مـوانـع تهـذيب النـفس - 8 ضعف العلاقة بالقرآن الكريم - 1

مـوانـع تهـذيب النـفس - 8 ضعف العلاقة بالقرآن الكريم - 1

10/02/2007

الحل هو التفاعل القلبي مع القرآن الكريم وهو ثمرة تعاهد غرسة حبه في القلب الحريص على طهارته، وسقيها بماء مزن القرآن يومياً كما ورد الحث الشديد قي الروايات على ذلك

الحل هو التفاعل القلبي مع القرآن الكريم وهو ثمرة تعاهد غرسة حبه في القلب الحريص على طهارته، وسقيها بماء مزن القرآن يومياً كما ورد الحث الشديد قي الروايات على ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
موانع تهذيب النفس:
ضعف العلاقة بالقرآن الكريم[1]
الشيخ حسين كوراني
حوزة الإمام الخميني- الشام 2/ع1/ 1423هجرية
القرآن المهجور:
كانا يتحاوران، وكان أحدهما على مشارف التوجه إلى الحجاز لحج بيت الله الحرام، فقال للآخر: هل لديك سؤال آتيك بالجواب عليه من رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال: وكيف ذلك؟
قال: جرب..أعطني سؤالاً وانتظر.
قال: أريد أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وآله: ماهوسبب تخلف المسلمين؟
عرف صاجبه ماذا يريد..وتوجه إلى الحجاز..
وعندما وصل إلى المدينة المنورة.. وبعد زيارة المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله، أخذ القرآن الكريم بيديه، وتوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قائلاً: يارسول الله فلان يريد منك جواب هذا السؤال. ثم فتح القرآن الكريم، وإذابه يرى أمامه هذه الآية المباركة:
وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرأن مهجورا[2]
مظاهر هجر القرآن:
1-عدم اعتباره الدستور الوحيد الذي تنطلق منه جميع النظم والقوانين، والذي تبنى على أساسه كل شؤون الحياة الإجتماعية والفردية.
ويشمل ماتقدم حديث النبي وأهل البيت عليهم السلام باعتبار أن القرآن الكريم أمر بالرجوع إليهم.
2-عدم اعتباره المصدر الأول للفكر والثقافة الذي يجب أن تصاغ النفس البشرية في هديه،في جميع المجالات.
ويخرج بهذا التحديد كل صياغة للفكر والثقافة خارج المفاهيم القرآنية.
3-عدم إعطائه الأولوية في التعلم والتعليم.
ويعني ذلك أن تبنى رحلة طلب العلم في جميع الحقول المدرسية والحوزوية والجامعية على أساس القرآن الكريم.
* وينبغي التنبه هنا إلى حقيقةأن القرآن الكريم تبيان لكل شيء.
قال السيد الطباطبائي:
أ-القرآن الكريم يتعرض بمنطقه (....) لجميع شؤون الحياة الإنسانية من غير أن تتقيد بقيد، أو تشترط بشرط ، يحكم على الإنسان منفرداً أو مجتمعاً، صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى ، على الأبيض والأسود، والعربي والعجمي، والحاضر و البادى، والعالم والجاهل، والشاهد والغائب، في أي زمان كان، وفي أي مكان كان، ويداخل كل شأن من شؤونه، من اعتقاد أو خلق أو عمل من غير شك. فللقرآن (تماسٌ) مع جميع العلوم والصناعات المتعلقة بأطراف الحياة الإنسانية، ومن الواضح اللائح من خلال آياته النادبة إلى التدبر والتفكر والتذكر والتعقل، أنه يحث حثاً بالغاً على تعاطى العلم ورفض الجهل في جميع ما يتعلق بالسماويات والأرضيات، والنبات والحيوان والإنسان، من أجزاء عالمنا وما وراءه من الملائكة والشياطين واللوح والقلم وغير ذلك، ليكون ذريعة إلى معرفة الله سبحانه، وما يتعلق نحواً من التعلق بسعادة الحياة الإنسانية الإجتماعية من الأخلاق والشرائع والحقوق وأحكام الإجتماع . وقد عرفت أنه يؤيد الطريق الفطري من التفكر الذى تدعو إليه الفطرة دعوة اضطرارية لا مَعْدل عنها على حق ما تدعو إليه الفطرة من السير المنطقي. والقرآن نفسه يستعمل هذه الصناعات المنطقية من برهان وجدل وموعظة، ويدعو الأمة التى يهديها إلى
(اتباعه)في ذلك (فيتعاطى كل من أفرادها) البرهان في ما كان من الواقعيات الخارجة من باب العمل ويستدلوا بالمسلمات في غير ذلك أو بما يعتبر به".[3]
4-عدم الإهتمام بحفظه ومجالس تلاوته:
وهذه النقطة من الوضوح بمكان، مما يغني عن بسط القول فيها، ولابد هنا من الوقوف بإكبار أمام الظاهرة النوعية في هذا المجال التي تجلت في الجمهورية الإسلامية وماتزال ماضية قدماً، وإن كان المأمول أن يكون تجاوب المسلمين معها أفضل مما تحقق، ويبدأ الإهتمام الجاد بهذه التجربة واستلهامها حين ندرك أن ما قدمته في باب خدمة القرآن الكريم لم يسبق لأي شعب إسلامي أن وفق لتقديم مايشبهه ولو من بعيد.
5-عدم المواظبة على قراءته:
والحث على ذلك بالغ الوفرة، شديد الوضوح إن في القرآن الكريم نفسه أو الحديث الشريف. ويكفي ما يحفظه أكثر المسلمين من قوله تعالى: فاقرؤا ما تيسر منه" إلا أن الواقع العملي مغايرٌ لذلك تماماً.

***
* الحوزة والقرآن:
بما أن مهمة الحوزات العلمية حراسة القرآن الكريم، فماهو الطريق إلى الحد من أخطار هجر القرآن الكريم، وصولاً إلى تحقيق العودة إليه وإنارة القلوب بنوره والإهتداء بهداه.
يجدر بكل منا أن يبدأ بنفسه، وهو ما يجعل السؤال متواضعاً وعملياً،فيسأل كل منا نفسه:ماذا يجب علي فعله للعودة إلى القرآن الكريم.
هذه بعض النقاط العملية في هذا المجال:
1- بذل كل جهد ممكن في الحرص على طهارة القلب.
فالقرآن الكريم "لايمسه إلا المطهرون".

قال السيد الطباطبائي :

"غاية ما يريده تعالى من الإنسان المجيب لدعوته في ناحية العلم أن يهتدي إلى علم كتابه الذي هو تبيان كل شئ، ومفتاحه التطهير الإلهي وقد قال تعالى " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم " المائدة - 7 فجعل الغاية لتشريع الدين هي التطهير الإلهي ".[4]

قصة الحاج محمد كاظم ساروقي:

وهو مؤمن من أهالي منطقة "أراك" ومن "ساروق"إحدى قراها، جاء مبلغ ديني إلى القرية التي كان يملك أراضيها إقطاعي، وحرص ساروقي - وكان آنذاك شاباً، على مواظبة الجلوس قرب المنبر ليصغي جيداً إلى حديث المبلغ، وعاهد نفسه على الإلتزام بكل مايسمع.

وذات ليلة تحدث الواعظ عن أهمية الخمس، وأن من لايخمس لايجوز له التصرف بممتلكاته.

أدرك محمد كاظم أن مالك أراضي قريتهم لايحق له التصرف بما استأجرهم لزراعته من الأراضي.

وكانت المفاجأة قراره بالهجرة! وفعلاً انتقل إلى قرية ثانية وتدبر أمر العمل فيها.

بعد سنين أرسل إليه مالك تلك الأراضي، بأنه قد خرج من عهدة مابذمته من الخمس، ودعاه إلى العودة، فرجع.

ومساء ذات يوم وفيما كان عائداً من عمله حلس قرب مزار لأحد أبناء الأئمة عليهم السلام في قريته، ورأى شخصين قادمين أحدهما سيد جليل متميز.

قال له السيد: ألاتزور؟ قال: لقد زرت.

دعاه إلى الزيارة معهما فدخل إلى المقام، ولفت نظره أنه رأى كتابة في دائرة القبة من الداخل.

ووضع السيد يده على بطنه و قال له: إقرأ.

يقول : ولم أنتبه بعد ذلك إلا بعد الغروب.

في الطريق إلى البيت وفي اليوم التالي، لاحظ محمد كاظم أنه يتلكلم اللغة العربية!

وفي الصباح الباكر توجه إلى شيخ البلدة، وكم كانت الدهشة حين اكتشف أنه يحفظ القرآن الكريم!!

وقد جال الحاج محمد كاظم ساروقي بعد ذلك على عدد من الحواضر الإسلامية، فكتب ثلاثة من المراجع الأعلام تأييداً لقصته وتأكيداً لها، والمراجع هم: المقدسون السادة البروجردي والحكيم والميلاني.

أللهم ارزقنا وذريتنا وجميع المؤمنين.

2-المواظبة بجد ومسؤولية على تلاوة القرآن الكريم

وهذا هو الشرط الثاني لعودة كل منا إلى عهد ربنا عز وجل:

بالتأمل في روايات المواظبة على التلاوة يتضح أن الحث يتركز على تلاوة مائة آية في اليوم، ومن المفيد هنا التنبيه على أن من لم يتمكن من ضبط برنامجه اليومي ليخصص فيه وقتاً يمكنه من تلاوة مائة آية بشروطها، يمكنه التعويض عن ذلك بقراءة سورة التوحيد عشرين مرة ولو متفرقة، ليكون قد التزم بروايات المائة آية ولو بغير الطريقة الفضلى.

3-الجد في محاولة حفظه:

في معرض بيان آداي المتعلم، قال الشهيد الثاني:

" الثالث آدابه في درسه وقراءته ، وما يعتمده حينئذ مع شيخه ورفقته وهو أمور:

الاول : وهو أهمها أن يبتديء أولاً بحفظ كتاب الله تعالى العزيز حفظاً متقناً، فهو أصل العلوم وأهمها، وكان السلف لا يُعلِّمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن .

وإذا حفظه فليحذر من الإشتغال عنه بغيره اشتغالاً يؤدي إلى نسيان شئ منه أو تعريضه للنسيان، بل يتعهد دراسته وملازمة وِردٍ منه كل يوم ثم أيام ثم جمعة دائماً أبداً. ويجتهد بعد حفظه على إتقان تفسيره وسائر علومه ، ثم يحفظ من كل فن مختصراً يجمع فيه بين طرفيه ، ويقدم الأهم فالأهم على ما يأتي تفصيله - إن شاء الله - في الخاتمة"[5]

وقال في مكان آخر:

" العاشر : أن يقدم على الشروع في البحث والتدريس تلاوة ما تيسر من القرآن العظيم تيمناً وتبركاً، ويدعو عقيب القراءة لنفسه وللحاضرين ولسائر المسلمين، ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويسمي الله تعالى ويحمده، ويصلي ويسلم على النبي - صلى الله عليه وآله - وعلى آله وأصحابه، ثم يدعو العلماء الماضين والسلف الصالحين، ولمشايخه خاصة ولوالديه وللحاضرين وإن كان في مدرسة ونحوها دعا لواقف المكان. وهذا وإن لم يرد به نص على الخصوص، لكن فيه خير عظيم وبركة والمحل موضوع إجابة، وفيه اقتداء بالسلف من العلماء، فقد كانوا يستحبون ذلك . وذكر بعض العلماء أنه يقول من جملة الدعاء : أللهم إني أعوذ بك أن أصل أو أصل أو أزل أو أزل أو أظللم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي . اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني وما ينفعني، وزدني علماً والحمد لله على كل حال. أللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع.

وكان بعض العلماء يختار قراءة سورة الأعلى ، ويزعم أنه متأس ومتفأل بما فيها من قوله الأعلى وقوله قدر فهدى وقوله سنقرئك فلا تنسى وقوله فذكر وقوله صحف إبراهيم وموسى".[6]

ولاشك أن ماذكره الشهيد قدس سره في غاية الأهمية، إلا أن المدخل إليه هو التفاعل القلبي مع القرآن الكريم وهو ثمرة تعاهد غرسة حبه في القلب الحريص على طهارته، وسقيها بماء مزن القرآن يومياً كما ورد الحث الشديد قي الروايات على ذلك.

* قال الشيخ ابن فهد الحلي رحمه الله:

الباب السادس في تلاوة القرآن: وهو قسم من أقسام الذكر، وقائم مقام الذكر والدعاء في كل ما اشتملا عليه من الحث والترغيب واستجلاب المنافع، ودفع المضار، وستري ذلك في ما يأتي، وزاد عليهما شرفاً بأمور : الأول: كونه كلام الله.

الثاني: أن فيه الإسمَ الأعظم .

الثالث: أنه ينبوع العلم . روى حفص بن غياث عن الزهري قال : سمعت على بن الحسين عليه السلام يقول : آيات القرآن خزائن العلم، فكلما فتحت خزانة فينبغي لك ان تنظر ما فيها.

الرابع: ان تلاوته والإكثار منها، نشرٌ لمعجزة الرسول صلى الله عليه واله، وابقاءٌ لها على التواتر .

الخامس: حصول الثواب على كل حرف منه على ما يأتي، ولم يرد مثل ذلك في غيره.

أضاف: ولنورد من ذلك جملة يسيرة في أخبار :

الاول: روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال : قال الله تبارك وتعالى : من شغله قرائة القرآن عن دعائي ومسئلتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين .

الثاني: عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من أعطاه الله القرآن فرأى أن أحداً أعطى أفضل مما أًعطي فقد صغر عظيماً وعظم صغيراً .

(..)الرابع :(..): قال النبي صلى الله عليه وآله : نوِّروا بيوتكم بتلا وة القرآن، ولا تتخذوها قبوراً كما فعلت اليهود والنصارى، صلوا في البِيَع والكنايس، وعطلوا بيوتهم، فإن البيت إذا أُكثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره، وأُمتع أهله ، وأضاء لأهل السماء كما تضيئ نجوم السماء لأهل الدنيا.

عن ابى جعفر عليه السلام في حديث طويل أنه قال : تعلموا القرآن فان القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق والناس صفوف - وساق الحديث إلى أن قال - : ثم يجاوز حتى ينتهى الى رب العزة تعالى فيخر تحت العرش فيناديه تعالى يا حجتى في الأرض، وكلامي الصادق والناطق، إرفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيقول الله تعالى كيف رأيت عبادي ؟ فيقول : يا رب منهم من صاننى وحافظ على ولم يضيع شيئا، ومنهم من ضيعنى واستخف(بي) واستخف بحقى وكذب بى وأنا حجتك على جميع خلقك، فيقول الله تعالى: وعزتي وجلالى وارتفاع مكاني لأثيبن عليك اليوم أحسن الثواب ولأعاقبن عليك اليوم أليم العقاب....".".."

الخامس: عن الصادق عليه السلام : إن البيت إذا كان فيه المسلم يتلو القرآن يترءئاه أهل السماء كما يتراءى أهل الدينا الكواكب الدري في السماء .

السادس: عن الرضا عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله : اجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن ، فإن البيت إذا قريء فيه تيسر على أهله وكثر خيره، وكان سكانه في زيادة، وإذا لم يُقرأ فيه القرآن ضيق على اهله، وقل خيره، وكان سكانه في نقصان. ".."

الثامن: روى الديلمى في كتابه قال : قال عليه السلام : قراءة القرآن أفضل من الذكر ، والذكر أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيا م جُنة من النار .

عن أبى جعفر عليه السلام، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ ماءتى آية كٌتب من الخاشعين، ومن قأء ثلاث مائة آية كتب من الفائزين، ومن قرأ خمس مائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ الف آية كتب له ( ألف ) قنطار من بر، والقنطار خمس عشرة ألف مثقال من الذهب، والمثقال أربعة وعشرون قيراطاً أصغرها مثل جبل أحد، وأكبرها مابين السماء و الأرض.

أضاف الشيخ ابن فهد رضوان الله تعالى عليه: وينبغى للإنسان أن لا ينام حتى يقرأ شيئاً من القرآن.

روى الفضيل بن يسار عن أبى عبد الله عليه السلام قال : ما يمنع التاجر منكم المشغو ل في سوقه إذا رجع الى منزلة أن لاينام حتى يقرأ سورة من القرآن ؟ فيكتب له مكان كل آية يقرأها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات .

وعنه عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله ليس شئ أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظراً، والمصحف في البيت يطرد الشيطان .

وعن الصادق عليه السلام : القرآن عهد الله الى خلقه فينبغي للمسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ في كل يوم خمسين آية .[7]

***

* وأختم بنص للشيخ الكفعمي رضوان الله عليه:

" :. يا نفس : إنما كرهتِ الموت لانك عمَّرتِ دنياك ، وأخربت أاخراك ، فأنت لا تريدين إلى الخراب الرحلة، وتكرهين من العمران النقلة ..

إن قلتِ : كيف ترى حالي ، عند الله ومالي ؟

قلت : اعرضي نفسك على القرآن الكريم ، في قوله تعالى ( إن الابرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم ) فإن كنت من الأبرار فالجنة مأواك ، وإن كنتِ من الفجار فالنار مثواك .

فإن قلت : أين حجي وزكاتي، وصومي وصلاتي؟

قلت : اعرضيه على الكتاب المبين، في قوله تعالى : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) ، فإن كنتَ من المتقين صلُحتْ أحوالك وتُقبلت أعمالك، وإن كنت من العاصين اقمطرَّ نَكالُكِ، وعظم وَبالُك.

فإن قلتِ: فأين شفاعة الرسول، يوم العرض المهول؟ قلت : اعرضيه على الكتاب المكنون ، في قوله تعالى : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ) فإن كنت لله طائعة ومن خشيته فازعة ،شفع فيك أهل الشفاعة، وإن كنت مزجاة البضاعة في الطاعة فأنت من أهل الإضاعة .

فإن قلت : فأين رحمة الله الواسعة، ومننه المتتابعة؟

قلت اعرضيه على الكتاب المبين ، في قوله تعالى : ( إن رحمت الله قريب من المحسنين ) إن كنت من المحسنين رٌحمتِ، وإن كنتِ من المسيئين نُقمت .[8]

والحمد لله رب العالمين.


***

أسئلة حول الدرس

1-أذكر آية حول هجر القرآن الكريم؟
2-ماهي أهم مظاهر هحر كتاب الله تعالى؟
3-من أين يبدأ العلاج؟
4-أذكر بعض الروايات حول أهمية قراءة القرآن الكريم.؟
5-ماهي فوائد قراءة القرآن الكريم التي ذكرها الشيخ ابن فهد الحلي؟

اخبار مرتبطة

نفحات