لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

منذ أسبوع

دعاء الإمام الكاظم عليه السلام في السجن


دعاء الإمام الكاظم عليه السلام في السجن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ رواية السيّد ابن طاوس* قدّس سرّه ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدعاء الذي علّمه النبيّ صلّى الله عليه وآله، لموسى بن جعفر عليه السلام، في السجن، بإسنادٍ صحيح عن عبد الله بن مالك الخزاعيّ، قال:

«دعاني هارون الرشيد، فقال: عبدَ الله، كيف أنت وموضع السرّ منك؟

فقلت: ... ما أنا إلّا عبدٌ من عبيدك.

فقال: امضِ إلى تلك الحجرة وخُذ مَن فيها، واحتفظ به إلى أن أسألك عنه.

فقال: دخلت فوجدتُ موسى بن جعفر عليه السلام، فلمّا رآني سلّمتُ عليه وحملته على دابّتي إلى منزلي، فأدخلته داري... وأقفلتُ عليه والمفتاح معي، وكنت أتولّى خدمته.

ومضت الأيام فلم أشعر إلّا برسول الرشيد... فنهضتُ ودخلت عليه وهو جالسٌ وعن يمينه فراش وعن يساره فراش، فسلّمتُ عليه فلم يردّ، غير أنّه قال: ما فعلتَ بالوديعة؟ فكأنّي لم أفهم ما قال، فقال: ما فعل صاحبك؟

فقلت: صالح.

فقال: امضِ إليه وادفع إليه ثلاثة آلاف درهم، واصرفه إلى منزله وأهله.

فقمتُ وهممت بالانصراف، فقال: أتدري ما السبب في ذلك؟ وما هو؟

قلت: لا...

قال: نمتُ على الفراش الذي عن يميني فرأيتُ في منامي قائلاً يقول لي: يا هارون، (أطلِق موسى بن جعفر)... فانتبهت فقلت: لعلّها لما في نفسي منه. فقمت إلى هذا الفراش الآخر فرأيتُ ذلك الشخص بعينه وهو يقول: (يا هارون، أمرتُك أن تُطلق موسى بن جعفر، فلم تفعل). فانتبهتُ وتعوّذتُ من الشيطان، ثمّ قمتُ إلى هذا الفراش الذي أنا عليه، وإذا بذلك الشخص بعينه وبيده حربة كأنّ أوّلها بالمشرق وآخرها بالمغرب، وقد أومأَ إليّ وهو يقول: (واللهِ يا هارون، لَئِنْ لم تُطلِق موسى بن جعفر لأَضَعَنَّ هذه الحربة في صدرك، وأُطلعها من ظهرك)... فأرسلتُ إليك، فامضِ فيما أمرتك به ولا تُظهره إلى أحد فأقتلك، فانظر لنفسك.

قال: فرجعتُ إلى منزلي وفتحتُ الحجرة ودخلت على موسى بن جعفر، فوجدته قد نام في سجوده، فجلستُ حتّى استيقظ ورفع رأسه.

وقال: يا عبدَ الله، أفعلتَ ما أُمِرتَ به؟

فقلت له: يا مولاي، سألتك بالله وبحقّ جدّك رسول الله، هل دعوتَ الله عزَّ وجلَّ في يومك هذا بالفرَج؟

فقال: أجل، إنّي صلّيتُ المفروضة، وسجدتُ وغفوتُ في سجودي، فرأيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا موسى، أتحبّ أن تُطلَق؟

فقلت: نعم يا رسول الله.

فقال: ادعُ بهذا الدعاء: (يا سابغَ النِّعم، يا دافعَ النِّقَم، يا بارئَ النَّسَم، يا مُجْلِيَ الهِمَم، يا مُغَشِّيَ الظُّلَم، يا كاشفَ الضّرِّ والألم، يا ذا الجُود والكَرَم، ويا سامعَ كلِّ صوت، يا مُدرِكَ كلِّ فَوت، يا مُحييَ العِظام وهي رَميمٌ ومُنشئها بعد الموت، صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ واجعلْ لي من أمري فَرَجاً ومَخرجاً، يا ذا الجلال والإكرام).

فلقد دعوتُ به ورسول الله يلقّنّيه، حتّى سمعتُه يقول: قد استجابَ اللهُ فيك.

ثمّ قلتُ له ما أمرني به الرشيد، وأعطيتُه ذلك».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مُهَج الدعوات: ص 245 - 246

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  أجنبية

أجنبية

منذ أسبوع

أجنبية

نفحات