حوار مع آية الله الشيخ عبد الله نظري منفرد

حوار مع آية الله الشيخ عبد الله نظري منفرد

منذ 3 أيام

آية الله الشيخ عبد الله نظري منفرد

آية الله الشيخ عبد الله نظري منفرد:
* إطاعة الإمام الخامنئي واجبة على الجميع

إعداد: «شعائر»

الفقيه الزّاهد آية الله عبدالله نظري منفرد (خادم الشّريعة)، من أبرز علماء محافظة مازندران الإيرانيّة، وأستاذ البحث الخارج في الفقه والأصول في الحوزة العلميّة في قمّ المقدّسة، كانت له إسهامات كبيرة في مسيرة الثورة الإسلاميّة في إيران منذ انطلاقتها وحتى انتصارها. لم يرغب في تولّي أيٍّ من المناصب في النّظام الإسلامي مؤثِراً العودة إلى خدمة الشّريعة من خلال مواصلة جهاده العلمي في البحث والتّدريس، ويقول عن نفسه بأنّه في أيّ وقت تحتاج الثّورة الإسلاميّة إلى الدّفاع المستميت فسينزل إلى ساحات المواجهة.
في هذا الحوار الذي أجرته وكالة «رسا» الإيرانيّة في شهر آذار الفائت –وتقدّمه شعائر لقرّائها مختصراً- يستعرض سماحة آية الله نظري صُوَراً من علاقته بالإمام الخميني  قدّس سرّه والإمام الخامنئي دام ظلّه ومشاركاته في الثّورة على الشّاه. 



* كيف تعرّفتم إلى الإمام الخميني قدّس سرّه؟
تعرّفت إليه أوّل مرّة في حلقة الدرس، كنت أحضر درس الفقه للمرحوم آية الله البروجردي، وأشتركُ في درس الأصول للإمام الخميني قدّس سرّه، وفي أحد الأيّام وبعد انتهاء الدرس ذهبت إلى بيته في محلّة «جوب شور» بمدينة قم، فسألني: من أيّ مكان في مازندران؟ فقلت: من «سوادكوه». فقال: كيف حال النّاس هناك؟
كان شيئاً جديداً بالنسبة إليّ أن يسأل فقيهٌ وعالم ومدرّس عن أوضاع النّاس وأحوالهم المعيشيّة، فقلت: ليست على ما يرام، فهم يعيشون الضِّيق والحرمان -كان ذلك قبل الثورة بالطّبع، قبل سنة 1961 ميلاديّة-، وهنا تنهّد الإمام وقال: إنّ لإيران القدرة على الإدارة الحديثة لأوضاع مائة وثمانين مليون شخص، ولكن مع الأسف ثلاثون أو أربعون مليون شخص يعيشون بهذه الأوضاع. ومن هنا ازداد حبِّي وإيماني بالإمام يوماً بعد يوم.

أيّام الثورة

* كان لكم دور ريادي في تحفيز النّاس على الثّورة في مازندران، كيف تمّ ذلك؟


كان تردّدي على مازندران وبخاصة «سوادكوه» مؤقّتاً من أجل التّبليغ والإرشاد وتقديم الخدمات الثقافيّة والعلاجيّة والعمرانيّة والإجتماعيّة، ذلك لأنّني كنت في زمن المرحوم آية الله البروجردي مدرّساً في الحوزة العلميّة. ولكنّ الإمام الخميني رحمه الله استدعاني ذات يوم وأمرني مباشرة وهو يقول: «يجب أن تذهب إلى مازندران وتساعدنا في هذه النّهضة العظيمة». وأنا مؤمنٌ به وهو أستاذي أيضاً، ولذلك كان أمرُه بالنسبة لي تكليفاً وواجباً، وقد عملتُ طبقاً لتكليفي حيث بدَأتْ آنذاك حركة ثوريّة من قِبَل علماء الدِّين في مازندران، ولأنّني كنت مشهوراً بين أهاليها فيُمكنني أن أؤثّر فيهم، ولذلك عدتُ لكي أستفيد من هذه الشّهرة للترويج للثّورة ومتابعة ما يتعلّق بالحوزات العلميّة وبشؤون المحافظة، ولاقيتُ استقبالاً جيّداً من قِبل الناس وعشائر «سوادكوه» و«قاديكلا بزرك» في مدينة «قائمشهر» -علي آباد سابقاً- وكذلك في مدينة «ساري» وغيرها من مدن مازندران.
النّشاطات التي أُنجزت هناك كانت مؤثّرة جداً ولا نظير لها، ففي اليوم الذي وقّع فيه البيان تسعة من مراجع التّقليد بمدينة قم [بيان معادي للشاه ومؤيّد للثورة]، أتيت به إلى «سوادكوه» وقرأتُه على النّاس في إحدى حفلات الزّواج لبعض الأقارب، وكان حاضراً فيها عدد من الشخصيّات البارزة ورؤساء العشائر، فتعجّب النّاس في بداية الأمر، وقالوا: وهل يمكن القيام بعمل كهذا؟ فأوضحتُ لهم أنّ علماء الدِّين بعيدو النَّظر ولا يقومون بعمل بدون تأمّل وتدبُّر، فوافق الجميع في آخر الأمر، وقالوا في نفس المكان: نحن مطيعون لكلّ ما تقول، حتّى أنّ بعض شيوخ العشائر قالوا بأنّهم حاضرون للقيام بثورة مسلّحة، فذهبتُ إلى آية الله الميلاني بطهران وأخذت رأيه في الأمر، فقال بأنّ الوقت مازال مبكّراً على ذلك.
يعيش في «سوادكوه» كثير من شيوخ العشائر والأعيان والمفكّرين، ومع أنّ فيها مسقط رأس الشّاه غير أنّهم لا يعترفون به، إلّا قليل من أقاربه، وأكثر الشّخصيّات البارزة في «سوادكوه» لا ينظرون إليه باحترام، حتى إنّهم لا يطلقون عليه لقب «شاه».
وعلى كلّ حال، شعرت شخصيات «سوادكوه» ببعض الإضطراب في بادئ الأمر، لذلك تردَّدَتْ قليلاً في مواكبة الثّورة، وذات يوم قلت لهم: إنّ لجميع العلماء رأياً واحداً في سبيل قيام الثّورة، وأنتم إذا أردتم اجتثاث جذور الظُّلم فعليكم بالطّاعة، لأنّ المسألة ليست شخصيّة، بل هي مسألة مبادئ وأصول الدِّين والقرآن، ومن أجل ذلك ثار الإمام وجميع علماء الدِّين. وفي النّهاية اقتنعوا بكلامي وسلّموا به.
وفي مقالة من أربع عشرة مادّة متنُها وهوامشها لي، وخطّها الجميل لأحد علماء مازندران وهو المرحوم الشّيخ أبو القاسم الرّحماني، كنّا نخاف أن لا تنشرها المطبعة، لذلك كتبها بخطّه ثمّ أعطيتُ مبلغ أربعة آلاف تومان لنجل المرحوم آية الله المشكيني ليُكَثّرها ويحوّلها إلى كراريس صغيرة، ووزّعها المرحوم الفريق «قرني» بنحوٍ عالميّ على جميع سفارات الدُّول والأماكن المهمّة، هذا البيان المهمّ موجّهٌ ضدّ الشّاه في أربع عشرة مادّة، وما زال موجوداً لديّ، ويُعتبر من الوثائق التّاريخيّة المهمّة للثّورة، في هذه الأربع عشرة مادّة أَدَنْتُ الشّاه وأثبتُّ عدم أهليّته للحكم، وانتهاجه لسياسة أخضعت البلاد للأجانب. وقد كان في ذلك الوقت يعتقد بأنّ العلماء لا يخالفونه كثيراً إلّا بعض المتشبّهين بعلماء الدِّين -على حدّ قوله- رُعاعٌ وسيقفون في وجهه.


* كيف كان تحرّككم في مازندران مع تصاعد حركة الشّعب والمسيرات قبيل انتصار الثّورة؟

كنت أقرأ وحدي رسالة الإمام في «سوادكوه» و«ساري» و«قائمشهر» وأماكن أخرى، وبالطبع تعاون معي العلماء كثيراً هناك، وفي اليوم الذي أقمنا الفاتحة عن روح السيّد مصطفى [نجل الإمام الخميني الذي اغتالته مخابرات الشاه] في مسجد الجامع بـ «ساري»، لم يجرؤ أيّ أحد على ارتقاء المنبر، وارتقاه المرحوم الشّيخ «مفيد روحاني زاده»، وهو من علماء الدِّين الخدومين والمجاهدين، ويَنتسب إلى عشيرة من بضع آلاف في «قاديكلا علي آباد».
وقد حدثت آنذاك تحرُّكات مؤثّرة في مسيرة الثّورة، مثلاً انطلقنا ذات يوم من منطقة «زيراب» في «سوادكوه» في حدود مائة ألف شخص، واتّجهنا إلى منطقة «شيركاه»، ومن هناك واصلنا تظاهرتنا هاتفين باسم الإمام وقارئين رسالته، في الحقيقة لقد حوّلنا مدينة الشّاه إلى مدينة الإمام، كلّ هذا بالطّبع بمساندة ودعم النّاس بجميع طبقاتهم، نساءً ورجالاً وشِيباً وشباباً، بل حتّى نساء الأسرة والعشائر بعثوا برسائل إلى دوائر النّظام الظّالم لمساندة علماء الدِّين، قالوا فيها بأنّكم إذا تعرّضتم لسيّدنا وعالِمنا فسنقذف بكم في نهر «تلار» بـ«سوادكوه»، وفي الأنهار المتّصلة به إلى بحر قزوين. كان لي مثلُ هؤلاء الحُماة والمساندين لكي أتمكّن من طرح اسم الإمام في مسقط رأس الشّاه.
واستناداً إلى هذا الدَّعم المبدئي والأصيل تسلّحتُ بمساندة عشائر «سوادكوه» وذهبتُ إلى باريس لرؤية الإمام رحمه الله، فكتب بخطّه المبارك رسالة في بضعة أسطر شكر فيها علماء «سوادكوه» وأهلها وعشائرها، جاء فيها: «أُشكُرْهم لإبداء محبّتهم للإسلام وعلماء الدِّين ولتفقّدهم أحوالي، وانقل لهم سلامي». وهذه وثيقة سجّلها التاريخ، وتُعدّ ممّا تفتخر به عشائر «سوادكوه».



* ألم تكن لقوّات الشّاه القدرة على مواجهة تحرّكاتكم هذه؟

كانوا يريدون ذلك، ولكن من جهة لم تكن لديهم القوّات الكافية، لأنّه ما كان هناك أكثر من عشرة إلى خمسة عشر من قوّات الدَّرك، ومن جهة أخرى كان النّاس كثيرين فلا يستطيعون مواجهة الجميع، حتّى أنّ «ثابتي» معاون اللِّواء كتب أمراً، جاء فيه: من هو الشّيخ عبد الله نظري الذي يردّد اسم الحاج روح الله فيعلو ذكرُ الصّلوات؟ ألقوا القبض عليه. فقالوا له: لا يمكن، سيثور النّاس علينا. وعلى كلّ حال لقد كنت مراقَباً بنحو كامل.


* كانت لديكم الجرأة على ذكر الإمام الخميني في تلك الظّروف، هل تسبَّب ذلك بالملاحقة لكم؟

رأيت الإمام وقد تعرّض للظُّلم، فالنّاس يذكرون جميع العلماء سواه، ولذلك قرّرت في شهر رمضان أن أتعرّض لذكره عندما أتحدّث عن مسائل زكاة الفطرة، وأنّ على أهل مازندران [تشتهر هذه المحافظة بزراعة الأرُز] دفع الأرُزّ، ولذلك بيّنت هذه المسألة لدى جميع المراجع، مثل السيّد الخوئي، والسيّد الحكيم، واستعملتُ تعبير المرجع البعيد عن الوطن السيّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني، فتعالت أصوات النّاس بالصّلوات على النّبيّ وآله.
وفي إحدى اللّيالي قلت مِن على المنبر: لا أدري أين رئيس وزراء إيران هذه اللّيلة؟ هل هو جالسٌ أمام منبر السيّد الخوانساري في مسجد السيّد عزيز الله؟ أم في المسجد الفلاني؟ أم أنّه في لندن لأنّ غداً عطلة؟ لعلّ في هذا الأسلوب نوعاً من السُّخرية، ولكن من المهمّ جدّاً أن يتكلّم أحد بهذا النّحو عن الشّاه آنذاك.
وذات مرّة خاطبتُ الشّاه من على المنبر قائلا: أُترك الحكم لأنّك لا تستطيع إدارة البلاد، وبهذا المضمون: لا تستطيع المحافظة على البلاد فتخلَّ عن الأمر. وعند المغرب جاء مجموعة من رجال السّافاك إلينا في المسجد، وكانوا يحلقون لحاهم ويعتمرون نوعاً معيّناً من القبّعات، وقالوا: يجب أن تحضر معنا هذه الليلة. قلت: أنا مشغول بالدّرس والمباحثة. فضحكوا وقالوا: أنت بنظر الدولة مجرم، وكانوا يريدون أن يأخذوك إلى السّافاك في طهران، ولكنّنا وضعنا ماء وجوهنا أمانة عندهم لكي لا يفعلوا، ولأنّ مفتّشاً سيأتي من العاصمة فيجب أن تأتي معنا. وأخذوني معهم، وفي التّحقيق معي حملت عليهم، قائلاً: لو قلنا لكم بأنّنا نريد نظاماً وقائداً إسلاميّاً فيجب أن تكونوا من الشّاكرين، فما يريده الإمام هو اجتثاث الظُّلم والمفاسد من المجتمع، ونحن لا نخضع لشرب الخمر، ولا السُّفور، ولا نتعاون مع الشّاه أبداً، ونضحّي بأنفسننا من أجل ذلك، لأنّ أصولنا توحيديّة واعتقاديّة، وللعلماء دور الوليّ في المجتمع خلال زمن الغَيْبة. فكتب المفتّش الذي جاء من طهران في تقريره: متّقٍ، عالم، معارض.

* كيف كانت نشاطاتكم بعد انتصار الثّورة الإسلاميّة؟

بعد استقرار الثّورة الإسلاميّة، وفي يوم السّابع عشر من ربيع الأوّل، قلت للشيخ إشراقي [صهر الإمام]: أريد أن أرى الإمام. فأوصلني إليه، وقلت له: كما تعلم أنّني أحبّ الدّرس والبحث وحياة طالب علم بسيطة، واشتركتُ في المواجهة استناداً إلى الواجب الإسلامي والدِّيني، وقد وصلنا إلى هذا الحدّ والحمد لله، إذ ذهب ظالم وجاء عالِم واستتبّت حكومة الإسلام، فاسمحْ لي بمواصلة دروسي وأبحاثي. فقال الإمام: هذه الغرفة المقابلة غرفتي وهي مكتبُك، فإذا أردت أن تكون معنا فسنكون سعداء جدّاً بذلك. فقلت له: أنا خادم لكم، ولكن اسمح لي بأن أواصل مسيرتي العلميّة، وسأكون مطيعاً لأيّ أوامر وقرارات متى ما صَدَرت.
ومنذ أن انشغلتُ بالدّرس والعلم لم أتقبّل أيّ مسؤولية إجرائيّة وحكوميّة، ولكنّي كنت أؤدّي واجبي تجاه الثّورة في حدود المعقول والمشهور، ومتى ما أرى أنّها بحاجة إلى دعم ودفاع فسأقوم بوظائفي لا خوفاً ولا طمعاً.

مع الإمام الخامنئي

* كيف كان تعرّفكم إلى الإمام السيّد الخامنئي؟

كانت لي علاقات بعلماء مشهد، ولكنْ أقواها كانت بالسيّد الخامنئي، فهو رفيق كفاح وطريق واحد، وصديق وزميل دراسة، حيث حضرنا معاً درس السيّد الإمام في قم، وشرّفنا عدّة مرّات هنا في «ساري»، فنحن تربطنا به علاقة حميمة، وهو يودّنا ونحن مخلصون له. لقد كان أساس الثّورة في مشهد.


* كيف كان وضع الجهاد والنّضال أثناء دراستكم في قم؟

كان الجميع يداً واحدة ومتّحدين حول الإمام، فالثورة الإسلاميّة إنّما تقدّمت لاتّفاق آراء العلماء، الآن ربّما اضطربت الأوضاع قليلاً، لكنّها لم تكن كذلك حينها، كانت أفضل، وواجبنا الآن هو حفظ وحراسة هذه العظمة التي لم تاتِ إلّا بالجهود المتواصلة، والآلام، وشهادة الشّباب والنّاس وعلماء الدِّين. يجب أن نستثمر هذه الفرصة لمصلحة الإسلام والقرآن وعلماء الدِّين الشّيعة، الذين لهم محبّة خاصّة في المجتمع، فيجب أن لا يعطي البعض بأقوالهم وأفعالهم نقطة ضعف للأعداء، وعلى الجميع أن يبذلوا جهودهم للوصول إلى النّتيجة المطلوبة. وعلى كلّ حال، ينبغي على من له الصّلاحيّة أن يراقب الأمور ليحافظ على الثّورة وبقائها واستمرارها، ولكي لا تذهب سُدًى تلك الجهود التي بُذلت لانتصارها.

* إنّ راية الجهاد والنّضال ضدّ الطاغوت كانت بيد الإمام قدّس سرّه، ولكن بعض الجماعات اليوم تقول بأنّ لها دوراً أيضاً في زمن النّضال، فما حقيقة دورها في الثّورة؟

لا دور للجماعات والتيّارات المختلفة إذا ما قُورنت بدور علماء الدِّين، الشّعب والعلماء كانوا في أحداث الثّورة، أي يمكن مشاهدة هذين الطَّيفَين بوضوح، بالطّبع هناك تيّارات أخرى كانت تعمل أيضاً، ولكنّها لم تكن مِحوَر المواجهة، فالأصل هو مسألة الفقيه، أي لا يمكن للشّيعة أن توجد بدون مرشد ديني كتابه القرآن، وبعد الإمامة والنّبوَّة اللّتين لهما جنبة تنصيصيّة يأتي دور الفقهاء، ولا يمكن للشّيعة أن تنفصل عن العلماء أبداً، والجميع يُسلّم بدور الفقيه في الأحكام، ومن لوازم إجراء الأحكام وجود حكومة، وقد قامت الحكومة الإسلاميّة طبقاً للقانون الأساسي الذي صوِّت له ويسلّم به الجميع، وعلى رأسها فقيه مؤهَّل مقتدِر، وهذه الطّريقة حسنة جداً.
وعلى كلّ حال، الناس أحرار اليوم في بيان عقائدهم وأفكارهم، والفقيه يستمع إليهم، ولا استبداد في الأمر، ولكن لو تكلّم الناس في أمر وقال الفقيه فيه برأي يخالف رأيهم، فالقول ما قاله الفقيه، لأنّه أعرفُ بموازين الدِّين والشَّرع وما هو الأصلح للمجتمع.

* ما هو رأيكم في الأوضاع الحاليّة؟ وما هو واجب الأخوة الآن؟

آية الله السيد الخامنئي هو قائد الثّورة، ويجب على الجميع دعم هذه المسيرة لتقدُّم الثّورة الإسلاميّة بدعمه وإطاعته، وأنا محبّ ومخلص له منذ زمن، فهو زاهد في مال الدُّنيا، مسيطر على عواطفه، ومن أسرة جليلة، وشخص جدير ومدير كفوء. كما ينبغي على الجميع أيضاً أن يتكاتفوا ليظلّ الدِّين والوطن محفوظين مُصانين.

توصيات لطَلبة الحوزة

* كيف ترون الأوضاع الحالية للحوزة العلميّة؟ وبِمَ يختلف جيل طلبة الحوزة الحالي قياساً إلى السّابق؟

أرى أنّ دروس ومباحثات الطَّلبة غَدَت أضعف وأقلّ، ويجب أن يبذلوا جهوداً أكثر في الجوانب الأخلاقيّة، لقد كان الطلّاب في ذلك الوقت أكثر وقاراً، واليوم كلّ العالم يراقبنا مراقبة شديدة، ولذلك يجب أن نكون أكثر دقّة. لقد اهتمّ الشيعة بالعِلم، والتّقوى، والحكمة العمليّة والنظريّة، هكذا كانوا على طول التّاريخ، واليوم يجب أن يكونوا كذلك أيضاً.

* بماذا تنصحون الطَّلبة الشَّباب المشغولين بالدِّراسة في الحوزة العلميّة؟

إشفعوا العِلم بالتَّقوى، واجعلوا الله سبحانه في جميع الأعمال نُصبَ أعينكم، واحترموا جهود الآخرين، وابذلوا جهوداً صادقة لتصلوا إلى النّتيجة المطلوبة.

* هل لديكم توصية حول الدُّروس ونوعيّة الدِّراسة؟

عليكم بـ (فقه الجواهر) الذي أوصى به الإمام الخميني، فهو جامع للعربيّة وأدبيّاتها، وللمعقول والمنقول كلّها في مكان واحد، ويجب أن يكون (فقه الجواهر) الحصن العلمي للطلّاب، وعليهم أن يبذلوا جهودهم لكي لا تضيع هذه الخزانة النّفيسة.

اخبار مرتبطة

  مجلة شعائر الـعدد الثامن عشر-شهر ذو القعدة 1432 - تشرين الأوّل 2011

مجلة شعائر الـعدد الثامن عشر-شهر ذو القعدة 1432 - تشرين الأوّل 2011

نفحات