الملف

الملف

08/04/2019

صاحبُ يوم الفتح، وناشرُ راية الهدى

الإمام المهديّ المنتظَر عجّل الله تعالى فرجه الشريف

صاحبُ يوم الفتح، وناشرُ راية الهدى

 

اقرأ في الملف

 

استهلال

فقرة من الدعاء في زمن الغَيبة

هذا الملف

 

المعصوم مبدأ إفاضة العلوم والخيرات

السيد محمّد حسين الطهراني رحمه الله

الأمة أجمعت على خروج المهديّ عليه السلام    

السيّد محسن الأمين العاملي قدّس سرّه

معنى «العَلَامة»، وموضع المِنبر والمصلّى

المرجع الديني الشيخ الصافي الكلبايكاني

علامات ظهور الإمام المهديّ في الروايات

المحدّث الشيخ عباس القمّي رحمه الله

الانتظار أو الظهور الأصغر

السيّد علي السبزواري

تمام النِّعمة بالفعل بعد تمامها بالقوّة

د. إدريس هاني

المهديّ المنتظَر في القرآن الكريم

المحامي أحمد يعقوب

 

 

 

 

 

استهلال

قال سيّد العلماء المراقبين، السيّد ابن طاوس قدّس سرّه قبل إيراده متن هذا الدعاء، من ضمن أعمال عصر يوم الجمعة: «وإذا كان لك عذر عن كلّ ما ذكرناه فاحذر أن تهمل هذا الدُّعاء، فإنّا قد عرفنا من فضل الله جل جلالُهُ الَّذي خصَّنا به، فاعتمد عليه».

 

الدعاء في غَيبة القائم عليه السلام

أَللّهمَّ عرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ،

أَللّهمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ،

أَللّهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي،

..وَأَنْتَ يَا رَبِّ الذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ، وَتُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ،

وَتُنْجِي مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ، فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ،

وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَمَا ضَمِنْتَ لَهُ.

أَللّهمَّ لاَ تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ،

وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ،

وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الحَنَقِ وَالغَيْظِ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ،

فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ فَأَعِذْنِي، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي.

(جمال الأسبوع: ص 315)

والدعاء طويل، انظر: مفاتيح الجنان، أعمال عصر يوم الجمعة

 

 

هذا الملفّ

المهديّ المنتظَر صلوات الله عليه، حقيقةٌ مركزية من حقائق هذا الوجود، وتشبيهُ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لحفيده الموعود بـ«الشمس» يكشف عن مدى حاجة الناس لوجوده المبارك، فكما لا حياة مادّية من دون الشمس الساطعة في كبد السماء، كذلك لا حياة معنوية للإنس والجنّ من دون شمس الأرواح والنفوس.

ولكون المهديّ المنتظَر حقيقةً ثابتة، فإنّ كلّ الدلائل الخبَرية والحسّية والوجدانية تشير إليه، بحيث إنّ الباحث الديني في الكتاب والسنّة، والباحث الاجتماعي في تحوّلات حياة البشر، والباحث في تطلّعات النفوس إلى ركنٍ وثيقٍ تلجأ اليه في رحلتها نحو الأمل بمستقبل مشرق بالعدل العميم؛ كلّ هؤلاء سيجدون المهديّ عند آخر الأفق، ينتظر اليوم الذي تصرخ فيه البشرية المعذّبة من الأعماق: «أينَ أنتَ يا بقيّةَ اللهِ في أرضِه وسمائه».

يتضمّن ملف هذا العدد مقالات سبعة لنخبة من الباحثين؛ من علماء، وأساتذة، ومستبصرين طريق الهدى، تناولوا المسألة المهدوية من زوايا عدّة؛ قرآنية، وروائية، وعَقَدية، نشير إلى أبرز ما ورد فيها عبر النقاط التالية:

* لا تخلو الأرض‌ من‌ حجّة‌ الله‌ تعالى أبداً.

* اتّفق جميع علماء الإسلام وتواتر النقل عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم على نَسَب «المهديّ الموعود»، وخروجه في آخر الزمان.

* المهدويّة ضرورة متمّمة للشريعة الخاتمة. رسالةُ النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله كمال الدين وتمام النعمة بالقوّة، والمهدوية كلاهما.. بالفعل.

* لم تتحقّق أكثر دعوات الأنبياء في توحيد البشرية على التوحيد، وتطهير الأرض من الظلم، لكنّ «المهديّ  الموعود» سيتوفّر له من الوسائل ما لم يتوفّر لغيره لإتمام هذا الأمر.

* الانتظار الإيجابي عمليّة تربوية هادفة، فيها جمْع كلمة المؤمنيـــن، وجعلهم مستعدّين لاستقبال قائـــد عظيم ينجي الإنسانية المعذّبة من الضياع.

* وردت الروايات عن المعصومين عليهم السلام بشأن علامات تسبق ظهور المهديّ عليه السلام، وهي بين محتومة ومشترطة.

* تتحدّث الروايات عن شيوع الانحرافات الأخلاقية على المستويات المختلفة قبل زمن الظهور .

* يَعلم الإمام المفترَض الطاعة من قِبل الله تعالى،‌ جميعَ‌ الأمور التي‌ يحتاجها العباد في‌ معاشهم‌ أو معادهم‌، وهو يهدي‌ النفوس‌ إلى‌ الحقّ من‌ ملكوتها، ويوصلها إلى‌ كمالها بعد التسليم التامّ له.

 

 

المعصوم مبدأ إفاضة العلوم والخيرات

استحالة خلوّ الأرض من حجّةٍ لله... ظاهراً أو غائباً

  • السيد محمّد حسين الحسيني الطهراني رحمه الله

 

‌يعلم الإمامُ المفترَض الطاعة من قِبل الله تعالى،‌ جميع‌ الأمور التي‌ يحتاجها العباد في‌ معاشهم‌ أو معادهم‌، وهو يهدي‌ النفوس‌ إلى‌ الحقّ من‌ ملكوتها، ويوصلها إلى‌ كمالها. وهذه‌ الخاصيّة‌ تتّضح‌ من‌ قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا..﴾. (الأنبياء:73)

وحيث إن فِعل‌ الإمام عليه السلام‌ هو عينُ‌ وحي‌ الله‌، فكما أنّ ما يحتاجه‌ العباد ليس‌ خافياً على‌ الله‌، فإنّه‌ لن‌ يكون‌ خافياً على‌ الإمام‌، الذي‌ هو المجلّي‌ الأتمّ و المجري‌ الكامل‌ لإفاضات‌ الحضرة‌ الأحديّة‌ على الموجودات‌.

يطّلعُ الإمام، إذاً، على جميع‌ أعمال‌ عباد الله ‌وأقوالهم وسيرتهم‌ وملَكاتهم، وليس‌ هناك‌ علمٌ غائب‌ أو خافٍ عن‌ نظره، وقد بيّنت‌ الأبحاث‌ هذا المعنى استناداً إلى‌ الآيات‌ القرآنيّة‌. فالإمام عليه السلام‌، له‌ سيطرة‌ على‌ نفوس‌ ‌ الموجودات‌ وملكوتها. وعليه، فإنّ جميع‌ الأرواح‌ والنفوس‌ -وأيضاً روح‌ الأعمال-‌ ستكون‌ في‌ محضر الإمام‌ عليه السلام، وبمشهدٍ منه، كما أنّ موجودات‌ عالم‌ الطبيعة‌ مشهودة‌ عند الشخص‌ البصير وغائبة‌ عند الأعمى.

إنّ مبدأ إفاضة‌ العلم‌ هو قلب‌ الإمام‌ عليه السلام، الذي‌ يفيض‌ -بواسطة‌ السيطرة‌ على‌ ملكوت‌ الموجودات‌- على‌ كلّ موجودٍ بقدر قابليّته‌ واستعداده‌: ﴿وَجَعَلْنَـاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا..﴾.

والهداية‌ بأمر الله‌ هي‌ هداية‌ أفراد البشر عن‌ طريق‌ ملكوتهم‌ ونفوسهم‌. ولذا يجب‌ أنْ‌ يكون‌ في‌ العالم‌ وعلى‌ الدوام‌ إمامٌ حيّ، وقد استفدنا هذا المعنى من‌ قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَـامِهِمْ..﴾. (الإسراء:71)، لأنّ‌ الله‌ سبحانه‌ وتعالى‌ يدعو جميع‌ أفراد بني‌ آدم‌ إلى‌ الحشر يوم‌ القيامة‌ بإمامهم‌، فلا يوجد فردٌ من‌ البشر إلّا وله‌ إمام، فلا يمكن‌ أن‌ تخلو الأرض‌ من‌ حجّة‌ الله‌ أبداً. وهذا أمر مسلّم‌ وأكيد‌، ويقرّه الإسلام الذي يعرّف الإمام‌ بأنّه‌ المحيط‌ بالملكوت،‌ والمعصوم‌ عن‌ الخطايا والمعاصي.

يقول‌ أمير المؤمنين‌ عليه السلام: «اللَهُمَّ بَلَى،‌ لاَ تَخْلُو الاَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لله‌ بِحُجَّةٍ، إمّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أَوْ خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئلاّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَ بَيِّنَاتُهُ..».

أمّا من‌ طرق‌ المسلمين السنّة؛‌ فمنه‌ الحديث‌ المشهور المتّفق‌ على روايته‌ عن‌ النبيّ: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْ إمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».

و أخرج‌ ابن‌ مردويه‌ عن‌ عليّ عليه السلام‌: «قال‌ رسول‌ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في‌ قول‌ الله‌ تعالى‌: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ..﴾، قال‌: يُدعى كُلُّ قَوْمٍ بِإمامِ زَمانِهِمْ وَكِتابِ رَبِّهِمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ».

 

 

 

تأثير النفس الفعّالة في النفوس المستعدّة

الموضوع‌ الآخر، هو التسليم‌ والخضوع‌ والاتّباع‌ للإمام عليه السلام‌، الذي‌ يُعدّ القلوب‌ لتلقّي‌ المعارف‌ والعلوم‌، والتحلّي بالأخلاق الفاضلة، ولن يتمّ ذلك -أي تلقّي العلوم والتحلّي بالأخلاق- إلا بالتسليم‌ والخضوع‌ التامّ أمام‌ معلّم‌ البشريّة‌ ومبدأ التعليم‌ والتربية‌، أي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن بعده أوصياؤه، سواء كان‌ الوصيّ عليه السلام حاضراً أم غائباً، لأنّ تأثير الأرواح‌ وتأثّرها غير محكوم بالحضور الشهوديّ،  فالروح‌ ليست‌ مادّة ليُشترط‌ لتأثيرها في‌ مادّة أخرى القُربُ‌ المكاني‌ والتّماسّ الخارجي‌، بل‌ هو تأثير فِعلية‌ النفس‌ الفعّالة‌ في‌ قابليّات‌ النفوس‌ المستعدّة‌.

ولأنّ عالم‌ الملكوت‌ خارج‌ عن‌ الزمان‌ والمكان‌، لذا يمكن‌ أن‌ْ نجد تأثير فِعلية‌ الآثار الحياتيّة‌ للإمام عليه السلام‌ في‌ كلّ قلب‌، فإنْ‌ كان‌ الإمام‌ في‌ مشرق‌ العالم‌ وكان‌ تابعه‌ في‌ المغرب، فإنّ قلب‌ التابع،‌ على الرغم من‌ ذلك،‌ سيحصل‌ على الفائدة وينتفع به عليه السلام. فإذا ما وُجدت‌ تجليّات‌ الإمام‌ عليه السلام في‌ قلب‌ المؤمن،‌ أينما كان‌ ذلك‌ المؤمن‌، فانّه‌ سوف‌ يستمدّ ماء الحياة‌ من‌ ذلك‌ المعدن‌ اللامتناهي‌ إثر انعكاس‌ الصورة‌ الحقّة‌.

إنّ المعارف‌ والعلوم‌ الإلهيّة‌ تجري‌ في‌ قلوب‌ أتباع‌ الإمام‌ إثر اتّصال‌ قلوبهم‌ بقلبه‌، وهذا الأمر غير متيسّر لغير المعتقد بالإمامة. يقول‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في (شرح نهج البلاغة) بعد أنْ يذكر قدراً من‌ صفات‌ أمير المؤمنين عليه السلام: «وَقَدْ بَقِيَ هَذا الخُلُقُ مُتَوارَثاً مُتَنَاقَلاً فِي‌ مُحِبّيهِ وَأوليائِهِ إلى الآن‌، كما بَقِيَ الجَفَاءُ والخُشونَةُ والوُعُورَةُ فِي‌ الجَانبِ الآخرِ، ومَن‌ لَهُ أَدْنى‌ مَعرفَةٌ بِأخلاقِ النَّاسِ وعَوَائِدِهِمْ يَعْرفُ ذَلكَ».

شعب الخيرات
صومكم في شعبان شفيعكم
* في الحديث: «تتزيّنُ السّماوات في كلّ خميسٍ من شعبان فتقولُ الملائكةُ: إلهنا اغفِرْ لصائمه وأجِبْ دعاءَه». وفي النبويّ الشريف: «مَن صام يوم الاثنين والخميس من شعبان قضى اللهُ له عشرين حاجةً من حوائج الدنيا، وعشرين حاجةً من حوائج الآخرة».

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «صوموا شهرَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يكنْ لكم شفيعاً يومَ القيامة. وصوموا شهرَ الله لتشربوا من الرحيق المختوم...».

* عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: «..ومَن صامَ ثلاثةَ أيامٍ من شعبان، وَوَصَلَها بصيام شهر رمضان كتبَ اللهُ له صومَ شهرين متتابعَين».

 

 

في ردّ شُبهات المعاندين

الأمة أجمعت على خروج المهديّ عليه السلام

  • السيّد محسن الأمين الحسيني العاملي قدّس سرّه

 

اعلم أنّه قد اتّفق جميع علماء الإسلام، وتواتر النقل عن سيّد الأنام عليه السلام، على أنّه سيخرج آخر الزمان رجل من ذرّية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، من ولد عليّ وفاطمة عليهما السلام، يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجَوراً، وأنّه سَميّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وصاحب كنيته.

واختلفوا، فمِن قائل: إنّه لم يولد بعد، وسيولد في وقت غير معلوم وهو آخر الزمان، وهم أكثر علماء أهل السنّة.

ومن قائلٍ، وهم الإمامية الاثنا عشرية وجماعة من علماء أهل السنة: إنّه وُلد ثمّ غاب عن الأبصار بقدرة العزيز الجبّار، خوفاً من الأشرار، وربما ظهر لمَن يعرفه أو لا يعرفه من أوليائه وغيرهم، وإنّ اسمه كاسم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأبوه الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، وإنّ مولده الشريف على المشهور بينهم كما دلّت عليه بعض الروايات للنصف من شعبان خمس وخمسين ومأتين من الهجرة. وقيل سنة ست وخمسين ومأتين، لثمان ليال خلون من شعبان.

وإنّه يطول عمره إلى أن يظهر في آخر الزمان كما طال عمر الخضر عليه السلام، وكما طال عمر المسيح عليه السلام، ورُفع إلى السماء كما اعترف بذلك كلّه جميع علماء الإسلام، ونطقت به الأحاديث الشريفة عند الفريقين، كما اعترفوا جميعاً ونطقت أخبارهم أيضاً بأن عيسى بن مريم عليه السلام ينزل من السماء حين ظهوره، ويصلّي خلفه.

الشبهة وردّها

واعلم أنّ استبعاد الخصم لأمر المهديّ عليه السلام، يقع:

1) إمّا من جهة طول العمر، لكلّ هذه المدة.

2) وإمّا من جهة الغَيبة عن الأبصار.

3) وإمّا من جهة عدم الفائدة في وجود إمامٍ مستور.

أمّا رفع الاستبعاد من الوجه الأول، فبالإمكان طول العمر، ووقوعُه في البشر كثير، ثم إنّ الاستبعاد ليس دليلاً، وقد قامت الأدلة العقلية والنقلية على ولادته وغَيبته في محلّها، فهل يجوز أن تُدفع بالاستبعاد؟ مع إنّه لا استبعاد في ذلك بعد نصّ القرآن العظيم على مثله في نوح، وأنّه قال ﴿..فَلَبِثَ فيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسينَ عاماً..﴾. (العنكبوت: 14)

وفي رواية عن أنَس بن مالك عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أن نوحاً عاش ألفاً وأربعمائة وخمسين سنة، وعاش آدم تسعمائة وثلاثين سنة، كما هو مذكور في التوراة، وعاش شيث تسعمائة واثنتي عشرة سنة.

وأجمعت الشيعة وأصحاب الحديث، بل الأمّة بأسرها، على أنّ الخضر موجود في هذا الزمان، حيّ كامل العقل، ووافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب.

وكذلك الياس وإدريس. ونصّ القرآن الكريم على بقاء عيسى عليه السلام ورفْعه إلى السماء. وجاءت الروايات المتّفق عليها بين الفريقين على أنّه ينزل عند خروج المهديّ عليه السلام ويصلّي خلفه، فكيف جاز بقاء المأموم طول هذه المدة وحياته، وامتناع بقاء الإمام، هذا مع ما صحّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «كلّ ما كان في الأمَم السّالفةِ يكون في هذا الأمّة حذْوَ النّعلِ بالنّعلِ، والقذّةِ بالقذّة».

وجاءت روايات الفريقين بحياة الدجّال، وهو كافر معاند مضلّ، وبقائه إلى خروج المهديّ عليه السلام، فيقتله المهديّ عليه السلام، فكيف امتَنع في وليّ الله ما وقع مع عدوّ الله، ونسبة معتقده إلى الجهل وسخافة العقل؟!

وقد نصّ القرآن الكريم على بقاء أصحاب الكهف أحياء وهم نيام، فلبثوا في رقدتهم الأولى ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً، كما نطق به القرآن العظيم. فأيّهما أعجب وأغرب وأبعد، بقاء رجل يأكل ويشرب ويمشي وينام ويستيقظ ويبقى مدة طويلة؟ أم بقاء أشخاص نيام في مكانٍ واحدٍ لا يأكلون ولا يشربون؟ وقد نصّ القرآن الكريم على إماته عُزير مائة عام ثمّ إحيائه، وطعامُه لم يَتَسَنّه ولم يتغيّر، أيّهما أعجب: هذا، أم بقاء المهديّ عليه السلام؟

وقد ضرب السيّد ابن طاوس في كتاب (كشف المحجّة) مثلاً لرفع استبعاد بقاء المهديّ حياً بين الناس مدة طويلة وهم لا يعرفونه، حين حصلت بينه وبين بعض علماء بغداد من أهل السنّة مناظرة في ذلك، فقال: «لو أنّ رجلاً حضر إلى بغداد، وادّعى أنّه يستطيع المشي على الماء، وضرب لذلك موعداً، أترى أن أحداً من أهل بغداد كان يتخلّف عن ذلك الموعد؟ لا شكّ أنّه لا يتخلّف أحد، أو يتخلّف النادر، وإذا قال إنّه في اليوم الثاني يريد أن يفعل ذلك، فلا شكّ أنّه لا يحضره إلّا القليل، وإذا تكرّر ذلك منه كثيراً لا ينظر إليه أحدٌ، ولا يستغرب منه ذلك، فكذلك أمر المهديّ عليه السلام.»

وأقول: إنّه في زماننا ونحن بدمشق، جاء خبر بأنّ طائرة عثمانية تريد المجيء إلى دمشق ولم تكن الناس رأت الطائرات، فلم يبقَ بدمشق أحدٌ إلّا خرج للنظر إليها، فلمّا جاءت ثانياً وثالثاً قلّ المتفرّجون، إلى أن صارت الطائرات اليوم بمنزلة الطيور لا ينظر إليها أحد ولا يستغرب أمرها.

 وأمّا رفعه من الوجه الثاني، فبالإمكان، وقدرةُ الله تعالى عليه أيضاً، ووقوع مثله في حقّ بعض الأنبياء عليهم السلام. وهذه حال المهديّ عليه السلام. وأنّى لنا بالعلم أنّه عليه السلام لا يتصرّف بما فيه المصلحة والمنفعة للخلق، وهم لا يعلمونه بشخصه؟ وقد ورد في الحديث «أهلُ بيتي أمانٌ لأهل الأرض»، وقد ورد عن آبائه عليهم السلام، أنّ مَثَلُه في غَيبته مثل الشمس يحجبها الغَمام.

ولمّا قيل لنا بوجود آلات يحصل بها التخاطب من الأماكن البعيدة بدون اتصال بينها، كدنا نقطع بكذب ذلك حتى تكرّر واشتهر وصار عندنا كسائر الأمور العادية.

وأمّا رفع الاستبعاد أو الامتناع من الوجه الثالث، فمن أين نقطع بعدم الفائدة في وجوده وهو مستور؟ ولو سلّمنا بذلك، أو قلنا بفوات الفائدة الكاملة بسبب غَيبته، نقول لا مانع من ذلك، ولا قُبح فيه إذا كان سبب الغَيبة من العباد، كما أنّ الرسل والأنبياء عليه السلام إذا كُذّبوا ولم يؤمن بهم أحدٌ وقُتلوا حين إظهار الدعوة أو بقوا، أو أخفوا أنفسهم خوفاً زماناً طويلاً أو قصيراً، لم يكن لنا أن نقول: ما الفائدة في إرسالهم؟ فعلى الله تعالى، من باب اللّطف، أن يقيم الحجّة، ويقطع المعذرة بإرسال الأنبياء عليهم السلام، ونصْب الأوصياء عليهم السلام، فإذا لم يُقبل منهم، أو حالَ بعض العباد بين الناس وبين الانتفاع بهم عليهم السلام، لم يكن في ذلك قُبح ولا إخلال بالمصلحة.

شعب الخيرات

صلاة الإمام الصادق ليلة النصف من شعبان

عن الإمام الصادق عليه السلام: «إذا كان ليلةَ النّصف من شعبان، أَذِنَ اللهُ تعالى للملائكة بالنُّزول من السّماء إلى الأرض، وفتَح فيها أبواب الجنان، وأُجيبَ فيها الدُّعاء، فليُصلِّ العبدُ فيها أربع ركعات: يقرأ في كلِّ ركعة (فاتحة الكتاب) مرّة، وسورة (الإخلاص) مائة مرّة، فإذا فَرغ منها بَسطَ يدَيه للدُّعاء، وقال في دُعائه: (اللّـهُمَّ إِنّي إِلَيْكَ فَقيرٌ، وَمِنْ عَذابكَ خائِفٌ مُسْتَجيرٌ، اللّـهُمَّ لا تُبَدِّلْ اسْمي، وَلا تُغَيِّرْ جِسْمي، وَلا تَجْهَدْ بَلائي، وَلا تُشْمِتْ بي أعدائي، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَناؤُكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ، وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ، صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وافعل بي كذا وكذا، ويَسأل حوائجَه، فإنّ الله تعالى جوادٌ كريم)».

ورُوي أنّ مَن صلَّى هذه الصّلاة ليلة النّصف من شعبان، غفرَ اللهُ سبحانَه ذنوبَه، وقضى حوائجَه، وأعطاهُ سُؤلَه.

(الشيخ المفيد، مسارّ الشيعة: ص 62)

 

«...فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة»

معنى «العَلَامة»، وموضع المِنبر والمصلّى

  • المرجع الديني الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني

صنّف الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه الصدوق قدّس سرّه، في علامات ظهور القائم عليه السلام، وسيرته وما يجري في أيامه، كتاباً سمّاه (السرّ المكتوم إلى الوقت المعلوم). وهذه العلامات، كما أشار إليها الشيخ المفيد قدّس سرّه، وغيره، بين محتومة ومشترطة.

ومعنى كون بعضها «علامة» أنّ ظهوره عليه السلام لا يحصل قبل وقوعها. فلا إشكال في وقوع العلامة، ومن ثمّ ظهوره عليه السلام بعد مضيّ مدة طويلة على تلك العلامة بعينها؛ ككثرة المعاصي والفساد، حيث إنّ الفرج يأتي عقبها، وليس المراد أنّ كثرة المعاصي مطلقاً علامةُ لظهوره، اللّهم إلّا أنْ يراد بها -وبنظائرها- المرتبة الشديدة منها التي لا تتحقّق إلاّ قبل قيامه عليه السلام.

وبعضُ العلامات قد ظهر، وبعضها يظهر في المستقبل، وبعضها يكون قبيل قيامه، كخروج السفياني، وبعضها يكون مقارناً لظهوره، وبعضها من العلائم المحتومة، كالسفياني، وخسف البيداء، وكفّ تطلع من السماء، والنداء، وقتل النفس الزكية، وغيرها.

قال النعمانيّ في كتابه (الغَيبة) بعد ذكر روايات كثيرة في علائم الظهور:«هذه العلامات التي ذكرها الأئمّة عليهم السلام، مع كثرتها، واتصال الروايات بها، وتواترها واتّفاقها، موجبة أنْ لا يظهر القائم عليه السلام إلاّ بعد مجيئها وكونها - إذا كانوا قد أخبروا أنْ لا بدّ منها، وهم الصادقون، حتى إنّه قيل لهم نرجو أنْ يكون ما نؤمّل من أمر القائم عليه السلام، ولا يكون قبله السفيانيّ، فقالوا: (بلى والله، إنّه لمِن المحتوم الذي لا بدّ منه)، ثمّ حقّقوا كون العلامات الخمس التي هي أعظم الدلائل والبراهين على ظهور الحقّ بعدها: (اليماني، والسفياني، والنداء، وخسف البيداء، وقتل النفس الزكية)، كما أبطلوا أمر التوقيت...».

موضع المنبر والمصلّى في الروايات

تناولت الكتب الحديثية بالدراسة، قضية خروج الإمام المهديّ عليه السلام، والمكان الذي يظهر فيه، وكذلك موضع منبره ومصلاّه، ومن تلك الكتب:

* (الغَيبة) للفضل بن شاذان:، روى عن أمير المؤمنين عليه السلام من ضمن حديثٍ يخاطب فيه سيّد الشهداء عليه السلام: «...التاسع من وُلدك يا حسين يظهر بين الركّنَين..».

* وفيه، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «...فإذا خرج أسندَ ظهرَه إلى الكعبة، واجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، أوّل ما ينطق به هذه الآية: ﴿بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، ثمّ يقول: أنا بقيّة الله وحجّته وخليفته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلِّمٌ إلاّ قال: السلام عليك يا بقيّةَ الله في أرضه، فإذا اجتمع العقد وهو عشرة آلاف رَجل، خرج من مكّة..»...

* (مَن لا يحضره الفقيه): في حديث رواه الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام، في فضل مسجد الكوفة، قال عليه السلام: «وليأتينّ عليه زمان يكون مصلّى المهديّ عليه السلام من وُلدي».

* (البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام): «..قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يخرج المهديُّ من قرية يُقال لها: كَرْعَة».

* (كامل الزيارات) وفيه: «عن أبان بن تغلب، قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام، فمرَّ بظهر الكوفة فنزل، وصلّى ركعتين، ثمَّ تقدّم قليلاً فصلّى ركعتين، ثمَّ صار قليلاً فنزل فصلّى ركعتين، ثمَّ قال: هذا مَوضع قبرِ أمير المؤمنين.

قلتُ: جُعلت فداك، فما الموضعين الذين صلّيت فيهما؟

قال: موضعُ رأس الحسين عليه السلام، وموضعُ منبر القائم عليه السلام»

.

«..ولكنّه محمّد بن عليّ»

علامات ظهور الإمام المهديّ في الروايات

  • المحدّث الشيخ عباس القمّي رحمه الله

* عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، في حديث أُبَيّ بن كعب، الوارد في فضائل الأئمّة عليهم السلام، وصفاتهم واحداً بعد واحدٍ، قال في آخره: «..يَخرجُ من تِهامة حين تظهر الدلائلُ والعلامات، وله بالطالقان  كنوزٌ، لا ذهبٌ ولا فِضّة، إلّا خيولٌ مطهّمة ورجالٌ مسوّمة، يجمعُ الله عزّ وجلّ له من أقاصي البلدان على عددِ أهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً، معه صحيفةٌ مختومةٌ فيها عددُ أصحابه بأسمائهم، وأنسابهم، وبلدانهم، وصنائعهم...».

* وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «..ولا يخرجُ المهديُّ حتّى يخرجَ ستّون كذّاباً، كلّهم يقول: أنا نبيّ».

* عن محمّد بن مسلم الثقفيّ، قال: «...قلت لأبي جعفر الباقر: يا ابن رسول الله، متى يخرج قائمُكم؟

قال: إذا تشبّه الرجالُ بالنساءِ والنّساءُ بالرجالِ... وقُبلت شهاداتُ الزور ورُدّت شهاداتُ العدل... واتُّقي الأشرارُ مخافةَ ألسنتِهم... وجاءت صيحةٌ من السماء بأنّ الحقّ فيه وفي شيعتِه، فعنذ ذلك خروج قائمنا، فإذا خرَج أسنَد ظهرَه إلى الكعبة...».

* وعن أبي حمزة الثمالي، قال: «قلت لأبي جعفر (الإمام الباقر) عليه السلام: خروجُ السفياني من المحتوم؟

 قال: نعم، والنداءُ من المحتوم... قلت: وكيف يكون النداء؟

قال: يُنادى من السّماءِ أوّل النهار: أَلا إنّ الحقَّ مع عليٍّ وشيعتِه، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار: أَلا إنَّ الحقَّ مع (فلان) وشيعتِه، فعند ذلك يرتاب المبطلون».

* وعن سيف بن عميرة، قال: «كنت عند المنصور (الحاكم العباسي الملقّب بالدوانيقي)، فقال لي ابتداءً: يا سيف بن عميرة، لا بدّ من منادٍ ينادي من السّماء، باسمِ رجلٍ من وُلد أبي طالب.

فقلت: جعلتُ فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا؟  قال: إي والذي نفسي بيده لَسماعُ أذني له.

فقلت له: يا أمير المؤمنين، إنّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا.

قال: يا سيف، إنّه لَحَق، فإذا كان فنحن أوّل مَن يُجيبه، أَمَا إنّ النداء لِرجلٍ من بني عمّنا. فقلت: رجلٌ مِن وُلد فاطمة؟

فقال: نعم يا سيف، لولا أنّني سمعتُه من أبي جعفر محمّد بن عليّ (الباقر عليه السلام) يحدّثني به، وحدّثني به أهلُ الأرض كلّهم، ما قبِلتُه منهم، ولكنّه محمّد بن عليّ».

 

شعب الخيرات

في ليلة النصف من الشهر

«عن أبي يحيى في حديث في فضل ليلة النصف من شعبان أنّه قال:  قلت لمولاي الصادق عليه السلام: وأيّ شيءٍ أفضل الأدعية (في هذه الليلة)؟

فقال: إذا أنتَ صلَّيت العشاء الآخرة، فصلِّ ركعتَين تقرأ في الأولى (الحمد) وسورة (الجُحد) [قل يا أيّها الكافرون]، واقرأ في الرّكعة الثّانية (الحمد) وسورة (التّوحيد)، فإذا أنت سلّمتَ قلتَ: (سُبحانَ الله) ثلاثاً وثلاثين مرّة، و(الحمدُ لله) ثلاثاً وثلاثين مرّة، و(الله أكبر) أربعاً وثلاثين مرّة، ثمَّ قُل: يا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجأُ العِبادِ فِي المُهِمَّاِت...» (انظر: مفاتيح الجنان، أعمال ليلة النصف من شعبان)

إلى أن قال عليه السلام: «وتسأل حاجتك، فَوَالله لو سألتَ بها بعدد القطر لبلّغك اللهُ عزَّ وجلَّ إيّاها بكرمه وفضله».

(الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد: ص 831)

 

 

الانتظار أو الظهور الأصغر

  • السيّد علي السبزواري

الانتظار حالة ترقّب لنبأٍ عظيم، له الأثر في نظام العالم، وهو في حدّ نفسه من الأمور الإيجابية، فإنّ فيه جمْعَ كلمة المؤمنيـــن، وشدّ أواصرهم، وجعلهم مستعدّين لاستقبال قائـــد عظيم ينجّي الإنسانية المعذّبة من الضياع، ويُنقذ الناس من الهلاك، كما أنّ له الأثر في النفوس فيخرجها من الإحباط الذي يصيبها عند تراكم الظلم الذي هو ظلمات، كما يبعث الأمل فيها بالتغيير النوعي من جميع الوجوه والأنحاء، فهو عمليّة تربوية هادفة يحصل بها ارتباط خاص بين المؤمنين والمهديّ الموعود عليه السلام، فيترقّبون خروجه ويأملون أن يدخلوا تحت لوائـــــه، فيعمل المؤمن عندئذٍ بما يرتضيه إمامه، ليحظى بقبوله ويدخل في رفقته وينضوي تحت لوائه.

وليس الانتظار مجرّد بارقة أمل عند اليائسين، أو إنقاذ المعرِضين عن الدين، ولو كان المقصود من الانتظار هذا المعنى، لكانت سلبياته أكثر من إيجابياته، فيكون الواقع العملي حينئذٍ دائراً بين اليأس والأمل، وكلاهما بعيد عن الواقع.

فلا بدّ، إذاً، أن يكون الانتظار الذي أمَر به الأئمّة الهداة عليهم السلام، شيعتَهم، من الأمور الإيجابية وهو الذي ذكرناه آنفاً، فيكون الانتظار من أهم المقتضيات لخروج المنقِذ العظيم عليه السلام، وله الأثر في اقتراب موعد ظهوره، بل هو نوع ظهور، فَلْنُسَمِّه الظهور الأصغر مقابل الغَيبة الصغرى. وإلّا كان سبباً في تعاسة الإنسان، ويزيد في إحباطه.

الأعمال العبادية في خط الانتظار

الانتظار ليس مجرد طقوس، بل عمل ورؤية وتربية، وموقف يتّخذه المؤمن ليكون مستعداً لتلقّي الفيض الربوبيّ بظهوره الشريف، وبذلك يدخل المنتظِر في زمرة المؤمنين به عليه السلام، والراضين بفعله، السالكين على نهجه والعاملين بتوجيهاته، لكونه عليه السلام إمامهم وقائدهم، فإن كانت الطقوس من دعاء ونجوى من روافد هذه العملية التربوية للانتظار فلا بأس بها، وإلّا لم يكن لها التأثير المطلوب.

الأعمال العبادية كدعاء الندبة، ودعاء التوسّل، والصلوات الخاصة، والرقع المرقومة، وغيرها هي معايشة مع الإمام عليه السلام، فيما إذا كان الممارس لها عنده الاستعداد الكافي للدخول في حزب الإمام عليه السلام، ويكون من جنده إذا ظهر، تكون تلك الأعمال من السبل المحمودة التي تقرّب المؤمن إلى إمامه، ويكون سعيداً بقربه إليه، ويحسّ بها اقتراب ظهوره لأنّها تحدِث حالة روحانية شفافة عنده، وفي غير ذلك لا تؤثر تلك الطقوس التأثير المطلوب.

إنّ الارتباط يحصل باتّباع أحكام القرآن وشريعة سيّد الأنام صلّى الله عليه وآله وسلّم، والسَّير على منهجهم حتى يكون الإنسان مؤمناً مصدّقاً لِما ورد عنهم، موالياً لهم ومعادياً لأعدائهم، ويتميّز هذا الارتباط بالدعاء لظهوره والتعجيل في فرجه الشريف، وطلب العون منه عزّ وجلّ في جعل القابلية والاستعداد للقائه، والدخول تحت لوائه عليه السلام، فإنّه ليس لكلّ مؤمنٍ القابلية على هذا الأمر.

 

وقفة عند علامات الظهور، والتوقيعات الشريفة

العلامات التي تكون قبل ظهوره عليه السلام إنّما هي إنذار للعاقلين ليرجعوا إلى رشدهم، وتحضير أنفسهم للمساءلة أو الخروج من زمرة المنافقين، والدخول في رفقة الصالحين المؤمنين، كما أنّها بشارة للمؤمنين وزيادة الثقة في نفوسهم، وبعث الأمل فيها، وجعل الصبر شعارهم ودثارهم لأنّه العماد في كفاحهم، وليست علامات الظهور مجرّد احتمالات لمستقبلٍ منظور، أو سرد تكهّنات، بل هي حوادث تمهيدية تتتحقّق وفق ضوابط دقيقة يُبتلى بها المؤمن وغيره على حدّ سواء، فتكون بلاءً حسنا للمؤمنين، وفتنةً وشقاءً للمنافقين المعاندين.

وأما التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدسة، روحي له الفداء، فعلى أنحاء مختلفة، منها ما يتعلّق بالتشريع؛ فلا بدّ فيها من الرجوع إلى القواعد المعمول بها عند الفقهاء، ومنها ما يتعلّق بالروايات والمعاجز والحوادث وغيرها، والقاعدة فيها.

وحينئذٍ يكون التعاطي العملي مع تلك التوقيعات وفق الضوابط والأصول المقرّرة، هو تعايش عملي مع الإمام عليه السلام، لأنه عمل بالشريعة، وهو، روحي له الفداء، من أهم عمدها.

شعب الخيرات

الأسبوع الأخير: برنامج الإمام الرؤوف

عن أبي الصّلت الهرويّ، من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام، قال: «دخلتُ على الرِّضا عليه السلام في آخر جمعةٍ من شعبان، فقال:

يا أبا الصَّلْت، إنّ شعبان قد مضى أكثرُه، وهذا آخر جمعةٍ فيه، فتَداركْ، فيما بقيَ منه، تقصيرَك فيما مضى منه.

1) وعليك بالإقبال على ما يَعنيك وتَرْكِ ما لا يَعنيك.

2) وأكثِر من الدُّعاء.

3) والاستغفار.

4) وتلاوةِ القرآن.

5) وتُبْ إلى الله من ذنوبك، ليُقبلَ شهرُ الله إليك وأنت مخلصٌ لله عزَّ وجلَّ.

6) ولا تدعنَّ أمانةً في عُنُقك إلَّا أدَّيتَها.

7) ولا في قلبك حقداً على مؤمنٍ إلَّا نزعتَه.

8) ولا ذنباً أنت مرتكبُه إلَّا أقلعتَ عنه.

9) واتَّقِ الله.

10) وتوكَّل عليه في سرِّ أمرِك وعلانيتِه، ﴿..وَمَن يَتَوكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه إنّ اللهَ بالغُ أمرِه قَد جعلَ اللهُ لكلّ شيءٍ قَدْراً﴾.

11) وأَكثِر مِن أنْ تقول فيما بقيَ من هذا الشهر: «اللّهمّ إنْ لم تكُن قد غفرْتَ لنا فيما مضى من شعبان، فاغفِرْ لنا فيما بقيَ منه"، فإنَّ الله تبارك وتعالى يعتقُ في هذا الشّهر رقاباً من النّار لِحُرمة شهر رمضان».

(الإقبال، السيّد ابن طاوس)

 

المهدويّة والنبوّة الخاتمة

تمام النِّعمة بالفعل بعد تمامها بالقوّة

  • د. إدريس هاني*

إذا كانت وظيفة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، كامنة في التنزيل، فوظيفة الإمام عليه السلام كامنة في التأويل. وكما قاتل أمير المؤمنين عليه السلام على التأويل، سيعود الأمر قبل استتباب الأمر لمهديّ الأُمّة كما بدأ، فيبارزه الناس بالتأويل الفاسد، ويقاتلهم بالتأويل الصحيح، فينتصر ، وهو آخر الأوصياء وخاتم الأبدال.

فمتى أدركنا أنّ الأمور أشباه، اعتُبر آخرها بأوّلها، ومتى أدركنا أن لا وجود لأمر تكويني أو تشريعي إلّا وفق حكمة مقاصدية، كما أكّد الأئمّة الأطهار، فإنّ وجود الإمام هو في مقام البدل الشاغل للفترات قبل بعثة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهم بالأولوية أبدال ما بعد الرسالة الخاتمة لانقطاع الوحي وختم الرسالة.

فكيف يقال بـ«لا جدوى» حضور المهديّ عليه السلام، وقد اتّسعت دائرة الانسداد، وحيث عادت قاعدة «قبح العقاب بلا بيان» العمدةَ في زمان ما بعد العلم والبيان؛ واستبدّت الظنون خاصّها وعامها؟

إلاّ أنْ يُقال: إنّ الأمّة عاشت زمان التنزيل دون أنْ تدرك من زمان التأويل، ما يقيم البيان ويعضده. وحيث لا يعلم متشابهَ التنزيل إلاّ اللهُ والراسخون في العلم، وقد ظهر أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة من العترة الطاهرة، حيث أجاب الصادق عليه السلام شارحاً الآية الكريمة: ﴿..وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ..﴾ آل عمران:7، فقال: «نحن نعلمه».

وحيثما استمرّت أطياف المتشابه وتلابست الأمور، كان لازماً وجود الراسخين في العلم، ومصداقهم المهديّ المخلّص عليه السلام.

المهدويةّ آكد في غَيبة الرّسُل

إذا لم تكن مهدويّة الخضر مزاحمة لنبوّة موسى، فما الغرابة في وجود مهديّ الأمّة إذاً؟! لا بل إنّها في حال عدم وجود النبيّ آكَدُ بالأولوية القطعية. وإذا كانت مهدوية الخضر ونظائره في تاريخ الرسالات الذي عرفنا منه القليل وجهلنا منه الكثير، نافعة في زمان البعثات، فما وجه الغرابة أن تكون نافعة في زمان غياب الرسُل؟! بل سوف تكون إذ ذاك آكد في النفع متى أدركنا أنّ الرسالة الخاتمة تستدعي وجود مهديّ، يحمل من خصائص عظَمة الرسالة الخاتمة أيضاً، حيث لا يمكن انبعاث نبيّ آخر.

إنّ مقتضى «الخاتَمية» أن يكون المهديّ عليه السلام، حيث لا فترة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فتصبح الخاتمية دليلاً أقوى على ضرورة المهديّ أكثر من الرسالات غير الخاتمة، متى أدركنا مقاصد النبوّة ومقاصد المهدويّة.

إنّ وظيفة المهديّ عليه السلام مكمّلة لوظيفة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقد يقال ههنا: كيف يتمّ ذلك وقد أكمل الله دينه وأتمّ نعمته؟! غير أنّ الشبهة هنا واضحة التهافت. فتمام الرسالة ببيان وظيفة المهديّ والإخبار عنه؛ فهو مشمولٌ في آية الإكمال. وشاهدُه قول الإمام الرضا عليه السلام: «إنّ اللهَ تبارَك اسمُه لم يَقبضْ رسولَه صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتّى أكمَل له الدِّينَ، فأنزَلَ عليهِ القرآنَ فيه تفصيلُ كلِّ شيءٍ، بيَّن فيه الحلاَل والحرامَ والحدودَ والأحكامَ وجميع ما يحتاجُ الناسُ إليه كملاً. فقال عزّ وجلّ: ﴿..ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ..﴾. وأنزلَ عليه في حجّةِ الوداع... ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً..﴾ المائدة:3. وأمرُ الإمامة مِن تمام الدِّين..».

وبالإمامة يتحقّق تمام النعمة بالتأويل، كما تمّت النعمة من قبلُ بالتنزيل. إنّ تمام النعمة في زمن التنزيل كان بالقوّة، بينما سيكون تمام النعمة في زمن التأويل بالفعل. وهذا ما أكّدته الآيات والأخبار، حيث وردت بصيغة الـ (لو)، نظير قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأرْضِ..﴾ الأعراف:96.

لكنّ وقوع ذلك سيكون في زمن المهديّ بالفعل، حيث سيتحقّق ذلك كما دلّت الآيات والأخبار. فمن الآيات قوله تعالى: ﴿بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ..﴾ هود:86.

ومن الأخبار، ما جاء في رواية لأمير المؤمنين يشرح فيها قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ..﴾ التوبة:33. فسأل الجالسين: « أظهرَ ذلكَ بعدُ؟»، قالوا: نعم، قال: «كلّا، فلا وَالّذي نفسي بيده، حتّى لا تبقى قريةٌ إلاّ ونُودِيَ فيها بشهادةِ أنْ لا إلهَ إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسولُ الله، بكرةً وعَشِيّاً».

أقول، إنّ المهديّ مصداقٌ لمعنى الآية، حيث ذكر تعالى إرسال الرسول بالهدى. فالهدى والظهور، هما أصدق في المهديّ الذي هو من متمّمات هذا الأمر.

 إنّ المهديّ سيحقّق كلّ مطالب النبوّات والرسالات بإقامة العدل بين الناس، والقضاء على الظلم والطغيان. وما دام أنّ أكثر دعوات الأنبياء لم تتحقّق في توحيد البشرية على التوحيد، وتطهير الأرض من الظلم، فإنّ المهديّ سيتوفّر له من وسائل الإعجاز ما لم يتوفّر لغيره. بل ما من معجزة كانت لنبيّ إلّا ويؤتاها حتى يتحقّق المراد. إنّ المهديّ عليه السلام هو محقّق رجاء كلّ الأنبياء؛ وليس إلاّ المهديّ حقيق بهذا الدور، فالمهديّ بهذا المعنى هو ضرورة نبوية ورسالية.

_________________________

* مفكّر إسلامي من المغرب

 

شعب الخيرات

دعاء رسول الله ليلة النصف من شعبان

في (إقبال الأعمال) للسيّد ابن طاوس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يدعو في ليلة النصف من شعبان، فيقول:

«اللّهُمَّ اقْسِم لنا من خَشيتِكَ ما يَحولُ بيننا وبينَ معصيتِك، ومِن طاعتِك ما تُبلِّغُنا به رضوانَك، ومن اليقينِ ما يَهونُ علينا به مصيباتُ الدنيا.

اللّهُمَّ مَتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوّتِنا ما أحْيَيتَنا، واجْعَلْهُ الوارثَ منّا، واجعَلْ ثارَنا على مَن ظلَمَنا، وانصُرنا على مَن عادانا، ولا تجعلْ مُصيبتَنا في دِينِنا، ولا تجعلِ الدّنيا أكبرَ همِّنا ولا مَبلغَ عِلمنا، ولا تُسلِّطْ علينا مَن لا يرحمُنا، برحمتكَ يا أرحمَ الراحمين».

(السيّد ابن طاوس، الإقبال: 3/321)

 

المهديّ المنتظَر في القرآن الكريم

  • المحامي أحمد حسين يعقوب*

* قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾. (التوبة:33)

 

- قال الرازي في (التفسير الكبير: 6/40): «واعلم أنّ ظهور الشيء على غيره قد يكون بالحجّة، وقد يكون بالكثرة والوفور، وقد يكون بالغلَبة والاستيلاء، ومعلوم أنّه تعالى بشَّر بذلك ولا يجوز أن يُبشر إلّا بأمر مستقبَل غير حاصل، وظهور هذا الدين بالحجّة مقرّر معلوم، فالواجب حمله على الظهور بالغلبة».

صحيح أنّ الإسلام ظاهرٌ على الدّين كلّه من حيث الحجّة، لكنّ الوعد الإلهي يشمل الإظهار مطلقاً، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، وبما أنّ وعد الله حقّ، وأنّه لا يُخلف الميعاد، فلا بدّ أن يأتي زمن تتولّى القيادة الإسلامية المدعومة بالتوفيق الإلهي إظهارَ الإسلام على الدين كلّه، بحيث يكون الإسلام هو الدين الرسميّ للعالم، فالآية دالّة على ظهور المهديّ المنتظَر.

- وقال القرطبي في (تفسيره: 8/121): «ذلك عند خروج المهديّ لا يبقى أحدٌ إلّا دخل الإسلام».

- والمروي عن قتادة كما يقول السيوطي في (الدر المنثور: 4/176) ﴿..لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ..﴾، قال: «الأديان الستة: ﴿..الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..﴾ الحج:17، فالأديان كلّها تدخل في دين الإسلام..».

* قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ﴾. (سبأ:51)

- أخرج الطبري عن حذيفة بن اليمان أنّ المعنى في هذه الآية منصبّ على الجيش الذي سيُخسف به، وقد تواترت الأحاديث بأنّ جيشاً سيرسَل للقضاء على جيش المهديّ، وأنه سيُخسف بهذا الجيش، وهذا الخسف لم يحصل للآن، وحدوثه مرتهن بظهور المهديّ. (راجع تفسير الطبري: 2/72، والكشاف للزمخشري: 3/467-468)

* قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾. (الزخرف:61)

- ذكر البغوي في (معالم التنزيل: 4/444)، والزمخشري في (الكشّاف: 4/6)، والقرطبي في (تفسيره: 16/105)، وابن كثير في (تفسيره: 4/124) بأنّ هذه الآية بخصوص نزول عيسى بن مريم عليهما السلام.

- وقال الكنجي الشافعي في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان: ص 528): «..قوله عزّ وجلّ: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ..﴾: هو المهديّ يكون في آخر الزمان، وبعد خروجه يكون قيام الساعة وأماراتها».

______________________________________________

* من كتابه (حقيقة الاعتقاد بالإمام المهديّ المنتظَر)، والمصادر عنه أيضاً

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

09/04/2019

الموعود

  عربية

عربية

09/04/2019

عربية

نفحات