الملف

الملف

منذ 4 أيام

شرح وصية الإمام الصادق عليه السلام لابن النّعمان الكوفي

.. كانوا يتعلّمون الصّمتَ وأنتم تتعلّمون الكلام

شرح وصية الإمام الصادق عليه السلام لابن النّعمان الكوفي

§        الشيخ حسين كوراني

* تتضمّن هذه المقالة فقرات من شرح العلامة الشيخ حسين كوراني لمختارات من وصية الإمام الصادق عليه السلام لأبي جعفر، محمّد بن عليّ بن النعمان الكوفي، المعروف بـ«مؤمن الطاق». وهو من أصحاب الإمام زين العابدين، والإمام الباقر، والإمام الصادق عليهم السلام، روى الحديث عنهم، وكان مناظراً من الدرجة الأولى، سريعَ البديهة، وفي بعض الروايات أنّ الإمام الصادق عليه السلام أذِن له في المناظرة، في حين منع غيره.

المتن الكامل للوصية ورد في (تُحف العقول: ص 307-313) لابن شعبة الحرّاني، وعنه نقل العلامة المجلسي في (البحار) وآخرون. وتجدر الإشارة إلى أن نصّ المقالة مختصَر ما ورد في محاضرتين للعلامة الكوراني ألقاهما في شهر ربيع الأول 1438 في «المركز الإسلامي» في بيروت.

«شعائر»

 

نحن في أجواء ذكرى المولد النبويّ الشريف، وفي أجواء ذكرى مولد الإمام الصادق عليه السلام، والوصولُ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يجب أن يكون عن طريق أهل البيت عليهم السلام، خصوصاً الإمام الصادق عليه السلام؛ باعتبار طبيعة المهمّة التي أدّاها صلوات الله عليه، وبلحاظ خصوصيّات الوضع السياسيّ آنذاك. لذا، فإنّ الحديث سيكون حول تحديد العناوين والأمثلة من حُسن الخلق وسوء الخلق، والتي هي محلّ ابتلاء المؤمن في التعامل مع الآخرين. وقد اخترت لهذا الحديث أن أتناول المفردات التي وردت في وصية الإمام الصادق عليه السلام لمؤمن الطاق، ابنِ النعمان الكوفي.

 

 

 

 

شرح الوصية

* قال أبو جعفر (ابن النُّعمان): قال ليَ الصادق عليه السلام: إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ عيّرَ أقواماً في القرآن بالإذاعة. فقلت له: جُعلت فداك، أين؟ قال: قولُه: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ..﴾ (النساء:83)

الإذاعة هي إذاعةُ السرّ وعدم الكتمان، والكتمان أمرٌ مطلوبٌ من المؤمن. سنجد أنّ أكثر الوصيّة يتركّز حول موضوع الكتمان، لأنّ من أُسُس الشخصية المؤمنة هو البُعد الأمني الذي يحصّن من إفشاء السرّ، بالإضافة إلى أنّه يحصّنه من أساليب الشيطان، باعتبار أنّه يعتمد أساليب أمنية للإيقاع بالشخص عن طريق التغرير والخداع ليسرق منه إيمانه. المؤمن كتومٌ وحكيم؛ يتحدّث في المجلس المناسب الحديثَ المناسب.

أمّا في ما يتعلّق بأهل البيت عليهم السلام، فأسرارهم والأمور الولائية لا يجوز أن تقال كيفما كان. لا بدّ من مراعاة المخاطَب ومستواه الديني حينما يكون الكلام عن أسرار وكرامات أهل البيت، على قاعدة أن نكلّم الناس على قدر عقولهم وبالطريقة المناسبة.

* ثمّ قال: المذيعُ علينا سرَّنا كالشّاهرِ بسيفه علينا، رَحِمَ اللهُ عبداً سَمِعَ بمكنون علمِنا فدفنَه...

قد تُطرح كرامة من كرامات أمير المؤمنين عليه السلام، وهي صحيحة، على مَن هم حديثي العهد في التديّن، فيرفضوها ويبتعدوا عن التديّن، ويكون طرحُها من أنواع إفشاء السرّ وإذاعته في غير مكانه. فليس المعيار صحّة الرواية، وإنّما لكلّ مقامٍ مقال.

التديّن عقل. يجب أن نُتقن إدارة المعلومة وكيفية التعامل معها. الجانب العقائديّ يحتاج إلى تدرّج.

* يا ابنَ النُّعمان، إيّاك والمِراء، فإنّه يحبطُ عملَك. وإيّاك والجِدال، فإنّه يُوبِقُكَ. وإيّاكَ وكثرةَ الخصومات، فإنّها تُبعدك من الله.

المِراء هو المماحكة، والفرق بين المِراء والجدال أنّ المِراء يكون في مسألةٍ باطلة وكذلك الهدف منه، أمّا الجدال فيكون في مسألةٍ حقّة وكذلك الهدف منه، لكن في غير محلّه.

يقول رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أوّلُ ما نهاني عنه ربّي بعد عبادة الأوثان، المِراءُ»، لأنّ في المراء والجدال عبادة النفس. والجدال في مكانه الصحيح مطلوب: ﴿..وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..﴾ (النحل:125)، لكنّ الجدال العقيم ولمجرّد إثبات النفس، فإنّه مُهلك. كما نهى الإمام عن كثرة الخصومات؛ فإذا استطعت أن لا يكون لك خصومة مع أحد، سيتاح لك أن تعيش حالة سلامة القلب بأجلى صورها، إذ إنّ خصومة واحدة قد تُثمر خراباً في صدرك.

* ثمّ قال: إنّ مَن كان قبلَكم كانوا يتعلّمون الصمتَ وأنتم تتعلّمون الكلام، كان أحدُهم إذا أرادَ التعبّدَ يتعلّمُ الصمتَ قبلَ ذلك بعشرِ سنين، فإنْ كان يُحسنه ويصبرُ عليه تعبَّد، وإلّا قال: ما أنا لِما أَرومُ بأهل.

إنّما ينجو مَن أطال الصمتَ عن الفحشاء، وصبر في دولة الباطل على الأذى، أولئك النجباءُ الأصفياءُ الأولياءُ حقّاً، وهم المؤمنون. إنّ أبغضَكم إليّ المترئّسون، المشّاؤون بالنمائم، الحَسَدةُ لإخوانهم، ليسوا منّي ولا أنا منهم. إنّما أوليائي الذين سلّموا لأمرنا، واتّبعوا آثارنا، واقتدوا بنا في كلّ أمورنا... واللهِ، لو قدّمَ أحدُكم ملءَ الأرض ذهباً... ثمّ حسدَ مؤمناً، لكان ذلك الذّهبُ ممّا يُكوى به في النار.

 وصل الحديث إلى الصمت، وهو مرتبطٌ بالمهلكات الثلاث المتقدّم ذكرها، وبالصمت تكون السلامة منها. بناء النفس يبدأ بالصمت... والصمت عبادة دائمة لا يخرج منه الإنسان إلّا ليتكلّم بخير. إذا غرقنا في ضجيج وعجيج الكلام، متى نفكّر؟ يُنقل أنّ السيّد علي القاضي قدّس سرّه كان مجلّياً في مسألة الصمت، وكان يمنع نفسه عن الكلام بشكلٍ دائم. لا نتكلّم إلا بخير وحيث يجب. ونستثني من ذلك الحديث إلى الأولاد والزوجة، بل يجب التقرّب إليهم والتواصل معهم. تقول ابنة السيد الطباطبائي صاحب (تفسير الميزان) إنّه كان يخصّص لعائلته ساعة يومياً، وكان يقول إنّها أجمل الساعات. لا يجوز أن نفصل بين هذه الأمور وبين العلاقة السليمة برسول الله صلّى الله عليه وآله، لأنّها من الأخلاق الفاضلة والحسنة، بل يجب الوقوف عندها.

ثمّ ينتقل الإمام الصادق عليه السلام إلى ثلاث صفات هي لأبغض الناس إليه؛ المترئّسون، والمشّاؤون بالنمائم، والحَسَدة.

- المترئّسون وليس الرؤساء، أي مَن يطلب الرئاسة، وهو بخلاف مَن يطلبه الناس للرئاسة. العبودية وطلب الرئاسة لا يجتمعان. آفة الترؤّس تبدأ من بيوتنا، حيث ينمو الاستبداد والتفرّد بالرأي. بل أصل الخصومات هذا منشأها.

- المشّاؤون بالنمائم؛ يلحق بهذه الصفة أمراض النفس المستعصية، من قبيل ذو اللّسانَين. تحدّث الشهيد الثاني عن هذه الآفة مطوّلاً في كتابه (كشف الرّيبة) وهو كتاب يجب أن يكون للمؤمن به علاقة خاصّة.

