صاحب الأمر

صاحب الأمر

22/06/2017

يوم الجمعة يومُ الإمام المهديّ عليه السلام*

 

اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وعَجِّل فرَجَهم

يوم الجمعة يومُ الإمام المهديّ عليه السلام*

ــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــ

إنّ ليوم الجمعة نسبةً وانتماءً إلى الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف من نواحٍ عديدة: لوقوع ولادته المباركة فيه، وانتقال الإمامة إليه، ووقوع ظهوره فيه، واستيلائه فيه على أعدائه، وهو يومُ أخْذِ العهد والميثاق له ولآبائه الأطهار عليهم السلام...

وفي هذا اليوم يكون ترقّب الفرج وانتظاره أشدّ ممّا سواه من الأيام، وقد وردت في بعض زياراته عليه السلام الخاصّة، والتي يُزار بها يوم الجمعة عبارة: «هذا يومُ الجمعة وهو يومُك المُتوقَّعُ فيه ظهورُك، والفرَجُ فيه للمؤمنين على يدِك».

والواقع أنّ الجمعة إنّما عُدّت عيداً من الأعياد الأربعة لما سيتّفق فيها من ظهور الحجّة عليه السلام، وتطهيره الأرض من أدران الشِّرك والكفر، وأقذار المعاصي والذنوب، ومن الجبابرة والملحدين والكفّار والمنافقين...

ويوم الجمعة من أبرز أوقات تجديد البيعة مع الإمام المهديّ صلوات الله عليه. قال العلامة السيّد محمد تقي الأصفهاني في (مكيال المكارم): «ويُستحبّ تجديد العهد والبيعة له في كل جمعة نظراً إلى ما قدّمناه من الرواية؛ أنّ الملائكة يجتمعون في كلّ جمعة في البيت المعمور، ويجدّدون عهد ولاية الأئمّة عليهم السلام... مضافاً إلى أنّ يوم الجمعة هو اليوم الذي أخذ الله تعالى فيه العهد والميثاق بولايتهم عليهم السلام من العالَمين، ومضافاً إلى مزيد اختصاص ذلك اليوم به صلوات الله وسلامه عليهم..».

* ويتوجّب على الموالي أن يستحضر أنّه في هذا اليوم ضيفه عليه السلام، فيزوره بالزيارة التي أوردها السيّد ابن طاوس في (جمال الأسبوع): «السلامُ عليكَ يا حجّة الله في أرضه، السلام عليك يا عينَ الله في خلقه..».

* وينبغي في هذا اليوم أن يُدعى بما أمر الرضا عليه السلام بأن يُدعى به لصاحب الأمر عليه السلام: «اللّهمّ ادفَعْ عن وليِّك وخليفتك...». (باب الزيارات في نهاية أعمال السرداب من مفاتيح الجنان)

* وأن يُدعى أيضاً بما أملاه السفير الأول عثمان بن سعيد العَمري ليُدعى به في غيبة القائم من آل محمّدٍ عليه وعليهم السلام، وهو دعاء طويل تجده في ملحقات (مفاتيح الجنان) تحت عنوان «الدعاء في زمان الغَيبة» وأوّله: «اللّهمّ عرِّفني نفسَك..».

* وأيضاً الصلاة على النبيّ وآله المعصومين المروية عن الإمام المهديّ، والتي عدّها السيّد ابن طاوس من أجلّ تعقيبات عصر يوم الجمعة. وهذان العنوانان الأخيران – الدعاء والصلاة – تقدّم ذكرهما والإشارة إليهما في ملف هذا العدد.

* وقراءة دعاء الندبة المتعلّق به عليه السلام، والذي يُقرأ في الأعياد الأربعة.

* ويتأكّد استحباب الدعاء للإمام عليه السلام، يوم الجمعة في جميع ساعاته عموماً، وخصوصاً بعد صلاة الغداة، وعند الزوال، وعند الرواح إلى المسجد، وبعد صلاة العصر، وفي قنوت صلاة الظهر منه، وفي قنوت صلاة الجمعة، وفي خطبة صلاة الجمعة، وفي آخر ساعة من يوم الجمعة، ويشهد لذلك ورود الدعاء في حقّه في تلك الأوقات عن الأئمّة الهداة عليهم السلام.

* وعن مقاتل بن مقاتل، قال: «قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: أيُّ شيءٍ يقولون في قنوت صلاة الجمعة؟

قال: قلتُ: ما يقولُ الناس.

فقال عليه السلام لي: لا تَقُل كما يَقولون، ولكن قُل: اللّهمّ أصلِح عبدَكَ وخليفَتَك بِما أَصلَحتَ به أنبياءَكَ ورُسُلَك، وحُفَّهُ بِملائكتِك، وأيِّدْهُ بِروحِ القُدسِ مِن عندِك، وأَسلِكْهُ من بينِ يدَيه ومن خلفِه رَصَداً يَحفظونَه مِن كلِّ سوءٍ، وأَبدِلْه مِن بعدِ خوفِهِ أمناً، يَعبدُكَ لا يُشرِكُ بكَ شيئاً، ولا تَجعلْ لِأحدٍ من خَلقِك على وَليِّكَ سلطاناً، وائذَن له في جهادِ عدوّك وعدوّه، واجعلني من أنصارِه، إنّك على كلِّ شيءٍ قدير».

قال في (مكيال المكارم): «قد ظهر من الروايات المذكورة تأكّد الدعاء لمولانا صاحب الزمان عليه السلام في مطلق القنوتات، لكونها من الحالات التي يُرجى فيها استجابة الدعوات، ولا سيّما قنوت الجمعة، والوتر، والفجر. وفّقنا الله تعالى لذلك ورزقنا به عظيم الأجر».

ليلة الجمعة

ومن الأوقات الشريفة المرتبطة بالإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ليلة الجمعة حيث يتأكّد فيها الدعاء له صلوات الله عليه من وجوه:

أحدها: اختصاص يوم الجمعة به، فينبغي في ليلتها الدعاء له صلوات الله عليه.

الثاني: أنّها ليلة عرض الأعمال.

الثالث: ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمة الله عليه في كتاب (مختصر المصباح)، عند ذكر وظائف ليلة الجمعة: «وتقول في الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله: (اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآِل محمّدٍ، وعجّل فرَجَهم وأهلِك عدوَّهم، من الجنِّ والإنسِ من الأوَّلينَ والآخِرينَ)، إمّا مائة مرة، أو ما تمكّن منه».

الرابع: ما نقله صاحب (النجم الثاقب) من استحباب قراءة دعاء الندبة في ليلة الجمعة، كاستحباب قراءته في يوم الجمعة.

الخامس: الأخبار الواردة بالحثّ والترغيب في الدعاء ليلة الجمعة، بضميمة ما يدلّ على استحباب تقديم المؤمن الدعاء في حقّ مولاه على الدعاء في حقّه.

السادس: فحوى ما ورد من الأمر بالدعاء للمؤمنين والمؤمنات في تلك الليلة، فإنّه عليه السلام أحقّ بذلك من جميع المؤمنين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* المصادر: (مكيال المكارم) و(وظيفة الأنام في زمن غَيبة الإمام) للميرزا الأصفهاني، (مفاتيح الجنان) للمحدّث القمي، و(آداب عصر الغَيبة) للشيخ حسين كوراني

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

22/06/2017

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات