الملف

الملف

14/02/2018

من الأدعية والصلوات والزيارات المختصّة بالسيدة الزهراء عليها السلام


«السلامُ عليكِ يا والدة الحُجَج على الناسِ أجمعين»

من الأدعية والصلوات والزيارات المختصّة بالسيدة الزهراء عليها السلام

§      الفقيه الشيخ محمد علي التبريزي الأنصاري

الفقيه الأصولي، والمفسِّر الحافظ، الشيخ محمّد علي بن أحمد القرجه داغي التبريزي الأنصاري (ت: 1310 هجرية) من أجلّة علماء الإمامية ومن تلامذة الشيخ الأنصاري (صاحب الفرائد).

هذه المقالة عبارة عن مختارات ممّا ذكره قدّس سرّه في كتابه القيّم (اللّمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها السلام) حول الأدعية والصلوات المختصّة بالصدّيقة الكبرى عليها السلام. (ص 284 – 292)

 

مَن تتبّع الأخبارَ عَلِمَ أنّ سيّدتنا الزهراء وليّةُ اللهِ تعالى في السماوات والأرضين، وأنّها أشرفُ من جميع الأنبياء والمرسلين عدا أبيها خاتَم النبيّين صلّى الله عليه وآله. ولم يبقَ لأحدٍ شُبهة في شرف محلّها وعلوّ رتبتها، وما أعدّ اللهُ لها من المزيّة التي ليست لأحدٍ قبلها ولا بعدها. وأنّ لها فضائل أصلية ذاتيّة من جهة نفسها، وفضائل خارجية من جهة أمّها وأبيها وزوجها وبَنيها، فلها إذاً، نورٌ على نورٍ من ربّها.

زيارتها والصلاة عليها

* روى الإربليّ في (كشف الغمّة) عن أمير المؤمنين، عن فاطمة عليهما السلام، قالت:

«قالَ لي رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم: مَن صلّى عليكِ غفرَ اللهُ لهُ وألحقَهَ بي حيثُ كنتُ من الجنّة».

* وتحيّتها المشهورة المرويّة عن الإمام العسكريّ، من ضمن الصّلوات على المعصومين:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الصِّدِّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ، حَبِيبَةِ حَبِيبِكَ وَنَبِيِّكَ، وَأُمِّ أَحِبَّائِكَ وَأَصْفِيائِكَ الَّتِي انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلى نِساءِ العالَمِينَ، اللّهُمَّ كُنِ الطَّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها، وَكُنِ الثَّائِرَ اللّهُمَّ بِدَمِ أَوْلادِها، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَها أُمَّ أَئِمَّةِ الهُدى ومَصَابِيحِ الدُّجى، وَحَلِيلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ، وَالكَرِيمَةَ عِنْدَ المَلأ الأعْلى؛ فَصَلِّ عَلَيْها وَعَلى أُمِّها صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلّم، وَتُقِرُّ بِها أَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها، وَأبْلِغْهُمْ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلام».

* ونقل الفاضل المجلسي تحيّة أخرى لها عليها السلام، نقلها عن ابن طاوس، وأنّ من زارها بهذه الزيارة، وطلب من الله سبحانه المغفرة غفر اللهُ ذنوبه البتة، ويُدخله الجنّة، وهي أن تقول:

«السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها».

ثم تقول: «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ، وَابْنَةِ نَبِيِّكَ، وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفَى عِبادِكَ المُكْرَمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَأَهْلِ الأَرْضِينَ».

* قال الفاضل المجلسي رحمه الله: «الأَولى والأفضل زيارتها عليها السلام في الأوقات الشريفة والأزمنة المخصوصة بها، مثل يوم ولادتها، وهو متمّم العشرين من جمادى الآخرة عند الشيخ المفيد والسيّد ابن طاوس.

ومثل يوم وفاتها عليها السلام، وهو اليوم الثالث منه عند السيّد وجماعة.

ومثل يوم تزويجها عليها السلام وهو النصف من شهر رجب، أو اليوم الأول من ذي الحجّة، أو اليوم السادس منه.

ومثل ليلة زفافها وهي التاسعة عشر من ذي الحجة، أو الحادية والعشرون من محرّم.

وفي يوم المباهلة وهو الرابع والعشرون من ذي الحجّة، ويوم نزول سورة (هل أتى)، وهو الخامس والعشرون منه..».

* وقال ابن طاوس في صلاة الزيارة لها: «لو أمكنكَ أن تفعل صلاة الزهراء عليها السلام فافعل، وهي ركعتان: تقرأ في كلّ ركعة بعد (الحمد) سورة (التوحيد) ستّين مرّة، ولو لم تقدر على ذلك ففي الركعة الأولى بعد (الحمد) سورة (التوحيد) مرة، والركعة الثانية سورة (الجَحْد) مرّة».

من أدعيتها عليها السلام

كان دعاؤها عليها السلام: «بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم، يَا حَيُّ يا قَيُّوم، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ فَأَغِثْنِي، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّه».

* ودعاؤها المشهور بدعاء الحمّى وعلّمته سلمان وهو هذا: «بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللهِ النُّورِ بِسْمِ الله نُورِ النُّورِ، بِسْمِ الله نُورٌ عَلى نُورٍ...».

 (مفاتيح الجنان: الدعاء الخامس من الفصل السابع)

وروى ابن طاوس الدعاءين المتقدّمين في باب: حِرز فاطمة عليها السلام.

* ومن جملة أدعيتها عليها السلام ما علّمه إياها أبوها رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال ابن طاوس رحمه الله في (مُهَج الدّعوات: ص 139): ووجدنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال للزهّراء عليها السلام:

يا فاطمة، ألا أُعلّمكِ دعاءً لا يَدعو به أحدٌ إلّا استُجيبَ له، ولا يجوزُ فيكِ سِحرٌ ولا سمٌّ، ولا يشمتُ بك عدوّ، ولا يَعرِضُ لك الشيطان، ولا يُعرِضُ عنكِ الرّحمن، ولا ينزعُ عنك نعمةً، ولا يردّ لك دعوة، ويقضي حوائجك كلّها؟!

قالت: يا أبتِ، لَهذا أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها.

قال: تقولين: (يا الله)ُ، يا أعزَّ مذكورٍ وأقدمَه قِدَماً في العزّ والجَبروت...). فإنّه يُقال لكِ: يا فاطمة، نَعَم نَعَم».

* ومن جملة ما اختُصّ بها عليها السلام التسبيح المشهور بتسبيح الزهراء، المؤكّد عقيب الصلاة وعند النوم، كما أشير إلى كيفيّته بالتكبير أولاً، ثمّ تقديم الحمد على التسبيح أو بالعكس، وفي بعض الأخبار التسبيح أوّلاً ثمّ التحميد ثمّ التكبير... (وفي الحديث): أنّ مَن قالها صبيحة كلّ يوم كفاه اللهُ ما أهمّه من أمر الدنيا والآخرة.

صلوات الزهراء عليها السلام

صلاتها المخصوصة بها انتساباً صلاتان مندوبتان:

إحداهما: ركعتان؛ يقرأ في كلّ ركعة بعد (الحمد) سورة (التوحيد) مرّتين.

والثانية: ركعتان أيضاً، يقرأ في الركعة الأولى بعد (الحمد) سورة (القدر) مائة مرة، وفي الثانية سورة (التوحيد) مائة مرة، ويقرأ بعد الفراغ على كلّ تقدير التسبيح الآخر المشهور بتسبيح الزهراء عليها السلام، وهو أقلّ شهرة من الأول المذكور، وهو هذا:

«سبحانَ ذي العزّ الشامخِ المُنيف، سبحانَ ذي الجَلالِ الباذخِ العظيم، سبحانَ ذي المُلكِ الفاخرِ القديم، سبحانَ مَن لَبس البهجةَ والجمالَ، سبحانَ مَن تردّى بالنّورِ والوقار، سبحانَ مَن يَرى أثرَ النَّملِ في الصّفا، سبحان مَن يرى أثرَ الطّيرِ في الهواء، سبحانَ مَن هو هكذا ولا هكذا غيرُه». وهو سريع الأثر في المطالب والحاجات.

ونقل الفاضل المجلسي رحمه الله في (زاد المعاد) في وظائف اليوم الأول من ذي الحجّة، الذي ورد وقوع تزويج الزهراء عليها السلام من أمير المؤمنين في ذلك اليوم، صلاة أخرى لها عن الشيخ الطوسي رحمه الله، وأنّه قال: «يستحبّ في اليوم الأول من ذي الحجّة صلاة الزهراء عليها السلام».

وورد أنّها أربع ركعات مثل صلاة عليّ عليه السلام، كلّ ركعتين بتسليمة واحدة، يقرأ في كلّ ركعة بعد (الحمد) سورة (التوحيد) خمسين مرة، ويقرأ بعد الفراغ من الركعات تسبيح الزهراء عليها السلام، وهي: «سبحان ذي العزّ الشامخ...» إلى آخر ما مرّ.

وجعل الفاضل المذكور الأحوط في عمل ذلك اليوم الجمع بين هذه الصلاة وبين الصلاة السابقة، وكذا في قراءة التسبيح بعد الصلاة الجمع بين التسبيح المذكور وبين التسبيح الآخر المشهور.

نقشُ خاتَمها عليها السلام

وكان نقش خاتَم الزهراء عليها السلام: «اللهُ وليُّ عِصْمَتِي»، وقيل: كان خاتمها من الفضّة ونقشُه: «نِعْمَ القادِرُ الله»، وقيل: «أَمِنَ المتوكِّلون». وذكروا أنّ لنقش هذه الكلمات في الخاتَم تأثيراً عجيباً لدفع الأعداء، وحفظ الأموال والأولاد والبدن عن شرّ الإنسّ والجنّ... وجميع المكاره والآفات والأسواء والبليّات.

وقيل: نقشُ خاتَمها عليها السلام نقشُ خاتَم سليمان بن داود، وهو: «سُبْحَانَ مَنْ أَلْجَمَ الجِنَّ بِكَلِماتِه».

اخبار مرتبطة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

  سنن وآداب

سنن وآداب

نفحات