إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

19/08/2017

إصدارات أجنبية

          

الكتاب: «من يحكم العالم؟» Who Rules the World?

المؤلّف: نعوم تشومسكي

الناشر: «Metropolitan Books»، نيويورك 2016م

يطرح نعوم تشومسكي، من خلال كتابه «من يحكم العالم؟»، رؤية للتحوّلات التي يشهدها النظام العالمي في الوقت الراهن، والتي ترتبط بشكل جوهري بالتحوّلات التي تمر بها الولايات المتحدة، وتراجع نفوذها في الكثير من الأقاليم، التي ظلت لعقود حكراً على واشنطن. ويفترض الكاتب -المعروف عنه انتقاده المستمر للسياسة الخارجية الأميركية- أنّ السياسات التي تبنّتها الولايات المتحدة، خلال العقود الماضية، كان من شأنها التأثير سلباً في النفوذ الأميركي، فضلاً عمّا أفضت إليه هذه السياسات من أزمات.

تناول تشومسكي في كتابه النظام الدولي الذي قام عقب انتهاء الحرب الباردة والذي تأسّس على القوة العسكرية الأمريكية، وكان يستند إليها طيلة السنوات الماضية، لتحقيق درجة من الاستقرار في مناطق رئيسية. بيد أن النظام الأمني في تلك المناطق بدأ يتعرّض لتحدّيات جوهرية، وتنازع على النفوذ بين الولايات المتحدة، وعدد من القوى الصاعدة، كالصين وروسيا.

ويفترض تشومسكي أنّ السياقات المأزومة التي باتت تعايشها منطقة الشرق الأوسط، خلال السنوات الماضية، تمثّل أحد تجلّيات أزمة القيادة الأميركية للنظام الدولي. فقد أثبتت السياسة الأميركية بالمنطقة إخفاقها. وحتى التوازنات الاستراتيجية، التي كرَّستها واشنطن بالمنطقة في عهد القطبية الأحادية، لم تعد قادرة على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، فضلاً عمّا انطوت عليه هذه السياسة من تناقض واضح بين خطاب المثالية الداعم للديمقراطية وحقوق الإنسان، وخطاب البرجماتية الباحث عن المصلحة، والذي كان يسمح لواشنطن بالتحالف مع أنظمة استبدادية بالمنطقة.

 كما تطرّق الكاتب للسياسة الأميركية الانتقائية في التعامل مع أوضاع المنطقة، ولعلّ العلاقات الأميركية - «الإسرائيلية» المثال الأبرز على ذلك. فواشنطن تعهّدت بالحفاظ على أمن «إسرائيل» طيلة العقود الماضية بصورة جعلتها تتجاهل كثيراً من السياسات «الإسرائيلية» في المنطقة والتي تتسم بدرجة كبيرة من العدوانية. ونتيجة لهذا المنحى، تعلن واشنطن عن غضبها تجاه هجمات حماس الصاروخية على «المدنيين الإسرائيليين»، ولكنها في الوقت ذاته تتجاهل التدمير واسع النطاق الذي يتعرّض له قطاع غزة بفعل القصف «الإسرائيلي».

ويخلص تشومسكي إلى أنّ مفهوم «الذاكرة الحية» باستدعاء «جرائم الآخرين ضد الغرب واستبعاد جرائم الغرب ضد الآخرين» لم يعد من الممكن التعويل عليه كثيراً في تعاطي الولايات المتّحدة مع الشرق الأوسط، وغيره من الأقاليم، وعليها أن تبحث عن مبادئ فعلية في سياستها الخارجية. وقد يكون الرأي العام الداخلي العامل الأهم القادر على إرغام صانع القرار الأميركي على الالتزام بهذه المبادئ.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

19/08/2017

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات