على أعتابه المحمَّديّة العلويَّة

على أعتابه المحمَّديّة العلويَّة

26/08/2011

إعداد: «شعائر»


سادسُ أئمَّة المُسلمين، الأَسباط، النُّقباء، الخُلَفاء، أوْصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله.
الإمام جعفر بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهم السلام. ما يلي ملامح نبويّة من تاريخه وسِيرته عليه السلام.


عن أبي نعيم في (حلية الأولياء): «الإمام الناطق ذو الزّمام السَّابق، أبو عبد الله جعفر الصادق. أقبل على العبادة والخُشوع، وآثَرَ العزلة والخُضوع، ونهى عن الرِّئاسة».
وعن (مرآة الجنان) لليافعي: «السيِّد الجليل سُلالة النُّبوَّة ومعدِنُ الفتوَّة أبو عبد الله جعفر الصادق. قال عنه مالك بن أنس: ما رأَتْ عيْني أفضل من جعفر بن محمَّد فَضْلاً وعِلماً ووَرَعاً، وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إمَّا صائماً وإمّا قائماً وإمّا ذاكِراً، وكان من عُظَماء العبّاد وأكابر الزُّهَّاد الذين يَخشَون ربَّهم، وكان كثير الحديث، طيِّب المُجالسة، كثير الفوائد».

الولادة والنَّسّب

وُلِد عليه السلام بالمدينة لثلاث عشرة ليلة بَقِيت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثمانين من الهجرة.
والده: باقر علوم النَّبيِّين، وخامس أئمّة المسلمين، الأوصياء، النُّقباء، الأسباط الإثني عشر، الإمام محمّد بن عليّ بن الحسين بن الإمام عليّ بن  أبي طالب عليهم السلام.
والدته: أم فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، وأمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر. قال عليه السلام: «وكانت أمّي مِمَّن آمنَت واتَّقَت وأحسَنَت، والله يُحبُّ المحسنين».

وصفُه عليه السلام

إسمه جعفر، ويُكنَّى أبا عبد الله وأبا إسماعيل، والخاصّ أبو موسى، وألقابه: الصَّادق، والفاضِل، والطَّاهر، والقائِم، والكافِل، والمُنجي، وإليه تُنسَبُ الشِّيعة الجعفريَّة.
 كان الصادق عليه السلام رَبْع القامة (مربوعها)،  أزهَر الوجه، حالِك الشَّعر، جعد، أشمّ الأنف، رقيق البَشَرة، على خدِّه خال أسود، وعلى جسده خيلان (جمع خال) حمرة.

سمَّاه رسول الله صلى الله عليه وآله

عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدِّه عليهم السلام قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا وُلِد ابني جعفر بن محمَّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فسمّوه الصَّادق، فإنَّه سيكون في وُلْدِه سَمِيٌّ له، يَدَّعي الإمامة بِغَير حقِّها، ويُسمّى كذّاب».
 
حُكَّام الجَوْر في عصره

في (إعلام الورى): «كان في أيّام إمامته عليه السلام بقيّة مُلْك هشام بن عبد الملك، ومُلْك الوليد بن يزيد بن عبد الملِك، ومُلْك يزيد بن الوليد بن عبد الملك المُلقَّب بالنَّاقِص، ومُلْك إبراهيم بن الوليد، ومُلْك مروان بن محمّد الحمار، ثمَّ صارت المسودّة من أهل خراسان مع أبي مُسلِم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فمَلَكَ أبو العبَّاس عبد الله بن محمَّد بن عليّ بن عبد الله بن عبَّاس المُلقَّب بالسَّفَّاح، أربع سنين وثمانية أشهر، ثمَّ مَلَكَ أخوه أبو جعفر عبد الله المُلقَّب بالمنصور، إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهراً، وتوفِّي الصَّادق عليه السلام بعد عشر سنين من ملكه..».

أستاذ أئمَّة الفِقْه والحديث

في كتاب (حِلْية الأولياء) لأبي نعيم: «إنَّ جعفر الصَّادق عليه السلام حدَّثَ عنه من الأئمّة والأعلام: مالك بن أَنَس، وشعبة بن الحجَّاج، وسُفيان الثَّوري، وابن جريج، وعبد الله بن عمرو، ورَوْح بن القاسم، وسُفيان بن عيينة، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن المختار، ووهيب بن خالد، وإبراهيم بن طهمان في آخرين. قال: وأخرج عنه مسلم في صحيحه مُحتجّاً بحديثه».
وقال غيرُه: روى عنه مالك، والشَّافعي، والحسن بن صالح، وأبو أيوب السختياني، وعمر بن دينار، وأحمد بن حنبل، وقال مالك بن أنس: ما رأت عينٌ ولا سَمِعَتْ أُذُنٌ ولا خَطَرَ على قلب بَشَر أفضل من جعفر الصَّادق فضلاً وعِلماً وعبادةً ووَرَعاً. وسأل سيف الدَّولة عبد الحميد المالكي قاضي الكوفة عن مالك، فوصفه وقال: كان (جَرَه بَنْدَه) جعفر الصَّادق أي الرَّبيب، وكان مالك كثيراً ما يَدَّعي سماعه، وربّما قال: حدَّثَني الثِّقة يَعْنيه عليه السلام.
وجاء أبو حنيفة إليه لِيَسمَع منه، وخرج أبو عبد الله يَتَوَكَّأ على عصا، فقال له أبو حنيفة: يا ابن رسول الله، ما بَلَغْتَ من السِّنِّ ما تَحتاج معه إلى العصا، قال: هو كذلك ولكنَّها عصا رسول الله أَرَدْتُ التَّبَرُّكَ بها، فوثب أبو حنيفة إليه وقال له: أُقبِّلها يا ابن رسول الله؟ فَحَسَر أبو عبد الله عن ذراعه وقال له: والله لقد عَلِمْتَ أنَّ هذا بَشَر رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأنَّ هذا من شَعْرِه، فما قَبَّلْتَه وتُقَبِّل عصا!.
* عن  أبي عبد الله المحدِّث في (رامش أفزاي): «".." وكان أبو يزيد البسطامي؛ طيفور السقاء خدمَه، وسقاه ثلاث عشرة سنة. وقال أبو جعفر الطوسي: كان إبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار من غلمانه، ودخل إليه سفيان الثوري يوماً فسمع منه كلاماً أعجبه، فقال: هذا والله يا ابن رسول الله الجَوْهر، فقال له: بل هذا خيرٌ من الجَوْهر، وهل الجَوْهر إلَّا حَجَر».

من سيرته عليه السلام

في (حِليَة الأولياء) عن سفيان الثَّوري: «دخلتُ على جعفر بن محمَّد وعليه جبّة خزّ دكناء وكساء خزّ، فجعلتُ أَنظُر إليه مُعجَباً، فقال لي: يا ثوري، ما لك تَنْظر إلينا لعلّك تَعجَب ممّا رأيْتَ، فقلت له: يا ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله، ليس هذا من لِباسك ولا لِباس آبائِك. قال: يا ثوري، كان ذلك زماناً مُقفراً مُقتراً، وكانوا يَعمَلون على قَدر إقفاره وإقتاره، وهذا زمان قد أسبل كلُّ شيءٍ فيه عزَّ إليه،  ثمَّ حَسَرَ عن رُدْن جُبَّتِه (كُمِّها) فإذا تحتها جُبَّة صوف بيضاء يَقصر الذَّيل والرُّدْن عن الرُّدْنِ، وقال: يا ثوري، لَبِسنا هذا لله تعالى، وهذا لَكُمْ، فما كان لله أَخفيْناه وما كان لكم أبْدَيْناه».

آخِر وَصاياه: الصَّلاة

قال أبو الحسن الأوّل (ابنه الإمام الكاظم موسى بن جعفر) عليه السلام: «إنَّه لمَّا حَضَر أبي الوفاةُ قال لي: يا بُنَيّ، إنه لا يَنال شفاعتنا مَنِ استَخَفَّ بالصَّلاة».



الشَّهادة

مضى عليه السلام في النِّصف من رجب، ويُقال: في شوّال سنة ثمان وأربعين ومائة، وله خمس وستُّون سنة، أقام فيها مع جدِّه وأبيه اثنتي عشرة سنة، ومع أبيه بعد جدِّه تسع عشرة سنة، وبعد أبيه عليه السلام أيّام إمامته عليه السلام أربعاً وثلاثين سنة، ودُفِن بالبقيع، مع أبيه وجدِّه وعمِّه الحَسَن عليهم السلام.




اخبار مرتبطة

  الصورة الملكوتيّة

الصورة الملكوتيّة

  دوريات

دوريات

27/08/2011

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات