المؤمن الرّشيد يدفع الوساوس

المؤمن الرّشيد يدفع الوساوس

منذ 3 أيام

المؤمن الرّشيد يدفع الوساوس

المؤمن الرّشيد يدفع الوساوس
العلاج: الإستعاذة والتفكّر والذِّكر

_______إعداد: خليل الشيخ علي_______

أوضح المعصومون عليهم السلام حقيقة أنّ الوسواس في العبادات، وفي الصّلاة ومقدّماتها على وجه التحديد، إنّما يكون من الشيطان الرجيم. وقد بيّنوا في ما رُوي عنهم سُبل الخلاص من هذه الآفة التي تُوشك أن تذهب بدين المؤمن إنْ لم يتداركها بالعلاج.
ما يلي، وصفة شفاء من كتاب (العقد الحسيني) للشيخ حسين بن عبد الصّمد العاملي، والدِ الشّيخ البهائي قدّس سرّهما، تعرضها «شعائر» بتصرّف يسير.

قال الله تعالى: ﴿وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم﴾ فصلت:36.
لا بدَّ للمؤمن الرَّشيد من دفع وساوس إبليس اللّعين، وذلك يكون بوجهين:

الوجه الأوّل: ما بيَّنَه الله تعالى ووَرَد عن المعصومين صلوات الله عليهم من الدُّعاء لدفعه، رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «مَن وَجَد من هذا الوسواس شيئاً فليَقُل: آمنتُ باللهِ ورُسُله ثلاثاً، فإنَّ ذلك يذهب عنه».
وقال صلّى الله عليه وآله لِمَن شكى إليه كثرة الوسواس حتى لا يعقل ما صلّى من زيادة ونقصان: «إذا دخلتَ في صلاتك فاطعن فخذك اليسرى بإصبعك اليمنى المسبِّحة، ثمّ قل: بسم الله وبالله، توكَّلتُ على الله، أعوذ بالله السَّميع العليم من الشَّيطان الرَّجيم، فإنَّك تطرده عنك».
وقد شكا بعض الصَّحابة إليه صلّى الله عليه وآله الوسوسة في الصلاة، فقال: «ذلك شيطان يقال له خَنْزَب، فإذا أحسستَ به فتعوَّذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً» [خنزب بخاء معجمة تفتح وتكسر ونون ساكنة وزاء مفتوحة وباء موحَّدة].


كلمة التوحيد: وقال العلماء إنّ أنفع علاج في دفع الوسوسة ذكر الله تعالى والإكثار منه، لأنَّ الشَّيطان إذا سَمِع ذِكْر الله خنس؛ أي بَعُد وتأخَّر، فينبغي الإكثار من قول «لا إله إلا الله» لأنّها رأس الذِّكر، وقد جَمَعَت بين النَّفي والإثبات: نفي ألوهيّة ما سوى الله، وإثبات ألوهيَّته تعالى.
والباري تعالى لا يقبل شريكاً، فلا بدّ أن يخلو القلب أوّلاً من كلّ شيء، لتثبُت فيه -تالياً- ألوهيّة المولى عزّ وجلّ.


دفعُ الوسواس بالتفكُّر

الوجه الثاني: يُدفع الوسواس بالفكر والتعقُّل. وقد بيّن لنا الباري عزَّ وجلَّ والأئمّة المعصومون عليهم السلام ذلك، وأمرونا بمخالفة وساوس الشيطان واتِّباع ظاهر الشَّرع.
قال الله تعالى: ﴿..لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة..﴾ الأعراف:27، فإذا علمنا ذلك ثمّ اتَّبعنا الشيطان نكون قد خالفنا الله والأئمّة المعصومين عليهم السلام، واتَّبعنا عدوَّنا الذي قصدُه إضرارنا، ونكون قد أدخلنا الضَّرر على أنفسنا؛ أمَّا في الدنيا فبالتَّعب والعنا بغير نفع، وأمَّا في الآخرة فلمخالفتنا أوامر الله ورسوله والأئمّة المعصومين، وهذا لا يفعله موفَّق رشيد، أجارنا الله وإيّاكم من ذلك.
وكان بعض مشايخنا من السَّادات يؤدِّب بعض المُوَسْوَسين ويعظُه، فقال له: أنت تخالف الله عزّ وجلّ ورسولَه وتَعبُد الشَّيطان! فقال: كيف وأنا أؤمن بالله تعالى وألعن الشَّيطان؟
فقال السيِّد: لأنَّ الله ورسوله والأئمّة المعصومين قد قرَّروا للطَّهارة والنَّجاسة قدراً، وحدُّوا لها حدوداً، وأنت تفعل ذلك كما قرَّروه ومقتضاه أن يكون صحيحاً أو طاهراً، فيقول لك الشيطان: هذا باطل ونجس، فتتبعه وتترك ما قالوه، وبذلك تكون تعبدُه من حيث لا تدري. فتاب الرجل.


 

اخبار مرتبطة

  أنا قتيلُ هذا الغربِ المُتوحِّش

أنا قتيلُ هذا الغربِ المُتوحِّش

  القلب والحظوظ الدنيويّة

القلب والحظوظ الدنيويّة

  دورياات

دورياات

منذ يومين

دورياات

نفحات