الكتاب: «ميتاستراتيجيا حزب الله – التبصّر الخُلُقي كمكوِّن لثقافة المقاومة»
          Meta-strategie du Hezbollah – L'intuition morale dans l'experience de la resistence           
المؤلِّف: محمود حيدر
الناشر: «مركز دلتا للأبحاث المعمّقة»، بيروت 2011

صدر مؤخّراً عن «مركز دلتا للأبحاث المعمّقة» كتاب للباحث محمود حيدر تحت عنوان «ميتاستراتيجيا حزب الله – التبصّر الخُلُقي كمكوِّن لثقافة المقاومة»، يتناول الأبعاد الأخلاقيّة لمفهوم الحرب عند حزب الله، مسجّلاً أنّ هذه الأبعاد احتجبت عن الأعمّ الأغلب من تاريخ الحروب بشكلٍ عام، والمنطقة بشكلٍ خاصّ.
يقول الباحث حيدر في مقدّمة كتابه: «مِن معاينة إجماليّة لتجربتها، وجدنا أنّ المقاومة الإسلاميّة أفلحت في تظهير العامل الأخلاقي على غير مستوى: في المواجهات العسكريّة والسّياسيّة، وفي إدارة المجتمع الأهلي، وفي إعادة الإعتبار إلى التّخلُّق كمكوِّن أساسي في استراتيجيّات الحرب. حين يجري الكلام على مثل هذا التّظهير، فذلك لا يعني أنّ التّخلُّق مجرّد قيمة مضافة إلى الممارسة العامّة للفعل المقاوم، إنّما هو يدخل دخولاً بيِّناً في أصل هذا الفعل. أي بصفة كونه فعاليّة سارية في سلسلة المدارج الفكريّة، والمعرفيّة، والإعتقاديّة، والدّينيّة المُكوِّنة لمشروع المقاومة».
وعن أخلاقيّات المقاومة في حرب تمّوز 2006، يقول حيدر: «في الإختبار اللّبناني المتمثِّل على وجه الخصوص بملحمة حرب تمّوز 2006، سيُلاحظ البُعد الأخلاقي بقوامٍ شديد الوضوح، بُعدٌ متّخذ من القرآن الكريم بواقع اختزانه حقيقة الدِّين؛ ومن الميراث اللّامتناهي للحقيقة المحمّديّة الممتدّة عبر الزمن؛ وتعييناً من السيرة التاريخيّة للأنبياء، والرُّسل، والأولياء، وأئمّة أهل بين الرّسول وصحابته، موصولاً ذلك كلّه أيضاً بتجارب المقاومات وحروب التّحرير التي خاضتها شعوب العالم العربي والإسلامي وبقيّة العالم».
وأمّا عن إصطلاح «ميتا - ستراتيجيا المقاومة»، يدرج محمود حيدر ملاحظتين تتَّصلان بالإصطلاح وتسوِّغان له:
الأولى: إنّ حرب المقاومة على «إسرائيل»، وحرب «إسرائيل» على المقاومة، تفارقان من وجهٍ أساسي منطق الحروب المألوفة. ذلك لأنّهما تدخلان في منطقة احتدام ذات سمة فوق سياسيّة، وهو ما نعني به «الإحتدام الميتا - ستراتيجي». إذ عندما يُستعمل هذا المفهوم، أو ما يوازيه في علم الحروب والصراعات الكبرى، سوف يتبيّن لِمن يأخذ به، مدى جاذبيّة الإيمان الدِّيني، وحضور الإعتقادات الغيبيّة في حركة الزّمن السّياسي "..".
الثانية: وتتعلّق بالتّعرّف على مقولة التّبصّر. التّبصُّر الخُلُقي هو اللّحظة التي يتوقّد فيها الفكر، ويشعّ فيها القلب، ويحتدم فيها العمل. حتّى ليصبح الفكر والقلب والعمل أمراً واحداً فاعلاً في اللّحظة نفسها. أي اللّحظة التي تستولد المعاني، والأفكار، والمفاهيم الخاصّة النّاجمة من عمل المتبصِّر.
يُشار إلى أنّ الكتاب عبارة عن بحث باللّغة الفرنسيّة، قدّم له الباحث محمود حيدر باللّغة العربيّة ليُضيئ على واحدة من أبرز الإشكاليّات المعرفيّة والثّقافيّة والسِّياسيّة، التي ظهرت خصوصيّاتها عبر تجربة المقاومة الإسلاميّة في لبنان.