مولدُ سرِّ الخلق وسيّد النبيّين صلّى الله عليه وآله

مولدُ سرِّ الخلق وسيّد النبيّين صلّى الله عليه وآله

منذ 0 ساعة

مولدُ سرِّ الخلق وسيّد النبيّين صلّى الله عليه وآله


مولدُ سرِّ الخلق وسيّد النبيّين صلّى الله عليه وآله
قراءة في الرّوايات التاريخيّة
ـــــــــــ إعداد: أسرة التحرير ـــــــــــ

بين يدَي القارىء الكريم، مختاراتٌ من ثلاثة مصادر مرجعيّة مشهورة، هي (مروج الذهب) للمسعودي، و(الطبقات الكبرى) لابن سعد، و(الأمالي) للشيخ الصدوق. والمحور في هذه النصوص هو أجواء مولد سيّد النبيّين صلّى الله عليه وآله وما يرتبط بهذا العيد الكونيَّ الأوّل. 

أوّلاً: (مُرُوج الذَّهب): الطَّاهرُ المطهَّر، الذي اتّسعت أعلام نبوّته، وتواترت دلائلُ رسالته، ونطقت الشّهادات له قبل بعثتِه.

نسبُه الشّريف

وهو محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لُؤي بن غالب بنِ فهر بن مالك بن النَّضْر بن كنانة بن خُزَيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد "..".
وأُمُّه آمنة بنت وَهْب بن عبد مناف بن زهرة "..".

كنيةُ الرسول وأسماؤه

وكنيته صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: أبو القاسم، وفي ذلك يقول الشاعر:

لله مِمَّنْ بَرَا صفوةٌ   وصفْوَةُ الخلقِ بنوهاشمِ 
وصفوة الصَّفوة من هاشمٍ   محمَّد النورُ أبوالقاسمِ 

وهو محمّد، أحمد، والماحي الذي يمحو اللهُ به الذنوب، والعاقب، والحاشر الذي يحشر الله الناس على عقبه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.
تحديدُ المولد

والذي صحَّ من مولده عليه [وآله] الصلاة والسلام، أنّه كان بعد قدوم أصحاب الفيل مكّة بخمسين يوماً، وكان قدومُهم مكّة يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرّم سنة ثمانمائة واثنتين وثمانين من عهد ذي القرنين، وكان قدوم أبرهة مكّة لسبع عشرة خلت من المحرّم، ولستِّ عشرة ومائتين من تاريخ العرب ".." ولسنة أربعين من مُلك كسرى أنو شروان.

وفاةُ أبيه عبد الله

وكان مولده عليه [وآله] الصلاة والسلام ".." بمكّة، في دار ابن يوسف، ثمّ بعد ذلك بَنَتْها الخيزران أمّ الهادى الرشيد مسجداً، وكان أبوه عبد الله غائباً بأرض الشام فانصرفَ مريضاً، فمات بالمدينة ورسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حَمْل، وقد تُنوزِع في ذلك: فمنهم مَن قال: إنّه مات بعد مولد النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بشهر، ومنهم مَن قال: إنّه مات في السنة الثانية من مولده.
ثانياً: (الطبقات الكبرى): بين «وقعة» الفيل وبين مولد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم خمسٌ وخمسون ليلة.

* قالت أُمُّه «آمنة بنت وهب»، أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمَّا وُلِد «خرج معه نورٌ أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب، ثمّ وقع على الأرض معتمِداً على يدَيه، ثمّ أخذَ قبضةً من ترابٍ فقبضها ورفع رأسه إلى السماء.
وقال بعضُهم: وُلِد جاثياً على رُكبَتَيه، رافعاً رأسه إلى السماء، وخرج معه نورٌ أضاءت له قصور الشام وأسواقها».

* «عن الأوزاعي عن حسّان بن عطيّة أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا وُلِدَ وقع على كفّيه ورُكبتَيه شاخصاً بصرَه إلى السماء».

* لمّا ولدت آمنة بنت وهب رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أرسلت إلى عبد المطّلب، فجاءه البشير وهو جالسٌ في الحِجْر معه وُلدُه، ورجالٌ من قومه، فأخبره أنَّ آمنة ولدت غلاماً، فَسَرَّ ذلك عبد المطّلب، وقام هو ومَن كان معه فدخل عليها، فأخبرتْه بكلِّ ما رأت وما قِيل لها وما أُمرت به، فأخذه عبد المطّلب فأدخله الكعبة وقام عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه، وقال عبد المطلب يومئذٍ:

الحمدُ لله الذي أعطاني  هذا الغلامَ الطيِّبَ الأردانِ 
قد ساد في المهدِ على الغلمانِ  أُعيذُه بالله ذي الأركانِ 
حتّى أراه بالغ البنيانِ  أُعيذُه من شرّ ذي شنآنِ 
من حاسدٍ مضطربِ العنانِ
 

مَن أرضعَ رسولَ الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم، وإخوتُه وأخواتُه من الرّضاعة

     

* أوّلُ مَن أرضعَ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم «ثُوَيْبَة» بلبنِ إبنٍ لها يُقال له «مسرُوح» أيّاماً قبل أن تقدم «حليمة»، وكانت قد أرضعت قبلَه حمزة بن عبد المطّلب، وأرضعتْ بعدَه أبا سَلَمة بن عبد الأسد المخزومي.

* وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد أن هاجر يسأل عن «ثُوَيْبَة» فكان يبعث إليها بالصّلة والكسوة، وكانت خديجة تُكرِمها وهي يومئذٍ مملوكة، وطلبت إلى أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقَها فأبى أبو لهب، فلمّا هاجر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى المدينة أعتقها أبو لهب، وكان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم يبعث إليها بصلة وكسوة، حتّى جاءه خبرها أنَّها قد تُوفّيت سنة سبع، مَرْجِعَه [حين رجع] من «خَيبر» فقال: ما فعل ابنُها مسروح؟ فقيل ماتَ قبلَها، ولم يبقَ من قرابتِها أحد.

* قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: «حمزة بنُ عبد المطّلب أخي من الرِّضاعة».

* كان حمزة بن عبد المطّلب رضيع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، أرضعَتْهما امرأةٌ من العرب، كان حمزة مسترضعاً له عند قوم من بني سعد، بن بكر وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يوماً وهو عند أمِّه حليمة. (محمد بن سعد، الطبقات الكبرى: ج 1، ص 100 – 110)

(مُرُوج الذَّهب): «وفي السنة الأولى من مولده دُفع إلى حليمة بنت عبد الله بن الحارث لتُرْضِعه».
«وكان مولده عليه [وآله] الصلاة والسلام عَامَ الفيل، وكان بين عام الفيل وعام الفِجَار عشرون سنة، والفِجَار حربٌ كانت بين قيس عَيْلاَن وبني كنانة، استحلّوا فيها القتال في الأشهر الحُرُم، فسمّيت الفِجَار ".."».

بطون قريش


وقريش خمسةٌ وعشرون بطناً، وهم: بنو هاشم بن عبد مناف، بنو المطّلب بن عبد مناف، بنو الحارث بن عبد المطّلب، بنو أميّة بن عبد شمس، بنو نَوْفَل بن عبد مناف، بنو الحارث بن فِهْر، بنو أسد بن عبد العُزَّى، بنو عبد الحرب قصَيّ -وهم حَجَبَةُ الكعبة- بنو زهرة بن كلاب، بنو تَيم بن مرّة، بنو مخزوم، بنو يَقَظَة، بنو مرّة، بنو عَدِيّ بن كعب، بنو سَهْم، بنو جُمَح، وإلى هنا تنتهي قريش البطاح ".." بنو مالك بن حنبل، بنو مُعَيْط بن عامر بن لُؤَي، بنو نزار بن عامر، بنو سَامَةَ بن لُؤَي، بنو الأعرم، وهو تَيمْ بى غالب، بنو محارب بن فِهْر، بنو الحارث بن عبد الله بن كنانة، بنو عائذة، وهو خزيمة بن لُؤَي، بنو نباتة، وهو سعد بن لُؤَي "..".

قريش تبني الكعبة


وقد كان السيلُ هَدَم الكعبة، فسُرِق منها لمّا أن هُدِّمت غزالٌ من الذَّهب وحليٌّ وجواهر، فنقضتها قريش، وكان في حيطانها صُوَرٌ كثيرة بأنواع من الأصباغ عجيبة: منها صورة إبراهيم الخليل في يده الأزلام، ويقابلها صورة إسماعيل ابنه على فرس يُجيز بالناس مُفِيضاً، والفاروق قائمٌ على وفدٍ من الناس يقسم فيهم، وبعد هذه الصوَر صورُ كثيرٍ من أولادهم إلى قصي بن كلاب وغيرهم، في نحو من ستّين صورة، مع كلّ واحدٍ من تلك الصور إلهُ صاحبها، وكيفيّة عبادته، وما اشتهر من فعله.


وضعُ الحجرِ الأسود


ولمّا بَنَتْ قريشٌ الكعبة ورفعت سَمْكها وتأتَّى لها ما أرادت في بنيانها من الخشب الذي ابتاعوه من السفينة التي رمى بها البحرُ إلى ساحلهم، التي بعث بها ملك الروم من القلزم من بلاد مصر إلى الحبشة، لِتُبنى هنالك له كنيسة، وانتهوا إلى موضع الحجر على ما ذكرنا، وتنازعوا أيُّهم يَضَعُه، فاتّفقوا أن يرضوا بأوّل مَنْ يطلع عليهم من باب بني شَيْبة، فكان أوّل مَن ظهر لأبصارهم النبيُّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من ذلك الباب، وكانوا يعرفونه بالأمين؛ لوقارِه وهَدْيِه وصدق اللّهجة، واجتنابه القاذورات والأدناس، فحكّموه في ما تنازعوا فيه، وانقادوا إلى قضائه، فبسطَ ما كان عليه من رداء، وقيل: كساءٌ طاروني، وأخذ عليه الصلاة والسلام الحَجَرَ فوضعَه في وسطه، ثمّ قال لأربعة رجالٍ من قريش -وهم أهل الرّياسة فيهم، والزعماء منهم، وهم: عتبة بن ربيعه بن عبد شمس بن عبد مناف، والأسود بن عبد المطّلب بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي، وأبو حذيفة بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم، وقيس بن عديّ السهمي- ليأخُذْ كلُّ واحدٍ منهم بجنبٍ من جَنبات هذا الرداء، فشالوه حتّى ارتفع عن الأرض، وأدنوه من موضعه، فأخذ عليه الصلاة والسلام الحَجَرَ ووضعَه في مكانه وقريشٌ كلُّها حضور، وكان ذلك أوّلَ ما ظهرَ من فعله وفضائله وأحكامه.
فقال قائلٌ ممّن حضر من قريش متعجّباً من فعلهم وانقيادهم إلى أصغرهم سنّاً: واعجباً لقومٍ أهل شرف ورياسة وشيوخ وكهول، عمدوا إلى أصغرهم سنّاً، وأقلّهم مالاً، فجعلوه عليهم رئيساً وحاكماً!! أما واللّاتِ والعزّى لَيَفُوقنّهم سَبْقاً، ولَيَقسمنَّ بينهم حظوظاً وجدوداً، وليكونَنَّ له بعد هذا اليوم شأنٌ ونبأ عظيم.

* وكان من بناء الكعبة إلى أن بعثَه الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم خمس سنين، ومن مولده إلي يوم مبعثه أربعون سنة ويوم. (المسعودي، مروج الذَّهب: ج 1، ص 277 - 280)

ثالثاً: (أمالي الصَّدوق): المجلس الثامن والأربعون، مجلس يوم الثلاثاء، التاسع من شهر ربيع الأوّل، سنة ثمان وستين وثلاثمائة:
«عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: كان إبليسُ (لعنه الله) يخترق السماوات السّبع، فلمّا وُلِد عيسى عليه السلام حُجِبَ عن ثلاث سماوات، وكان يخترق أربع سماوات، فلمّا وُلِد رسولُ الله صلّى الله عليه وآله حُجِبَ عن السّبعِ كلّها، ورُمِيَتِ الشياطين بالنّجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة الذي كنّا نسمعُ أهلَ الكُتُبِ يذكرونه، وقال عمرو بن أميَّة، وكان من أزجرِ أهل الجاهليّة: أُنظروا هذه النّجوم التي يُهتدى بها، ويُعرَف بها أزمانُ الشتاء والصيف، فإنْ كان رمي بها فهو هلاك كلّ شيء، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمرٌ حدث.
* وأصبحت الأصنامُ كلّها صبيحةَ مولدِ النبيّ صلّى الله عليه وآله ليس منها صنمٌ إلّا وهو مُنكبٌّ على وجهه، وارتجسَ في تلك اللّيلة إيوانُ كسرى، وسقطت منه أربعُ عشرة شرفة، وغاضت بحيرةُ ساوة، وفاض وادي السماوة، وخمدت نيرانُ فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأي الموبذان
[هو عند المجوس كقاضي القضاة] في تلك اللّيلة في المنام إبِلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً، قد قطعت دجلة، وانسربت في بلادهم، وانقصمَ طاقُ المَلِك كسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلةُ العوراء، وانتشر في تلك اللّيلة نورٌ من قِبل الحِجاز، ثمّ استطار حتّى بلغ المشرق، ولم يبق سريرٌ لمَلِكٍ من ملوك الدنيا إلّا أصبح منكوساً، والمَلِكُ مُخْرساً لا يتكلّم يومَه ذلك، وانتُزع علم الكهنة، وبطل سحرُ السّحرة، ولم تبقَ كاهنةٌ في العرب إلّا حُجِبت عن صاحبها، وعَظُمت قريش في العرب، وسُمُّوا آلَ الله عزّ وجلّ.

* قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: إنّما سُمُّوا آلَ الله عزَّ وجلّ لأنّهم في بيت الله الحرام.

* وقالت آمنة: إنّ ابني والله سقطَ فاتّقى الأرضَ بيده، ثمّ رفعَ رأسَه إلى السماء فنظرَ إليها، ثمّ خرج منِّي نورٌ أضاء له كلُّ شيء، وسمعتُ في الضَّوْء قائلاً يقول: إنّك قد وَلدتِ سيِّد الناس، فسَمِّيه محمّداً، وأُتِيَ به عبد المطِّلب لِينظرَ إليه وقد بلغه ما قالت أمُّه، فأخذَه فوضعَه في حِجره، ثمّ قال:

ألحمدُ لله الذي أعطاني    هذا الغلامَ الطَّيِّبَ الأرْدَانِ
قد ساد في المهدِ على الغِلمانِ


 ثمّ عوَّذه بأركان الكعبة، وقال فيه أشعاراً.

".." وصاح إبليسُ (لعنه الله) في أبالسته، فاجتمعوا إليه، فقالوا: ما الذي أفزعك يا سيّدنا؟ فقال لهم: ويلكم، لقد أنكرْت السماء والأرض منذ اللّيلة، لقد حدث في الأرض حدثٌ عظيم ما حدثَ مثله منذ رُفِعَ عيسى بنُ مريم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث؟ فافترقوا ثمّ اجتمعوا إليه، فقالوا: ما وجدنا شيئاً. فقال إبليس: أنا لهذا الأمر. ثمّ انغمس في الدنيا، فجالها حتى انتهى إلى الحَرَم، فوجدَ الحرمَ محفوفاً بالملائكة، فذهب لِيَدْخُل، فصاحوا به فَرَجع، ثمّ صار مثل الصّر -وهو العصفور- فدخلَ من قِبل حراء، فقال له جبرئيل: وراءَك لعنكَ الله. فقال له: حَرْفٌ أسألُك عنه يا جبرئيل، ما هذا الحدث الذي حدث منذ اللّيلة في الأرض؟ فقال له: وُلِدَ محمّدٌ صلّى الله عليه وآله، فقال له: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا. قال: ففي أُمّته؟ قال: نعم. قال: رضيت». (الشيخ الصدوق، الأمالي: ص 360 - 362)


وآدمُ لولاك لم يُخْلَقِ

نبيَّ الهدى يا أبا القاسمِ * وعلَّةَ آدم والعالَمِ
ويا أيَّ مبتدأِ خاتِمِ * تَخَيَّرَكَ اللهُ مِن آدمِ

وآدمُ لولاك لم يُخْلَقِ
بنورك لو لم يكن يستضئْ * لما كان للرُّشْدِ يوماً يَفِئْ
لأنَّك في الغيب قبل المجئْ * بجبهته كنت نوراً تُضئْ

كما ضاء تاجٌ على مفْرقِ

اخبار مرتبطة

  بين الحسين عليه السلام ويزيد

بين الحسين عليه السلام ويزيد

  الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

  دوريات

دوريات

24/01/2012

دوريات

نفحات