الملف

الملف

منذ 6 أيام

ملتقى الختام بالمطلع

ملتقى الختام بالمطلع

التّصديق، فالصَّبر...

يلتقي ختام الزيارة: «لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَنَّا قَدْ طَهُرنَا بِوِلايَتِكِ»، مع مطلعها: «يَا مُمْتَحَنَة»، ومادّة التلاقي بينهما، هي الصّبر: ﴿.. وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة:155).

أما النتيجة العملية المركزيّة التي يجب أن يخرج بها الزائر من هذه الزيارة، فأمران:

الأمر الأول: أنّ الصّبر هو المدخل إلى سلامة الولاية وحُسن العاقبة. فالصبر بُراق هذا السفر مِن زَعْم الولاية إلى صِدق الولاية، أي من الإسلام بمعناه العامّ إلى الإيمان. والجهاد الأكبر لا يستقيم إلا بالصَّبر. ومتى قلتَ «الصبر»، قلتَ «عمودَ عمودِ الدين»، والدليل: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾. (البقرة:45)

يتضح أن قوله عليه السلام في الزيارة «وَصَابِرُونَ»، هو متمِّمُ العلّةِ المقوِّمُ، وليس مجرّدَ جزءِ العلّة، إذ به يتّصلُ صبرُ الموالي بصبر الوليّ. يلتقي معنى «وَصَابِرُونَ» مع ما سبق من قوله عليه السلام: «فَوَجَدكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صَابِرَةً».

الأمر الثاني: أنّ المدخل إلى الصبر هو التصديق، بل اليقين بيوم الحساب. هذا اليقين هو المحور واللّبّ والعمود الفقريّ، في ما جاء في الزيارة مقدّماً على الصَّبر، في قوله عليه السلام: «وَمُصدِّقُونَ وَصَابِرُونَ لِكُلّ مَا أَتَانَا بِهِ أَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلّمَ، وَأَتَى بِهِ وَصِيُّه..».

عند بدء حضور «الآخرة» في متْن الوعي والذهن، يبدأ التصالح مع الصّبر، ويُتاح التدرّج في الاستعانة بالصبر، وصولاً إلى المحافظة على الصلوات الخمس، لا الأربع، كما هو محلُّ ابتلاءٍ على نطاقٍ واسع.

وعند بدء الالتزام بأداء صلاة الصبح عند الفجر -ولو بالاقتصار على الواجب، ثم مواصلة النوم- يبدأ التفكير الجادّ بالاستعانة بالصلاة.

يعني ذلك أنّ المدخل الحصريّ إلى التدريب على الصّبر، هو الإيمانُ بالآخرة. قال تعالى: ﴿..فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾. (النحل:22)

وسرُّ الإيمان بالآخرة، هو «العرضُ على الله تعالى» و«الحساب» على كلّ صغيرة وكبيرة.

قال السيد الطباطبائي (تفسير الميزان: 16/367): «الرادع الوحيد عن المعصية والداعي إلى الطاعة، هو الإيمان بالآخرة، وليس (مجرّد) الإيمان بالله ورسوله؛ كما قال تعالى: ﴿..إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾..».

 

اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآله

اللّهمّ إنّي أسألُكَ بحقِّ فاطمةَ وأبيها

وبَعْلِها وبَنيها، والسّرِّ المستودَعِ فيها

أن تُصلّيَ على محمّدٍ وآل محمّد

وأن تفعلَ بي ما أنت أهلُه، ولا تفعَل بي مَا أنا أهلُه.

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  شعر

شعر

منذ 4 أيام

نهج الكوثرية

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ 4 أيام

تاريخ و بلدان

نفحات