مرابطة

مرابطة

11/05/2020

السيد القائد الخامنئي: التفاوض معها سُمّ مضاعف

 

السيد القائد الخامنئي: التفاوض معها سُمّ مضاعف

أميركا سوف تُهزم والمواجهة ستنتهي لصالحنا

  • إعداد: «شعائر»

أكّد الإمام الخامنئي أنّ عداء أميركا للشعب الإيراني ليس جديداً وإنّما صار المسؤولون الأميركيون –ورئيس الولايات المتحدة بشكل خاصّ– يُعبّرون عن مواقفهم بصراحة وعلانية، منوّهاً بأنّ ذلك دليلٌ على ضعف العدوّ، في الوقت الذي يلتفّ فيه الشعب الإيراني أكثر حول نظامه ووطنه، وينهض باقتصاده على الرغم من الحصار. 

جاء ذلك في كلمة سماحته خلال لقائه مسؤولي نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في 16 أيار 2019، نقتطف منها ما يسعه المقام.

 

لا شكّ أنّ عداء أميركا الذي كان منذ بداية الثورة، قد اتّخذ اليوم طابع الصراحة والعلن. نحن لا نعتقد بأنّ العداء الأميركي قد ازداد اليوم.. كلّا، وإنّما أصبح علانية. فإنّهم فيما مضى أيضاً كانوا يمارسون نفس هذا العداء ولكن ليس بهذه الصراحة، واليوم باتوا يقولون نفعل كذا وكذا ويهدّدون جهاراً. (فليكن واضحاً) أنّ قوّة الذي يهدّد بصوتٍ عالٍ ليست بمقدار صوته العالي، وإنّما يجب الحذر ممّن لا يهدّد أكثر من الذي يهدّد.

إذاً، فالأميركيون اليوم قد أماطوا اللثام عن عدائهم. علماً بأنهم يراعون مصالح الكيان الصهيوني أكثر من أيّ دولة أخرى، ولا بدّ من القول حقّاً بأن مِقوَد الكثير من السياسات الأميركية بيد الصهانية، ولا أقصد بالضرورة الحكومة الصهيونية في فلسطين المحتلة، وإنّما هو بيد المجتمع الصهيوني المهيمن على شؤونهم.

إنّ الأميركيّين والإدارة الأميركية الحالية بحاجة إلى العربدة. ولَكم أن تنظروا إلى ما كرّره رئيسهم حتّى الآن لعدّة مرات بأنّ «سياستنا غيّرت إيران، فإنّ إيران اليوم تختلف عن إيران الماضي»؛ أي إنّ السياسات الذي وضعتُها تركت أثرها على إيران، والحقّ معه في ما يقول، فقد تغيّرت إيران، والتغيير هذا هو أنّ نَفْرة الناس من أميركا قد ازدادت وتضاعفت عشرة أضعاف، واقترابهم من الهيمنة على مصالح الجمهورية الإسلامية أصبح أبعدَ منالاً، وهمّة شبابنا للحفاظ على جهوزيّة البلد قد ارتفعت، وأعين قواتنا العسكرية والأمنيّة قد تفتّحت أكثر.. أجل، هذه هي التغييرات التي يتحدّث عنها. فانظروا إلى العدوّ كم يُخطئ في حساباته وتقديراته، حيث يقول رئيس بلاده: «كلّ جمعة تخرج المظاهرات في طهران ضدّ النظام».. أوّلاً ليست الجمعة وإنّما السبت، وليس طهران وإنّما باريس. «الحمد لله الذي جعل أعداءنا من الحمقى».. هذا هو عداؤهم القائم.

 

العدوّ غارق في مشاكله

هنالك نقطة غالباً ما تُهمَل، وهي أنّ أميركا اليوم تعاني في داخلها من مشاكل اجتماعية واقتصادية كبرى، علماً بأنّهم حقّقوا حالات من التقدّم في الشأن الاقتصادي، ولكن يقول المراقبون بأنّ التقدّم هذا قصير المدى ولا يستمرّ. بيد أنّ مشاكلهم الاجتماعية الهامّة قائمة في الوقت الراهن. كما أنّ هناك عدم انسجام في أوضاعهم الحكومية أيضاً، فإنّ الأقوال المتناقضة التي يُطلقونها –حيث يقول أحدهم شيئاً ويقول غيره شيئاً آخر، ويقولون اليوم شيئاً ويقولون في الغد ما يناقضه– علامة على الاضطراب.

جاء في تقرير وزارة الزراعة الأميركية بأنّ هناك 41 مليون أميركي يعانون من الجوع ومن فقدان الأمن الغذائي.

وفي الوضع الاجتماعي، هناك مركز موسوم بـ«مركز الإحصاءات الحيوية في أميركا» يقول: 40 بالمئة من الولادات في أميركا غير شرعية.

مليونان ومئتا ألف سجين يقبعون في سجون أميركا، وهذا نسبة إلى تعداد السكّان، لا مثيل له في العالم.

الأرقام الأميركية هي الأعلى عالمياً، على صعيد الإدمان على المخدّرات.

هذه هي المشاكل الاجتماعية التي يعانون منها. 31 بالمئة من إطلاق الرصاص الجماعي في العالم يحدث في أميركا، وهذا ما ترونه وتسمعونه وتقرأونه كلّ يوم في الصحف؛ بأنّه تمّ إطلاق الرصاص في المدرسة الفلانية وفي الملعب الفلاني وفي الموقف الفلاني للمترو..

إذاً، لا يقومنّ البعض بتضخيم العدوّ وتهويله كثيراً، فإنّ العدوّ في ورطة وأزمة... ويعاني من مشاكل عدّة، وسياساته مغلوطة أيضاً.

إنّ السياسات التي اتّبعها الرئيس الأميركي الحالي، غالباً ما انتهت بضررهم من الناحية السياسية والأمنية، سواء سياساتهم في منطقتنا، أو سياساتهم الأوروبية، أو سياساتهم في مواجهة القوى الآسيوية، فإنّها ألحقت الضرر بهم ولم تُسعفهم.

وفي سياسة مواجهة الجمهورية الإسلامية أيضاً أقولها لكم بكلّ تأكيد: إنّ أميركا هي التي ستُهزم، وإنّ المواجهة ستنتهي لصالحنا.

هناك مراقبون في أميركا أخذوا اليوم يحذّرون في صحفهم بأنّ هذه الضغوط التي تفرضونها على إيران ستؤدّي إلى طفرة اقتصادية في هذا البلد.. هذا ما هم يقولونه وهو الواقع، فإنّهم سيُهزمون..

التفاوض مع أميركا سُمّ

التفاوض مع أميركا بالنسبة لنا سمّ ما دامت أميركا هي التي عليها اليوم .. تفاوضُنا معها سمّ، ومع هذه الإدارة الحالية سمّ مضاعف.

التفاوض يعني المقايضة، وهو يعني أن تعطي شيئاً وتأخذ شيئاً. والذي تصبو إليه أميركا في هذه المقايضة هو بالضبط نقاط قوّة الجمهورية الإسلامية، حيث يريدون سَوق المفاوضات إلى هذه النقطة.

يقولون تعالوا نتفاوض حول سلاحكم الدفاعي.. يعني أنّكم إذا كنتم تصنعون صاروخاً بهذا المدى وبهذه الدقّة، عليكم الحدّ من مداه لئلّا يصل إلى مواقعنا، حتّى إذا ضربناكم يوماً ما لا تستطيعون الردّ علينا.. هذا ما يريدون التفاوض بشأنه...

كما أنّ عمقنا الاستراتيجي في المنطقة بالغ الأهمية، بل هو مهمّ لكلّ بلد. فإنّ العمق الاستراتيجي السياسي والأمني يُعدّ من المقوّمات الرئيسية لحياة كلّ الدول والشعوب، ونحن ولله الحمد نتمتّع في المنطقة بعمق استراتيجي جيّد جدّاً، وهذا ما يسوؤهم، ولذلك يقولون: تعالوا نتباحث حول قضايا المنطقة، يريدون بذلك تخلّينا عن هذا العمق الاستراتيجي.. هذا ما يبتغون التفاوض حوله...

 

 

اخبار مرتبطة

نفحات