تحقيق

تحقيق

15/01/2018

حصاد ألف يوم من العدوان الوهّابي على اليمن

أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالَم

 حصاد ألف يوم من العدوان الوهّابي على اليمن

ــــــــــــــــــــــ صادق خنافر ــــــــــــــــــــــ

* أبتْ السعودية إلّا أن تختم عام اليمنيين بصورة وحشية، ركيزتها الأشلاء ورائحة الدم النازف من الأبرياء، رجالاً ونساءً وأطفالاً.

* المجازر وعمليات القتل الممنهج التي ترتكبها قوات «التحالف العربي» الذي تقوده الرياض، وتتبنّى دعمه الولايات المتحدة، بحقّ الشعب اليمني سجّلت تصاعداً قياسياً خلال العام المنصرم. كلّ ذلك مصحوباً بحصار برّي وبحري وجوّي خانق.

* في المقابل، المجازر الدموية التي أثقلت كاهل اليمنيين لم تحطّ من عزيمتهم، وصمودُ أكثر من ألف يوم في وجه آلة القتل السعودية، لم يمنعهم من مواصلة التصدّي الميداني في جبهات الداخل وما وراء الحدود، وكذلك استهداف العمق السعودي بصواريخ باليستية، وفرض معادلات جديدة على دول العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات؛ فـ﴿..السِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾، معادلة أطلقها قائد «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي في خطاب بذكرى مرور ألف يوم على العدوان، (19-12-2017).

* يقدّم هذا التحقيق الذي أعدّه الباحث صادق خنافر صورة إجمالية عن الأوضاع الإنسانية والسياسية والعسكرية في اليمن بعد مرور ألف يوم من بدء العدوان، وخلال العام المنصرم، نورد أبرز ما جاء فيه نقلاً عن الموقع الإلكتروني لقناة المنار.

«شعائر»

 

 

العام الثالث من العدوان السعودي الأميركي على الشعب اليمني يكاد يكتمل، ووتيرة القصف وارتكاب المجازر في ارتفاع، حيث:

* بلغ عدد الضحايا أكثر من 35 ألف شهيداً وجريحاً؛ نصفهم من الأطفال والنساء.

* تفشّت الأوبئة الفتّاكة بين السكان هذا العام، فجاوز عدد المصابين بالكوليرا عتبة المليون.

* تفاقم الوضع الإنساني بعد اعتماد العدوان أكثر فأكثر على الحصار والتجويع وإقفال المنافذ اليمنية أمام المساعدات الخارجية وجهود الإغاثة الدولية، دافعاً بالملايين من السكّان المعتمدين كلياً على تلك المساعدات إلى حافة الهلاك، فغدى الوضع في اليمن أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم بحسب المنظّمات الدولية.

 

 

* توفّي مئات الآلاف من اليمنيين نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على اليمن، وقصْف المنشآت الصحية في البلاد. وأكدت وزارة حقوق الإنسان في 29 آب الماضي أنّ عدد المدنيين الذين توفّوا جرّاء العدوان والحصار بلغت 247 ألف مواطن نتيجة انعدام الأدوية، وانتشار الأوبئة، وسوء التغذية، وأمراض الفشل الكلوي.

بالأرقام.. ضحايا وخسائر

* بلغ عدد الضحايا المدنيين جراء العدوان السعودي الأميركي على اليمن 13.603 شهيداً، بينهم 2.887 طفلاً، و2.027 امرأة.

* تخطّى عدد الجرحى الـ 21.812، بينهم 2.722 طفلاً، و2.233 امرأة.

* تجاوز عدد النازحين اثنين مليون وستمائة وخمسين ألفاً.

* عدد المنازل المدمّرة والمتضرّرة جراء قصف العدوان بلغ 409.356.

* دمّر العدوان 826 مسجداً.

* عدد المدارس والمعاهد التعليمية المتضررة 827 مدرسة ومعهداً، و118 منشأة جامعية، و30 منشأة إعلامية.

 

 

الكوليرا.. مليون مصاب

* في 21 كانون الأول، وصل عدد المصابين بالكوليرا إلى مليون حالة شكّل الأطفال قرابة ثلثهم، والوفيات تجاوزت 2200 حالة من بدء تفشّي المرض، حسب منظمة الصحة العالمية.

* يعاني أكثر من 80% من السكان من نقص الغذاء والوقود والمياه النظيفة والرعاية الصحية.

* وباء الكوليرا بات متفشّياً في 92% من إجمالي مساحة اليمن، ويعتبر هذا التفشّي الأكبر على الإطلاق لوباء في سنة واحدة.

* شهد اليمن هذا العام تزايداً سريعاً في تفشّي مرض الدفتريا في 18 من محافظاته الاثنتين والعشرين. والدفتريا مرض شديد العدوى، ولكن يمكن الوقاية منه بسهولة عبر اللقاح.

المجاعة.. طفل يموت كلّ 10 دقائق

وفق الأرقام التي نشرتها منظمة الأمم المتحدة ومنظمات دولية، دخل اليمن في العام 2017 رسمياً في دوّامة الجوع والمجاعة، وتشير التقديرات الأممية إلى أنّ الأمر يتفاقم جراء استمرار العدوان والنزوح، وانهيار القطاع الزراعي والنظام الصحي:

* سبعة ملايين يمني يعانون للحصول على الغذاء، وهم بحاجة ماسة لمساعدات غذائية عاجلة.

 

 

* في كلّ 10 دقائق يموت طفل في اليمن بفعل الجوع.

* 14 مليوناً يشكون بشكل عام من انعدام الأمن الغذائي.

* 19 مليون يمني من أصل 26 مليون غير قادرين على إطعام أنفسهم.

* قرابة نصف مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد.

الميدان.. جبهات وصمود

ميدانياً، واصل الجيش اليمني واللجان الشعبية تصدّيها للعدوان على جبهات الداخل وجبهات ما وراء الحدود، فنفّذت مئات العمليات النوعية الهجومية والدفاعية، موقعةً خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في صفوف قوى التحالف السعودي، التي لم تحقّق أي تقدّم حقيقي على الأرض. وبحسب إحصاء صادر عن وزارة الدفاع اليمنية، تم:

* تدمير أكثر من ألف ومائتي دبابة ومدرعة معادية.

* إسقاط خمس وثلاثين طائرة متنوعة.

* استهداف عشر قطع بحرية.

* مقتل وجرح الآلاف من جيوش العدوان ومرتزقته في عموم الجبهات.

الباليستي.. يؤرّق الرياض

* في تطوّر ميداني لافت، أعلنت القوة الصاروخية اليمنية يوم 19 كانون الأول إطلاق صاروخ باليستي على قصر اليمامة في الرياض، وتعدّ هذه ثاني مرة في العام 2017 يجتاز فيها صاروخ أُطلق من اليمن كلّ هذه المسافة، بعد صاروخ بلغ مداه 750 كيلومتراً، كان قد استهدف مطار الملك خالد في الرياض في الرابع من تشرين الثاني 2017.

* أطلق اليمنيون صاروخاً باليستياً بعيد المدى يوم 22 تموز على مصفاة لتكرير النفط في محافظة ينبع السعودية، وأعلنت القوة الصاروخية اليمنية أنّ الصاروخ أصاب هدفه وأحدث أضراراً مادية بالغة.

* على خط استهداف الإمارات، أعلنت القوة الصاروخية اليمنية يوم 3 كانون الأول، عن إطلاق صاروخ مجنّح من نوع «كروز» على مفاعل براكة النووي في أبو ظبي.

* قبل هذه التواريخ، أطلقت القوة الصاروخية اليمنية ما يقارب 77 صاروخاً باليستياً على الأراضي السعودية وفق اعترافات «التحالف العربي».

* في الـسادس من تشرين الثاني أُعلن عن تدشين «منظومة المندب» الصاروخية البحرية.

* كذلك كشفت وحدة التصنيع العسكري عن إنجازات عديدة كان أبرزها عدد من الصواريخ والقنّاصات.

فتنة صنعاء.. ومقتل صالح

بعد أحداث «جامع الصالح» في صنعاء خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف نهاية شهر تشرين الثاني، وقع الرئيس السابق علي عبد الله صالح في فخّ العدوان، مصدّراً «البيان رقم واحد» في مواجهة اللجان الشعبيّة، ودَعم العدوان بعد أن دعا سابقاً إلى النفير لمواجهته، لتبدأ معارك صنعاء التي شهدت دعماً عسكرياً سعودياً وإسناداً جوّياً غير مسبوق، فاق الدعم الذي تقدّمه السعوديّة لقوّات عبد ربه منصور هادي في مختلف الجبهات، في شاهد يؤكّد حقيقة التآمر مع قوى العدوان.

حسابات حقل صالح والعدوان لم يطابق حساب بيدر اللجان الشعبية في صنعاء، فقُتل صالح يوم الرابع من كانون الأول خلال محاولته الفرار من العاصمة، وقال قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي يومها في كلمة متلفزة: «اليوم استثنائي وعظيم وهو يوم سقوط المؤامرة الخطيرة التي استهدفت أمن الشعب اليمني واستقراره».

 

مبادرات فاشلة

على مدار العام، شهدت كافة المبادرات السياسية التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فشلاً ذريعاً، نتيجة إصرار العدوان على فرض إرادته على اليمنيين، وانحياز الوسيط الواضح للسعوديين، ما تسبّب في توقف المفاوضات وانسداد تام في الأفق السياسي للأزمة خلال عام 2017.

ولم تسفر المبادرات عن أيّ تقدّم أو حلّ جزئي للأزمة، والتي كان آخرها خارطة الطريق التي تنصّ على تسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث محايد، والاتفاق على تحييد الملف الاقتصادي لصرف مرتّبات موظفي الدولة المتوقّفة منذ ثمانية أشهر.

أحداث وتواريخ

* 5 تشرين الأول: أدرجت الأمم المتحدة «التحالف العربي» في اليمن على اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في مناطق النزاع، لقتله وتشويه الأطفال واستهداف وهدم مدارس ومستشفيات في اليمن.

* 6 تشرين الثاني: تحالُف العداون يعلن إغلاق جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية في اليمن، وفي اليوم التالي يهدّد اليمنيون بضرب مطارات وموانئ السعودية والإمارات رداً على تشديد الحصار على اليمن.

 

 

* 9 تشرين الثاني: أدانت الأمم المتحدة الحصار المفروض على اليمن، ودعا مجلس الأمن التحالف إلى إبقاء الموانئ والمطارات في البلاد مفتوحة لإيصال المساعدات الإنسانية، بما فيها ميناء الحديدة.

مواقف من التحالف

رصد لأبرز المواقف الدولية التي تنتقد ممارسات «التحالف» الذي تقوده السعودية في اليمن في العام 2017:

* 27 تموز: فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي يعلن: «التحالف العربي» مُدان لارتكابه أو تورّطه بانتهاكات لحقوق الإنسان قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب.

* 20 آب: فريق خبراء تابع للجنة العقوبات الدولية على اليمن يؤكّد: دعم دولة الإمارات جماعات مسلّحة، وممارستها الاحتجاز غير القانوني والإخفاء القسري في اليمن.

* 26 آب: منظمة العفو الدولية (أمنستي) تقول: تجاهل السعودية للقانون الإنساني الدولي بدا واضحاً أكثر من أيّ وقت مضى من خلال الغارة الجوية التي أصابت منطقة «فج عطان» السكنية في صنعاء في نفس الشهر، وأوقعت 14 شهيداً مدنياً بينهم خمسة أطفال.

 

 

* 5 أيلول: المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، تقول: انتهاكات حقوق الإنسان متواصلة في اليمن في خرق واضح للقانون الإنساني الدولي، وانتقدت ممارسات «التحالف العربي». وقالت إنّه تمّ تسجيل أكثر من 4500 غارة جوية للتحالف بين تموز 2016 وحزيران 2017. وأدّت هذه الغارات إلى مقتل 933 مدنياً وإصابة أكثر من 1400 شخص.

* 22 أيلول: (أمنستي) تؤكد في تقرير جديد أنّ: «التحالف العربي» ارتكب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي باليمن، بينها جرائم حرب، وأنّ دولاً -من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا- تواصل إمداده بالأسلحة.

* 5 تشرين الأول: الأمم المتّحدة تدرج «التحالف العربي» بالقائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال.

* 15 تشرين الأول: «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» في بريطانيا: «جرائم» الإمارات في الأماكن الخاضعة لها باليمن تفاقمت، وبلغت حدّاً يهدّد النسيج الاجتماعي وسلمه الأهلي.

* 24 تشرين الأول: محتجّون أميركيون يندّدون بحرب السعودية في اليمن خلال مؤتمر عُقد بالعاصمة الأميركية واشنطن، ويرفعون لافتات تدعو إلى وقف «الإرهاب السعودي».

 

 

* 8 تشرين الثاني: مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يحذّر من أنّ «التحالف العربي» إذا لم يسمح بوصول المساعدات إلى اليمن، فإنه سوف يتسبّب في «أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود طويلة ضحاياها بالملايين».

2018.. السعودية والإمارات ليستا في مأمن

رغم استمرار العدوان على اليمن من قبل تحالف تقوده السعودية، يؤكّد اليمنيون على مواصلة التصدّي له، بكلّ الامكانات المتوافرة، وتشدد القيادة العسكرية للجيش واللجان الشعبية على أنّ المنشآت العسكرية والحيوية في السعودية والإمارات لن تكون بمأمن من الصواريخ الباليستية اليمنية، وبات لزاماً على الرياض أن تجد مخرجاً لحربها العدوانية، خصوصاً مع تصاعد الاحتجاجات الغربية على مستوى صنّاع القرار على استمرارها، وتسبّبها بالعديد من المجازر، التي ترقى لمستوى جرائم حرب تمارسها دولة بحق شعب أعزل.

 

اخبار مرتبطة

  تقرير

تقرير

15/01/2018

تقرير

  اصدارات عربية

اصدارات عربية

نفحات