بسملة

بسملة

منذ يوم

تأمّلات في الخطر السعوديّ على الأمن الإقليميّ


تأمّلات في الخطر السعوديّ على الأمن الإقليميّ

 بقلم: الشيخ حسين كَوْراني

في هذه المرحلة الهادرة من عمر المنطقة والعالم، أصبح الحديث عن الخطر السعوديّ أولويّة قصوى، بل أوجب الواجبات في الشأن العام.

لقد بنى «الاستعمار» سياساته في المنطقة على «حُرمين»: «معاداة آل سعود» و«معاداة الساميّة». الأولى من الثانية الضّمانة والصميم.

طال ليل الأمّة «السعوديّ»: مقامرةً بالمصائر، وعدواناً فرعونياً على الحرمات -بعضه الدفاع المستميت عن الصهاينة المحتلّين- وإمعاناً في إذلال شعوب المنطقة، وتبديد الثروات.

آن الأوان لكسر هذا الحُرم، وتحطيم هذا الصنم «السعوديّ» الذي هو -بحسب الإمام الخمينيّ- أخطر من «هُبَل»!

شكّل الموقف التاريخيّ لـ«القائد العربيّ» المسدّد سماحة السيّد نصرالله، الضّربة العلويّة المفتتح لعمليّة دحرجة هذا الصّنم، وتكسيره وتفتيته.

يتوقّف المستقبل الواعد في هذا المضمار، والنصر الآتي بحوله تعالى، على التدبّر في أخطبوط الخطر الصّهيو - سعوديّ، وأمراضه الخبيثة المعدية.

***

من أبرز المخاطر التي توضح أنّ «آل سعود» خطرٌ على الأمن الإقليميّ:

أوّلاً: أنّ آل سعود، يدّعون زعامة العالم الإسلاميّ، ويسمّون ملِكهم «وليّ الأمر» وخادم الحرمين الشريفين. العالم الإسلاميّ اليوم في أشدّ مراحله حراجة، جراء سياسات آل سعود الصهيونيّة.

ثانياً: أنّهم يكفّرون الشيعة والسنّة بناء لممارسة الشيعة والسنة شعائر معيّنة، أبرزها التوسّل، وزيارة قبر النبيّ وسائر القبور.

ثالثاً: أنّ آل سعود طرحوا الفكر الوهّابيّ بديلاً عن الإسلام الذي يعتقد به الشيعة والسنة.

رابعاً: أنّ آل سعود «دواعش» أطلقوا عنان دواعشهم «المسعورة» في وجه شعوب المنطقة والعالم، لتشويه الإسلام، وتقديمه للعالم فظّاً غليظاً، لا مكان فيه للعقل، والمشاعر الإنسانيّة ومكارم الأخلاق.

خامساً: أنّ آل سعود -الذين أحرجتهم انتصارات الأمّة على يهود وعد «بلفور»- وقد كانوا حماته والمناخ والحاضنة - يصرّحون جهاراً ونهاراً بأنّ «إسرائيل» ليست عدوّاً، وهم منهمكون ليل نهار وعلى عجلة من أمرهم، بالتطبيع مع «إسرائيل»، على النقيض من صريح الطابع العام للثقافة القرآنيّة، الذي يتلخّص بأنّ معركة الأمّة في مستقبلها هي مع «اليهود»، وسيقف بعض النصارى مع الأمّة في هذه المعركة، إلى أن ينزل نبيّ الله عيسى عليه السلام لنصرة الإمام المهديّ عليه السلام، فيلتحق أكثر النصارى -بتوجيه النبيّ عيسى عليه السلام- بالأمّة وقائدها المهديّ المنتظر. على هذه الثقافة تعقد الشعوب المسلمة حبّات القلب. «ثقافة» آل سعود، نقيض ثقافة الأمّة.

سادساً: زوال «إسرائيل» من الوجود، هدفٌ مقدّس، تُجمع عليه الأمّة، وكلّ الأحرار في المنطقة والعالم، ويتوقّف تحقيقه على زوال «آل سعود».

 لولا اطمئنان العجوز الشمطاء «بريطانيا»، لوجود حامي حمى الصهاينة في المنطقة، لما رأى «بلفور» أدنى مصلحة في إعطاء اليهود وعده المشؤوم. أليس في كُفرة «عبد العزيز آل سعود» الصّلعاء، حين تنازل لبريطانيا واليهود المساكين عن فلسطين، بخطّ يده، عبرةٌ لمعتبر؟!

سابعاً: لا يختلف اثنان من غير الصهاينة والمتصهينين، في أنّ «إسرائيل» خطرٌ على الأمن الإقليميّ -على الأقل-. لا ينبغي أن يختلف اثنان على أنّ حاضنتهم التاريخيّة «آل سعود» أشدّ خطراً على الأمن الإقليميّ -على الأقلّ- بل لا تزول «إسرائيل» إلا بزوالهم.

 ثامناً: بعد انكسار شوكة «إسرائيل» في حرب تمّوز، صار «آل سعود» رأس الحربة الأميركيّة في المنطقة لحماية مصالحها وفي طليعتها أمن «إسرائيل». هل عرفتَ لماذا جعلت حرب تمّوز «آل سعود» ينادون بالويل والثّبور وعظائم الأمور، ويخرجون من جِلدهم التاريخيّ: حرب العصابات والمجازر الداعشيّة، ويلبسون لامة الحرب «الحديثة» -التي لم تناسبهم وجعلتهم أضحوكة العالمين-: تشكيل التحالفات الدوليّة، وتعبئة الجيوش، وتحريك الأساطيل الجويّة لإحراق اليمن، وإبادة شعبه. فتّش في دفاتر اليهود ومصلحتهم الحياتيّة في طريق تجارتهم المركزيّ عبر البحر الأحمر إلى أفريقيا، تجد الجواب الشافي.

***

في هذا المقطع التاريخيّ جدّاً من عمر الزمن، ثمّة ثلاث حقائق مركزيّة، يجب العمل بكلّ ما أمكن على تظهيرها:

1) أنّ المواجهة الراهنة مع الدواعش- الصهيو- ديّين قد حميَ وطيسها مع آل سعود منذ «عمليّة الأسيرين» التي تلتها «حرب تمّوز»، ومبادرة الملك عبد الله إلى مهاجمة «حزب الله»، ووصف المجاهدين بالمغامرين.

2) حقيقة الفكر الوهّابيّ، وأنّه لا علاقة له بالإسلام، إلا علاقة التظاهر به لتشويهه وإلغائه.

3) حقيقة المشروع السياسيّ الوهّابيّ – السعوديّ (الصّهيو- ديّ) وأنّه -بالدليل والبرهان- امتداد تحالف أبي سفيان مع يهود المدينة المنوّرة.

لحُسن طالع الأمة والمستضعفين أنّ هذه المجالات الثلاثة المتقدّمة، قد أَنجز مخلِصون طليعيّون من الأجيال السابقة -وغير مخلصين من المستشرقين واليهود وغيرهم- التعامل معها وبالوجه الأكمل في عشرات الكتب القيّمة والموثّقة ومئات الأبحاث الجادّة، والملفّات الصوتيّة، أو المصوّرة.

ليس على من يريد الإسهام في كشف حقيقة آل سعود الصهيونيّة، وحقيقة الفكر الوهّابيّ الصهيونيّ، وحقيقة المشروع السعوديّ السياسيّ الصهيونيّ إلا أن يبذل بعض الوقت لاختيار غيضٍ من فيض الكتب والمستندات التي لا ينقضي العجب من نكير وطأة التعتيم عليها والتجهيل بها بفعل «حُرم معاداة آل سعود»!!

***

تنحصر مهمة جيلنا في تظهير نتائج أبحاث من سبقنا وإغنائها، بالربط بين خطوطها العامّة ومسارات الأحداث، وبين الإضاءة على النفق الصهيونيّ السرّيّ الممتدّ بطول عمر «آل سعود»، والذي نشهد اليوم اضطرارهم للإعلان عنه، في محاولة انتحاريّة -وأخيرة- لإنقاذ «إسرائيل».

