تحقيق

تحقيق

13/04/2018

مناطق ارتبطت أسماؤها بعصر الظهور


﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا

مناطق ارتبطت أسماؤها بعصر الظهور

____ الشيخ عبد الرسول زين الدين ____

* قال الإمام الباقر عليه السلام: «..ثمّ يظهر المهديّ بمكّة عند العشاء، ومعه راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقميصه وسيفه، وعلامات، ونور، وبيان، فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته، يقول: أذكركّم الله أيها الناس، ومقامكم بين يدي ربّكم، فقد اتّخذ الحجّة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، وأمرَكم أن لا تشركوا به شيئاً، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأن تحيوا ما أحيا القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى، ووزراً على التقوى، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وآذنت بالوداع، فإنّي أدعوكم إلى الله وإلى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنّته..».

[السيّد ابن طاوس، الملاحم والفتن: ص 137]

* تدلّ الأحاديث الشريفة على وقوع أحداث وعلامات تسبق عصر الظهور وقيام الإمام المنتظَر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وترتبط بمناطق محدّدة، منها ما سيشهد الحروب والمواجهات، ومنها ما خصّها الله تعالى بالأمان في زمن الفتن.

* يتناول هذا التحقيق، المختصر عن البحث الذي أعدّه الشيخ عبد الرسول زين الدين لصحيفة «صدى المهدي» الإلكترونية، تعريفاً ببعض البلدان والمناطق التي ورد ذكرها في الروايات الشريفة.

«شعائر»

 

مكّة المكرّمة

إنّ لبيت الله شأناً عظيماً في حركة الظهور المهدوي المقدس، وقد وردت في ذلك روايات منها.

* عنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام، قَال: «إِنَّ القَائِمَ عليه السلام إِذَا قَامَ، رَدَّ البَيتَ الحَرَامَ إِلَى أَسَاسِه، ومَسجدَ الرَّسُولِ إِلَى أَسَاسِه، ومَسجدَ الكُوفَةِ إِلَى أَسَاسِه.

وقَالَ أَبُو بَصِيرٍ: إِلَى مَوْضِعِ التَّمَّارِينَ مِنَ المَسجِدِ».

أي أنّه عليه السلام يردّها إلى مساحتها الحقيقية.

 [الكليني، الكافي: 4/543]

* وعن جابر رضوان الله عليه في حديثٍ طويل عن الإمام الباقر عليه السلام: «..فينفر المهديّ منها إلى مكّة، فيبلغ أمير جيش السفياني أنّ المهديّ قد خرج من المدينة، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتّى يدخل مكّة خائفاً يترقّب على سنّة موسى بن عمران عليه السلام، وينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي منادٍ من السماء: يا بيداء أبيدي القوم، فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم إلّا ثلاثة، ".." وفيهم نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا..﴾ (النساء:47).

قال: والقائم يومئذٍ بمكّة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام..».

[الشيخ المفيد، الاختصاص: ص 256]

قمّ المقدّسة

قمّ، مدينة من المدن الإيرانية القديمة المعروفة، يرجع تأسيسها الى عصر الفيشداديين (من قدماء ملوك الفرس)، وكان اسمها (كمندان).

وقمّ الآن مزار مقدّس حيث مرقد السيدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السلام، والمعروفة بفاطمة المعصومة، وتعتبر قم ثاني أهم المراكز العلمية الدينية للمسلمين الشيعة بعد النجف الأشرف.
ولقمّ شأنٌ في خارطة الظهور المهدويّ المقدّس وقبله، حيث منزلتها في حفظ دين الإسلام وتثبيتهِ إلى قبيل الظهور، إلّا أنّها تتميّز في الروايات بأمنها حين تظهر الفتن:

* قال الإمام الصادق عليه السلام: «إذا عمّت البلدان الفتن فعليكم بقمّ وحواليها ونواحيها، فإنّ البلاء مدفوعٌ عنها».

* وعنه عليه السلام: «إذا عمّت البلايا فالأمن في الكوفة ونواحيها من السواد، وقمّ من الجبل، ونِعْمَ الموضع قمّ للخائف الطائف».

[المجلسي، البحار: 57/214]

 

مسجد السهلة

أحد المساجد المهمّة التي أوصى أئمّة أهل البيت عليهم السلام بتعاهدها والاهتمام بها، فهي منزل إدريس عليه السلام، وأنّ الأنبياء جميعاً ما بعثهم الله تعالى إلّا وقد وصلوا إليه، وما يزيده أهمية أنّه سيكون منزل القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف بأهله وعياله.

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنّه قال: «يا أبا محمّد، كأنّي أرى نزول القائم عليه السلام في مسجد السهلة بأهله وعياله.

قلت: يكون منزله؟

قال: نعم، هو منزل إدريس عليه السلام، وما بعث الله نبيّاً إلَّا وقد صلّى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما من مؤمنٍ ولا مؤمنة إلّا وقلبه يحنّ إليه، وما من يوم ولا ليلة إلّا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد، يعبدون الله فيه».

[الطبرسي، مستدرك الوسائل: ص 415]

 

طالقان

يطلق اسم (طالقان) على مدينة في بحر قزوين في شمال إيران وتسمّى «طالقان قزوين».

ولطالقان ذكر كبير في حركة الظهور المهدويّ المقدس، وإنّ لمَن يخرج منها من مقاتلين أثراً كبيراً في جغرافية هذه الحركة المباركة، وقد وردت في ذلك روايات كثيرة منها:

*عن أمير المؤمنين عليه السلام: «..وأربعة وعشرون من الطالقان، وهم الذين ذكرهم رسول الله صلّى  الله عليه وآله وسلّم..».

[السيّد ابن طاوس، الملاحم والفتن: ص 290]

* قال السيّد محسن الأمين في (أعيان الشيعة: 1/206): «..لا يخفى أنّ أهل الطالقان دائماً كانوا من محبّي أمير المؤمنين عليه السلام، وورد عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام أحاديث كثيرة في فضل طالقان قزوين وأهله. وفي (كشف الغمّة) للإربلي: روى ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال: (بخٍ بخٍ) للطالقان فإنّ لله تعالى بها كنوزاً ليست بذهب ولا فضّة، ولكنْ بها رجال مؤمنون عرفوا الله حقّ معرفته، وهم أنصار المهديّ في آخر الزمان».

جبال رضوى

رضوى جبل وهو أول جبال تهامة، يتبع لمحافظة ينبع في منطقة المدينة المنورة، نُسِب إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قولُه: «رَضوى رضي الله عنه».

ورد ذكر جبل رضوى في خارطة الشأن المهدوي، ومن ذلك:

«عن عبد الأعلى مولى آل سام، قال: خرجت مع أبي عبد الله عليه السلام، فلمّا نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلّاً عليها، فقال لي:

ترى هذا الجبل؟ هذا جبل يدعى رضوى ".." نِعمَ أمان للخائف (مرتين). أما إنّ لصاحب هذا الأمر فيه غيبتَين، واحدة قصيرة، والأخرى طويلة».

[الشيخ الطوسي، الغيبة: ص 163]

الشام

تطلق لفظة (بلاد الشام) ويراد بها بلاد سوريا ولبنان وفلسطين والأردن.

وقد ورد لبلاد الشام في خارطة الظهور المهدويّ المبارك ذكر كثير، وأنّها ستكون مكاناً لوقائع كثيرة، بل تكاد تكون مكاناً للفاصلة بين الحقّ من جهة وبين الباطل من جهة أخرى، بين الإمام المهدي عليه السلام ومَن يؤيّدونه، وبين السفياني ومَن يؤيّدونه.

سأل عمران بن الحصين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن صفة المهدي عليه السلام، قال: «صف لنا يا رسول الله هذا الرجل وما حاله؟

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: إنّه رجلٌ من ولدي، ".." يخرج عند جَهدٍ من أمّتي وبلاء، عربيّ اللون ابن أربعين سنة، كأنّ وجهه كوكبٌ درّي يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجَوراً، يملك عشرين سنة ، وهو صاحب مدائن الكفر كلّها: قسطنطينية ورومية (أي يسيطر عليها ويحكمها)، يخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، وأهل اليمن، حتى يأتونه فيبايعونه بين الركن والمقام، فيخرج من مكّة متوجّهاً إلى الشام، يفرح به أهل السماء والأرض، والطيرُ في الهواء، والحيتان في البحر».

[السيّد ابن طاوس، الملاحم والفتن: ص 281]

الوادي اليابس

الوادي اليابس، أو وادي الريان، وادٍ يقع في بلاد الشام بالقرب من مدينة عجلون، ويبعد عن مركز مدينة دمشق بأقل من ١٥٠ كيلو متر.

وقد اتّفقت الأخبار الواردة على تسمية المكان الذي يبدأ منه (السفياني)، والذي بيّنت تلك الأخبار صفته وحدّدت نسبه، كما أكّدت أنّ حركته عند الظهور المقدّس تكون من منطقة الوادي اليابس، وأنّ هذا الوادي سيكون منطلقاً لحركة بطشٍ وشرٍّ شيطانية تصيب المنطقة وسكانها، يقودها شخص من آل أبي سفيان، وجاء في ذلك روايات كثيرة:

* قال أبو عبد الله عليه السلام: «قال أبي عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر جُدريّ، إذا رأيته حسبته أعور ".."، وهو من وُلد أبي سفيان، حتى يأتي أرضاً ذات قرارٍ ومعين  فيستوي على منبرها».

[الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة: ص 651]

* وعن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام، قال: قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام:

إذا اختلف رمحان بالشام فهو آيةٌ من آيات الله تعالى.

قيل: ثمّ مه؟

قال: ثمّ رجفةٌ تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمةً للمؤمنين وعذاباً على الكافرين.

فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشُّهب، والرايات الصفر تُقبل من المغرب حتى تحلّ الشام. فإذا كان ذلك فانتظروا خسفاً بقرية من قرى الشام يقال لها (حرستا)، فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس».

[الشيخ الطوسي، الغيبة: ص 461]

 

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

13/04/2018

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات