هم النُّور، نورُ اللهِ جلَّ جلالُه

هم النُّور، نورُ اللهِ جلَّ جلالُه

منذ 6 أيام

هم النُّور، نورُ اللهِ جلَّ جلالُه


هم النُّور، نورُ اللهِ جلَّ جلالُه

قصيدةُ إبن العرندس الشّهيرة

ـــــــــــــــ  إعداد: علي بركات  ـــــــــــــــ


هو الشّيخ صالح بن عبد الوهاب الحلّي الشّهير بابنِ العرندس، أحد أعلام الشّيعة ومن مؤلِّفي علمائها في الفقه والأصول، وله مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت عليهم السلام.
توفّي حدود 840 هجريّة بالحلّة، وله فيها قبرٌ يُزار ويُتبرَّك به.
قال الشّيخ الأميني رحمه الله، في (الغدير) في ترجمته لابن العرندس: «ومن شعر شيخنا الصّالح رائيّةٌ اشتهر بين الأصحاب أنّها لم تُقرأ في مجلسٍ إلّا وحضرَه الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه»، وهي:

يعـطِّرُها من طِيبِ ذكـراكمُ نَشْـرُ

 

طـوايا نظامي في الزَّمانِ لها نـشرُ

بواطنـُها حمـدٌ ظواهـرُها شـكرُ

 

قـصائدُ ما خابَت لـهنَّ مـقـاصدٌ

فأخلاقـها زُهرٌ وأنـوارهـا زَهـرُ

 

مـَطالـِعُها تحكي النُّجومَ طَوالِعـاً

أكـاليـلُهــا درٌّ وتيـجانـها تـِبرُ

 

عرائس تُجـلى حين تجلي قلوبَنـا

على وجهـها تبرٌ يزان بهـا التـبـرُ

 

حِسانٌ لـها حَسّانُ بالفَضْلِ شاهـدٌ

ليَحيى لي بهـا وبـكــــم ذكـرُ

 

أُنَظِّمُها نَظْم اللَّئالي وأَسهَرُ الـلَّيالي

سـلامُ محـــبِّ ما له عنكم صبرُ

 

فَيَا ساكني أرض الـطُّفوفِ عليكمُ

وفي كل طِرسٍ مـن مديحي لكم سطرُ

 

نَشرتُ دواويـنَ الـثَّنا بعـد طَيِّها

فمُبيَضُّ ذا نظــمٌ ومُـحمـرُّ ذا نثرُ

 

فَطابَقَ شِعـري فيكمُ دَمْعَ ناظـِري

مواعيد سلــواني وحقِّكــم الحشرُ

 

فـلا تَـتْهِموني بـالسُّلُوِّ فإنـَّمـا

وعُسري بكم يُسرٌ وكسري بكم جـبرُ

 

فُذُلِّي بكم عزٌّ وفقري بـكم غنـىً

فينهلُّ من دمعي لبـارقهـا الـقَـطرُ

 

تَروقُ بُروقُ السُّحْبِ لي مِن دِياركُمْ

وقلبي شديدٌ فـي محبّتـكم صـخـرُ

 

فَعَيْنايَ كَالخَنْساءِ تَجْـري دُموعُها

فمغنـــاكمُ من بعد معنـاكمُ قَفْرُ

 

وَقَفْتُ على الدَّارِ الَّتي كُـنْتُـم بِها

بهـا دُرِسَ العلـم الإلهـي والـذكـرُ

 

وقد دَرَسَت منها الدُّروسُ وطالمـا

إلى أن تَرَوَّى الـْبـانُ بالدمعِ والسِّدرُ

 

وَسالَتْ عليها مِن دموعي سَحائِبٌ

ودارَ بِرَسمِ الـدّار فـي خاطري الفكرُ

 

فَراقَ فِراقُ الرُّوحِ لي مِن بَعْدِ بُعدِكُمْ

ولا دَرَّ من بعد الـحسين لـهــا دَرُّ

 

وقد أقلعَتْ عنها السَّحاب ولم يجُـد

ربُّ الـنُّهى مولـىً لــــه الأمرُ

 

إمامُ الهُدى سِبْطُ النُّبوَّةِ والدُ الأئمَّـةِ

وصيُّ رسول اللهِ والصّــنْوُ والصِّهرُ

 

إمامٌ أَبُوهُ المُرتَضى عَلَمُ الـهـُدى

ووحشُ الفــلا والطيرُ والبرُّ والبحرُ

 

إمامٌ بَكَتْهُ الإنْسُ والجِنُّ والـسَّمـا

تطوف بهـــا طوعاً ملائكــةٌ غُرُّ

 

لهُ القبَّةُ البيضاءُ بالطَّفِّ لمْ تـَزَل

صحيحٌ صريحٌ ليس في ذلكــمْ نُكْرُ

 

وفـيـه رسولُ اللهِ قـالَ وقـولُه

وليٌّ فمَن زيد هنـاك ومَـن عمرو؟

 

حُبـِي بِثَلاثٍ ما أحـاط بـِمِثْـلِها

يُجاب بهـا الداعي إذا مسه الضــرُّ

 

لـَـهُ تـُربـَةٌ فـيها الشِّفاءُ وقبَّة

أئمـّة حـــقٍّ لا ثمــانٍ ولا عشرُ

 

وذُرِّيـَّةٌ دُرِّيـَّةٌ مـنـهُ تـِسعـة

وفي كلِّ عضوٍ من أناملـــه بحرُ؟

 

أَيُـقْـتـَلُ ظـَمْآناً حُسَينُ بِكَربَلا

وفاطمةٌ ماءُ الفراتِ لهـــا مَـهـرُ

 

وَوَالِدُهُ السَّاقي على الحَوْضِ في غَدٍ

عليه غَداةَ الطــفِّ في حربه الشمرُ

 

فوالَهْفَ نفسي لِلحُسَيْن ومـَا جَنَـى

الأهلّة والخرصــان أنجمــُه الزهرُ

 

رَمـاهُ بـِجـَيشٍ كالـظلام قِسِيُّه

وللنَّقع رفعٌ والرّمــــاح لها جَرُّ

 

لراياتهم نصبٌ وأسيـافِهـم جـزمٌ

عصابـةُ غدرٍ لا يقوم لهـــا عذرُ

 

تـجـمّـع فيها مِن طُغاةِ أُمَـيَّـة

الــعراقَ وما أغنته شـامٌ ولا مصرُ

 

وأَرْسَلَـها الـطـَّاغي يزيدُ ليملك

فحَــلّ به من شَدِّ أزرهــم الوزرُ

 

وشـدَّ لَـهُـم أزراً سليـلُ زيادِها

فما طال في الرّيّ اللّعين لـه عمـرُ

 

وأمّـر فيهم نجلَ سعدٍ لنحسِه

تباعــد فعلُ الخير واقترب الـشَّرُّ

 

فلمَّا التَقَى الجَمْعان في أرضِ كربلا

وبيضُ المواضي في الأكفّ لها شَمرُ

 

فـحاطُوا به في عَشْرِ شَهْرِ مُحَرَّمٍ

وصالَ وقد أودى بمهجتــِـه الحَرُّ

 

فـَقَـامَ الـفَتَى لَـمَّا تشاجرتِ القنا

دجى اللّيل في لألآء غرّتــه الفجرُ

 

وجـَالَ بـطرفٍ في المَـجالِ كَأَنَّه

لقد زانه كَرٌّ وما شانــــه الفَرُّ

 

لـه أربـعٌ للـريح فيـهـنّ أربع

طيــورٌ شَتَّ شمْلَهُمُ الصقـــرُ

 

ففـرّق جـمْـعَ القوم حتّى كأنَّـهم

على اللّيــث الهِزبْرِ وقـد هَـرُّوا

 

فأَذكرَهم ليلَ الهرير فأجمع الكلاب

يضاعـَف في يوم الحساب لها الأجرُ

 

هُنـاكَ فَدَتْـهُ الصَّالِـحُونَ بِأَنْفُسٍ

وجـــادَ له بالنفس من سعدِه الحرُّ

 

وحادُوا عن الكُفَّارِ طَوْعاً لِنَصْـرِه

لطول حيــاة السّبط في مدّها جَزْرُ

 

ومَـدُّوا إليـه ذُبـَّلاً سَمْـهَرِيـَّةً

بسهمٍ لنحر السِّبطِ من وقعـــهِ نحرُ

 