وحيث إنّ مصادر تاريخ نَجْد والحقبة السعوديّة منه في غاية الوفرة في مواقع الشبكة، والمكتبات، أكتفي هنا بالإشارة إلى بعض المصادر والمستندات الهامّة:

1) كتاب «القبائل المتناثرة» لإسحاق بن زيفي. ثاني رئيس دولة للكيان الصهيونيّ، وفيه حديثه عن أنّ الوهّابيّين يهود، يمارسون سرّاً طقوس الديانة اليهوديّة. ألّف كتابه بالعبريّة وتُرجم إلى الفرنسيّة، ونُسَخ الكتاب متوفّرة، ويُعمل الآن على ترجمته.

2) كتاب الوفد الهنديّ، الذي صدر بعد مقابلة أعضاء الوفد الهنديّ عبد العزيز آل سعود، وحواراتهم المكتوبة معه، عند زيارتهم الحجاز إثر هدم قباب مكّة والمدينة، ومجازر مكّة والطائف وغيرها.

 يمكن الاطلاع على بعض حوارات الوفد الهنديّ على الرابطين التاليين:

http://www.al-akhbar.com/node/264076

http://www.al-akhbar.com/node/264139

 3) «معجم ما ألّفه علماء الأمّة الإسلاميّة للردّ على خرافات الدعوة الوهّابيّة». إعداد وتنظيم: عبد الله محمّد علي، والكتاب متوفّر في البرنامج الليزريّ «مكتبة أهل البيت عليهم السلام».

4) ما كتبه وقاله موثّقاً بالأدلّة الدامغة، الأستاذ محمد حسنين هيكل حول المواقف السياسيّة لآل سعود خصوصاً منذ قرار الرئيس الأميركيّ «أيزنهاور» اعتماد سعود بن عبد العزيز لتمرير المشاريع الأميركيّة في المنطقة. لتيسير الوصول إلى أبرز أدلّته الموثّقة، يمكن الرجوع إلى خمس حلقات بعنوان: «هيكل يكشف خيانة آل سعود». وتجد الحلقة الأولى -المفتاح- على الرابط التالي:

http://youtu.be/wczI5hzyQoA

***

تجدر الإشارة إلى أن المجال الوحيد الذي لم يكتمل توثيقه هو ما يرتبط بنَسَب آل سعود. يشكّل كتاب «إسحاق بن زيفي» مرتكزاً رئيساً للبحث الموضوعيّ.

إذا أحسنّا التقاط الفرصة السانحة واغتنامها في تظهير الموجود الوفير من نتاج الأجيال السابقة حول حقيقة آل سعود ومشروعهم -الفكريّ- السياسيّ، وبذلنا الجهد في استكمال موضوع النَّسَب، فسينبلج للأمّة والعالم بأسره فجرٌ إسلاميّ يعمّ الوجود نورُه، وتستحمّ الشعوب بسناه، وتنعم ببهجته والبركات، وأعظمها الأمن النفسيّ الفرديّ، والجماعيّ والسِّلم والسلام.

أما إذا انطلتْ في هذه المرحلة الأشدّ حراجة من تاريخ المنطقة، تمويهات الشيطان الأميركيّ وإسرائيلَيه في المنطقة. الأولى: آل سعود. والثانية: الكيان المحتلّ، فسيكون مستقبل المنطقة والعالم نسخة منقّحة عن مرحلة سايكس - بيكو، وما رافقها على الصعيد العالميّ، وسيُفتح الباب واسعاً إلى «إسرائيل الثالثة».

***

المدخل الحصريّ إلى حُسن اغتنام الفرصة، وعيُ خطورة «تبييض الدول» و«غَسْلها» -على غِرار تبييض الأموال وغَسْلها- الذي تمارسه أميركا منذ أحسّتْ بحتميّة نهاية دواعشها السعوديّين في العراق والشام.

كانت «أميركا» قد احترزتْ لذلك، عبر عدم تبنّيها العلنيّ لمشروعها الداعشيّ. ليس الإعلان عن التحالف الدوليّ لمحاربة داعش، رغم أنّه لحمايتها وإمدادها، إلا لمثل هذا المصير الذي تواجهه اليوم أميركا وأدواتها.

المستقبلُ واعد. ما رأينا -بين انطلاقة الدواعش وبداية النهاية- إلا جميلا..

اخبار مرتبطة

  حدود الله

حدود الله

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

نفحات