بصائر

بصائر

منذ 4 أيام

صلاة يوم المباهلة


صلاة يوم المباهلة

وأورِدْنا مواردَ الأمنِ من أهوال يوم القيامة بِحُبِّهم

____ رواية الشيخ الطوسي قدّس سرّه ____

صلاة ودعاء ذكرهما الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد) في سياق ذكره لأعمال يوم المباهلة الشريف، مرويان عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام. وقد نقل هذا العمل السيّد ابن طاوس في (الإقبال)، والشيخ الكفعمي في (المصباح)، وأشار إليه المحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان).   

 

«..عن محمّد بن صدقة العنبري عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: يوم المباهلة اليوم الرابع والعشرون من ذي الحجّة، تصلّي في ذلك اليوم ما أردتَ من الصّلاة، فكلّما صلّيتَ ركعتَين استغفرتَ اللهَ تعالى بِعقبها سبعين مرة، ثمّ تقوم قائماً وترمي بطرفك في مَوضعِ سجودك، وتقول وأنت على غُسلٍ:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ فاطرِ السّماواتِ والأرضِ، الحمدُ للهِ الّذي لهُ ما في السّماواتِ والأرضِ، الحمدُ للهِ الّذي خَلقَ السّماواتِ والأرضَ وجَعلَ الظّلُماتِ والنورَ ثمّ الّذينَ كَفَروا بِرَبِّهم يَعدِلون، الحمدُ للهِ الّذي عَرَّفَني ما كنتُ بهِ جاهلاً ولولا تَعريفُهُ إيّايَ لَكنتُ هالِكاً، إذ قالَ وقولُهُ الحقُّ: ﴿..قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى..﴾ فَبَيَّنَ ليَ القَرابةَ، فقالَ سُبحانَه: ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ فبَيَّنَ لي البيتَ بعد القَرابةِ، ثمّ قالَ تعالى مُبَيِّناً عن الصّادقينَ الّذينَ أَمَرَنا بِالكَونِ مَعهُم والرّدِّ إليهم بِقولِه سُبحانَه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾، فأَوضَحَ عنهُم وأَبانَ عن صِفَتِهم بِقولِه جَلَّ ثناؤُه: ﴿..فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾، فَلَكَ الشُّكرُ يا ربِّ ولكَ المَنُّ حيثُ هَدَيتَني وأَرشَدْتَني حتّى لَمْ يَخْفَ عليَّ الأهلُ والبيتُ والقرابةُ، فعرَّفْتَني نِساءَهُم وأولادَهُم ورجالَهُم.

اللّهمَّ إنِّي أَتَقَرَّبُ إليكَ بِذلِكَ المَقامِ الّذي لا يكونُ أعظَمَ مِنهُ فَضلاً لِلمؤمِنينَ ولا أكثرَ رَحمةً لهُم بِتَعريفِكَ إيَّاهُم شَأنَهُ، وإبانَتِكَ فَضلَ أهلِهِ الّذينَ بِهِم أَدْحَضْتَ باطِلَ أعدائِكَ، وثَبَّتَّ بهِم قواعِدَ دِينِكَ، ولَولا هذا المَقامُ المَحمودُ الّذي أَنقذتَنا بِه ودَلَلْتَنا على اتِّباعِ المُحِقِّينَ من أهلِ بيتِ نَبيِّكَ الصّادِقينَ عنكَ، الّذينَ عَصَمْتَهُم مِن لَغْوِ المَقالِ ومَدانِسِ الأفعالِ، لَخُصِمَ أهلُ الإسلامِ وظَهَرتْ كَلِمةُ أهلِ الإلحادِ وفِعْلُ أُولِي العِنادِ، فَلَكَ الحَمدُ ولكَ المَنُّ ولكَ الشُّكرُ على نِعمائِكَ وأيادِيكَ. اللّهمّ فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الّذينَ افتَرَضْتَ علينا طاعَتَهُم، وعَقَدْتَ في رقابِنا ولايَتَهُم، وأَكرمْتَنا بِمعرفَتِهم، وشَرَّفْتَنا بِاتِّباعِ آثارِهِم، وثَبَّتَّنا بِالقَولِ الثّابِتِ الذي عَرَّفُوناهُ، فَأَعِنّا على الأَخذِ بِما بَصَّروناهُ، واجْزِ مُحمَّداً عنّا أفضَلَ الجَزاءِ بِما نَصَحَ لِخَلقِكَ، وبَذَلَ وُسْعَهُ في إِبلاغِ رِسالَتِكَ، وأَخْطَرَ بِنفسِه في إقامَةِ دِينِكَ، وعلى أخِيهِ وَوَصِيِّهِ والهادِي إلى دِينِهِ، والقَيِّمِ بِسُنّتِهِ عليٍّ أميرِ المُؤمنينَ، وَصَلِّ على الأئِمَّةِ مِن أبنائِهِ الصّادِقينَ الّذين وَصَلْتَ طاعتَهُم بِطاعَتِكَ، وأَدْخِلْنا بِشفاعَتِهِم دارَ كرامَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ.

اللّهُمَّ هؤلاءِ أصحابُ الكِساءِ والعَباءِ يومَ المُباهَلةِ اجعَلْهُم شُفعاءَنا، أَسألُكَ بِحَقِّ ذلِكَ المَقامِ المَحمُودِ واليومِ المَشهودِ أنْ تَغفِرَ لِي وتَتُوبَ عليَّ إنّكَ أنتَ التّوّابُ الرّحيمُ. اللّهُمَّ إنَّي أَشهدُ أنَّ أَرواحَهُم وَطِينَتَهُم واحِدةٌ وهِيَ الشّجرةُ الّتي طابَ أَصلُها وأغصانُها وارْحَمْنا بِحَقِّهِم، وأَجِرْنا مِن مَواقِفِ الخِزْيِ في الدُّنيا والآخِرَةِ بِوِلايَتِهم، وأَوْرِدْنا مَوارِدَ الأمنِ مِن أهوالِ يومِ القيامَةِ بِحُبِّهِم، وإقرارِنا بِفَضلِهِم، واتِّباعِنا آثارَهُم، واهتِدائِنا بِهُداهُم، واعتِقادِنا ما عَرَّفوناهُ من توحيدِكَ، ووَقَّفونا عليه من تعظيمِ شأنِكَ، وتَقديسِ أسمائِكَ، وشُكرِ آلائِكَ، ونَفْيِ الصِّفاتِ أنْ تَحُلَّكَ، والعِلمِ أنْ يُحيطَ بِكَ، والوَهْمِ أنْ يَقَعَ عليكَ، فإنّكَ أَقَمتَهُم حُجَجاً على خَلقِكَ، ودَلائِلَ على توحيدِكَ، وهداةً تُنَبِّهُ عَن أمرِكَ، وتَهدِي إلى دِينِكَ، وتُوضِحُ ما أَشْكَلَ على عِبادِكَ، وباباً لِلمُعجِزاتِ الّتي يَعْجِزُ عنها غَيرُكَ، وبِها تَبِينُ حُجَّتُكَ، وتَدعو إلى تَعظِيمِ السّفيرِ بَينَكَ وبينَ خَلقِكَ، وأنتَ المُتَفَضِّلُ عَليهِم حَيثُ قَرَّبْتَهُم مِن مَلَكوتِكَ، واختَصَصْتَهُم بِسِرِّكَ، واصْطَفَيْتَهُم لِوَحْيِكَ، وأَوْرَثْتَهُم غَوامِضَ تَأويلِكَ رَحمَةً بِخَلقِكَ، ولُطفاً بِعِبادِكَ، وحَناناً على بَرِيَّتِكَ، وعِلْماً بِما تَنْطَوي عليهِ ضَمائِرُ أُمنائِكَ، وما يكونُ مِن شأنِ صَفْوَتِكَ، وطَهَّرْتَهُم في مَنْشَئِهِم ومُبتَدَئِهِم، وحَرَسْتَهُم مِن نَفْثِ نافِثٍ إليهِم، وأَرَيْتَهُم بُرهاناً على مَن عَرَضَ بِسُوءٍ لهُم، فاستَجابُوا لِأمرِكَ، وشَغَلوا أنفُسَهُم بِطاعتِكَ، ومَلَأوا أَجزاءَهُم مِن ذِكرِك، وعَمَرُوا قُلوبَهُم بِتَعظيمِ أَمرِكَ، وجَزَّأُوا أوقاتهُم فيما يُرضيكَ، وأَخْلَوا دَخائِلَهُم مِن مَعاريضِ الخَطَراتِ الشّاغِلةِ عنكَ، فَجَعَلْتَ قلوبَهُم مَكامِنَ لِإرادَتِكَ، وعُقولَهُم مَناصِبَ لِأمرِكَ ونَهيِكَ، وأَلسنَتَهُم تَراجِمةً لِسُنّتِكَ، ثمّ أَكرَمْتَهُم بِنُورِكَ حتّى فَضَّلتَهُم مِن بَينِ أهلِ زَمانِهِم والأقربينَ إليهِم، فخَصَصْتَهُم بِوَحيِكَ، وأَنزَلْتَ إليهِم كِتابَكَ، وأَمَرْتَنا بِالتَّمَسُّكِ بِهم، والرَّدِّ إليهِم، والاستِنباطِ منهُم.

اللّهُمّ إنّا قد تَمَسَّكنا بِكتابِكَ وبِعِتْرةِ نَبِيِّكَ صَلواتُكَ عليهِم، الّذينَ أَقَمْتَهُم لنا دَليلاً وعَلَماً، وأَمَرتَنا بِاتِّباعِهِم، اللّهُمَّ فإنّا قد تَمَسَّكْنا بِهِم فارْزُقْنا شَفاعَتَهُم حينَ يقولُ الخائِبونَ فما لَنا مِن شافِعينَ ولا صَديقٍ حَميمٍ، واجْعَلنا مِن الصّادقينَ المُصَدِّقينَ لهُم، المُنتَظِرينَ لِأيّامِهِم، النّاظِرينَ إلى شفاعَتِهم، ولا تُضِلَّنا بعدَ إذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لنا مِن لَدُنْكَ رَحمةً إِنّكَ أنتَ الوَهَّابُ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وعلى أخيهِ وصِنْوِهِ أميرِ المُؤمنينَ، وقِبْلَةِ العارِفينَ، وعَلَمِ المُهْتَدينَ، وثانِي الخَمسةِ المَيامينِ، الّذينَ فَخَرَ بِهِم الرُّوحُ الأمينُ وباهَلَ اللهُ بِهِم المُباهِلينَ، فقالَ وهُو أصدقُ القائلينَ: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾) ذلكَ الإمامُ المَخصوصُ بِمؤاخاتِهِ يومَ الإخاءِ، والمُؤثِرُ بِالقُوتِ بعدَ ضُرِّ الطَّوَى، ومَن شَكَر اللهُ سَعيَهُ في ﴿هَلْ أتَى﴾، ومَنْ شَهِدَ بِفَضلِهِ مُعادُوهُ، وأَقَرَّ بِمناقِبِه جاحِدُوه، مَولى الأنامِ ومُكَسِّرُ الأصنامِ، ومَنْ لمْ تَأخُذْهُ في اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، صلّى اللهُ عليهِ وآلِه ما طَلَعتْ شَمسُ النّهارِ وأَوْرَقَتِ الأشجارُ، وعلى النُّجومِ المُشرقاتِ مِن عِترتِهِ والحُجَجِ الواضحاتِ مِن ذُرِّيّتِه».

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات