مرابطة

مرابطة

08/04/2019

الصروح العلمية ليست لعبةً للملوك

 

الصروح العلمية ليست لعبةً للملوك

«جامعة الزيتونة» ترفض منْح «سلمان» شهادة محاباة

_____ إعداد: «شعائر» _____

 

برمزيتها الدينية والتاريخية الضاربة في أعماق التاريخ، رفضت «جامعة الزيتونة» التونسية منح الدكتوراه الفخرية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، رغم تلقّيها طلباً رئاسيّاً بهذا الخصوص، وهو قرار قوبل بحفاوة شعبية وأكاديميّةٍ بالغة.

 

يأتي قرار الجامعة تزامناً مع زيارة رسمية يقوم بها الملك السعودي إلى تونس تسبق مشاركته في القمة العربية الثلاثين. وتمثل جامعة الزيتونة الامتداد الأكاديمي الحديث لأقدم جامعة إسلامية تأسست قبل جامعة الأزهر، وتضم فروعاً رئيسية في الشريعة والحضارة وأصول الدين.

 

رئيس الجامعة: خادم الحرمين الشريفين، الله سيكافئه

رئيس الجامعة الدكتور هشام قريسة اعتبر القرار حفاظاً على نزاهتها، وضماناً لتحييدها عن التجاذبات السياسية، مؤكداً في تصريحات صحفية أنها لم تكن يوماً أداة بيد المؤسسات الرسمية، فيما عبّر سياسيون وأكاديميون كُثر عن حفاوتهم بالقرار معتبرين أنه يمثّل تونس الثورة.

وفي تصريح لقناة «الجديد» اللبنانية، قال د. قريسة: «لا بد أن نبيّن أنّ هذه المؤسسة هي مؤسسة دينية، وقد عُرفت في تاريخها عرفت بأنهّا مؤسسة تحترم نفسها، وعُرف بأنّ علماءها كانوا محل سماحة ووسطية، وفكر نيّر. فمن هنا، عندما نأتي إلى باب إسناد شهادات الدكتوراه الفخرية، تبدأ مرحلة الانحدار لهذه المؤسسة، ومحاولة إبعادها عن نشاطها العلمي.

الفخر هو في العلم، وهؤلاء أخوتنا من الخليج وغيرهم عندهم طلبة هنا في الزيتونة، إذا أرادوا الفخر فليأتوا وليدرسوا هنا. وقلت في رسالة لرئيس الجمهورية أنه لا يشرّف بلادنا ولا يشرفك أنت أن يتمّ التعامل مع شهاداتنا العلمية على هذا النحو.. أمّا خادم الحرمين الشريفين، الله سيكافئه، وليس الجامعة».

وفي مقابلة مع قناة «بي بي سي» البريطانية، قال قريسة: «أنا كنت متكتّماً في البداية على هذا الموضوع لم أرد إيثاره، ولم أرد إعلان هذه المسألة في القنوات وفي العالم، لكن شاءت الصدف أن يُنشر هذا الخبر فكان لا بد من التوضيح.

أولاً: نحن نريد أن نلتزم بحدود وظيفتنا في هذه المؤسسة العلمية وهو إعطاء الشهادة العلمية فقط.

ثانياً: أننا لا نريد أن يفهم أحد، وخاصة من إخواننا السعوديين، أنّ جلالة الملك مقصودٌ في شخصه، وإنما نريد أن نكون في حدود وظيفتنا العلمية وأننا نُعطي الشهادة العلميّة. كثير من الطلبة من الخليج ومن السعودية نفسها يدرسون عندنا ونحن نجتهد في إفادتهم، ولكن لا نريد أن تكون هذه المؤسسة هي لعبة للملوك وللرؤساء؛ مَن شاؤوا أن يعطوه شهادة فخرية ومن لم يشاؤوا ذلك لم يعطوه».

أضاف قائلاً: «هذه الجامعة، منذ الاستقلال، تداول على رئاستها 16 رئيس جامعة وأنا السابع عشر، لم تُعطِ هذه الشهادة أبداً، ولم تُوظَّف الجامعة لمثل هذا العمل السياسي. نحن نخاف إذا كنا بدأنا بهذا الأمر، أننا سنضطر إلى مثل هذه الشهادات الفخرية لكلّ من يأتي ولكل من يطلبها. يجب أن يفهم الناس هذا، نحن لا نريد أصلاً أن يقع تفضيل. هذه المؤسسة هي مؤسسة دينية، لا تدرّس إلّا الدين، لا نريد أن نوظّفها في هذه التجاذبات والتحزبات والأنشطة السياسية، ولا نريد أن تُعطى شهاداتنا محاباةً واستهزاءً، لزيد ولعمرو».

 

أمّا مراد اليعقوبي، وهو أستاذ في جامعة الزيتونة، يقول: «انعقد المجلس ورفض الأمر بصورة قطعية وباتة، واعتبر أن لا علاقة بالجامعة بمثل هذه المسائل باعتبارها توظيفاً سياسياً».

أضاف: «هم يريدون أخذ هذه الشهادة من الجامعة التونسية لأن فيها نوعاً من الاعتراف أن دول الربيع العربي هي دول تتشرف بهؤلاء الناس. لا يمكن أن يُقبل هذا المنطق».

 

 

 

حضارة أم حقارة؟!

بعد أيَّام على المجزرة التي ارتكبها السفاح الاسترالي برينتون تارنت، بحقّ المصلّين في مسجدَين بمدينة «كرايست تشيرش» النيوزيلندية، تمّ حظر الفيديو الذي يوثّق الجريمة، ومُنع تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك لك يحُل دون إسهاب المتابعين في الحديث عن التاريخ القديم والحديث لما يُعرف بـ«العنصرية البيضاء». فقد سجّلت عالمة الإنسانيات والكاتبة النيوزيلندية «ماري آن سالموند» استياءها من الجريمة، وأبدت تعاطفها مع الضحايا، مؤكّدة «أنّ عقيدة تفوّق العرق الأبيض جزء من المجتمع النيوزيلندي، وهي عنيفة وبغيضة وتنشُر البلايا، وتقوم على الغَطرسة والجَهل».

وخلصت العالمة النيوزيلندية إلى القول: «العنصريَّة البيضاء هي حبل أسود نُسج عبر تاريخنا كأمَّة، وكانت لها جذور عميقة في أوروبا وأميركا قبل وصولها إلى نيوزيلندا».

لا ريب في أن العنصريَّة البيضاء الحديثة تستهدف المسلمين حصراً، بعد أن نكّلت طوال ثلاثة قرون سالفة بالأفارقة، سواء في ديارهم أو في المستعمرات التي سيقوا إليها قهراً. وترى «العنصرية البيضاء» المعاصرة إلى المسلمين بصفتهم «غزاة»، كما وصفهم مرتكب مجزرة المسجدين: «أتمنَّى أن أتمكّن من قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة. أرضنا لن تكون يوماً للمهاجرين».

أكثر الجماعات العنصرية خطورة في المجتمعات الغربية، هي التي تتبنَّى أفكار جماعة «كو كلوكس كلان» التي تقدّس العرق الأبيض، وتزعم تفوّقه على سائر بني البشر.

وعلى الرغم من تقلُّص أعضاء هذه الجماعة خلال الفترات السابقة، إلاَّ أنَّهم قد عادوا في الازدياد بشكل ملحوظ بعد وصول دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة، صاحب ذلك ارتفاع جرائم الإرهاب داخل أميركا بمعدّل 182% في العام 2018م، من بينها خمسون جريمة عنصريَّة.

 

 

 

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

09/04/2019

الموعود

  عربية

عربية

09/04/2019

عربية

نفحات