كتاب «الإمام الصادق عليه السلام»

كتاب «الإمام الصادق عليه السلام»

27/08/2011

كتاب «الإمام الصادق عليه السلام»

كتاب «الإمام الصادق عليه السلام»
نَجْعَةُ الرّائد، ورواءُ الظّمآن

قراءة: سلام ياسين

 الكتاب: «الإمام الصادق عليه السلام»
المؤلّف: العلّامة الشيخ محمّد الحسين المظفّر (1312 – 1381 هجريّة)
الناشر: «مؤسّسة النشر الإسلامي» - قم المقدّسة، 1989.
طُبع للمرّة الأولى في النجف الأشرف في حياة المؤلّف سنة 1369 هجريّة ‍- 1950م
 في جزأين. ثمّ أعادت طبعه بصفّ جديد مؤسّسةُ النشر الإسلامي التابعة لجماعة
المدرّسين في الحوزة العلمية – قم، سنة 1409 هـ-1989مـ، وصدر جُزآه في مجلّد واحد.

 

حرص المؤلّف في كتابه (الإمام الصادق عليه السلام) على الإشارة إلى الجوانب كافّة المتعلّقة بحياة الإمام، وسيرته، والعصر الذي عاش فيه، وقد وصفه بأنّه «جمّ العناوين»، وهذا يظهر من فهرس المواضيع التي تبدأ بالتعريف بأهل البيت عليهم السلام، وتنتهي بالتعريف بمَوالي الإمام ومن يتولّى خدمته.

المؤلّف

من أعلام النجف الأشرف المرموقين بالعلم والأدب، درس على أخيه الشيخ محمّد حسن، ثم حضر درس الميرزا حسين النائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني، وكان مولعاً بالتأليف والتحقيق، تولّى رئاسة «المَجمع العلمي لمنتدى النشر»، ومن مؤلّفاته التي تبلغ أربعة عشر مؤلّفاً: (ميثم التمّار)، (الكتاب والعترة)، (الشيعة والإمامة)،  (تأريخ الشيعة)، (علم الإمام)، (القرآن تعليمه وإرشاده)، بالإضافة إلى ديوان شعريّ أكثر قصائده في أهل البيت عليهم السلام.

محتويات الجزء الأول

بحث المؤلّف في مطلع الجزء الأوّل في مقدّمات وجدها ضرورية للتعريف بالإمام الصادق عليه السلام والعصر الذي مارس دوره فيه، يقول تحت عنوانٍ سمّاه «الطّليعة»: «لمّا كان الوقوف على حياة هذا الإمام يتطلّب درساً لشؤون الدولتين الأُمويّة والعبّاسيّة اللتين عاصرهما أبو عبد اللّه عليه السلام، وموقف هاتين السلطتين من أهل البيت، ومعرفة مَن هُم أهل البيت، ومعرفة ما كان في عهده من المذاهب والنِّحل، وما رأته الناس في الإمامة، حقَّ أن نذكر هذه الشؤون في الطليعة، فإنّ بها تُعرف ما كان من حياته السياسيّة والعلميّة والإجتماعيّة، والسبب الذي من أجله بثَّ العلوم والمعارف، وندَبَ إلى الأخلاق والمحاسن، وحثَّ على التكتّم في نشر هذه الفضائل وكتمان نسبتها إلى أهل البيت..».
وقدّم المؤلّف موجزاً في التعريف بأهل البيت محدّداً إيّاهم بالمعصومين عليهم السلام، مستدلّاً على عصمتهم بآية التطهير المباركة. كما عرض لتاريخ بني أميّة قبل الإسلام وصراعهم مع الهاشميّين، ومحاربتهم للرسول صلّى الله عليه وآله ولأهل بيته بعد وفاته، مشيراً إلى أنّهم المقصودون بالشجرة الملعونة في القرآن، لافتاً إلى مفارقة شهادة القرآن بالتطهير لأهل البيت عليهم السلام واللّعن لبني أميّة.
كذلك عرّف ببَني العبّاس ومشروعهم السلطوي، حيث إنّهم اتخذوا «الثأر» لدماء الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره وسائر الهاشميّين شعاراً رفعوه لمحاربة الأمويّين، وأنّهم حاولوا استمالة الإمام الصادق عليه السلام ليستغلّوا موقعه في نفوس الناس، بُغية الوصول إلى مآربهم، عارضاً لنماذج من ظلمهم لآل البيت عليهم السلام بعد تولّيهم السلطة، عاقداً مقارنة بين ما فعله بنو أمية وبنو العباس في هذا السبيل.

الفِرَق في زمن الإمام الصادق

بعد ذلك عرض الشيخ المظفّر لأبرز المِلل والفِرق التي عُرفت في تلك الحقبة، مع تعريف موجز بنشأة كلّ فرقة وأبرز رجالاتها، رادّاً الفِرق جميعها إلى أربعة رئيسة هي: المرجئة، والمعتزلة، والشيعة، والخوارج.
وبوصول المؤلّف إلى الكلام عن الإمام عليه السلام تحت عنوان «من هو الصادق؟» ساق شهادات لأبرز رجالات عصر الإمام وما يليه من عصور، «لأنّها تعبّر عن آراء أجيال في هذه الشخصيّة الكريمة»، مستقصياً لأقوال القريبين والبعيدين بما يشمل أعداء الإمام، وكلّها تشهد بفضل الصادق عليه السلام ومكانته في نفوسهم.
كما أفرد المؤلّف عنواناً خاصّاً من صفحات عدّة لموضوع «التقيّة» التي أُثر عن الإمام الصادق عليه السلام قوله بشأنها: «التقية ديني ودين آبائي». فبَيَّن أدلّة مشروعيّتها من العقل، والكتاب، والسنّة، مشيراً إلى دورها في حفظ خطّ الإمامة إلى يومنا هذا.
وتحت عنوان «الصادق والمِحَن» عرض المؤلّف لسيرة الحكّام العباسيّين مع الإمام عليه السلام، في التضييق عليه وإشخاصهم إيّاه من المدينة إلى بغداد، والمحاولات المتكرّرة لقتله، لافتاً إلى أدعية الإمام التي كان يدعو بها للخلاص من مظالمهم، ولمّا رأى المؤلّف رحمه الله كثرة هذه الأدعية، أفرد لها كتاباً مستقلّاً سمّاه (دعاء الصادق).
وفي ما يمكن أن يُعدّ فصلاً عن حياة الإمام العلميّة، بيّن الشيخ المظفّر أنّ علم الإمام كعلم آبائه وأبنائه المعصومين عليهم السلام، «إلهاميٌّ» من قِبل الله تعالى، عارضاً لمدرسته العلميّة وأبرز تلامذته، مستعرضاً جملة من وصاياه في طلب العلم وآدابه، مُنوِّهاً بأنّ مدرسة الصادق عليه السلام العلميّة لم يقتصر طلّابها على القائلين بإمامته فحسب.
ثم شرع المؤلّف في بيان أبرز العلوم التي ظهرت على يدَي الإمام الصادق عليه السلام وهي: الحديث وعلومه، الفقه، الأخلاق، التفسير، علم الكلام، مفرداً صفحات خاصّة للكلام عن براهين الإمام في موضوع وحدانيّة الله عزّ وجلّ، وَنَفْيِ التجسيم عنه، كذلك علم الطبّ، والجَفْر، والكيمياء، وسائر العلوم، مضمّناً كتابه أشهر المناظرات التي نُقلت عن الإمام عليه السلام في شتّى المجالات.
وفي آخر هذا الجزء من الكتاب فصلٌ عن سيرة الإمام الصادق عليه السلام، وأخلاقه، وآدابه في العِشرة، وصدقاته، وحِلمه، إضافة الى عبادته ونبذة من كراماته، التي منها إجابة دعائه وإخباره عن حوادث مستقبلية.


محتويات الجزء الثاني

يسعى المؤلّف في هذا الجزء لإسماعنا بأُذُن القلب ما تكلّم به الامام في شتّى المواضيع، من خُطب، ومواعظ، ووصايا، وحِكم بليغة، وقد صدّر ذلك بقوله: «إِنّ كلام أبي عبد اللّه عليه السلام لا تُنزفه الدِلاء، ولا تُلمّ به صحائف، وما أكثر أُصوله، وأوفى فروعه، وإِنّما نريد ههنا أن نذكر منه فصولاً أربعة، هي: الخُطب، والعِظات، والوصايا، والحِكم، فإنّ بها نجعة الرائد، ورواء الظمآن، وحياة النفس، إِجتهدتُ في جمعِها واختيارها من خيرة الكتب وصفوة المؤلّفات».
أمّا في الخطب، فقد أورد للإمام الصادق عليه السلام خطبتين، واحدة في صفة النبيّ صلّى الله عليه وآله والثانية في صفة الأئمّة عليهم السلام.
وأمّا المواعظ، فنقل شيئاً منها في الخوف، والرجاء، والورع، والتقوى، والزهد، والرياء، وغير ذلك.
ومن الوصايا التي نقلها في هذا الجزء: وصيّة الإمام لولده الإمام الكاظم عليهما السلام، وصيّته لعبدالله بن جندب، وصيّته للمفضّل بن عمرو، وصيّته لسفيان الثوري، ووصايا عامّة في مواضيع: التفقّه في الدِّين، حُسن الصحبة، حُسن الجوار، المشاورة، الإغضاء عن الاخوان، صِدق الحديث.
ومن الكلمات الحِكميّة للإمام الصادق عليه السلام، أورد المؤلّف 255 حكمة في سائر شؤون الحياة الإنسانية نقتطف منها التالي:

* «المعروفُ زكاةُ النِّعَم، والشفاعة زكاة الجاه، والعِللُ زكاة الأبدان، والعفو زكاة الظَّفَر، وما أُدّي زكاتُه فهو مأمون السَّلب».
* «من أخلاق الجاهل الإجابةُ قبل أن يسمع، والمعارضة قبل أن يفهم، والحُكم بما لا يعلم».
* «مَن لم يُواخِ إلّا مَن لا عيبَ فيه قلَّ صديقُه، ومَن لم يرضَ من صديقه إِلّا بايثاره على نفسه دام سخطُه، ومَن عاتب على كلّ ذنبٍ دام تعتيبُه».
* «ما ارتَجَّ امرؤٌ، وأُحجِم عليه الرأي، وأَعْيَتْ به الحِيَل إِلّا كان الرفقُ مفتاحَه».

ولم يغفل الشيخ المظفّر في ختام الكتاب أن يشير إلى كُنى الإمام عليه السلام، وألقابه، وصفاته البدنيّة، وإلى التعريف بأولاده، ثمّ من روى عنه من السنّة والشيعة.


اخبار مرتبطة

  الصورة الملكوتيّة

الصورة الملكوتيّة

  دوريات

دوريات

27/08/2011

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات