تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

28/07/2011

دَاوى قلبَه بالفِكر، ونفسَه بالعِبَر

الإمام الصادق عليه السلام: «أما واللهِ ما أُُوتِيَ لُقمانُ الحِكمَةَ بِحَسَبٍ ولا مالٍ ولا أهلٍ ولا بَسْطٍ في جِسمٍ ولا جَمالٍ. ولكِنَّهُ كانَ رَجُلاً قَوِيّاً في أمرِ اللهِ، مُتَوَرِّعاً فِي اللهِ، ساكِتاً سَكيناً، عَميقَ النَّظَرِ، طَويلَ الفِكرِ، حَديدَ النَّظَرِ، مُستَعبِراً بِالعِبَرِ، لَم يَنَم نَهاراً قَطُّ ".." ولَم يَضحَك مِن شَيءٍ قَطُّ مَخافَةَ الإِثمِ، ولَم يَغضَب قَطُّ، ولَم يُمازِح إنسانًا قَطُّ، ولَم يَفرَح بِشَيءٍ إنْ أتاهُ مِن أمرِ الدُّنيا، ولا حَزِنَ مِنها عَلى شَيءٍ قَطُّ.
".." ولَم يَمُرَّ بِرَجُلَينِ يَختَصِمانِ أو يَقتَتِلانِ إلّا أصلَحَ بَينَهُما، ولَم يَمضِ عَنهُما حَتّى يُحابّا، ولَم يَسمَع قَولاً قَطُّ مِن أحَدٍ استَحسَنَهُ إلّا سَأَلَ عَن تَفسيرِهِ وعَمَّن أخَذَهُ، وكانَ يُكثِرُ مُجالَسَةَ الفُقَهاءِ والحُكَماءِ، وكانَ يَغشَى القُضاةَ والمُلوكَ والسَّلاطينَ، فَيَرثي لِلقُضاةِ مَا ابتُلوا بِهِ، ويَرحَمُ لِلمُلوكِ والسَّلاطينِ لِعِزَّتِهِم بِاللهِ وطُمَأنينَتِهِم في ذلِكَ، ويَعتَبِرُ ويَتَعَلَّمُ ما يَغلِبُ بِهِ نَفسَهُ ويُجاهِدُ بِهِ هَواهُ ويَحتَرِزُ بِهِ مِنَ الشَّيطانِ.
فَكانَ يُداوي قَلبَهُ بِالفِكرِ، ويُداوي نَفسَهُ بِالعِبَرِ، وكانَ لا يَظعَنُ إلّا فيما يَنفَعُهُ، فَبِذلِكَ أُُوتِيَ الحِكمَةَ ومُنِحَ العِصمَةَ ".."».


 
بَدْر
ساحةُ أوّلِ معركةٍ في الدّفاع عن الإسلام

• بَدْر: بالفتح ثمَّ السُّكون، قال الزَّجَّاج: بدْر أصلُه الإمتلاء، يُقال: غلامٌ بدْر إذا كان مُمتلئاً شابّاً لحماً، وعينٌ بدْرة. ويُقال: قد بَدَر فلان إلى الشيء وبادر إليه، إذا سَبَقَ، وهو غير خارجٍ عن الأصل لأنَّ معناه: استَعمل غايةَ قوَّته وقدرتِه على السُّرعة، أي استعمل ملءَ طاقتِه.
 وسُمِّي بَيْدَرُ الطّعام بيدراً لأنّه أعظمُ الأمكنة التي يجتمعُ فيها الطّعام، ويُقال: بَدَرَتْ من فلان بادِرة، أي سَبَقَت فِعلة عند حِدَّةٍ منه في غضبٍ بلغتِ الغايةَ في الإسراع، وقولُه تعالى: ﴿..ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا..﴾ النساء:6، أي مسابقةً لكبَرهم. وسُمِّي القمر ليلة الأربعة عشر بدْراً لتمامِه وعِظَمِه.
•  وبدْر: [بئر] ماء مشهورٌ بين مكّة والمدينة أسفل وادي الصَّفراء. بينه وبين الجار -وهو ساحل البحر- ليلة، ويُقال: إنّه يُنسب إلى بدر بن يَخْلُد بن النَّضر [أوغيره]، وبه سُمِّيت «بدر» التي كانت بها الوَقعة المباركة، لأنّه كان احتفَرَها، وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر اللهُ تعالى بها الإسلام وفرَق بين الحقِّ والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة ".." وبين بدر والمدينة سبعةُ بُرُد ".." ثمّ بدر، وبدر الموعد، وبدر القتال، وبدر الأولى والثانية: كلُّه موضِعٌ واحد.

 (الحموي، معجم البلدان)


 

اخبار مرتبطة

  الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

  دوريات

دوريات

28/07/2011

نفحات