فَـغَـادره في مارق الحرب مارقٌ

الجوادُ قتيلاً حـوله يَـصْـَهلُ المهرُ

 

فمال عن الطرف الجواد أخو الندى

وصارمُ شمرٍ في الوريــد له شَـمرُ

 

سِنـانُ سَنانٍ خارقٌ منه في الحشا

ومن نسج أيدي الصافنـات له طِمْرُ

 

تـجـرُّ عليه الـعاصفـات ذيولَها

رواسي جبالِ الأرض والْتـطمَ البحرُ

 

فرجَّت له السَّبْعُ الطِّباقُ وزُلزِلَـت

فمغبرُّ وجه الأرض بالـــدّمِّ محمرُّ

 

فَيَـا لَكَ مـقتولاً بَكَتْهُ السَّماءُ دَمـاً

وهنّ غداة الحشر من سـنـدسٍ خضرُ

 

ملابسه في الحرب حُمرٌ مِن الدِّمـا

أسيراً علـيلاً لا يُفَـــــكُّ له أسرُ

 

ولَهْفِي لِزَيْنِ الـعابِدينَ وقدْ سَـرى

ومِنْ حَوْلِـــهِنَّ السترُ يُهتك والخِدْرُ

 

وآلُ رَسُولِ اللهِ تُسْبَـى نِساؤُهُـم

يلاحظهنّ العبـــدُ في الناس والحُرُّ

 

سَبـايـا بِـأَكْوارِ المَطايا حَواسِراً

يُناط على أقراطـــها الـدُّرُّ والتِّبْرُ

 

ورملةُ في ظِلِّ القُصورِ مَصُـونَـةٌ

إذا أقبلت في الحشر فاطمـــةُ الطُّهرُ

 

فَـوَيْلُ يزيد مِنْ عـَذابِ جَـهَنَّـم

وآخرُ قانٍ من دم السـّـــبط محمرُّ

 

مـلابسـُها ثوبٌ من الـسمّ أسـودٌ

وفي كلِّ قلبٍ من مهابتـــِـها ذُعرُ

 

تُـنادي وأبصار الأنـام شَواخِـصٌ

عليٌّ ومولانــــا عليٌّ لهـا ظهرُ

 

وتَـشْكُـو إلى الله الـعَليِّ وَصَوْتُها

وأنّى له عـذرٌ ومِن شأنه الغــدرُ؟

 

فـلا ينطق الطاغي يزيدُ بما جـنى

ويخلى في الجحيـــم له (قـعـرُ)

 

فيُؤخذ منه بالقـصاص فيُحرم النعيم

ويسكب في الكاس النضــار له خمرُ

 

ويشدو له الشادي فيُطربُـه الـغنـا

وتصحيفُ ذاك الخمر فـي قلبه الجمرُ

 

فذاك الغنا في البعث تصحيـفه العنا

وصاحبُ ذاك الثَّغر يُحمى بـه الثَّغرُ؟

 

أيـَقرع جهلاً ثغرَ سبْطِ مـحـمـدٍ

يكون لكسرِ الدين من عدلـــه جَبرُ

 

فـليـسَ لأخـذِ الثـار إلّا خـليفةٌ

ويقدمه الإقبـــــالُ والعزُّ والنصرُ

 

تـحـفُّ بـه الأملاك من كلّ جانبٍ

وحاجبُه عيسى وناظـــرُه الخضرُ

 

عـوامـلـه في الدّار عين شوارع

إذا ما ملوك الصيـد ظلّلــها الجبرُ

 

تـظـلـّلـه حـقّـاً عمامـةُ جدّه

فطوبى لعلمٍ ضمّه ذلـك الصـــدرُ

 

مـحـيـط عـلى علم النبوّة صدره

النقيُّ الطاهر العَلَـــــمُ الـحَبـْرُ

 

هو ابن الإمام العسكري محمدٌ التقيُّ

الجوادِ ومَن في أرض طوسٍ لـه قبرُ

 

سلـيـلُ عـليِّ الهادي ونجلِ محمّدِ

فـفاحَ على بغدادَ مـن نشرِه عـطـرُ

 

عليُّ الرضا وهو ابنُ موسى الذي قضى

إمامٌ بـــــه في العلم يفتخرُ الفخرُ

 

وصـادقُ وعـدٍ إنّـه نـجلُ صـادقٍ

إمامٌ لعلم الأنبياء لـــــــه بقْرُ

 

وبـهـجـة مـولانـا الإمـامِ محمدٍ

فمن دمعـــه يبس الأعاشيب مُخضَرُّ

 

سـلالـةُ زيـن الـعابدين الذي بكى

فمن طهرٍ نـمـى ذلـك الطـــهرُ

 

سليلُ حسين الفاطمي وحيدر الوصي

الذي عمّ الــورى جودُه الـغَـمـْرُ

 

له الحسنُ المسمومُ عـمٌّ فـحبَّذا الإمام

إمامٌ على آبائــــــه نزل الذِّكرُ

 

سمـيُّ رسـولِ الله وارثُ علـمـِه

هم التِّين والزَّيتون والشفــعُ والوترُ

 

هـم النـورُ نور الله جـلّ جـلالـُه

ميامين في أبياتهـــــم نزل الذكرُ

 

مـهـابطُ وحي الله خـُزّانُ علمِه

ومكنونـةٌ من قبل أن يُخلـَق الــذرُّ

 

وأسمـاؤهـم مـكتوبـةٌ فوقَ عرشِه

ولا كان زيدٌ في الأنـام ولا عمــرو

 

ولـولاهُمُ لم يـخلق اللهُ آدمـاً

ولا طلعـت شـمسٌ ولا أشـرق البدرُ

 

ولا سُطِحت أرضٌ ولا رُفـعت سما

وغِيض بـه طوفانُه وانقضى الأمـرُ

 

ونـوحٌ بـه في الفُلك لمّا دعا نـجـا

سلامـاً وبرداً وانطفــى ذلك الجمـرُ

 

ولـولاهُمُ نارُ الخليل لـمـا غـدتْ

ولا كان عن أيـوبَ ينكشـفُ الضـرُّ

 

ولـولاهُـمُ يـعقوبُ ما زال حـزنُه

فقدَّر في سَرْدٍ يحير بـــه الفـكـرُ

 

ولانَ لـداود الـحديـدُ بسـرِّهـم

أُسيلت له عينٌ يفيـض لـه القِـطـرُ

 

ولـمَّـا سلـيمـانُ البساط به سرى

فَغَدْوَتُها شَهْرٌ ورَوْحَتُـــها شَـهـرُ

 

وسُخّـرت الـريح الرُّخاء بأمره

أوامـرَه فـرعونُ والتُقِفَ الـسِّحـرُ

 

وهم سرّ موسى والعصا عندما عصى

لِعازرَ من طي اللــّحـود لـه نشرُ

 

ولـولاهُـمُ ما كان عيسى بنُ مريمَ

وكلُّ نبيٍّ فيـــه من سِرِّهـِم سـِرُّ

 

سرى سـرُّهمْ في الكائنات وفضلُهم

ولولاهُمُ ما كان في النّاس لـي ذكـرُ

 

عـلا بـهم قدري وفخري بهم غلا

ورزءٌ على الإســلام أحدثَه الكفـرُ

 

مصابـُكـم يا آل طـه مصـيبةٌ

وأبكيكم حزناً إذا أقبــــل العشـرُ

 

سأندبُكم يا عدّتـي عـنـد شدّتـي

قبولكمُ يا آل طـه لهـــا مـهـرُ

 

عرائسُ فكرِ الصّالحِ بنِ عـرندسٍ

وفي مدح آيــات الكتاب لكم ذكـرُ؟

 

وكيف يحيط الواصفون بـمدحـكِـم

وزمزمُ والبيـــت المحرّمُ والحِـجرُ

 

ومولدُكم بطحـاءُ مكّـةَ والـصّفــا

فطوبى لِمَنْ أمسى وأنتـــم لهُ ذُخـْرُ

 

جَـعَلْـتُـكُـمُ يومَ المعـادِ وسيـلتي

جديدٌ بقلبي ليس يُخلِقـــه الـدَّهـْرُ

 

سيُبلـي الـجديدان الـجديدَ وحـبُّكم

وحلت عقـود المُزْنِ وانتشر القَـطْـرُ

 

عليكمْ سلامُ اللهِ مـا لاحَ بـارقٌ

اخبار مرتبطة

  في توجيهات وليّ الأمر

في توجيهات وليّ الأمر

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات