النّبيّ والرَّسول

النّبيّ والرَّسول

26/09/2011

النّبيّ والرَّسول

النّبيّ والرَّسول

عداد: «شعائر»

النّبوّة في اللُّغة: الرِّفعة وعلوّ المنزلة. قال تعالى: ﴿أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوّة..﴾ الأنعام:89، والنبيُّ هو صاحب هذه المنزلة، أمّا الرّسول -من عند الله تعالى- فهو صاحبُ شريعة، وواسطة بين الخالق وعباده، ولا يكون إلّا نبيّاً، بينما لا يكون النبيّ رسولاً بالضرورة.
ما يلي، إضاءة على مصطلحَي «النّبيّ والرّسول» مختصرة ومقتبسة من كتاب «مصطلحات إسلاميّة» للسيّد مرتضى العسكري رحمه الله.

النبوّة مَنزلَةٌ خَاصَّة فُضِّلَ النّبيُّ بِها بِما آتاهُ اللّهُ مِنَ العِلم والقُرْبِ منه تعالى، وعليه فإنَّ النبيَّ هو مَن أُوتيَ تلك المنزلة، وهي المقصودة في خطابه تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله: ﴿يا أيُّها النَّبيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً ونَذيراً * وَداعياً إِلى اللّهِ بِإذنِهِ وَسِراجاً مُنيراً﴾ الأحزاب:45-46.
والنّبيُّ يُوحى إليه، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إنّا أَوْحَيْنا إليك كما أوحينا إلى نوحٍ والنَّبيِّينَ مِن بعدِه... ﴾ النساء:163.
إذاً فالنَّبيَ مُصطلح إسلامي بمعنى: إنسان ذي منزلة رفيعة عند اللّه يُوحَى إليه، وقد يبعث اللّه تعالى النبيِّين رُسلاً مبشِّرين ومنذِرين لهـداية النّاس، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرينَ وَمُنْذِرينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الكِتاب..﴾ البقرة:213.

الرّسول

الرّسول: حامل الرّسالة، وهو وسيلة هداية الرّبِّ للنّاس، وله شرف الوساطة بين الرّبِّ والمَربوبين من البشر، ومُرسَل برسالة خاصّة إليهم، ويختاره اللّه ممَّن أُرْسِلَ إليهم ومن أهل لغتهم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إلاّ بِلِسانِ قَومِهِ ليُبَيِّن لَهُم... ﴾ إبراهيم:4، ﴿وَإلى عادٍ أَخاهُم هُوداً..﴾ هود:50، ﴿وَإلى ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً..﴾ هود:61، ﴿وَإلى مَدْيَنَ أَخاهُم شُعَيْباً..﴾ هود:84 [الآيات الثلاث الأخيرات وردت في غير موضعٍ من القرآن الكريم، فليلاحظ]
وإنّ الحكمة في ذلك [كوْن الرسول من قومه ورهطه] واضحة: لِيَتَقوّى برهطِه في أداء التّبليغ، كما حكى اللّه تعالى عن قوم شعيب أنّهم قالوا له: ﴿..وَلَولا رَهْطُكَ لَرَجَمناك..﴾ هود:91.
ويُرسِل الله تعالى الرّسلَ لهداية النّاس وإتماما للحجّة عليهم، كما قال سبحانه: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرينَ وَمُنْذِرِينَ لِئلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلى اللّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُل..﴾ النساء:165، ﴿..وَمَا كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّى نَبعثَ رَسُولاً﴾ الإسراء:15. هذا، وتستحقّ الأُمم التي تعصي الرّسول عذاب الدّنيا والآخرة كما أخبر سبحانه عن فرعون ومَن قبله: ﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِم فَأَخَذَهُم أَخذَةً رابِيةً﴾ الحاقة:10، وتكون معصية الرّسول معصية اللّه تعالى: ﴿..وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خَالدِينَ فِيها أبداً﴾ الجن:23.
واختار اللّه تعالى الرُّسل من الأنبياء، وكان عددهم أقلَّ من عدد الأنبياء كما ورد في ما رواه أبو ذرّ: «... فقلت: يا رسول اللّه صلّى الله عليه وآله، كم هي عدّة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، الرّسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر، جمّاً غفيراً».
وبناءً على ما ذكرناه، فإنَّ كلَّ رسول نبيُّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً، مثل اليسَعَ عليه السلام فإنَّه كان نبيّاً ووصيّاً للكليم موسى بن عمران عليه السلام. ومِن الرُّسل مَن جاء بشريعة ناسِخة لبعض ما في الشَّريعة السَّابقة، كما كان شأن شريعة النبيّ موسى عليه السلام بالنّسبة إلى الشَّرائع السابقة على شريعته، ومنهم مَن جاء بشريعة مُتمِّمة ومجدِّدة للشَّريعة السَّابقة كما كان شأن شريعة خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله بالنسبة إلى حنيفيّة إبراهيم الخليل عليه السلام، قال سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ أوحَينا إليكَ أَنِ اتَّبِع مِلَّةَ إبراهيمَ حَنيفَاً...﴾ النحل:123.


اخبار مرتبطة

  مجلة شعائر الـعدد الثامن عشر-شهر ذو القعدة 1432 - تشرين الأوّل 2011

مجلة شعائر الـعدد الثامن عشر-شهر ذو القعدة 1432 - تشرين الأوّل 2011

نفحات