سورةُ طَه

سورةُ طَه

منذ 0 ساعة

سورةُ طَه

موجز في التّفسير
سورةُ طَه
________ من دروس «المركز الإسلامي» _________

السورة العشرون في ترتيب سوَر المصحف الشريف، آياتها مئة وخمس وثلاثون، وهي مكيّة، نزلت بعد سورة «مريم»، وسُمِّيت بـ «طه» لافتتاحها بقوله تعالى ﴿طه﴾، الذي ورد أنّه من أسماء النبي صلّى الله عليه وآله.

النصيبُ الأكبر من آيات السورة، هو للحديث عن قصّة موسى، على نبيّنا وآله وعليه السلام في محطّاتها المختلفة؛ وبيان العناية الإلهيّة الخاصّة له منذ أن كان طفلاً، واستمراراً ببعثته نبيّاً مؤيَّداً بالمعجزات، ثمّ تكليفه بدعوة فرعون إلى الحقّ، وإجابة طلبِه بجعلِ أخيه هارون شريكاً له في أمره، وصولاً إلى إخراجه قومَه من مصر بمعجزة شقّ البحر وهلاك فرعون وجنوده، وأخيراً  فتنة قومه بالعِجل، الذي أُحرِقَ ونُسِفَ في اليَمّ، وما آلَ إليه أمرُ السامريّ، ليكون كلُّ ذلك باعثاً على الصّبر في مواجهة عُتاة قريش، وتكذيبهم للنبيّ صلّى الله عليه وآله.

هدفُ السّورة

«تفسير الميزان»: هدفُ السورة التذكرةُ من طريق الإنذار. تغلب فيها آيات الإنذار والتخويف على آيات التبشير غلبةً واضحة، فقد اشتملت على قصصٍ تُختَتم بهلاك الطاغين والمكذّبين لآيات الله، وتضمّنت حُجَجَاً بيّنة تُلزم العقولَ بتوحيده تعالى، والإجابة لدعوة الحقّ، وتنتهي إلى بيان ما سيستقبل الإنسان؛ من أهوال الساعة، ومواقف القيامة، وسوء حال المجرمين، وخسران الظالمين. وقد افتُتحت الآيات -على ما يلوح من السّياق- بما فيه نوعُ تسليةٍ للنبيّ صلّى الله عليه وآله، أن لا يُتعب نفسه الشريفة في حمْل الناس على دعوته التي يتضمّنها القرآن، فلم ينزل ليُتكلّف به، بل هو تنزيلٌ إلهيّ يُذكّر الناس بالله وآياته، رجاءَ أن تستيقظ غريزةُ خَشيتِهم، فيتذكّروا، فيؤمنوا به ويتّقوا، فليس عليه إلّا التبليغ فحسب، فإنْ خشوا وتذكّروا، وإلّا غشيَتْهم غاشيةُ عذابِ الإستئصال، أو رُدّوا إلى ربّهم، فأَدرَكهم وبالُ ظُلمِهم وفِسقِهم، ووُفّيت لهم أعمالُهم من غير أن يكونوا معجزين لله سبحانه بطغيانهم وتكذيبهم.

ثوابُ قراءتها

«تفسير نور الثقلين»: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأها، أُعطِيَ يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار».
 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: «لا تدَعوا قراءة سورة طه، فإنّ الله يُحبُّها ويحبُّ مَن قرأها، ومَن أدمن قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابَه بيمينه، ولم يحاسبه بما عمل في الإسلام، وأُعطي في الآخرة من الأجر حتى يرضى».

خلاصة السورة

«تفسير الأمثل»: إنّ سورة طه برأي جميع المفسّرين نزلت في مكّة، وأكثر ما يتحدّث محتواها عن المبدأ والمعاد كسائر السور المكيّة، ويذكر إيجابيّات التوحيد وسلبيّات الشِّرك.
* في القسم الأول تشير هذه السورة إشارة قصيرة إلى عَظَمة القرآن، وبعض صفات الله الجلاليّة والجماليّة.
* القسم الثاني -يتضمّن أكثر من ثمانين آية- يتحدّث عن قصّة موسى عليه السلام، من حين بِعثته، إلى نهوضه لمقارعة فرعون الجبّار وأعوانه، إلى مواجهة السَّحَرة وإيمانهم. ثمّ إغراق الله تعالى فرعونَ وأتباعَه بصورة إعجازيّة، ونجاة موسى والذين آمنوا به. ثم تبيّن حادثة عبادة بني إسرائيل العِجل، والمواجهة بين هارون وموسى عليهما السلام وبين بني إسرائيل.
* وفي القسم الثالث وردت بعضُ المسائل حول المعاد، وجانبٌ من خصوصيّات القيامة.
* وفي القسم الرابع الحديث عن القرآن وعَظَمته.
* وفي القسم الخامس، تصف الآيات قصّة آدم وحواء في الجنّة، وحادثة وسوسة إبليس لهما، ثمّ واقعةَ هبوطِهما إلى الأرض.
* وفي القسم الأخير تبيّن السورة المواعظَ والنصائح لكلّ المؤمنين، مع توجيه الخطاب في كثير من الآيات إلى نبيّ الإسلام  محمّد صلّى الله عليه وآله.

تفسيرُ آياتٍ منها

«تفسير نور الثقلين»: قوله تعالى: ﴿طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى..﴾ طه:1-2، الإمامان الباقر والصادق عليهما
السلام: «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا صلّى قام على أصابع رِجليه حتى تورّم (تورّمت)، فأنزل الله تبارك وتعالى: طه -بلغة طَي: يا محمّد- ما أنزلنا عليك القرآن لِتَشقى إلّا تذكرةً لمن يَخشى».

وعن الصادق عليه السلام: «وأمّا طه، فاسمٌ من أسماء النبيّ صلّى الله عليه وآله، ومعناه: يا طالب الحقّ الهادي إليه، ما أنزلنا عليك القرآن لِتَشقى بل لِتَسعد».

* قوله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ طه:5، الإمام الصادق عليه السلام: «..بذلك وصفَ نفسه، وكذلك هو مستولٍ على العرش..».

وعنه عليه السلام: «استوى من كلّ شيء، فليس شيءٌ أقربَ إليه من شيء، لم يَبعُد منه بعيد، ولم يقرُب منه قريب».

وعن الإمام الكاظم عليه السلام في تفسير الآية: «استولى على ما دقّ وجلّ».

* قوله تعالى: ﴿..فإنّه يعلم السرّ وأخفى﴾ طه:7، الإمام الصادق عليه السلام: «السرّ، ما أكْنَنْتَه في نفسك، وأخفى، ما خطرَ ببالِك ثمّ أُنسيتَه».

 * قوله تعالى: ﴿..إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى﴾ طه:54، الإمام الباقر عليه السلام: «قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: إنّ خياركم أولوا النُّهى. قيل: يا رسول الله ومن أولوا النّهى؟ قال صلّى الله عليه وآله: هم أولوا الأخلاق الحسنة والأحلام الرّزينة، وصِلة الأرحام، والبررة بالأمّهات والآباء، والمعاهدين للفقراء والجيران، ويُطعمون الطعام، ويُفشون السلام في العالم، ويُصلّون والناس نيام غافلون».

* قوله تعالى: ﴿فأوجس في نفسه خيفةً موسى﴾ طه:68، أمير المؤمنين عليه السلام: «لم يوجس موسى خيفةً على نفسِه، أشفقَ من غَلَبة الجهّال ودُوَل الضلال».

الإمام الصادق عليه السلام: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ موسى عليه السلام لمّا ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفةً قال: أللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا أمّنتني. قال الله عزّ وجلّ : لا تَخَفْ! إنّك أنتَ الأعلى».

* قوله تعالى: ﴿وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى﴾ طه:82، الإمام الباقر عليه السلام: «ثمّ اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت، فَوَالله لو أنّ رجلاً عَبَدَ الله عُمُرَه ما بين الرّكن والمقام، ثمّ مات ولم يجىء بولايتنا، لَأَكَبَّه اللهُ في النّار على وجهِه».
 
* قوله تعالى: ﴿..ونحشره يوم القيامة أعمى﴾ طه:124، الإمام الصادق عليه السلام: «مَن مات وهو صحيحٌ مُوسر لم يحجّ، فهو ممّن قال الله عزّ وجلّ: ﴿ونحشرُه يومَ القيامةِ أعمى﴾. قال الراوي: سبحانَ الله، أعمى! قال عليه السلام: نعم! أعماه اللهُ عن طريق الحقّ».

* قوله تعالى: ﴿.. وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها..﴾ طه:130، الإمام الصادق عليه السلام: «فريضةٌ على كلّ مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرّات، وقبل غروبها عشر مرّات: لا إله إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمد، يُحيى ويُميت وهو حيٌّ لا يموت، بيدِه الخير وهو على كلّ شيءٍ قدير».

* قوله تعالى: ﴿ولا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى﴾ طه:131، عنه عليه السلام: «لمّا نزلت هذه الآية، استوى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله جالساً ثمّ قال: مَن لم يتعزَّ بعزاء الله تقطّعت نفسُه على الدنيا حسرات، ومَن أتبعَ بصره ما في أيدي الناس طال همُّه ولم يُشفَ غيظُه، ومَن لم يعرف أنّ لله عليه نعمةً لا في مَطعمٍ ولا في مشرب (إلّا في مطعم أو مشرب أو مَلبس) قَصُر أجلُه ودنا عذابُه».

* قوله تعالى: ﴿..فستعلمون من أصحاب الصراط السويّ ومن اهتدى﴾ طه: 135، عنه عليه السلام: «واللهِ نحن السّبيلُ الذي أمرَكم اللهُ باتّباعه، ونحن واللهِ الصراطُ المستقيم، ونحن واللهِ الذين أمرَ الله بطاعتهم، فمَن شاء فَلْيَأخُذ هنا، ومن شاء فَلْيَأخُذ هنا، لا تجدون واللهِ عنّا مَحيصاً».

اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعات

دوريات

نفحات