- أمّا الحَسَدة لإخوانهم، وهي صفة محلّ ابتلاء. قد يقتصر الحسد على القلب، إلّا أنّه حرام. خطورةُ الحسد تكمن في أنّ الشخص لا يمكن أن يتخلّص من آثاره ولو أنفق ملءَ الأرض ذهباً، على حدّ تعبير الإمام الصادق عليه السلام. الحسد يحبط كلّ الأعمال. إذا كنّا عبيداً لله، وواثقين بأنّ الله مطّلعٌ علينا، لَرضينا وما حسدنا أحداً على نعمة. ليست الكارثة أن نكتشف أنّ فينا سوء خُلُق، إنّما الكارثة أن نتعايش معه.

* يا ابن النّعمان، إنّ المذيعَ ليس كقاتلنا بسيفه بل هو أعظمُ وِزراً، بل هو أعظمُ وِزراً، بل هو أعظمُ وِزراً.

يعود الإمام الصادق لموضوع الإذاعة، حيث يؤكّد أنّ إثم مذيع سرّ أهل البيت عليهم السلام، أكبر من إثم قاتلهم؛ وقد كرّرها الإمام عليه السلام ثلاثاً.

* يا ابن النّعمان، مَن سُئل عن علمٍ فقال: لا أدري، فقد ناصفَ العلم. والمؤمنُ يحقدُ ما دام في مجلسه، فإذا قامَ ذهبَ عنه الحقدُ.

من الأمور الأكثر حسّاسية في تزكية النفس أن لا يتنطّح أحدنا للإجابة على كلّ ما يُسأل، على قاعدة أنّه صاحب رأي. على المؤمن أن يكون موضوعياً، وقولُ «لا أدري» هو جوابُ نصف عالِم. الأمر الآخر إشارة إلى درسٍ عظيم، منهاج حياة: غيرُ مسموحٍ للمؤمن أن يُقيم على الحقد. الحقد دليلٌ على غياب الإيمان.

* يا ابن النّعمان، إنّ العالِم لا يقدر أن يخبرَك بكلّ ما يعلم. لأنّه سرُّ اللهِ الّذي أسرّه إلى جَبرئيل عليه السلام، وأسرّه جَبرئيل عليه السلام إلى محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأسرَّه محمّدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عليٍّ عليه السلام، وأسرّه عليٌّ عليه السلام إلى الحسن عليه السلام، وأسرّه الحسنُ عليه السلام إلى الحسين عليه السلام، وأسرّه الحسين عليه السلام إلى عليٍّ (زين العابدين) عليه السلام، وأسرّه عليٌّ عليه السلام إلى محمّدٍ (الباقر) عليه السلام، وأسرّه محمّدٌ عليه السلام إلى مَن أسرّه (الصادق عليه السلام)، فلا تَعْجلوا، فوَاللهِ لقد قَرُبَ هذا الأمرُ ثلاث مرّاتٍ فأَذَعْتُموه، فأَخَّره اللهُ. واللهِ، ما لكم سِرٌّ إلّا وعدوُّكم أعلمُ به منكم.

يعود الإمام صلوات الله عليه للحديث عن الإذاعة مجدّداً، ويبيّن أنّ أمور الإمام المعصوم سرٌّ من سرّ الله تعالى، والذي يتّصل بالمعصوم هو متّصلٌ بمَن هو مستودعُ سرّ الله عزّ وجلّ. يشير الإمام الصادق عليه السلام أنّ (وقت) ظهور الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف كان قد تحدّد في عصور سابقة، لكنّ عدم الكتمان أخّر هذا الأمر. وفي هذا المجال يجب التحذير من إذاعة علامات الظهور، وتقديمها لعدوّ وليّ الله. آفةُ المجتمعات الثرثرة.

* يا أبا جعفر، ما لكُم وللناس، كفّوا عن الناس ولا تدْعوا أحداً إلى هذا الأمر، فوَاللهِ لو أنّ أهلَ السماوات (والأرض) اجتمعوا على أن يُضلّوا عبداً يريدُ اللهُ هُداه ما استطاعوا أن يُضلّوه. كفّوا عن النّاس ولا يقُل أحدُكُم: أخي وعمّي وجاري. فإنّ اللهَ جلّ وعزّ إذا أراد بعبدٍ خيراً طيّب روحَه فلا يسمعُ معروفاً إلّا عرفه ولا منكراً إلّا أنكره، ثمّ قذف اللهُ في قلبه كلمةً يجمعُ بها أمره.

يبيّن الإمام الصادق عليه السلام أنّ هداية الناس ليست «بشطارة» البشر، إنّما هو أمرٌ إلهيٌّ. مَن اهتدى إلى الحقّ فإنّما اهتدى بتوفيقٍ إلهيّ. نحن نحتاج للهداية، فلا ندّعي أنّنا هَدينا الناس.

* يا ابن النّعمان، لا يكون العبدُ مؤمناً حتّى يكونَ فيه ثلاثُ سُنن: سُنّةٌ من الله، وسُنّةٌ من رسوله، وسُنّةٌ من الإمام، فأمّا السُّنّةُ من الله جلّ وعزّ؛ فهو أن يكون كتوماً للأسرار. يقول الله جلَّ ذكرُه: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا﴾ (الجن:26)، وأمّا التي من رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فهو أن يُداري الناس ويعاملَهم بالأخلاق الحنيفية، وأمّا التي من الإمام؛ فالصّبرُ في البأساء والضراء حتّى يأتيَه اللهُ بالفَرَج.

ثلاثُ صفاتٍ يحثّ الإمام الصادق على التحلّي بها: الكتمان، والمداراة، والصبر، إذ إنّ باجتماع هذه السُّنن يتحقّق الإيمان. آنَ لنا أن ندرك أنّ التفرعن الذي نمارسه على غيرنا سنُحاسب عليه يوم القيامة، وأن نربط بين ضغطنا على الآخرين وبين ضغطة القبر.

* يا ابنَ النُّعمان، ليست البلاغةُ بحدّة اللسان ولا بكثرة الهَذَيان، ولكنّها إصابةُ المعنى وقصد الحجّة.

عادةً مَن لا يكتم السرّ ولا يداري ولا يصبر، يكثر هَذَيانُه، وهذا عكس البلاغة التي عرّفها الإمام صلوات الله عليه بإصابة المعنى.

* يا ابن النّعمان، إنّ حبّنا أهلَ البيت يُنزِلُه اللهُ من السماءِ من خزائنَ تحت العرش، كخزائن الذهبِ والفضّة، ولا يُنزِله إلّا بقدرٍ ولا يُعطيه إلّا خيرَ الخلق، وإنّ له غمامةً كغمامةِ القَطْر، فإذا أرادَ اللهُ أن يَخُصّ به مَن أحبّ من خلقِه، أذِنَ لتلك الغمامة فتهطّلتْ كما تهطّلتِ السّحاب، فتصيبُ الجنينَ في بطنِ أمّه.

ويختم الإمام عليه السلام بجوهرةٍ من كنوز الحقّ والولاية: حبُّ أهل البيت عليهم السلام كالمطر ينزل من السماء؛ فإذا كان الشخصُ مستحقّاً أن يحبّهم سيصلُ إلى قلبه نصيبٌ من هذه السحابة، وحتّى لو كان جنيناً في بطن أمّه، فسيصلُه ذلك النور.

 

 

 أهميّة وصية الإمام الصادق عليه السلام لعنوان البصريّ

يقول الفقيه السيد محمّد حسين الطهراني رحمه الله في كتاب (الروح المجرّد):

«.. كان المرحوم الأستاذ الكبير، عارف القرن الذي لا نظيرَ له، بل هو حسب تعبير أستاذنا سماحة الحاج السيد هاشم (الحداد): لم يأتِ منذ صدر الإسلام حتّى الآن في مثل شمول وجامعية المرحوم القاضي؛ كان قد أصدر تعليماته لتلامذته ومريديه في السّير والسلوك إلى الله، أن يكتبوا رواية (عنوان البَصري)، ويعملوا بها من أجل تخطّي النفس الأمّارة، والرغبات الماديّة والطبعية والشَّهوية والغضبية التي تنشأ غالباً من الحقد والحرص والشهوة والغضب والإفراط في الملذّات. أي أن العمل وفق مضمون هذه الرواية كان أمراً أساسياً ومهماً..

وكان السيد علي القاضي يقول مضافاً إلى ذلك: (ينبغي أن تحتفظوا بها - أي بالوصيّة - في جيوبكم وتطالعوها مرّة أو مرّتين كلّ أسبوع).

فهذه الرواية (الوصية) تحظى بالأهمية الكبيرة وتحوي مطالب شاملة وجامعة في بيان كيفية المعاشرة والخلوة، وكيفية ومقدار تناول الغذاء، وكيفية تحصيل العلم، وكيفية الحلم ومقدار الصبر والاستقامة وتحمّل الشدائد أمام أقوال الطاعنين؛ وأخيراً مقام العبودية والتسليم والرضا والوصول إلى أعلى ذروة العرفان وقمة التوحيد.

لذا، لم يكن المرحوم القاضي يقبل تلميذاً لا يلتزم بمضمون هذه الرواية. وهي منقولة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وقد ذكرها العلامة المجلسي في كتاب بحار الأنوار».

(انظر: بحار الأنوار:1/224-226)

 

اخبار مرتبطة

  تقرير

تقرير

منذ يوم

تقرير

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات