صاحب الأمر

صاحب الأمر

منذ أسبوع

شُبهة لا مَنجى منها إلا بدعاء الغَريق

 

شُبهة لا مَنجى منها إلا بدعاء الغَريق

روايات تمحيص المؤمنين في زمن الغَيبة من كتاب (الصراط المستقيم) للبياضي العاملي

ــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «هيئة التحرير» ــــــــــــــــــــــــــــــ

من أهمّ المصنّفات التي تناولت قضية الإمامة كتاب (الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم)، تأليف العلامة المتكلّم الشيخ زين الدين أبي محمّد، عليّ بن يونس العاملي النباطي البياضي (ت: 877 هجرية)، وهو كما يعبّر آية الله المرعشي النجفي «سِفرٌ عجيبٌ في بابه.. أودع المصنّف الهمام فيه لُباب مائتي كتاب من رشَحات أقلام أعلام الفريقين وعصارتها، مع تقديم مقدّمة وجيزة في البراهين العقلية على إثبات أصول الاعتقاد..».

تتضمّن هذه المقالة مجموعة من الروايات التي أوردها الشيخ النباطي رضوان الله عليه في الجزء الثاني من هذا الكتاب، ومدارها ابتلاء المؤمنين وتمحيصهم بطول غَيبة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

 

* ... أسند الخزّاز (القمّي في كفاية الأثر)، إلى مسعدة، قال: «كنتُ عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخٌ كبيرٌ قد انحنى فسلّمَ، فَرَدَّ أبو عبدِ الله عليه السلامُ الجوابَ. ثمّ قال: يا ابنَ رسول الله، ناوِلني يدَك أقبّلها، فأعطاه يده فقبّلها ثمّ بكى.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما يُبكيكَ يا شيخ؟

قال: جُعلتُ فداك، أقمتُ على قائِمِكُم منذ مائة سنةٍ أقول: هذا الشّهر، هذه السّنة، وقد اقتَربَ أجَلي ولا أرى فيكم ما أُحبّ، فكيف لا أبكي؟

فدمعت عينا الصادق عليه السلام، وقال: يا شيخ، إنْ بقيتَ حتّى ترى قائِمَنا كُنتَ في السّنامِ الأعلى مَعَنا، وإنْ حَلّتْ بِكَ المَنِيّةُ جِئتَ يومَ القيامَةِ مع ثِقْلِ مُحمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ونحن ثِقلُه، فقد قالَ عليه السلام: إنّي مخلِّفٌ فيكم الثّقلَين، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا، كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي.

فقال الشيخ: لا أبالي بعد سماع هذا الخبر.

ثمّ قال عليه السلام: يا شيخ، اعلَمْ أنّ قائِمَنا يَخرجُ من صُلْبِ الحسن (العسكريّ)، والحسنُ من صُلبِ عليّ، وعليٌّ يخرجُ من صُلْبِ مُحمّدٍ، ومُحمّدٌ يَخرجُ مِن صُلبِ عليٍّ، وعليٌّ يَخرجُ من صُلْبِ ابني هذا، وأشار إلى موسى الكاظم عليه السلام، وهذا خَرَجَ مِن صُلْبِي، نحنُ اثنا عَشر كلُّهم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ، واللهِ لو لَمْ يَبْقَ من الدُّنيا إلّا يومٌ واحدٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذلكَ اليوم حتّى يَخرُجَ قائمُنا أهلَ البيت، إلّا أنّ شيعتَنا يَقَعونَ في فتنةٍ وحَيرةٍ في غَيبَتِه، هناكَ يَثبُتُ على هُداهُ المُخلِصون، اللّهُمّ أَعِنْهُم على ذلك».

***

* ..عن إبراهيم الكرخي، قال: «دخل موسى (الكاظم عليه السلام) وهو غلامٌ على الصادق عليه السلام فقبّله، فقال: يا إبراهيم، إنّه لَصاحبُكَ من بعدي، فلعنَ الله قاتلَه، يُخرِجُ الله مِن صُلبِه خيرَ أهلِ الأرضِ في زمانه، تَكملةَ اثني عشر إماماً اختَصّهُم اللهُ بِكرامتِه. المُنتَظِرُ للثّاني عَشَر كالشاهِرِ سَيفهُ بين يدَي رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

قال الكرخي: ودخل رجلٌ من موالي بني أميّة فانقطع الكلام، فعدتُ إليه إحدى عشر مرة أريد تمامه، فما قدرتُ. فدخلت عليه في السنة القابلة، فقال: هو المُفَرِّجُ لِكَرْبِ شيعتِهِ بعدَ ضَنْكٍ شديدٍ، وبلاءٍ طويلٍ، حسبُكَ يا إبراهيم، فما رجعتَ بشيءٍ أسرّ من هذا لقلبي، ولا أقرَّ لِعيني».

***

* ..عن سدير الصيرفي، قال: «دخلتُ أنا والمفضّل بن عمر وأبان بن تغلب على الصادق عليه السلام، فقال: إنّ الله تعالى إذا آنَ لِقائِمِنا قَدَّرَ ثلاثةً لِثلاثةٍ: قَدَّرَ مَولِدَه بِمَولِدِ موسى، وغَيبَتَهُ بِغَيبةِ عيسى، وإبطاءَهُ بِإبطاءِ نُوح، وجَعلَ لهُ بعدَ ذلكَ عُمرَ العبدِ الصّالحِ - يعني الخضر - دليلاً على عُمرِه.

ثمّ قال بعد ذلك: وأمّا غيبةُ عيسى، فإن ّالكتابيّين اتّفقوا على قتلِه فكذَّبَهم الله بقوله: ﴿..وَمَا قَتَلُوهُ..﴾ النساء:156، وغَيبةُ القائمِ تُنكِرُها الأُمّةُ لِطولِها، فَمِن قائلٍ لَمْ يولَدْ، وقائلٍ وُلِدَ وماتَ، وقائلٍ إنَّ حادِي عَشرنا كانَ عقيماً، وقائلٍ يَتعدّى الأمرَ عن اثنَي عشرٍ، وقائلٍ: إنَّ رُوحَ القائِمِ تَنطِقُ في هَيكَلِ غَيرِه».

***

* ورُوي عن أبي بصير قول الصادق عليه السلام: «إنَّ سُنَنَ الأنبياءِ مِنَ الغَيباتِ لَجارِيَةٌ في القائمِ مِنّا، وهو الخامِسُ مِن وُلْدِ ابني مُوسى، يَغِيبُ غَيْبَةً يَرتابُ فيها المُبْطِلُونَ، ثمّ يَظهرُ ويَفتَحُ مَشارِقَ الأرضِ ومَغارِبَها، حتَى لا يَبقى بُقعَةٌ يُعبَدُ فيها غيرُ الله».

***

* وأسند محمّد بن العطار إلى عبيد بن زرارة قول الصادق عليه السلام: «يَفقدُ الناسُ إمامَهُم، ويَشهدُ المَوسمَ فيَراهُم ولا يَرَوْنَهُ، سيَكونُ بعدَ الحُسينِ تِسعةُ أئمّةٍ تاسِعُهم قائِمُهُم، سَيُصيبُكُم شُبْهَةٌ وتَبْقونَ بِلا عَلَمٍ ولا إِمامِ هدًى ظاهِر، ولا يَنجُو منها إلّا مَن دعا بِدعاءِ الغَريق: يا اللهُ يا رَحمنُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ القلوبِ، ثَبِّتْ قلبي على دِينِك».

***

* عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (الكاظم) عليهما السلام: «إذا فُقِد الخامسُ من وُلْدِ السّابع، فاللهَ الله في أديانِكم لا يُزيلنّكم أحدٌ عنها، إنّه لا بدّ لِصاحبِ هذا الأمر من غَيبةٍ حتى يَرجعَ عنه مَن كان يقولُ به».

***

* ..عن الصقر بن أبي دلف، عن الإمام الجواد عليه السلام، قال: «الإمامُ بعدي ابني عليّ، أمرُه أمري، وقولُه قولي، وطاعَتُه طاعتي، والإمامُ بعدهُ الحَسن، أمرُه أمرُ أبيه، وقولُه قولُه، وطاعَتُه طاعتُه.... قلت: فمن بعده؟  فبكى بكاءً شديداً وقال: القائمُ المنتظَر، يقومُ بعدَ موتِ ذِكرِه، وارتدادِ أكثر القائلين بإمامته، وسُمّي المنتظر لانتظار المُخلِصين خروجه بعد غَيبتِه، له غَيبةٌ يطول أمدُها ويكذبُ الوقّاتون فيها، ويَهلكُ المُستعجلون بها».

اخبار مرتبطة

  حدود الله

حدود الله

منذ أسبوع

أحكام المسجد

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

نفحات