الثّواب الجزيل على الصلوات، رهن العلم والعمل

الثّواب الجزيل على الصلوات، رهن العلم والعمل

26/11/2011

الثّواب الجزيل على الصلوات، رهن العلم والعمل


الثّواب الجزيل على الصلوات، رهن العلم والعمل
تضييع حدود الشّريعة، أعظمُ من قتل أولاد النّبيّين

ـــــ إعداد: علي حمّود ـــــ

وصيّة لجمال العارفين، وسيّد العلماء المراقبين، السيّد ابن طاوس قدّس سرّه من كتابه (جمال الأسبوع) حول فضل الصّلاة على رسول الله وآله صلواتُ الله عليهم أجمعين، مع التأكيد على أنّ الثواب الجزيل الوارد فيها لا يُنال إلّا بمعرفة حقِّ رسول الله وآله الأطهار، ثمّ العمل بمقتضى هذه المعرفة، إذ الموالي هو من صدّق قولَه فعلُه، كما في الرواية عن الإمام الكاظم عليه السلام.

قد عرف ذَوو الألباب أنّ فضلَ الخِدمة لبُوّابِ سلطان الحساب على قدْرِ منازلِهم من جلالِه وإقبالِه، وشهِد لسانُ الحقّ والصدق أنّ لمحمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله، والخواصِّ من آله المقامَ الذي شهد لهم به مقدّسُ بيانِ مقالِه.
فإذا عرفتَ اللهَ جلّ جلالُه، وعرفتَهم على التحقيق، ولزمتَ ما تُوجبُه معرفةُ الله جلَّ جلالُه ومعرفتُهم من جميل الطّريق، عرفتَ فضل الصلاة والخِدمة لهم، وإهداءَ الخيرِ إليهم على سبيل الجملة والوجه الجميل ".."
إعلم أنَّنا ذاكرون رواياتٍ تتضمَّن [بعضاً من] ألفاظ صلوات الله على النّبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، وقد تضمَّنت وعوداً جميلة على قدْر منازلِهم الجليلة ".." فمهما ذَكرنا ورَوينا مِن الجزاء والثَّواب على الصَّلاة عليهم، فلا يُتعجَّب منه ولا يُنفر عنه، ولكنْ يحتاج أن تكون عارفاً بحقِّهم عليك، وعاملاً بمعرفتك بحقِّهم، فإنَّه إذا لم يصدق الفِعال المَقال، كان الإنسان مُتعرِّضاً للخطر والأهوال.
وقد خاطب الله جلَّ جلاله مَنْ أَمر بالبِرِّ ولم يفعله، كأنّه يخاطب مَنْ يُقال عنه: إنَّه عبدٌ مجنون، [لا يعقِل].
قال جلَّ جلاله: ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون﴾ البقرة:44.
وروى محمّد بن يعقوب الكليني من كتاب (الروضة) ممَّا يتضمَّن حديث الشِّيعة، يقول فيه عن أبي الحسن [الكاظم] صلوات الله عليه: «إنَّهم لطالما إتَّكَأوا على الأرائك فقالوا: نحن شيعة عليّ عليه السلام، إنَّما شيعة عليٍّ عليه السلام مَن صدَّق قولَه فعلُه».
وأنت يا أخي تعرف أنَّ النَّبيّ وعليّاً وذرِّيَّتهما الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين كانت الشّريعة والدِّين عندهم أعزّ مِن أنفسهم وأولادهم وأموالهم وعيالهم، ولذلك كان النّبيُّ وعليّ عليهما أفضل السّلام يُخاطِران في حروب الإسلام بأنفسهما لحِفظ حرمة الدِّين وطاعة ربِّ العالمين، فثَبت أنَّ حرمة الشَّريعة أهمّ على النّبيّ وعليٍّ عليهما السّلام من أولادهما كما حرَّرناه.

فما تقول فيمَن قتل ولداً للنّبيّ وعليٍّ عليهما السلام، أما يكون عدوّاً لهما بغير شكّ، ولو قال وهو قاتلٌ لولدهما، أو وَهو مصرٌّ على المعصية بقتله: أنا أحبُّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وعليّاً عليه السلام وهما يحبَّاني، أما كان يَعلم كلُّ عاقل أنَّه يَكذب، وأنَّهما عدوَّان له ولا تنفعه الأماني.
فإذا عرفتَ ذلك، فاعلم أنَّ مَنْ ضَيَّع حدود الشَّريعة وحُرمتها، وهوَّن بها وقَطَع مَوْصولها، ووَصَل مقطوعها، واستَخفَّ بها وآثر الدُّنيا عليها ".." فإنَّه يكون عند النّبيّ وعليّ صلوات الله عليهما، وعند ذريَّتهما الطّاهرين أعظم مِمَّن يكون قد قتل أولادهم، أو كسر حرمتَهم، أو هوَّن بهم، أو قطع أعضاءهم، أو صغَّر منزلتهم، لأنّك قد عرفت أنَّ حرمة الدِّين عندهم، وحرمة سلطان المعاد أعزّ وأهمّ مِن حرمة الأولاد.
فإذا قال العبد المسكين بعد تهوينه بشيءٍ مِن أمور الدِّين: أنا أحبّ النّبيّ وعليّاً وهما يُحبَّاني، وتَعلَّق بهذه الأماني ومالَ إلى التَّواني، فينبغي أن يَعرف أنَّه مُبطلٌ في دعواه، وأنَّهم صلوات الله عليهم إلى عداوته أقرب من محبَّته، كما قد عرفتَ معناه.
 فيحتاج إذا أردْتَ الصَّلاة عليهم بهذه الألفاظ التي يأتي [بعضُ] ذكرها على التّفصيل، أن تكون عارفاً بهم عليهم السلام، وعاملاً بمعرفتك بهم على الصِّدق والوجه الجميل، وهناك تظفر بذلك الوعد الجليل.


رواية حول «الآل»


ذِكرُ رواية في أنَّ الصَّلاة على رسول الله صلّى الله عليه وآله لا تُقبل إلَّا بالصلاة على أهل بيته: حدّثني جماعة بإسنادهم ".." عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «قال النّبيّ ذات يوم لعليٍّ عليه السلام: يا عليّ! ألا أُبشِّرك؟ فقال: بلى بأبي أنت وأمي فإنَّك لم تَزَل مُبشِّراً بكلِّ خير، فقال: أخبرني جبرئيل آنفاً بالعجب، قلت: ما أَخبرَك يا رسول الله؟ قال: أَخبرني أنَّ الرَّجل مِن أمَّتي إذا صلَّى عليّ وأتبع بالصَّلاة على أهل بيتي فُتِحَت له أبواب السَّماء، وصَلَّت عليه الملائكة سبعين صلاة وإنّه لمُذنبٌ خطّاء، ثمّ تحاتّ عنه الذُّنوب كما تحاتّ الورق مِن الشَّجر، فيقول الله تبارك وتعالى: لبَّيكَ يا عبدي وسعدَيْك!
يا ملائكتي، أنتم تُصلُّون عليه سبعين صلاة وأنا أُصلِّي عليه سبعمائة صلاة، فإذا صلَّى عليّ ولم يُتْبِع بالصَّلاة على أهل بيتي كان بينه وبين السَّماء سبعون حجاباً، ويقول الله تبارك وتعالى: لا لبَّيك يا عبدي ولا سَعدَيْك! يا ملائكتي، لا تُصعِدوا دعاءَه إلَّا أنْ يُلحق بالنّبيّ عترته، فلا يزال محجوباً حتّى يُلحق بي أهل بيتي
».

تقديمُهم على الأنبياء


يُستحَبُّ تقديم الصَّلاة على محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين كلّما ذكر أحد من الأنبياء، وأراد أن يُصلّي عليه ".." قال الرّاوي: «ذَكرتُ عند أبي عبد الله الصّادق عليه السلام بعض الأنبياء فسلَّمتُ عليه، فقال: إذا ذُكِر أحدٌ من الأنبياء فابدأ بالصَّلاة على محمَّد وآله ثمّ صلِّ عليه، صلّى الله على محمّد وآله وعلى جميع الأنبياء».


 
يوم الجمعة


1- حدّثني الجماعة ".." بإسنادهم ".." عن أبي عبد الله الصّادق عليه السلام: «ما من عملٍ يوم الجمعة أفضل من الصّلاة على محمّدٍ وعلى آل محمد، ولو مائة مرّة ومرّة ".." يقول: أللّهمّ اجعلْ صلواتِك وصلواتِ ملائكتِك وأنبيائِك ورُسلِك وجميعِ خلقك على محمّد وأهل بيت محمّدٍ عليهم السلام ورحمة الله وبركاته»
2- وعنه عليه السلام: «مَن صلّى على محمّدٍ وآله عليه وعليهم السّلام حين يصلّي العصرَ يومَ الجمعة، قبل أن ينفتلَ من صلاته عشرَ مرّات يقول: أللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ الأوصياءِ المرضيّين بأفضلِ صلواتِك، وباركْ عليهم بأفضلِ بركاتِك، وعليه وعليهم السّلام وعلى أرواحِهم وأجسادِهم ورحمةُ الله وبركاتُه، صلّت عليه الملائكة من تلك الجمعة إلى الجمعة المقبلة في تلك الساعة».

ترفعُ الدّعاء


1- الإمام الصّادق عليه السّلام: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: صلاتُكم عليَّ مُجوِّزة لدعائكم، ومرضاةٌ لربِّكُم، وزكاةٌ لأعمالكم».
2- عنه عليه السلام: «إذا دعا أحدكم ولم يَذكُر النبّيّ صلّى الله عليه وآله، رَفرَف الدُّعاء على رأسه، فإذا ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وآله رُفِعَ الدُّعاء».
3- وعنه عليه السلام: «إذا دعا أحدُكم فلْيَبدأ بالصَّلاة على محمَّدٍ ويقول: إفعل بي كذا وكذا، فإنَّ العبد إذا قال: أللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ وعلى أهل بيته استجابَ [الله] له، فإذا قال: إفعل بي كذا وكذا، كان [الله] أجود مِن أن يَردَّ بعضاً ويَستجيب بعضاً».
أقول: فإذا كانت الصَّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وآله قبل الدُّعاء هي مجوِّزة للدُّعاء، ورافِعةٌ للدُّعاء، وسبباً للإجابة وبلوغ الرَّجاء، فينبغي أن يكون قلب الدَّاعي حاضراً ذِكرَ الصَّلاة على النَّبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم وقتَ الدَّعوات، وتكون الصَّلوات مقصودة في الدُّعاء، ومِن أهمِّ المهمَّات، ولا يُدرجُها بالتَّهوين والغفلات.

اخبار مرتبطة

  أنا قتيلُ هذا الغربِ المُتوحِّش

أنا قتيلُ هذا الغربِ المُتوحِّش

  القلب والحظوظ الدنيويّة

القلب والحظوظ الدنيويّة

  دورياات

دورياات

26/11/2011

دورياات

نفحات