مراقبات

مراقبات

16/09/2017

أعمال ومراقبات شهر محرّم الحرام


بِأبي أنتُم وأمّي يا آلَ المُصطفى

أعمال ومراقبات شهر محرّم الحرام

______ إعداد: «شعائر» ______

جاء في بعض زيارات أئمّة أهل البيت عليهم السلام، في كتاب (المزار) للمشهدي عن الصادقين عليهم السلام: «فَهَل المِحَنُ يا سادَاتِي إِلاّ الَّتِي لَزِمَتْكُمْ، وَالمَصائِبُ إِلاّ الَّتِي عَمَّتْكُمْ، وَالفَجائِعُ إِلاّ الَّتِي خَصَّتْكُمْ، وَالقَوارِعُ إِلاّ الَّتِي طَرَقَتْكُم، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسامكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي يا آلَ المُصْطَفى، إِنّا لا نَمْلِكُ إِلاّ أَنْ نَطُوفَ حَوْلَ مَشاهِدِكُمْ، وَنُعَزِّي فِيها أَرْواحَكُمْ عَلى هذِهِ المَصائِبِ العَظِيمَةِ الحالَّةِ بِفِنائكُمْ، وَالرَّزايا الجَلِيلَةِ النَّازِلَةِ بِساحَتِكُمْ، الَّتِي أَثْبَتَتْ فِي قُلُوبِ شِيعَتِكُمْ القُرُوحَ، وَأَوْرَثَتْ أَكْبادَهُمْ الجُرُوحَ، وَزَرَعَتْ فِي صُدُورِهِمُ الغُصَصَ، فَنَحْنُ نُشْهِدُ الله أَنّا قَدْ شارَكْنا أَوْلِياَءكُمْ وَأَنْصارَكُمْ المُتَقَدِّمِينَ فِي إِراقَةِ دِماءِ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ، وَقَتَلَةِ أَبِي عَبْدِ الله سَيِّدِ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ عَلَيْهِ السَّلامُ، يَوْمَ كَرْبَلاَء، بِالنِّيَّاتِ وَالقُلُوبِ وَالتَّأَسُّفِ عَلى فَوْتِ تِلْكَ المَواقِفِ الَّتِي حَضَرُوا لِنُصْرَتِكُمْ، والله وليّي يُبلِّغكم منّي السلام».

 

الليلة الأولى: تبدّل حال المؤمن

* قال السيّد ابن طاوس قدّس سرّه في (إقبال الأعمال): «..وفي هذه العشر [عشرة محرّم الأولى] كان أكثر اجتماع الأعداء على قتل ذريّة سيّد الأنبياء صلوات الله عليه وآله، والتهجّم بذلك على كسْر حُرمة الله جلّ جلالُه، وكَسْر حُرمة رسوله عليه السلام، صاحبِ النّعم الباطنة والظَّاهرة، وكسر حرمة الإسلام والمسلمين ".." فينبغي من أوّل ليلة من هذا الشهر أن يظهر على الوجوه والحركات والسَّكَنات شعار آداب أهل المصائب المعظَّمات في كلِّ ما يتقلَّب الإنسان فيه، وأن يقصد الإنسان بذلك إظهار المُوالاة لأولياء الله، والمعاداة لأعاديه».

وأورد لهذه الليلة ثلاث صلواتٍ مرويّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله:

1- «إنَّ في المحرّم ليلة شريفة، وهي أوّل ليلة منه، مَن صلّى فيها مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة الحمد و(قل هو الله أحد)، ويُسلِّم في آخر كلّ تشهُّد، وصام صبيحةَ اليوم، وهو أوّل يوم من المحرّم، كان مِمَّن يدوم عليه الخيرُ سَنَتَه، ولا يزال محفوظاً من الفتنة إلى القابل، وإنْ مات قبل ذلك صار إلى الجنّة إنْ شاء الله تعالى».

2- «تُصلّي أوّل ليلة من المحرّم رَكعتين، تقرأ في الأولى فاتحة الكتاب وسورة الأنعام، وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة يس». 

3- «إنَّ في المحرّم ليلة، وهي أوّل ليلة منه، مَن صلّى فيها ركعتين يقرأ فيها سورة الحمد و(قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرّة، وصام صبيحتَها، وهو أوّل يوم من السَّنة، فهو كَمَن يدوم على الخير سنتَه، ولا يزال محفوظاً من السَّنة إلى قابل، فإن مات قبل ذلك صار إلى الجنّة».

 

أعمال اليوم الأوّل: بداية العام الهجري

قال المحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان): «اعلم أنّ غرّة محرّم هو أوّل يوم السّنة، وفيه عملان:

الأوّل: الصّيام. عن الإمام الرّضا عليه السّلام أنّه قال: (مَنْ صامَ هَذا اليَوْمَ وَدَعا اللهَ اسْتَجابَ اللهُ دُعاءَهُ كَما اسْتَجابَ لِزَكَرِيّا). [انظر: (مفاتيح الجنان) أعمال شهر محرّم]

الثّاني: كان النّبيّ صلّى الله عليه وآله يصلّي أوّل يوم من محرّم ركعتَين، فإذا فرغ رفع يدَيه ودعا بهذا الدّعاء ثلاث مرّات: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الإِلَهُ القَدِيمُ وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ)..».

 

اليوم الثّالث: فرجٌ ويسرٌ

قال الفقيه الشيخ الملكي التبريزي في (المراقبات) حول هذا اليوم: «ويصوم اليوم الثالث، وقد ورد أنّه يوم خروج يوسف، على نبيِّنا وآله وعليه السّلام، من الجبّ، مَن صامه فرَّج عنه الكرب، ويسَّر له الصعب».

 

ليلة العاشر من المحرّم: إحياؤها يوازي عبادة الملائكة

نبّه السيّد ابن طاوس في (الإقبال) على أهميّة العبادة والتأسّي والمواساة لأهل البيت، حيث قال: «اعلم أنّ هذه الليلة أحياها الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه بالصلوات والدعوات ".." فينبغي لمن أدرك هذه الليلة، أن يكون مواسياً لبقايا أهل آية المباهلة وآية التطهير، في ما كانوا عليه في ذلك المقام الكبير، والغضب لله جلّ جلاله ورسوله صلوات الله عليه، والموافقة لهما في ما جرت الحال عليه، ويتقرّب إلى الله جلّ جلاله بالإخلاص في موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه».

* من أعمال هذه اللّيلة:

- الإحياء: رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَنْ أَحْيا لَيْلَةَ عاشوراءَ فَكَأَنَّما عَبَدَ اللهَ عِبادَةَ جَميعِ المَلائِكَةِ؛ وَأَجْرُ العامِلِ فيها كَأَجْرِ سَبْعينَ سَنَةً».

- زيارة الإمام الحسين عليه السّلام؛ رُوي أنَّ مَن زاره عليه السّلام وبات عنده ليلة عاشوراء حتّى يُصبِح، حشَرَهُ اللهُ تعالى ملطَّخاً بدم الحسين عليه السّلام في جملة الشُّهداء معه عليه السّلام.

- الصّلاة: ثلاثُ صلواتٍ مرويّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله في ليلة العاشر:

1- «..أربع ركعات من آخر اللّيل، يقرأ في كلّ ركعة بـ (فاتحة الكتاب) مرّة، وآية (الكرسيّ) عشر مرّات، و(قل هو الله أحد) عشر مرّات، و(المعوّذتين) عشراً عشراً، فإذا سلّم قرأ (قل هو الله أحد) مائة مرّة..».

2- «..مائة ركعة بـ (الحمد) مرّة و(قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، ويُسلّم بين كلّ ركعتَين، فإذا فرغ من جميع صلاته قال: سبحانَ الله والحمدُ لله ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبر، ولا حَوْلَ ولا قوّة إلَّا بالله العليِّ العظيم - سبعين مرّة..».

3- «أربع ركعات، في كلّ ركعة (الحمد) مرّة، و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة، فإذا سلّمتَ من الرّابعة، فَأَكْثِرْ ذِكْرَ اللهِ تَعالى، وَالصَّلاةَ على رسولِهِ، واللَّعْنَ لِأعدائهم ما استطعتَ».

اليوم التاسع: يوم حوصر سيّد الشهداء عليه السلام

قال السيّد ابن طاوس في (الإقبال): «في ما نذكره من فضل صوم التّاسع من المحرّم: رأيناه في كتاب (دستور المذّكّرين) بإسناده عن ابن عبّاس، قال: إذا رأيت هلال المحرّم فاعدد، فإذا أصبحت من تاسعِه فَأَصبِحْ صائماً، قال الرّاوي: قلتُ: كذلكَ كانَ يصومُ محمّدٌ صلّى الله عليه وآله؟ قال: نعم».  

يوم عاشوراء

* ورد في (علل الشرائع) عن الإمام الصادق عليه السلام، لمّا سئل عن العلّة التي من أجلها صار يوم عاشوراء أعظم الأيام مصيبة، دون اليوم الذي قُبض فيه النبيّ صلّى الله عليه وآله، وفاطمة عليها السلام، وقتل عليّ عليه السلام، والحسن عليه السلام: «إنّ يوم الحسين عليه السلام أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام، وذلك أنّ أصحاب الكساء الذين كانوا أكرمَ الخلق على الله تعالى، كانوا خمسة ".." فلمّا قُتل الحسين عليه السلام، لم يكن بقي من أهل الكساء أحدٌ للناس فيه بعده عزاء وسلوة، فكان ذهابه كذهاب جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم».

* وحول ما ينبغي أن يكون عليه حال الموالي لأهل البيت عليهم السلام، في اليوم العاشر، قال السيّد ابن طاوس (إقبال الأعمال): «فمِن مهمّات يوم عاشوراء عند الأولياء، مشاركة الملائكة والأنبياء والأوصياء في العزاء، لأجل ما ذهب من الحرمات الإلهيّة ودَرَسَ من المقامات النّبويّة، وما دخل ويدخل على الإسلام بذلك العدوان. فيجلس الإنسان في العزاء لقراءة ما جرى على ذرّيّة سيِّد الأنبياء صلوات الله جلّ جلاله عليه وعليهم، وذِكْرِ المصائب الّتي تجدَّدت بسفك دمائهم والإساءة إليهم».


أعمال يوم عاشوراء

1- زيارة الحسين عليه السّلام: «..عن أبي جعفر [الإمام الباقر] عليه السّلام، قال: مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِما السَّلامُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنَ المُحَرَّمِ حَتَّى يَظَلَّ عِنْدَهُ بَاكِياً، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ بِثَوَابِ ألْفَيْ حِجَّةٍ وألفَيْ عُمَرْةٍ وَأَلْفَيْ غَزْوَةٍ..».

2- زيارة عاشوراء: قال الإمام الباقر عليه السّلام: «إنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَزُورَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِهَذِهِ الزِّيارَةِ مِنْ دارِكَ فَافْعَلْ..»

يقول الفاضل المازندراني في كتابه (شرح زياة عاشوراء): «وَفقّنَا اللهُ مَعاشِر شِيعة آلِ مُحمَّدٍ لِمُلازَمةِ هَذهِ الزِّيارَة الشَّريفة، بحقِّ المزورِ وجدِّهِ وأبيهِ وأمِّهِ وأخيهِ والطَّاهرينَ من ذُريَّتِهِ وبنَيهِ».

3- قراءة التَّوحيد ألف مرّة في هذا اليوم، ورُوي أنَّ الله تعالى ينظر إلى مَن قَرَأها نَظَر الرّحمة.

4- أن يقول ألف مرّة: اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الحُسَيْنِ عليه السّلام.

5- قراءة زيارة وارث [انظر: مفاتيح الجنان، أعمال اليوم العاشر من محرّم]

6- صلاة بكيفيّةٍ خاصّة، أوردها الشّيخ الطّوسيّ في (مصباح المتهجّد) برواية عبد الله بن سنان عن الإمام الصّادق عليه السلام، وهي صلاة من أربع ركعات بصفةٍ خاصّة يليها دعاءٌ جليل، ذاكراً في آخرها جزيلَ ثوابها [انظر: «الملف» من هذا العدد].

اليوم الخامس والعشرون: شهادة الإمام السجّاد عليه السلام

في هذا اليوم من سنة 95 هجريّة كانت شهادة الإمام عليّ بن الحسين السجّاد عليهما السلام، وينبغي في هذا اليوم زيارته عليه السلام بقراءة الزيارة الجامعة أو زيارة أمين الله، وغيرهما من زيارات المعصومين عليهم السلام.


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

16/09/2017

أرشيفو

نفحات