الملف

الملف

09/12/2018

تمهيد

تمهيد

لقد عاش الإمام الحسن العسكري عليه السلام تسعاً وعشرين سنة، منها ثلاث وعشرون مع أبيه الهادي عليه السلام، وستّ سنين بعده.

لكن عمره الشريف اتّسع لإدارة أمور الشيعة المنتشرين في البلاد، وترسيخ عقائدهم، وتقوية وجودهم، وحفل بمقاومة خُطط الخلفاء لقتله قبل أن يولَد منه المهديّ الموعود، الذي سيزيل حكم الجبابرة!

لقد فرضوا عليه الإقامة الجبرية، وكان يراقبه الخليفة بجهاز خاص، ومع ذلك قام بأعمال كبار ومعجزات، جعلت بعض شخصيات السلطة يؤمنون به ويقدّسونه، والفيلسوف الكنديّ من أتباعه.

ولا عجب فهو أحد الذين قال عنهم الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يكون بعدي اثنا عشر إماماً، لا يضرّهم تكذيب من كذّبهم».

فاعجب للإمامين العسكريّين عليهما السلام، كيف قاما بأعمال عظيمة، وهما في الإقامة الجبرية في عاصمة الخليفة، والرقابة الجبرية من شخص الخليفة!

خاصة، إذا عرفنا أن الإمام كان ينتزع هامش الحرية لحركته انتزاعاً، بقوّة شخصيته ومعجزاته، ليكوّن هامشاً أوسع من الحرية التي يفرضها المجتمع.

كان الإمام العسكريّ عليه السلام يقاوم ظروفه الضاغطة الحرجة، ويقوم بتركيز قِيم الإسلام وعقائده، ويقاوم محاولات السلطة لتحريف الإسلام، وخططها لقتل الإمام.

وفي نفس الوقت يقوم ببناء مجتمع الشيعة وتقويتهم، حتى اتسع وجودهم، وصاروا شطر الأمة، كما شهدت به الخلافة.

لقد استطاع الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام، أن يعمّق هذا الوجود ويؤصّله في الأمة، ليتحمّل هزّة فقد إمامه، وهزّة غَيبة ولده المهديّ الموعود عليه السلام، فأبقى هذا الشطر من الأمة مؤثّراً غير متأثر، كما تشهد بذلك فصول سيرته البليغة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* من مقدّمة كتاب (الإمام الحسن العسكريّ والد الإمام المهديّ الموعود) للعلامة الشيخ علي الكوراني العاملي

 

 

اخبار مرتبطة

  ايها العزيز

ايها العزيز

  دوريات

دوريات

10/12/2018

دوريات

  اجنبية

اجنبية

10/12/2018

اجنبية

نفحات