إطلالة على وصايا الإمام الصَّادق عليه السلام

إطلالة على وصايا الإمام الصَّادق عليه السلام

26/08/2011

إطلالة على وصايا الإمام الصَّادق عليه السلام

وصايا المعصومين، مَنْجمُ الفِكْر والسُّلوك
إطلالة على وصايا الإمام الصَّادق عليه السلام

الشيخ حسين كوراني

تَحظى وصايا المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم -من بين كلِّ الوصايا في تاريخ الإنسانيّة- بأهميَّة فريدة، لِفَرادة المُوصِي، وفَرادة المضمون.
وعليه، يتّضِح مدى الخسران الثَّقافي المبين، النَّاتِج عن «الإستِلاب الثَّقافي» الذي يَحمل على البحث عن القدوة الثقافيّة والمعرفيّة، خارج مدرسة الوَحْي، ومَعدِن الحِكمة.

يَقتصِر باب «الوصايا» عادةً، على ما صَدر عن صاحبه كَوَصيَّة وَرَد فيها لفظٌ يدلُّ على التَّوصِية.
تَحظَى الوصيَّة بأهميَّةٍ خاصَّة تَتمثَّل في أنَّها تَقَع بِحَسب التَّسلسُل العِلمي المَنهجي، في مرتبة أعلى من «التَّأليف»، و«الأمالي»، و«المُكاتبات» و«المَواعظ».
في سيرة بعض كبار العلماء أنَّه لم يَعتمِد التَّأليف لِنَشر أفكاره ورُؤاه، بل اعتَمَد «المُكاتبات» و«المُراسلات» لأنَّها في حِلٍّ مِن قُيود مُخاطبة النُّقطة الوَسَط الجامِعة بين أفهام متعدِّدة مُختلفة، كما أنَّها مُحرَّرة من تعمُّد «إغلاق العِبارة» لِتفادي بعض المَحاذير، وليأتي النَّصّ «لِخاصّ الخاصّ» كما يُصرِّح بعض المؤلِّفين.
في مَساق «المُكاتبات» تقع «الأمالي» وهي اختياراتُ مَن له أهليّة التَّأليف، والمكاتبة لنصوص هي لآخرين، لكنّه وجد فيها ما يستدعي التَّركيز عليها ونقلها إلى الأجيال عَبْر إملائها في مجلس يَحضره المُتلَقّون منه؛ المُمْلَى عليهم.
تتميّز «الوصايا» عن المكاتبات -التي تقع الأمالي في  مستواها- بأنَّ الوصايا عادةً أشدُّ تكثيفاً، لأنّ من طبيعتها عدم التّعدُّد، بخلاف «المكاتبات» القائمة على التّعدُّد، وتتميّز «الوصايا» كذلك بأنَّها خلاصة تجربة مُمتدّة، وثَمرة رحلة طويلةٍ في آفاق المعرفة وحركة القلب والحياة.
تقع «الوصايا» -إذاً- في قمَّة هَرَم التَّسلسُل العِلمي لألوان نقل الفكرة، وقد تتداخل مع المَوْعظة، كما قد تفترق عنها. طبيعة المَوْعظة الحثّ على التَّدبُّر والتَّفكير، واستِثارة العَزْم على العمل، وطبيعة الوصيَّة الجدّ في العمل، ولذلك قد تتداخلان.
وقد تتداخل الوصيَّة مع «التَّأليف» و«المكاتبات» كما إذا كان منطلق كلّ منهما هو «التَّوصية»، إلَّا أنّ ذلك لا يخلو من تجوّزٍ ومسامحة، تتَّضح حدودهما لدى الحديث عن تعريف جامعٍ مانعٍ لكلِّ لون من هذه الألوان والتَّعابير.
من هذا المَوْقع -في قمَّة هَرَم إيصال الفكرة- تَكتسِب الوصيَّة أهميَّتها العامَّة كَوصيَّة، في حين تَكتسِب أيّ وصيّةٍ أهميتّها الخاصّة -غالباً- من سببَيْن: الشَّخص المُوصي، ومضمون الوصيّة، وقد يُسهِم سببٌ ثالث في هذه الأهميَّة، هو الشخص المُوصَى (بالفتح).
ومن بين كلِّ الوصايا في تاريخ الإنسانيّة، تَحظى وصايا المعصومين بأهميَّة فريدة، لِفَرادة المُوصي، وفَرادة المضمون، ومن بين وصايا كلّ الأنبياء والمعصومين، تَتميَّز وصايا رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأهل بيته عليهم السلام -أي المعصومين الأربعة عشر- بأهميَّةٍ بالغة الخصوصيّة، لأنَّ ما يَصدُر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله «إنْ هو إلَّا وحيٌ يوحى»، وقد ثَبت أنَّ أهل البيت عليهم السلام، هم تجلِّيات الحقيقة المُحمّدية، وأنَّ لهم -باستثناء النُّبوَّة- ما لِسيِّدهم وسيِّد الأنبياء رسول الله صلّى الله عليه وآله، فَهُم استمرار النُّبوَّة وبقاء الرِّسالة والقرآن الناطق.
نُدرك  إجمالاً -في ضوء ما تقدّم- عَظَمة الكُنوز المعرفيَّة التي تحملها «وصايا المعصومين الأربعة عشر» عليهم السلام، كما يَتَّضِح مدى الخسران الثَّقافي المبين، النَّاتِج عن «الإستِلاب الثَّقافي» الذي يَحمل على البحث عن القدوة الثقافيّة والمعرفيّة، خارج مدرسة الوَحْي، ومَعدِن الحِكمة.

النبيُّ وصيُّ الله، والأئمّة أوصياؤه

سنجد في إطلالة على وصايا الإمام الصَّادق عليه السلام، أمرَين رئيسَيْن:
الأوّل: أنَّ وصايا كلٍّ مِن المعصومين عليهم السلام، تحثّ الخُطى لإنجاز مَوْسوعاتٍ مَعرفيَّة تَمسُّ حاجة البشريّة إليها، في شتّى ميادين المعرفة وخصوصاً معرفة النَّفس، ووَعْي الوجود، والعلاقات الإجتماعيّة.
الثَّاني: أنَّ التَّداخُل في نصِّ المعصوم بين الوصيَّة، والرِّسالة، والمَوْعظة، والحِكَم، والخُطَب والتَّأليف -بناءً على قَوْل عدد من كبار العُلماء في كتاب (مصباح الشَّريعة) ونسبته إلى الإمام الصَّادق عليه السلام- هو تداخلٌ جَذْري، يَفوق بكثير أيّ تداخل في نصوص غير المعصومين، ويَرجع السبب في ذلك إلى أنَّ المعصوم «وصيّ»، ومهمَّتُه هي «التَّوصية». قال تعالى: ﴿شرع لكم من الدين ما وصَّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصَّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب﴾. الشورى:13.
والمُجتمَع المُؤمن مُوصىً ومُتَواصٍ، موصىً من الله تعالى برسالة يَحملها النَّبيّ الوَصِيّ، أو وَصِيُّ النَّبيّ: ﴿ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون﴾.الأنعام:153، ومُتواصٍ بالتَّراحُم: ﴿الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾ العصر:3 ﴿ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة﴾. البلد:17، ﴿ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون﴾. الأنعام:151.

**


أبرز مَصادِر وصايا المعصومين عليهم السلام

يُعتبَر كتاب (تُحَفُ العقول) أبرز مصدر جَمَع الكثير الوافر من وصايا المعصومين عليهم السلام.
جاء في كتاب (الذَّريعة إلى تصانيف الشِّيعة): «(تُحَفُ العقول) في ما جاء من الحِكَم والمَواعِظ عن آل الرسول، صلّى الله عليه وآله للشَّيخ أبي محمَّد الحسن بن عليّ بن الحُسين بن شُعْبَة الحَرَّانِي الحلبي، المُعاصِر للشيخ الصَّدوق الذي توفّي سنة 381، و[هو] من مشايخ الشَّيخ المُفيد كما ذكره الشَّيخ عليّ بن الحسين بن صادق البحراني في رسالته في الأخلاق. قال: "إنّه من قُدماء أصحابنا حتّى أنَّ شيخنا المُفيد ينقل عنه وكتابه ممَّا لم يَسمح الدَّهر بمثله"، وهو يروي عن الشَّيخ أبي عليّ محمّد بن هَمَّام الذي توفّي سنة 336 كما في أوّل كتابه (التَّمحيص) " .."».
وتَجدُر الإشارة إلى فَرادة تَسْمية المؤلِّف لهذا الكتاب القيِّم (تُحَف العقول)، فهي تَسْمية تَجمع بين سلامة المَنهج، وبين ما بعد الحَداثة والمُعاصرة، لِتَبدو في كلِّ عَصْرٍ جديدة.
أَوْرَد العالم الجليل ابن شُعبة الحَرَّاني في (تُحَف العقول) خمس وصايا من الإمام الصَّادق عليه السلام بِلَفْظ الوصيَّة، كما أَوْرَد الكثير من مواعظه ورسائله، وحِكَمِه عليه السلام، وهي كلّها تتداخل مع الوصيَّة، وقد تَجِد فيها لفظ التَّوصية، كما قد تَجِد النّصّ منها متمحِّضاً في التَّوصية دون أن يكون صَدَرَ بِعنوان الوصيّة أو وردت فيه الإشارة إليها.
ثمَّ إنَّ وصايا الإمام الصَّادق عليه السلام –من حيث الكَمّ- على قسمَيْن: مُتوسِّط، ومبسوط، وهي -إجمالاً- كما يلي:

أوّلاً: الوصايا المبسوطة

1- وصيَّته عليه السلام لعبد الله بن جُنْدَب، وأوَّلها: «يا عبد الله، لقد نَصَب إبليس حبائلَه في دار الغرور، فما يَقصد فيها إلَّا أولياءنا، ولقد حَلَت (جَلَت)الآخرة في أعينهم حتّى ما يُريدون بها بَدَلاً. ثمَّ قال: آهٍ آهٍ على قلوب حُشِيَت نوراً، وإنَّما كانت الدُّنيا عندهم بِمَنزلة الشُّجاع الأرْقَم [الثُّعبان القاتل] والعَدُوّ الأعْجَم، أَنِسُوا بالله واستَوْحَشوا ممَّا به استَأْنَس المُترَفون، أولئك أوليائي حقّاً وبهم تُكشَف كلّ فِتْنة وتُرفَع كلّ بَلِيّة..».
 
2- وصيَّته عليه السلام لأبي جعفر المعروف بـ«مؤمن الطّاق» و«صاحب الطّاق» وهو «مِن أصحاب الصَّادق والكاظم عليهما السلام. كان رَحِمَهُ الله ثِقة، مُتَكلِّماً، حاذِقاً، كثير العِلم، حَسَن الخاطر، حاضِر الجواب».
أوردها في (تُحف العقول) وأوَّلها: «قال أبو جعفر: قال لي الصَّادق عليه السلام: إنَّ الله عزَّ وجلَّ عَيَّرَ أقواماً في القرآن بالإذاعة، فقلت له: جُعِلتُ فداك أين قال؟ قال: قوله: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به..﴾النساء:83 ثمَّ قال: المُذيع علينا سِرّنا كالشَّاهِر بِسَيفه علينا. ومنها: إنَّ مَن كان قبلكم كانوا يَتَعلَّمون الصَّمْت وأنتُم تَتَعلَّمون الكلام، كان أحدهم إذا أرادَ التَّعبُّد يَتَعلَّم الصَّمْت قبل ذلك بِعَشر سنين فإنْ كان يُحْسِنُه ويَصْبِر عليه تَعَبَّد وإلَّا قال: ما أنا لِمَا أَرُوم بِأَهل، إنَّما يَنجو مَن أَطال الصَّمْت عن الفحشاء وصَبَر في دَوْلة الباطِل على الأذى، أولئك النُّجَباء الأصفِياء الأوْلِياء حقّاً وهم المؤمنون. إنَّ أَبْغَضكُم إليَّ المُتَرَئِّسون. المَشَّاؤُون بالنَّمائِم، الحَسَدَة لِإخوانهم ليسوا منِّي ولا أنا منهم. إنَّما أوليائي الّذين سَلَّموا لِأمرنا واتَّبَعوا آثارنا واقْتَدَوْا بنا في كلِّ أمورنا. ثمَّ قال: والله لو قَدَّم أَحَدكم مِلء الأرض ذهباً على الله، ثمَّ حَسَدَ مؤمناً لكان ذلك الذَّهب ممَّا يُكْوَى به في النَّار. يا ابن النُّعمان إنَّ المُذيع ليس كَقاتلنا بِسَيفه بل هو أعظم وِزْراً، بل هو أعظم وزراً، بل هو أعظم وزراً..». 

3-  رسالة الإمام الصَّادق عليه السلام، إلى عبد الله النَّجاشي

ويَتناسَب مع هذه الوصايا المَبْسوطة، رسالة الإمام الصَّادق عليه السلام، إلى عبد الله النَّجاشي، جواباً على رسالته حين تَوَلّى «الأهواز». قال الحرّ العاملي في (وسائل الشِّيعة): «رَوَى الشَّهيد الثَّاني الشَّيخ زين الدِّين في (رسالة الغِيبة = كشف الرّيبة في أحكام الغِيبة) بإسناده عن الشَّيخ الطُّوسي، عن المُفيد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه محمّد بن عيسى الأشعري، عن عبد الله بن سليمان النَّوفلي قال: كنتُ عند جعفر بن محمّد الصَّادق عليه السلام فإذا بِمَوْلى لعبد الله النَّجاشي قد وَرَد عليه فَسَلَّم وأَوْصل إليه كتابه، فَفَضَّه وقَرَأه. إلى أن قال: فأجابه أبو عبد الله عليه السلام:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم حاطَكَ الله بِصُنعِه ولَطفَ بكَ بِمَنِّه، وكَلَأَكَ برعايته فإنَّه وليُّ ذلك. أمَّا بعد، فقد جاءني رسولُك بكتابك فقرأتُهُ، وفهمتُ جميع ما ذَكَرْتَ وسألته (سألت) عنه، وزَعمتَ أنَّك بُلِيتَ بِوِلاية الأهواز فسَرَّني ذلك وساءَني، وسأُخبِركَ بِما ساءني من ذلك، وما سَرَّني إنْ شاء الله، فأمَّا سُرُوري بولايتك، فقلتُ: عَسى أن يغيث الله بك ملهوفاً خائِفاً من آل محمّد عليهم السلام، ويُعِزّ بك ذليلهم، ويَكْسُو بك عاريهم، ويُقَوِّي بكَ ضعيفهم، ويُطفِئ بك نار المُخالفين عنهم، وأمَّا الذي ساءني من ذلك فإنَّ أدْنى ما أخاف عليك أن تَعْثَر بِوَليٍِّ لنا فلا تَشمّ حظيرة القدس».

وقد أوْرَد السيِّد الأمين في (أعيان الشِّيعة) هذه الرِّسالة، وأضاف سَنَده إليها فَوَصَله بالشَّهيد الثَّاني. قال رحمه الله: «وعبد الله النَّجاشي هذا هو صاحب رسالة الصَّادق عليه السلام، وقد ذَكَرَها الشَّهيد الثَّاني في (كَشْف الرّيبة). وذكرها السيِّد محيي الدِّين في (أربعينه) على ما حُكِيَ عنه. وقد ذكر الشَّهيد الثَّاني في (كشف الرّيبة) سَنَدَه إليها. ونحن نَذكر أيضاً سَنَدنا إليها ونَصِلُه بالشَّهيد الثَّاني..».
والرِّسالة مَرجع لا بُدَّ من التُّعامل معه بِعنايةٍ خاصّة في أبحاث «نظام الحُكْم والإدارة».

4-  كلامه عليه السلام في وَصْف المحبَّة «لِأهل البيت والتَّوحيد والإيمان والإسلام والكُفْر والفِسْق»

كما يُلحَق بالنُّصوص الصَّادقيّة المَبْسوطة، ما رواه  الحَرّاني رحمه الله في (تُحَف العقول) تحت العنوان الوارد أعلاه «كلامه عليه السلام في وصف المحبَّة ..»، وأوّل النّصّ: «دَخَل عليه رجل فقال عليه السلام له: مِمَّن الرَّجُل؟ فقال من مُحبِّيكُم ومَواليكُم، فقال له جعفر عليه السلام: لا يُحِبّ الله عبد(اً) حتّى يَتَولَّاه. ولا يَتَولَّاه حتّى يُوجِب له الجنَّة. ثمَّ قال له: مِن أيِّ مُحبِّينا أنت؟ فَسَكتَ الرَّجل فقال له "سَدِير": وكم مَحبُّوكم يا ابن رسول الله؟ فقال: على ثلاث طبقات: طَبقةٍ أَحِبُّونا في العلانِية ولم يُحبُّونا في السِّرّ. وطَبَقةٍ يُحبُّونا في السِّرِّ ولم يُحِبُّونا في العلانِية. وطَبَقةٍ يُحِبُّونا في السِّرِّ والعلانية، هم النَّمط الأعلى، شَربوا من العَذْب الفُرات وعَلِموا تأويل الكتاب، وفَصْلَ الخِطاب..».

5- نثر الدُّرَر

من النُّصوص المبسوطة المروِيَّة عن الإمام الصَّادق عليه السلام، نصٌّ طويل، أورده العلَّامة المجلسي في (البحار)، مرقَّماً في ثمانية وسبعين فقرة، وهو عبارةٌ عن حِكَم قِصار مُتراصِفة، يبدو من روايتها مُجتمعة، ومن ختامها بقول: «ولا قوَّة إلَّا بالله العليّ العظيم» أنَّه نصٌّ واحد.
 قال في (تُحَف العقول): ومن كلامه عليه السلام سمَّاه بعض الشِّيعة «نَثْرُ الدُّرَر»: «الإستقصاء فُرقَة. الإنتقاد عداوة. قلَّة الصَّبر فضيحة.  إفشاء السِّرِّ سُقوط. السَّخاء فِطْنة. اللَّوْم تغافل. ثلاثة مَن تَمسَّك بهنَّ نال من الدُّنيا والآخرة بُغْيَته: مَن اعْتَصَم بالله، ورَضِيَ بِقضاء الله، وأَحْسَن الظَّنَّ بالله. ثلاثةٌ مَن فرَّط فيهنَّ كان محروماً: استِماحة جواد، ومُصاحبة عالِم، واستِمالة سُلطان. ثلاثةٌ تُورِث المحبَّة: الدِّين. والتَّواضُع. والبَذْل. مَنْ بَرِئ من ثلاثة نال ثلاثة: مَنْ بَرِئ من الشَّرِّ نال العِزّ. ومَنْ بَرِئ من الكِبْر نال الكرامة. ومَنْ بَرِئ مِن البُخل نال الشَّرَف. ثلاثة مُكْسِبة للبغضاء: النِّفاق. والظُّلم. والعُجْب "...". لا يَكون الأمين أميناً حتّى يؤتَمَن على ثلاثة فيؤدِّيها: على الأموال والأسرار والفُروج. وإنْ حفظ اثنين وضَيَّع واحدة فَلَيْس بأمين...».

ثانياً: الوصايا المُختصرة

1- رسالته عليه السلام إلى جماعة شيعته وأصحابه .أوَّلها: «أمّا بعد فَسَلوا ربَّكم العافية. وعليكم بالدّعة والوقار، والسَّكِينة والحياء والتَّنزُّه عمّا تَنَزَّه عنه الصَّالحون منكم. "..." إيَّاكم أن يَبْغي بعضكم على بعض، فإنَّها ليست من خِصال الصَّالحين، فإنَّه مَنْ بَغَى صَيَّر الله بَغْيَهُ على نفسه وصارت نُصرَة الله لِمَن بُغِيَ عليه. ومَنْ نَصَرَهُ الله غَلَبَ وأصابَ الظَّفر من الله. إيَّاكُم أن يَحسدَ بعضكم بعضاً، فإنَّ الكُفر أصلُه الحَسَد».

2-  وصيَّته الأولى عليه السلام لسُفيان الثَّوري
قال سُفيان الثَّوري: «دخلتُ على الصَّادق عليه السلام فقلتُ له: أَوْصِني بِوصيَّةٍ أَحفظُها مِن بَعدِك؟ قال عليه السلام: وتَحْفَظ يا سُفيان؟ قلت: أجل يا ابن بنت رسول الله، قال عليه السلام: يا سُفيان: لا مُرُوَّة لِكَذوب، ولا راحة لِحَسود، ولا إخاءَ لِمَلول، ولا خِلَّة لِمُختال. ولا سُؤدُدَ لسيِّئ الخُلُق».

3- وصيتّه الثَّانية عليه السلام، لِسُفيان الثَّوري
وقال سُفيان الثَّوري: «دخلتُ على أبي عبد الله عليه السلام فقلتُ: كيف أَصبحتَ يا ابن رسول الله؟ ".."  فقال عليه السلام لي: يا ثَوْريّ، إنَّه مَنْ داخَلَ قلبَه صافي خالِصِ دِينِ اللهِ شَغَلَهُ عمَّا سِواه. يا ثَوْريّ، ما الدُّنيا؟ وما عسى أن تكون؟ هل الدُّنيا إلَّا أكلٌ أَكلتَه، أو ثَوْبٌ لَبستَهُ، أو مَرْكب رَكبْتَهُ؟ ".."».

***

 

اخبار مرتبطة

  الصورة الملكوتيّة

الصورة الملكوتيّة

  دوريات

دوريات

27/08/2011

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات