعة أفضل من الصّلاةِ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ، ولو مائة مرّة ومرّة.

قيل: كيف أصلّي عليهم؟

قال: تقول: اللّهمَّ اجعَلْ صَلواتِكَ وصَلواتِ مَلائِكتِكَ وأنبيائِكَ ورُسُلِكَ وجميعِ خَلقِكَ على مُحمَّدٍ وأهلِ بيتِ مُحمَّدٍ عليهِ وعليهم السّلامُ ورحمةُ الله وبركاتُه».

وفي رواية، تقول: «اللّهمَّ اجعَلْ صلاتَكَ وصلاةَ ملائكتِكَ ورُسُلِكَ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وعجِّلْ فَرَجَهُم». أو تقول: «اللّهمّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وعَجِّل فَرَجَهُم».

* وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن صلَّى عليَّ يومَ الجمعة مائة مرّة قضى الله له ستّينَ حاجةً؛ منها للدّنيا ثلاثون حاجة، وثلاثون للآخِرة».

 

لم يمُت حتى يدرك القائم عليه السلام

في الأحاديث الشريفة استحباب أن يقرأ ليلة الجمعة سورة بني إسرائيل (الإسراء)، و(الكهف)، والسور الثلاث المبدؤة بـ﴿طس﴾ ﴿طسم﴾ (الشعراء النمل القصص)، وسورة (الم السجدة) و(يس)، و(ص)، و(الأحقاف)، و(الواقعة)، و(حم السجدة)، و(حم الدخان)، و(الطور)، و(القمر)، و(الجمعة)، فإن لم تسنح له الفرصة فليختر من هذه السوَر (الواقعة) وما قبلها.

* فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَن قَرأ (بني إسرائيل) في كلّ ليلة جمعة، لمْ يَمُتْ حتَى يُدرِكَ القائمَ عليه السَلام، فيكونَ مِن أصحابِهِ».

* وقال عليه السلام: «مَن قَرأ سُورةَ (الكَهف) كلّ ليلة جمعة، لمْ يَمُتْ إلّا شهيداً، أو بَعَثَهُ اللهُ مع الشُّهداءِ، ووَقَفَ يومَ القِيامةِ مع الشُّهداء».

* وعن الصادق عليه السلام، قال: «مَن قرأ في ليلةِ الجُمعة أو يومِ الجُمعة سورة (الأحقاف)، لم يُصِبْه اللهُ بِرَوعةٍ في الحياةِ الدُّنيا، وآمَنَهُ مِن فَزَعِ يومِ القيامَةِ».

***

* ويستحبّ أن يقرأ عقب الغداة (الفجر) من يوم الجمعة سورة (الرحمن) جلّ جلاله. ثمّ يقول كلّما قال ﴿فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾: «لا بشيءٍ من آلائك ربِّ أكذّب»، هكذا في الرواية عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام.

* وكذلك ورد استحباب قراءة سورة (النساء)، وسورة (هود)، و(الكهف)، و(الصافات)، و(الرحمن) يوم الجمعة. قال الصادق عليه السلام: «مَنْ قرأ سورة (الصافّات) في كلّ يوم جمعةٍ لم يَزَلْ محفوظاً مِن كلّ آفةٍ، مدفوعاً عنه كلُّ بليّةٍ في الحياةِ الدّنيا، مرزوقاً في الدّنيا..».

الذكر في ليلة الجمعة

* ويستحبّ أن يدعو في ليلة الجمعة ويومها بدعاء ليلة عرفة ويومها: «اللّهمّ مَن تعبَأ أو تهيَأ...». (مفاتيح الجنان: أعمال ليلة الجمعة، ويأتي الحديث عن سائر أدعية يوم الجمعة وليلته)

* وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله: من قال هذه الكلمات سبع مرّاتٍ في ليلة الجُمعة، فمات ليلته دَخَل الجنّة، وَمَن قالَها يَوم الجُمعة فمات في ذلكَ اليوم دَخَل الجنّة، من قال: «اللّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي قَبْضَتِكَ، وَناصِيَتِي بِيَدِكَ، أَمْسَيْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بَرِضاكَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ، وأَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ».

* أن يقول عشر مرات: «يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدَيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العُلى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ».

* وروي عن الإمام الرضا عليه السلام: «..فإذا حَضَرَ يومُ الجُمعة، ففي ليلتِهِ قُل في آخِرِ السّجدَةِ مِن نوافِلِ المغرب وأنتَ ساجد: اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ باسمِكَ العظيمِ، وسُلطانِكَ القديمِ، أنْ تُصلّيَ على مُحمّدٍ وآلِهِ، وتَغفِرَ لي ذَنبيَ العظيم».

* ويستحبّ ليلة الجمعة الإكثار من قول: «سبحانَ الله، واللهُ أكبر، ولا إلهَ إلا الله».

* وورد أيضاً استحباب الاستغفار آخر النهار من يوم الخميس، بأن يقول: «أسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْه‌ِ تَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لا يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَلا عَدْلاً، وَلا نَفْعاً وَلا ضُرّاً، وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلا نُشُوراً، وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الأخْيارِ الأبْرارِ وَسَلّمَ تَسْلِيماً».

 * وممّا انفردت به الإمامية: استحباب أن يقرأ ليلة الجمعة بسورة (الجمعة) و(سبّح اسم ربك الأعلى) في المغرب وفي العشاء الآخرة، وفي صلاة الغداة بـ(الجمعة) و(المنافقين)، وكذلك في صلاة الجمعة المقصورة، وفي الظهر والعصر إذا صلّاهما من غير قصر. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «مِن الواجبِ على كلِّ مؤمنٍ، إذا كان مِن شيعتِنا، أنْ يقرأَ في ليلةِ الجمعة ب‍ (الجمعة) و(سبِّح)، وفي الظهر والعصر ب‍ (الجمعة) و(المنافقون)، فإذا فعلَ ذلك فكأنّما يَعملُ عملَ رسولِ الله، وكان ثوابُه على الله الجنّة».

أذكار يوم الجمعة

* يستحبّ عقيب الفجر يوم الجمعة أن يقرأ مائة مرة (قل هو الله أحد). ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله مائة مرة، وأن يستغفر الله تعالى مائة مرة.

* وقال الصادق عليه السلام: «مَن قال يومَ الجمعة حين يصلّي الغداة قبل أنْ يتكلّم:

(اللّـهُمَّ ما قُلْتُ في جُمُعَتي هذِهِ مِنْ قَوْلٍ، أو حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْفٍ، أو نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْرٍ، فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَما شِئْتَ مِنْهُ أنْ يَكُونَ كانَ، وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُن. اللّـهُمَّ اغْفرْ لي وَتَجاوَزْ عَنّي. اللّـهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتي عَلَيْهِ، وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتي عَلَيْهِ)... كان كفّارةً من جمعة إلى جمعة».

* ويُستحبّ أن يدعو أيضا بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي تَعَمَّدْتُ إِلَيْكَ بِحَاجَتِي، وأَنْزَلْتُ بِكَ الْيَوْمَ فَقْرِي ومَسْكَنَتِي، فَأَنَا اليَومَ لِمَغفِرَتِكَ أَرْجَى مِنِّي لِعَمَلِي، ولَمَغْفِرَتُكَ ورَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي، فَتَوَلَّ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ هِيَ لِي، بِقُدرَتِكَ عَلَيْهَا، وتَيْسِيرِ ذَلِكَ عَلَيْكَ، ولِفَقْرِي إِلَيْكَ؛ فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلَّا مِنْكَ، ولَمْ يَصْرِفْ عَنِّي أَحَدٌ شَرَّاً قطُّ غَيرُكَ، ولَيْسَ أَرْجُو لآِخِرَتِي ودُنْيَايَ سِواكَ، ولَا لِيَوْمِ فَقْرِي وَيَوْمِ يُفْرِدُنِي النَّاسُ فِي حُفْرَتِي وأُفْضِي إِلَيْكَ يَا ربِّ بفقري».

*  ويتأكّد فيه استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام، والمعصومين عموماً. فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال:

«مَن أرادَ أنْ يزورَ قبرَ رسولِ الله صلّى الله عليه وآلِه وسلَّم، وقبرَ أميرِ المؤمنينَ وفاطمةَ والحسنِ والحسين وقبورَ الحُجَج عليهم السّلام، وهو في بَلدِه، فليَغتسِل في يومِ الجمعة، وليَلبس ثوبَين نظيفَين، وليَخرج إلى فلاةٍ من الأرضِ، ثمّ يصلّي أربع ركعات يقرأ فيهن ما تيسَّر من القرآنِ. فإذا تَشهَّدَ، وسَلَّم، فليقُم مستقبل القبلة، وليقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النّبِيُّ المُرْسَلُ، وَالوَصِيُّ المُرْتَضَى، وَالسَّيِّدَةُ الكُبْرى، وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ، وَالسِبْطانِ المُنْتَجَبانِ، وَالأوْلادُ الأعْلامُ، وَالاُمَناءُ المُنْتَجَبُونَ، جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكُمْ وَإِلى آبائِكُمْ وَوَلدِكُمْ الخَلَفِ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ، فَقلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ اللهُ لدِينِهِ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي لَمِنَ القائِلِينَ بِفَضْلِكُمْ، مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ لا أُنْكِرُ للهِ قُدْرَةً وَلا أَزْعُمُ إِلاّ ما شاءَ اللهُ، سُبْحانَ اللهِ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ، يُسَبِّحُ اللهَ بِأَسْمائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ، وَالسَّلامُ عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».

* وقدر ورد استحباب زيارة قبور الموتى لا سيّما الأبوين، وسُئل الباقر عليه السلام عن زيارة القبور، فقال: «إذا كانَ يومُ الجمعة فزُرْهم، فإنّه مَن كان منهم في ضيقٍ وُسِّع عليه ما بين طلوعِ الفجرِ إلى طلوعِ الشّمسِ، يَعلمون بمَن أتاهم في كلّ يومٍ، فإذا طلعتِ الشّمسُ كانوا سُدى.

قيل: فيعلمون بمَن أتاهُم فيَفرحُون به؟

قال: نعم، ويَستوحِشون له إذا انصَرَف عنهُم».

لا يتركه إلّا فاسق!

عن الإمام الصادق عليه السلام: «لِيتزيّنْ أحدُكم يومَ الجمعة: يغتسلْ، ويتَطيّبْ، ويُسَرّحْ لِحْيَتَه، ويَلْبِسْ أنظفَ، ثيابه ويَتَهيّأ للجمعةِ، ولْيكُنْ عليه في ذلك اليوم السكينةُ والوَقارُ، وليُحسِنْ عبادَةَ ربّه، وَلْيَفعلِ الخيرَ ما استطاعَ، فإنّ الله تعالى يطَّلعُ إلى الأرض ليُضاعِف الحسناتِ».

* من وكيد السنن في يوم الجمعة الغُسل، ووقته من بعد طلوع الفجر إلى الزوال وكلما قارب الزوال، كان أفضل. فإذا أردتَ الغُسل، فقل: «أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وَحدَه لا شريكَ لهُ، وأنّ محمّداً عبدُه ورسولُه صلّى الله عليهِ وآلِه وَسلّم، اللّهمّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ واجْعَلني مِن التّوّابينَ، واجعلني من المتطهِّرين، والحمدُ لله ربِّ العالمين».

* ويستحب أن يأخذ من شاربه، ويقول: «بسمِ اللهِ وعلى مِلّةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وآلِه وسلّم ومِلّةِ أمير المؤمنين والأوصياءِ عليهم السّلام».

* ويستحبّ أن يقصّ أظفاره ويقول عند ذلك: «بِسمِ الله وباللهِ وعلى سُنّةِ رسولِ الله صلّى الله عليهِ وآلِهِ وَسلّم والأئمّةِ من بعدِهِ عليهم السّلام». وابدأ بخنصرك من يدك اليسرى، واختم بخنصرك من يدك اليمنى. فإنّه من قال وفعل ذلك، كتب الله له بكل قلامة وجزازة عتقُ نسَمة، ولم يمرض إلّا مرضه الذي يموت فيه.

وينبغي أن يتطيّب، ويلبس أطهر ثيابه.

* وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته له: «يا عليّ، على الناسِ في كلّ يومٍ من سبعة أيامٍ الغُسل، فاغتسِل في كُلِّ جُمعة وَلو أنّك تشتري الماءَ بِقُوتِ يَومِكَ وَتطويهِ، فإنّه لَيسَ شيءٌ مَنَ التطوّع أعظم مِنهُ».

* وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «لا يَترك غُسلَ يوم الجمعة إلا فاسقٌ..».

* وعنه عليه السلام: «غُسلُ يوم الجمعة سُنّةٌ واجِبةٌ على الرّجالِ والنّساءِ، في السّفر والحَضر». وروي أنّه رخّص في تركه للنساء في السفر لقلّة الماء. والوضوء فيه قبل الغسل.

* وقال الصادق عليه السلام: «إنْ نَسيتَ الغُسلَ أو فاتك لِعلّة، فاغتَسِل بعد العصرِ أو يوم السبت».

* وقال عليه السلام: «إذا اغتَسل أحدُكُم يومَ الجمعة، فليقل: اللّهمّ اجْعَلني مِن التّوّابينَ، واجعلْنِي من المتطهِّرين».

* وعنه عليه السلام: «غُسلُ يوم الجمعة طهورٌ وكفّارةٌ لِما بينهما من الذّنوب، مِن الجمعةِ إلى الجمعةِ».

* وأيضاً عنه عليه السلام: «مَن اغتَسلَ يوم الجمعة، فقال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وَحدَه لا شريكَ لهُ، وأنّ محمّداً عبدُه ورسولُه، اللّهمّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ واجْعَلني مِن التّوّابينَ، واجعلني من المتطهِّرين، كان طُهراً له من الجمعةِ إلى الجمعة».

* وروي عن الإمام الرضا عليه السلام: «وعليكم بالسُّنَنِ يوم الجمعة، وهي سبعة: إتيانُ النّساء، وغَسلُ الرّأسِ واللّحيَةِ بالخِطْمِيّ [صنف من النبات]، وأَخْذُ الشّارب، وتقليمُ الأظافير، وتَغييرُ الثّياب، ومسُّ الطِّيب. فمَن أتى بواحدةٍ من هذه السُّنن نابت عنهنّ؛ وهي الغسل... وإنّما سُنّ الغُسل يوم الجمعة، تتميماً لِما يلحقُ الطّهورَ في سائر الأيّام من النّقصان».

فرائد

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أَطْرِفُوا أَهَالِيَكُم في كُلِّ جُمُعَةٍ بِشَيءٍ مِنَ الفاكهةِ أَوِ اللَّحمِ حَتّى يَفرَحُوا بِالجُمُعَةِ».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «أُفٍّ للرّجلِ المُسلِم أنْ لا يُفرِّغَ نفسَه في الأسبوعِ يومَ الجُمُعة لِأمرِ دِينِه فيَسألَ عنه».

* ورُوي الترغيب في صوم يوم الجمعة، إلاّ أنّ الأفضل أن لا يتفرّد بصومه إلاّ بصوم يومٍ قبله، ويُكره السفر فيه ابتداءً. وكذلك تكرَه الحجامة وإنشاد الشعر وفضول الكلام. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «إِذا رأيتم يَوم الجُمعة شَيخاً يقصّ على النّاس تاريخ الكُفر والجاهليّة فارمُوا رأسَهُ بِالحصى».

* ورُوي في أكل الرّمان فيه وفي ليلته فضلٌ كثير. عن الإمام الكاظم عليه السلام: «مَن أكلَ رمّانةً يومَ الجمعةِ على الرِّيقِ نوَّرتْ قلبَه أربعينَ صباحاً، فإنْ أكلَ رمّانتَين فثمانين يوماً، فإنْ أكلَ ثلاثاً فمائة وعشرين يوماً، وطَردَت عنه وسوسةَ الشّيطان، ومَن طُردت عنه وسوسةُ الشيطان لم يعصِ اللهَ، ومَن لم يعصِ اللهَ أدخلَه اللهُ الجنّة».

* وقد ورد في بعض الروايات: أنّ الدعاء، بعد قراءة سورة (الكافرون) عشر مرات عند طلوع الشمس من يوم الجمعة، مُستجاب.

* وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «مَن تنفّلَ ما بينَ الجُمعةِ إلى الجمُعة بخَمسمائة رَكعة، فلهُ عندَ اللهِ ما شاء، إلّا أنْ يتمنّى محرّماً».

 

 

صلواتٌ مرويّة عن الإمام المهديّ عليه السلام

«إذا تركتَ تعقيب عصر يوم الجمعة لعذرٍ فلا تتركها أبداً»

ـــــــــــــــــــــ رواية السيد ابن طاوس قدّس سرّه ـــــــــــــــــــــ

* قال السيّد ابن طاوس قدّس سرّه في (جمال الأسبوع): «ذكرُ صلواتٍ على النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، مرويّة عن مولانا المهديّ صلوات الله عليه، وهي ما إذا تركتَ تعقيبَ عصر يوم الجمعة لعذرٍ فلا تتركها أبداً، لأمرٍ أطلعَنا اللهُ جلّ جلاله عليه..».

يُشار إلى أنّ الشيخ الطوسي روى بسنده هذه الصلوات في (الغَيبة)، من ضمن حديث حجِّ الراوي يعقوب بن يوسف الضرّاب الغسّاني سنة 281 هجرية، كما أوردها العلامة المجلسي في موضعَين من (البحار) نقلاً عن (الغَيبة)، و(جمال الأسبوع).

«شعائر»

 

أخبرني الجماعة الذين قدّمت ذكرهم في عدة مواضع، بإسنادهم إلى جدّي أبي جعفر الطوسيّ رضوان الله عليه، قال: أخبرني الحسين بن عبيد الله، عن محمّد بن أحمد بن داود وهارون بن موسى التلعكبريّ، قالا: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الرازي الخضيب الأيادي - فيما رواه في كتابه (كتاب الشفاء والجلاء) - عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه، قال: حدّثني الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمّي، قال: حدّثني يعقوب بن يوسف الضرّاب الغسّاني في منصرفه من أصفهان "..".

نسخة الدفتر الذي خرج: (أي التوقيع المبارك الذي خرج من الناحية المقدّسة)

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرسَلِينَ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ، المُصْطَفى فِي الظِّلالِ، المُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، البَريءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، المُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ، المُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ، المُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اللهِ. اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَضِئْ نُورَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَعْطِهِ الفَضلَ وَالفَضِيلَةَ، وَالدَّرَجَةَ وَالوَسِيلَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوّلونَ وَالآخِرونَ.

وَصَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرسَلِينَ، وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَليٍّ إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى الحُسَينِ بنِ عَليٍّ إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى عَليّ بنِ الحُسَينِ سَيِّدِ العابِدين، وإِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى جَعْفَرٍ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى مُوسى بنِ جَعفَرٍ إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بنِ مُوسى إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ علِيٍّ إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤمِنِينَ، وَوارِثِ المُرسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

وَصَلِّ عَلى الخَلَفِ الصّالِحِ الهادي المهديِّ إمامِ الهدى، وإِمامِ المُؤمنِينَ، وَوارِثِ المُرسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعلى أَهْلِ بَيْتِهِ الأئِمَّةِ الهادِينَ، العُلَماءِ الصَّادِقِينَ، الأبْرارِ المُتَّقِينَ، دَعائِمِ دِينِكَ، وَأَركانِ تَوْحِيدِكَ، وَتراجِمَةِ وَحيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلقِكَ، وَخُلَفائِكَ فِي أَرْضِكَ، الَّذِينَ اخْتَرْتَهُم لِنَفسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُم عَلى عِبادِكَ، وَارْتَضَيْتَهُم لِدِينِكَ، وَخَصَصْتَهُم بِمَعْرِفَتِكَ، وَجَلَّلتَهُم بِكَرامَتِكَ، وَغَشَّيْتَهُم بِرَحْمَتِكَ، وَرَبَّيْتَهُم بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُم بِحِكمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُم (من) نُورَكَ، وَرَفَعْتَهُم فِي مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُم بِملائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُم بِنَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعلَيهِم صلاةً كثِيرةً دائِمةً طَيِّبةً، لا يُحِيطُ بِها إِلّا أَنتَ، وَلا يَسَعُها إِلّا عِلمُكَ، وَلا يُحْصِيها أَحَدٌ غَيْرُكَ.

اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ المُحْيِي سُنَّتَكَ، القائِمِ بِأَمْرِكَ، الدَّاعِي إِلَيْكَ، الدَّلِيلِ عَلَيْكَ، وحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ.

اللّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فِي عُمُرِهِ، وَزَيِّنِ الأرضَ بِطُولِ بَقائِهِ. اللّهُمَّ اكفِهِ بَغْيَ الحاسِدِينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الكائِدِينَ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظالِمِينَ وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الجَبّارِينَ.

اللّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ، وَرَعِيَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ، وَعَدُوِّهِ وَجَمِيعِ أَهْلِ الدُّنْيا ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما أَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ ما مُحِيَ مِنْ دِيْنِكَ، وَأَحْيِ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ (و) عَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً خالِصاً مُخْلَصاً، لا شَكَّ فِيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ، وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ.

اللّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَاهْدِمْ بِغُرّتِه كُلَّ ضَلالَةٍ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ، وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ كُلَّ جائِرٍ، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكمٍ، وَأَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ.

اللّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ، وأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ، وَسَعى فِي إِطْفاءِ نُورِهِ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، وَعَلِيٍّ المُرْتَضى، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَالحَسَنِ الرِّضا، وَالحُسَيْنِ المُصَفَّى، وَجَمِيعِ الأَوْصِياءِ مَصابِيحِ الدُّجَى، وَأَعلامِ الهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَالعُرْوَةِ الوُثْقى، وَالحَبْلِ المَتِينِ، والصِّراطِ المُسْتَقِيمِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِكَ، وَالأئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَزِدْ فِي أَعمارِهِم، وَزِدْ آجالَهُمْ، وَبَلِّغْهُم أَفضل آمالِهِم دِيناً وَدُنْيا وَآخِرَةً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ».

[انظر: باب (صاحب الأمر) من هذا العدد، ص 44 – 45]

 

عصرُ الجمعة

يُجمع الفقهاء على أنّ أفضل أوقات يوم الجمعة ساعات بعد العصر إلى وقت الغروب، فعن الإمام الكاظم عليه السلام أنه قال: «إنّ للهِ يَوم الجُمعةِ ألفَ نَفْحةٍ من رحمتِه، يُعطي كُلّ عبدٍ منها ما شاء. فمَن قرأَ بعد العصر يَوم الجُمعة (إِنّا أَنزَلنْاهُ) مائة مرَّة، وَهبَ الله لَهُ تلك الألف ومثلها».

* وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «الصّلاة عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فيما بين الظّهر والعَصر تَعدِلُ سبعين حجَّة..».

 

* وورد استحباب الاستغفار سبعين مرّة بعد عصر الجمعة، وصيغته: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ».

* كذلك يستحبّ أن يدعو في ساعة الاستجابة بالمرويّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا حَنّانُ يا مَنّانُ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأرْضِ يا ذَا الجَلالِ وَالإكرامِ».

* وأيضاً قراءة دعاءي السِّمات والعشرات، ويأتي الحديث عنهما.

(المحدّث القمّي، مفاتيح الجنان)

 

لقيتُه على الصّراط... وكَفيتُه الحسابَ والميزان

الأدعية والصلوات يوم الجمعة وليلته

§        إعداد: «شعائر»

* تزخر الموسوعات الفقهية ومصنّفات الحديث وكُتب العبادات بذكر الصلوات المرغَّب فيها ليلة الجمعة ويومها. فقد أورد الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد) – على سبيل المثال - أكثر من عشرين صلاة ورد استحباب أدائها يوم الجمعة، منها صلوات المعصومين عليهم السلام، وأكثر من خمس صلوات تحت عنوان صلاة الحاجة، فضلاً عن الزيادات على نوافل يوم الجمعة، وصلاة الحبوة أو صلاة جعفر. كما أنّ عدداً من هذه الصلوات مشفوعٌ بأدعية قصار أو طوال تُقرأ بعد الفراغ منها.

وفي (هداية الأمة) للحر العاملي، وفي غيره، ثبتٌ بعددٍ من الصلوات المستحبّ أداؤها في ليلة الجمعة. ونظراً لوفرة الصلوات – ويسري ذلك على الأدعية أيضاً – فقد اكتفينا في هذه المقالة بالإشارة إلى عددٍ منها، لا سيّما أنّ معظم هذه الصلوات والأدعية مبثوثة ضمن أبواب (مفاتيح الجنان) للمحدّث القمّي، أو أنه أشار إلى مصدرها من مصنفات الشيخ الطوسي أو السيد ابن طاوس أو العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليهم.

«شعائر»

 

* في (فقه الرضا) لابن بابويه القمي، قال: «وفي نوافل يوم الجمعة زيادة أربع ركعات تتمة عشرين ركعة، يجوز تقديمها في صدر النهار، وتأخيرها إلى بعد صلاه العصر.

وتستحب يوم الجمعة:

1) صلاة التسبيح وهي صلاة جعفر.

2) صلاة أمير المؤمنين عليه السلام.

3) ركعتا الطاهرة عليها السلام.

ولا تدَعْ تسبيح فاطمة عليها السلام بعقب كلّ فريضة، وهي المائة، والاستغفار بعقبها، وهو سبعون مرة قبل أن تُثني رجليك، يغفر الله لك جميع ذنوبك إن شاء الله».

* وفي (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي: «يستحبّ يوم الجمعة:

1) الصلاة الكاملة: وهي أربع ركعات قبل الصلاة، يقرأ في كل ركعة (الحمد) عشراً، و(المعوّذتين)، و(الإخلاص)، و(الجُحد)، و(آية الكرسيّ) عشراً عشراً. (و﴿إنّا أنزلناهُ﴾ عشراً، وشهد الله [الآيتان 18 - 19 من آل عمران] عشر مرات. فإذا فرغ من الصلاة استغفر اللهَ، مائة مرّة، ثم يقول: سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبر، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا باللهِ العليّ العظيمِ، مائة مرة، ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، مائة مرة)، وقد ورد في ثوابها عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّ مَن صلاها دفع الله عنه شرّ أهل السماء وشرّ أهل الأرض.

2) صلاة الأعرابيّ: عند ارتفاع النهار، وهي عشر ركعات، تصلّى كلّ ركعتين بتسليمة، يقرأ في الأولى (الحمد) مرة، و(الفلق) سبع مرات، وفي الثانية (الحمد)، مرة و(الناس) سبع مرات، ثمّ يسلّم ويقرأ (آية الكرسي) سبعاً، ثمّ يصلّي ثمان ركعات بتسليمتين يقرأ في كلّ ركعة (الحمد) مرة، و(النصر) مرة، و(التوحيد) خمساً وعشرين مرة، ثمّ يقول بعدها: (سبحانَ اللهِ ربّ العرشِ الكريم، لا حولَ ولا قوّةَ إلّا باللهِ العليِّ العظيم) سبعين مرة.

وقد ورد في ثوابها عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: فوالّذي اصطَفاني بِالنّبوّةِ ما مِن مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ يصلّي هذه الصلاة يوم الجمعة كما أقول، إلّا أنا ضامنٌ له الجنّة، ولا يقومُ من مقامِه حتّى يُغفر له ذنوبه ولأبويه ذنوبهما».

3) صلاة الحاجة: ركعتان بعد صوم ثلاثة آخرها يوم الجمعة.

* وفي (مصباح المتهجّد) للشيخ الطوسي، قال: الصلوات المستحبّ فعلها في هذا اليوم المرغّب فيها، [منها]:

1) صلاة النبيّ صلّى الله عليه وآله: هما ركعتان – بكيفيّة خاصة - ورد في ثواب هذه الصلاة قوله عليه السلام: «فإذا سَلّمتَ، عقّبتَ بما أردتَ، وانصرفْتَ، وليس بينكَ وبين الله تعالى ذنبٌ إلّا غَفَرَه لك».

2) صلاة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: روي عن الصادق عليها السلام أنّه قال: «مَن صلّى منكُم أربعَ ركعات صلاة أميرِ المؤمنينَ عليه السّلام، خَرجَ من ذنوبِه كَيومِ ولدَته أمُّه، وقُضيَت حوائجُه..».

3) صلاة أخرى له عليه السلام تُصلّى يوم الجمعة؛ فأول ما تبدأ به أن تقول عند وضوئك: «بسمِ الله بسمِ الله بسمِ الله خيرِ الأسماء وأكرمِ الأسماء..».

4) صلاة الطاهرة فاطمة عليها السلام: هما ركعتان تقرأ في الأولى (الحمد) ومائة مرةٍ (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) وفي الثانية (الحمد) ومائة مرةٍ (قل هو الله أحدٌ)، فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الزهراء عليها السلام، ثمّ تقول: «سبحانَ ذي العزِّ الشامخِ المنيفِ..». الدعاء.

5) صلاة أخرى لها عليها السلام تصلَّى للأمر المخوف‏: روى إبراهيم بن عمر الصنعاني عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: «للأمرِ المَخوف العظيم تصلّي ركعتيَن، وهي التي كانت الزهراء عليها السلام تصلّيها؛ تقرأ في الأولى (الحمد) و(قل هو الله أحدٌ) خمسين مرةً، وفي الثانية مثل ذلك، فإذا سلّمت صلّيت على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ ترفع يدَيك وتقول: اللّهمّ إنّي أتوجّهُ بهم إليك..».

 

صلوات ليلة الجمعة

أورد الحرّ العاملي رضوان الله عليه في (هداية الأمّة) مجموعة من الصلوات التي يستحبّ أداؤها ليلة الجمعة، مرويّة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله:

* «مَن صلَّى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء الآخرة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة) الكتاب و(قل هو الله أحد) أربعين مرّة، لقيتُه على الصّراطِ وصافحتُه، ومَن لقيتُه وصافحتُه على الصّراط كَفيتُه الحسابَ والميزانَ».

* «من صلَّى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء الآخرة عشرين ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة)  الكتاب و(قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرّة، حفظه الله تعالى في أهله وماله ودِينه ودُنياه وآخرتِه».

* «من صلَّى ليلة الجمعة ركعتَين، يقرأ فيهما بـ(فاتحة) الكتاب و(إذا زُلزلت) خمس عشرة مرّة، آمنَه اللهُ من عذابِ القبرِ ومن أهوالِ يومِ القيامة».

* «مَن قرأ في ليلة الجمعة أو يومها (قل هو الله أحد) مائتي مرّة في أربع ركعات، في كلّ ركعة خمسين مرّة، غُفرت ذنوبُه ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ».

* «من صلَّى ليلة الجمعة أربع ركعاتٍ يقرأ فيها (قل هو الله أحد) ألف مرّة؛ في كلّ ركعة مأتين وخمسين مرّة، لم يمُت حتّى يَرى الجنّة أو تُرى له».

«من صلَّى ليلة الجمعة ركعتّين، يقرأ في كلّ ركعة (قل هو الله أحد) خمسين مرّة، ويقول في آخر صلاته: اللَّهمّ صلّ على النّبيّ العربيّ، غفر الله تعالى له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر».

أدعية يوم الجمعة وليلته

كما هي صلوات يوم الجمعة وليلته، فكذلك هي أدعية هذين الوقتَين الفضيلَين، إذ يجد المتتبّع حشداً وافراً من الأدعية القصار والطوال التي رواها العلماء في مصنّفاتهم، وفي ما أورده المحدّث القمي رضوان الله عليه في (مفاتيح الجنان)، وكذلك السيّد ابن طاوس في (جمال الأسبوع)، والشيخ الطوسي في (المصباح)، كفاية لمن أراد الوقوف على ما روي عن المعصومين عليهم السلام في هذا الباب.

نكتفي هنا بتعريف موجز بأبرز الأدعية التي يستحبّ قراءتها في يوم الجمعة وليلته، سوى ما تقدّم في أثناء المقالات السابقة:

1) دعاء كميل: رواه الشيخ الطوسي في (المصباح) باسم «دعاء الخضر» ضمن أعمال شهر شعبان، قال: «دعاء آخر وهو دعاء الخضر عليه السلام؛ رُوي أنّ كميل بن زياد النخعيّ رأى أمير المؤمنين عليه السلام، ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان».

كما رواه الشيخ الكفعمي ضمن أعمال ليلة النصف من شعبان، وقال السيّد ابن طاوس باستحباب قراءته ليلة الجمعة أيضاً بعد الفريضتين، وهذا الرأي هو معتمد العلماء، كما أنّ العلامة المجلسي عبّر عنه بأنّه أفضل الأدعية.

2) دعاء الندبة: رواه السيّد ابن طاوس في (الإقبال)، و(مصباح الزائر)، ورواه أيضاً ابن المشهدي في (المزار الكبير). يُقرأ في الأعياد الأربعة؛ الجمعة والفطر والأضحى ويوم غدير خمّ في الثامن عشر من ذي الحجّة.

قال السيّد بن طاوس: «ذكر بعض أصحابنا، قال: قال محمّد بن عليّ بن أبي قرة، نقلت من كتاب محمّد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه دعاء الندبة، وذكر أنّه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه».

وذكر العلامة المجلسي في (زاد المعاد) أنّ دعاء الندبة مرويّ بسندٍ معتبَر إلى الإمام الصادق عليه السلام.

3) دعاء السِّمات: ويسمّى أيضاً «دعاء الشبور» كما قال الكفعمي، وهو دعاء عظيم المنزلة، يقرأه المؤمنون في آخر ساعة من يوم الجمعة.

رواه الشيخ الطوسي والسيد ابن طاوس والشيخ الكفعمي، ونقله العلّامة المجلسي عن خط جدّ الشيخ البهائي، بسنده عن السفير الثاني أبي جعفر محمد بن عثمان، أن جماعة من الموالين سألوه أن يعلمهم الدعاء الذي يُقرأ للغلبة على العدوّ المعاند، فقال: «حدّثني أبو عمرو عثمان بن سعيد – أي أبوه السفير الأول - قال: حدثني محمد بن راشد، قال: حدثني محمد بن سنان، قال: حدثني المفضّل بن عمر الجعفيّ أنّ خواصاً من الشيعة سألوا عن هذه المسألة بعينها أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام فأجابهم بمثل هذا الجواب.

قال: وقال أبو جعفر باقر علم الأنبياء: لو يَعلم النّاس ما نعلمُه من علمِ هذه المسائل وعظَمِ شأنها عند الله، وسرعة إجابة الله لصاحبها مع ما ادّخر له من حُسنِ الثواب، لاقتَتَلوا عليها بالسيوف، فإنّ الله يختصّ برحمته مَن يشاء».

ثمّ قال: «أمَا إنّي لو حلفتُ لَبَررتُ أنّ الاسمَ الأعظمَ قد ذُكر فيها، فإذا دعوتُم فاجتهدوا في الدعاء بالباقي، وارفضوا الفاني، فإنّ مَا ﴿.. عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ ".." ثمّ قال: هذا هو من مكنون العلم ومخزون المسائل المجابة عند الله تعالى».

4) دعاء العشرات: هذا الدعاء في غاية الاعتبار، ذَكرته كتب الأدعية المعروفة، وقد علّمه أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسين عليه السلام. وقد أكّدت الرّوايات قراءته صباحاً ومساءً وخاصّة يوم الجمعة.

رواه السيّد بن طاوس عن الشيخ الطوسي بسنده عن عن عبدالله بن عطا، قال: «حدّثني أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين».

5) الدعاء في غيبة القائم من آل محمّد عليه وعليهم السلام: أوله «اللّهم عرّفني نفسَكَ فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لم أعرف نبيّك..»، وهو دعاء مبسوط ذو مضامين عالية، أورده الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد)، ضمن أعمال يوم الجمعة، وذكر أنه من إملاء السفير الأول أبي عمرو عثمان بن سعيد، وأنه أمر المُملَى عليه محمّد بن همام أن يدعو به.

وذكره الشيخ الصدوق في (كمال الدين)، والسيّد ابن طاوس في (جمال الأسبوع)، وقال: «وهو ممّا ينبغي إذا كان لك عذرٌ عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة، فإيّاك أن تهمل الدعاء به، فإنّنا عرفنا ذلك من فضل الله جلّ جلاله الذي خصّنا به، فاعتمد عليه..». تجده في ملحقات (مفاتيح الجنان) تحت عنوان «الدعاء في زمان الغَيبة».

[انظر أيضاً: باب (صاحب الأمر) من هذا العدد، ص 44 – 45]

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

22/06/2017

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات