وقال الرسول

وقال الرسول

منذ 6 أيام

الجُحود والعِناد

الجُحود والعِناد

لولاهما لكانت النار برداً وسلاماً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فقرات «دعاء كميل» المرويّ عن أمير المؤمنين، قوله صلوات الله عليه: «فَبِالْيَقِينِ أَقَطَعُ، لَولا ماحَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ، لَجَعْلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً..».

فما «الجُحود» وما «العِناد»؟ ومَن هو «الجاحد»، المستحقّ لعذاب النار بحُكم الله، ومن هو «المعانِد» المستحقّ للخلود فيها، بقضائه سبحانه؟

***

الجحود لغةً: هو الإنكار مع العلم. والجاحد: هو المنكِرُ للأمر مع علمه بثبوته.

والعِناد: الميلُ عن الجادّة. والمعانِد: المعارض لك بالخلاف عليك. وقيل: المتكبّر، أو الذي يأبى الخضوع للحقّ.

* وفي كتاب (الروضة: ص 113) لابن شاذان القمّي، وهو من مصادر (بحار الأنوار)، عن ابن مسعود، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، من ضمن حديث طويل، أنه قال:

«يا ابنَ مسعود، إذا كان يومُ القيامةِ، يقولُ اللهُ جلّ جلالُه لي ولِعَليّ: أَدخِلا الجنّةَ مَن شِئتُما، وأَدخِلا النارَ مَن شِئتُما، ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ﴾. والكافر: مَن جَحَد نبوّتي، والعَنيد: مَن جَحدَ ولايةَ عليٍّ عليه السّلام وعِترتِه...». (ق:24)

* وعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام (الكافي: 2/389 ح 1)، من ضمن حديثٍ عن أوجُه الكفر، قال: «الكفرُ في كتابِ اللهِ على خمسةِ أوجُه: فمنها كفرُ الجُحود. والجحودُ على وجهين. [إلى أن قال عليه السلام]: فأمّا كفرُ الجحود:

- فهو الجحودُ بالربوبيّة؛ وهو قولُ مَن يقول: لا ربَّ ولا جنّةَ ولا نار ...

- وأمّا الوجهُ الآخر من الجحود: فهو الجحودُ على معرفة؛ وهو أن يجحدَ الجاحدُ وهو يعلمُ أنه حقّ، قد استقرّ عندَه. وقد قالَ اللهُ عزّ وجلّ: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا..﴾..». (النمل:14)

* وعنه عليه السلام (محاسن البرقي: 1/89): «لو جَحَدَ أميرَ المؤمنين عليهِ السَّلام، جميعُ مَن في الأرض، لَعَذَّبَهُمُ اللهُ جَميعَاً وأدخَلَهُم النّار».

قال العلماء

في شرحه على «الزيارة الجامعة»، الموسوم بـ(الأنوار الساطعة)، يبيّن العلامة الشيخ جواد الكربلائي، معنى الجحود والعناد، قال:

* «قوله عليه السلام: ومَنْ جَحَدَكُم كافِرٌ: إن الجاحد لولايتهم كافرٌ بالمعنى الأول، أي يلازم جَحْدُ ولايتهم جَحْدَ الربوبية وإنكارها؛ بدعوى أن الإيمان بالله، وآياته، وكُتبه، ورُسله، واليوم الآخر مقرونٌ بالإيمان بهم، دلَّتْ على هذا نصوص كثيرة لا تُحصى..».

* «قوله عليه السلام: ولا جَبّارٍ عَنيد: العنيد: الجائرُ عن القصد، الباغي الذي يردّ الحقَّ مع العلم به، وله مصاديق، كبني أميّة وبني العبّاس ومَن حذا حذْوهم إلى زماننا هذا؛ فإنهم مع تبيُّن الحقّ لهم عاندوه وعارضوه وأهلَه، كما لا يخفى..».

(4/223 و353، مختصَر)

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  شعر

شعر

منذ 4 أيام

نهج الكوثرية

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ 4 أيام

تاريخ و بلدان

نفحات