الملف

الملف

07/05/2019

ربيب الوحي وينبوع الفضائل

 

ربيب الوحي وينبوع الفضائل

أمير المؤمنين معجزة النبيّ الأعظم

  • الشيخ أحمد الرحماني الهمداني

* لم تزل الأجيال تتناقل المناقب الباهرة لأمير المؤمنين عليه السلام، كيف وقد أذعن له أساطين العلوم، وقادة المِلل، ورؤساء المذاهب، وأصحاب المدارس والطُّرق، فضلاً عن الفلاسفة، والزهّاد، والعبّاد، والكُماة، وخلقٌ بعد ذلك كثير.

تفتخر كلّ طائفة منهم، على نظيراتها، بادّعاء الانتساب إليه، والنّهل من مَعينه، وأنه -لا سواه- باني صرحها، ومشيّد بنيانها، ومسبّل سُبلها... غافلين عن أنهم، جميعاً، جهلوه وما قدروه حقّ قدره.

تتضمّن هذه المقالة مختارات من أقوال عددٍ من «الأعلام»، في تبيان مقاماته صلوات الله عليه،  قام بجمعها من مصادرها المتفرّقة، العلامة الشيخ أحمد الهمداني رحمه الله في كتابه القيّم (الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام – مَن حبّه عنوان الصحيفة).

«شعائر»

 

* قال الشريف الرضيّ في مقدّمته على (نهج البلاغة):

«..ومن عجائبه عليه السلام التي انفرد بها، وأمِن المشارَكة فيها، أنّ كلامَه الوارد في الزهد والمواعظ، والتذكير والزواجر، إذا تأمّله المتأمّل، وفكَّر فيه المُتَفَكّر، وخَلَعَ من قلبه، أنّه كلام مثله ممّن عَظُمَ قَدَرُه، ونفذ أمره، وأحاط بالرقاب مُلكُه، لم يعترضه الشكّ في أنّه من كلام من لا حظّ له في غير الزهادة، ولا شغل له بغير العبادة، قَد قبع في كسر بيت، أو انقَطَعَ إِلى سَفحِ جبل، لا يسمع إلا حِسّهُ، ولا يرى ‏إِلا نَفسَه، ولا يكاد يوقن بأنّه كلام مَن ينغمسُ في الحرب مصلِتاً سيفه، فَيَقُطُّ الرِّقَابَ، ويُجدّلُ الأبطال، ويعود به ينطف دماً، ويقطر مهجاً، وهو مع ذلك الحال زاهدُ الزهّاد، وبدَلُ الأبدال، وهذه من فضائله العجيبة، وخصائصه اللطيفة، التي جمع بها الأضداد، وألَّفَ بين الأشتات».

* الإمام الخميني في (نبراس السياسة، ص 17):

«ما فهمه العظماء والعرفاء والفلاسفة بكلّ ما لديهم من فضائل وعلوم سامية، إنّما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة، وعليّ عليه السلام غير ذلك».

* المرجع الديني السيّد الخوئي قدّس سرّه في (تفسير البيان، ص 91):

«إنّ تصديق عليّ عليه السلام -وهو ما عليه من البراعة في البلاغة والمعارف وسائر العلوم- لإعجاز القرآن، هو بنفسه دليل على أنّ القرآن وحيٌ إلهي... كيف وهو ربّ الفصاحة والبلاغة، واليه تنتهي جميع العلوم الإسلامية، وهو المثل الأعلى في المعارف».

* ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة: 1/17؛ 11/150؛ 16/146):

- «ما أقول في رجل تحبّه أهل الذمّة على تكذيبهم بالنبوّة، وتعظّمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملّة؟ وتصوّر ملوك الفرنج والروم صورته في بِيَعها وبيوت عباداتها؟ وتصوّر ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها؟... وما أقول في رجل تُعزى إليه كلّ فضيلة، وتنتهي إليه كلّ فرقة، وتتجاذبه كلّ طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها».

- «وإنّي لأُطيل التعجّب من رجلٍ يخطب في الحرب بكلام يدلّ على أنّ طبعه مناسبٌ لطباع الأسود، ثمّ يخطب في ذلك الموقف بعينه، إذا أراد الموعظة، بكلامٍ يدلّ على أنّ طبعه مُشاكِلٌ لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحماً ولم يُريقوا دماً، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس (الشجاع)، وتارةً يكون في صورة سقراط والمسيح بن مريم الإلهيّ، وأقسم بمن تُقسم الأمم كلّها به، لقد قرأتُ هذه الخطبة [ في الاستعداد للموت، خ 221، تحقيق صالح ] منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرّة، ما قرأتها قطّ إلّا وأحدثتْ عندي روعة وخوفاً وعِظَةً، وأثّرت في قلبي وجيباً، ولا تأمّلتها إلّا وذكرتُ الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودّي، وخيّلت في نفسي أنّي أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام عليه السلام حاله».

- «...فسبحانَ مَن منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة والخصائص الشريفة! أن يكون غلام من أبناء عرب مكّة ينشأ بين أهله لم يخالط الحكماء، وخرج أعرف بالحكمة ودقائق العلوم الإلهية من أفلاطون وأرسطو.

ولم يعاشر أرباب الحِكم الخُلقية والآداب النفسانية... وخرج أعرفَ بهذا الباب من سقراط. ولم يُربَّ بين الشجعان... وخرج أشجع من كلّ بشر مشى على الأرض.

قيل لخلف الأحمر: أيّما أشجع: عنبسة وبسطام [ يضرَب بهما المثل بالشجاعة ] أم عليّ بن أبي طالب؟

فقال: إنّما يُذكر عنبسة وبسطام مع البشر والناس، لا مع مَن يرتفع عن هذه الطبقة!

فقيل له: فعلى كلّ حال؟ قال: واللهِ لو صاحَ في وجهيهما، لماتا قبل أن يحمل عليهما...

وخرج أزهد الناس في الدنيا وأعفّهم، مع أنّ قريشاً ذوو حرص ومحبّة للدنيا. ولا غرو فيمن كان محمّد صلّى الله عليه وآله مربّيه.. والعناية الإلهية تمدّه وترفده، أن يكون منه ما كان».

* وفي (الفهرست: ص 111)، لابن النديم، عن محمّد بن إسحاق الواقدي، قال:

«إنّ عليّاً كان من معجزات النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، كالعصا لموسى عليه السلام، وإحياء الموتى لعيسى عليه السلام».

 * وعن الجاحظ، كما في (سفينة البحار، مادّة جحظ):

«سمعتُ النظّام يقول: عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) محنةٌ للمتكلّم، إن وفّى حقّه غلا، وإن بخسه حقّه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن، حادّة اللسان، صعبة الترقّي إلّا على الحاذق الذكي».

* وفي (فرائد السّمطين: 1/79)، قال أحمد بن حنبل:

«ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم من الفضائل، ما جاء لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام)».

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات

إصدارات

07/05/2019

إصدارات

نفحات