شعر

شعر

12/09/2018

الإبداع في مواجهة «النَّكسة»

الإبداع في مواجهة «النَّكسة»

ثنائية «ثأر الله» لعبد الرحمن الشرقاوي

عبد الرحمن الشرقاوي (ت: 1987م) أديب ومفكّر مصري، عمل في كبريات المؤسّسات الإعلامية العربية، وله رصيده المتميّز من المؤلّفات الروائية والأدبية. من أبرز أعماله ثنائية «ثأر الله»، وهي عمل مسرحي من جزئين: «الحسين ثائراً»، و«الحسين شهيداً»، جسّد فيه دناءة الأمويّين، وتخاذل المجتمع عن نصرة سِبط النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهو الذي خرج مطالباً بتحريرهم من الإصْر والأغلال التي قيّدهم بها آل أبي سفيان.

نشر الشرقاوي هذه الثنائية سنة 1969م، كردٍّ على حالة الإحباط والشعور الجماعي بالهزيمة الذي أصاب الجماهير العربية عقب «نكسة» العام 1967م.

ما يلي، الفصل الختامي من الجزء الثاني، وهو من النثر الموزون، بلسان حال الإمام الحسين -كما لاح للشرقاوي- وفيها يخاطب عليه السلام جميع العالمين:

***

الحسين: فلتذكروني لا بسفْكِكمُ دماءَ الآخرينْ

        بلْ فاذْكروني بانتشالِ الحقِّ منْ ظُفْرِ الضلال

        بلْ فاذكروني بالنضالِ على الطريقْ

        لكيْ يسودَ العدلُ فيما بيْنكمْ

        فلتذكروني بالنضالْ

        فلتذكروني عندما تغدو الحقيقةُ وحدَها

        حَيْرى حزينهْ

        فإذا بأسوارِ المدينةِ لا تصونُ حِمى المدينهْ

        لكنها تحمي الأميرَ وأهله والتَّابعينَهْ

        فلتذكروني عندما تجدُ الفضائلُ نفسَها

        أضحتْ غريبهْ

        وإذا الرذائلُ أصبحتْ هيَ وحدها الفُضلى الحبيبهْ ".."

        فلتذكروني حين تختلطُ الشجاعةُ بالحماقهْ..

        وإذا المنافعُ والمكاسبُ صرنَ ميزانَ الصَّداقهْ

        وإذا غدا النُّبلُ الأبيُّ هو البلاههْ

        وبلاغةُ الفصحاء تقهرُها الفهاههْ

        والحقُّ في الأسمالِ مشلولَ الخطى حذرَ السيوفْ!

        فلتذكروني حين يختلط المزيّفُ بالشريفْ

        ولتذكروني حين تشتبهُ الحقيقةُ بالخيالْ

        وإذا غدا جبنُ الخنوعِ علامةَ الرجلِ الحصيفْ

        وإذا غدا البهتانُ والتزييفُ والكذبُ المُجلجلُ

        هنَّ آياتِ النجاح

        فلتذكروني في الدموعْ

        فلتذكروني حين يستقوي الوضيعْ

        فلتذكروني حين تغشى الدينَ صيحاتُ البطونْ

        وإذا تحكّم فاسِقوكمْ في مصير المؤمنينْ

        وإذا اختفى صدْحُ البلابلِ في حياتكمُ ليرتفعَ النباحْ

        وإذا طغى قرْعُ الكؤوسِ على النواحْ

        وتلجلجَ الحقُّ الصُّراحْ

        فلتذكروني

****

        فإذا سكتّم بعد ذاك على الخديعةِ وارتضى الإنسانُ ذلَّهْ

        فأنا سأُذبحُ منْ جديدْ

        وأظلُّ أُقتلُ منْ جديدْ

        وأظلُّ أُقتلُ ألف قتلةْ

        .. سأظلُّ أُقتلُ كلّما سكتَ الغيورُ

        وكلما أغْفى الصبورْ

        سأظلُّ أُقتلُ كلما رغِمتْ أنوفٌ في المذلَّةْ...

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

12/09/2018

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات