أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ 0 ساعة

سورة المؤمنون

موجز في التّفسير
سورة المؤمنون
____من دروس «المركز الإسلامي»____



 


السورة الثالثة والعشرون في ترتيب سُوَر المصحف الشريف. عدد آياتها مائة وثماني عشرة آية، نزلت في مكّة المكرّمة قبل الهجرة. سُمّيت بسورة «المؤمنون» لاستهلاها ببيان صفاتهم البارزة، وقد ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال حين نزلت الآيات الأولى منها: «لقد أُنزل إليّ عشرُ آياتٍ، مَن أقامهنّ دخل الجنّة».


ذكر بعض المفسّرين أنّ عدداً من آيات سورة «المؤمنون» نزل في المدينة، لقوله تعالى: ﴿والذين هم للزّكاة فاعلون﴾ المؤمنون:4، لأنّ الزّكاة شُرّعت لأوّل مرّة في المدينة، إلّا أنّ آخرين يرون أنّ للزكاة مفهوماً واسعاً يشمل الواجب منها والمستحبّ، وقد صرّحت الروايات بأنّ الله تعالى فرض الزّكاة مع الصّلاة. كما أنّ هناك رأياً بأنّ الزّكاة كانت واجبةً في مكّة أيضاً، غير أنّها كانت بصورة مجمَلة، أَوجبتْ على كلّ مسلم مساعدة المحتاجين بمقدارٍ من ماله.

هدف السورة



«تفسير الميزان»: في السورة دعوةٌ إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، وتمييز المؤمنين من الكفّار بذكر ما لهؤلاء من جميل صفات العبوديّة، وما لأولئك من رذائل الأخلاق وسفاسف الأعمال، وتعقيبُ ذلك بالتبشير والإنذار.
وقد تضمّن الإنذارُ ذكر عذاب الآخرة، وما غشيَ الأمم المكذِّبين للدّعوة الحقّة من عذاب الإستئصال في مسير الدّعوة، آخذاً من زمن نوحٍ إلى زمن المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام.

ثوابُ قراءتها



«تفسير نور الثقلين»: عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة المؤمنين، بشّرته الملائكة يوم القيامة بالرَّوح والرَّيحان، وما تقرّ به عينُه عند نزول ملَك الموت».
 * الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قرأ سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة إذا كان يُدمنُ قراءتها في كلّ جمعة، وكان منزلُه في الفردوس الأعلى مع النبيّين والمُرسَلين».

خلاصةُ السورة



«تفسير الأمثل»: يُمكن إجمالاً تقسيم مواضيع هذه السورة إلى الأقسام التالية:
 
القسم الأوّل: يبدأ بالآية ﴿قد أفلح المؤمنون﴾ المؤمنون:1، وينتهي بعددٍ من الآيات التي تذكر صفاتٍ هي مدعاةٌ لفلاح المؤمنين، وهذه الصفات دقيقة وشاملة تغطّي جوانب الحياة المختلفة للفرد والمجتمع.

القسم الثاني: أشار إلى مسألة التوحيد، مدلّلاً عليها بآيات خلق الإنسان في أطواره المختلفة، ومظاهر العَظَمة الإلهيّة في السماوات، ونعمة المياه النازلة وما تُسبّبه من أشكال الحياة المختلفة. 

القسم الثالث: شرح -إتماماً للجوانب العمليّة- ما حدث لعددٍ من كبار الأنبياء، كَنوح وهود، وموسى، وعيسى عليهم السلام، وبيّن شرائح من تأريخ حياتهم للعِبرة والموعظة.

القسم الرابع: وجّه سبحانه وتعالى الخطاب إلى المستكبرين، يحذّرهم ببراهين منطقيّة تارة، وأخرى بتعابير دافعة عنيفة، ليُعيد القلوب إلى طريق الصّواب بالعودة إليه عزّ وجلّ.

القسم الخامس: بيّن -في بحث مركّز- قضيّة المعاد.

القسم السادس: تناول سيادة الله جلّ شأنه على عالَم الوجود، وإطاعة العالم لأوامره سبحانه وتعالى.

القسم السابع: تناول الحساب في يوم القيامة، وجزاء الخير للمحسنين، وعقاب المذنبين.
وتُختَتم السورة المباركة ببيان الغاية من خَلق الإنسان.

تفسيرُ آياتٍ منها



«نور الثقلين»: في قوله تعالى: ﴿قد أفلح المؤمنون﴾ المؤمنون:1، عن الإمام الباقر عليه السلام: «إنّ الله تعالى أعطى المؤمنَ ثلاثَ خِصال: العزّة في الدنيا، والفلاح في الآخرة، والمَهابة في قلوب الظالمين».

* قوله تعالى: ﴿والذين هم عن اللّغو معرضون﴾ المؤمنون:3، عن أمير المؤمنين عليه السلام: «كلُّ قولٍ ليس فيه لله ذِكرٌ فهو لَغو». وعن الإمام الصادق عليه السلام: «[اللغو] أن يتقوّل الرجل عليك بالباطل، أو يأتيك بما ليس فيك فتُعرِضَ عنه لله».

* قوله تعالى: ﴿والذين هم للزكاة فاعلون﴾ المؤمنون:4، عنه عليه السلام: «مَن منع قيراطاً من الزّكاة فليس هو بمؤمنٍ ولا مسلم، ولا كرامة».

* قوله تعالى: ﴿والذين هم على صلواتهم يحافظون﴾ المؤمنون:9، عنه عليه السلام: «هي الفريضة». قال الراوي: ﴿الذين هم على صلاتهم دائمون﴾ المعارج:23، قال عليه السلام: «هي النّافلة».

* قوله تعالى: ﴿..ثمّ أنشأناه خلقاً آخر..﴾ المؤمنون:14، عن الإمام الباقر عليه السلام: «هو نفْخُ الرّوح فيه».

* قوله تعالى: ﴿أيحسبون أنمّا نُمدّهم به من مال وبنين* نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون﴾ المؤمنون:55-56، عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله: «إنّ الله تعالى يقول: يحزن عبدي المؤمن إذا قتّرتُ عليه شيئاً من الدنيا، وذلك أقربُ له منّي، ويفرح إذا بسطتُ له الدنيا، وذلك أبعدُ له منّي». ثمّ تلا صلّى الله عليه وآله الآية، ثمّ قال: «إنّ ذلك فتنة لهم».

* قوله تعالى: ﴿والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنّهم إلى ربّهم راجعون﴾ المؤمنون:60، عن الإمام الصادق عليه السلام: «لو أنّ العباد وصفوا الحقّ وعملوا به ولم تعقد قلوبُهم على أنّه الحقّ، ما انتفعوا».
وعنه عليه السلام: [عن وصيّة لقمان لولده]: «كان فيها الأعاجيب، وكان أعجبَ ما كان فيها أنْ قال: خفِ الله عزّ وجلّ خيفة لو جئته ببرّ الثّقلَين لعذّبك، وارجُ الله رجاءً لو جئته بذنوب الثّقلَين لَرَحِمَك».

* قوله تعالى: ﴿وإنّك لتدعوهم إلى صراط مستقيم﴾ المؤمنون:73، عن الإمام الباقر عليه السلام: «إلى ولاية أمير المؤمنين».
وعن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعليّ عليه السلام: «مَن أحبّك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممّن هُدِي إلى صراط مستقيم، ومَن رغب عن هواك وأبغضك لقِي الله يوم القيامة لا خلاق له».

* قوله تعالى: ﴿..ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾ المؤمنون:100، عن الإمام الصادق عليه السلام: «..أمّا في القيامة فكلّكم في الجنّة بشفاعة النبيّ المطاع أو وصيّ النبي، ولكنّي واللهِ أتخوّف عليكم في البرزخ».
وفي نهج البلاغة: «سلكوا في بطون البرزخ سبيلاً سُلّطت الأرضُ عليهم فيه، فأكلتْ لحومَهم وشربتْ من دمائهم فأصبحوا في فجوات قبورهم جماداً لا ينمون، وضماراً [الضّمار: الغائب الذي لا يُرجى إيابُه] لا يُوجدون ".." بليت بينهم عُرى التّعارف، وانقطعت منهم أسبابُ الإخاء، فكلُّهم وحيدٌ وهم جميع».

* قوله تعالى: ﴿فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ..﴾ المؤمنون:101، عن الإمام الرضا عليه السلام: «مَن أحبّ عاصياً فهو عاصٍ، ومَن أحبّ مطيعاً فهو مطيع، ومَن أعان ظالماً فهو ظالم، ومَن خذل ظالماً فهو عادل، إنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا ينال أحدٌ ولاية الله إلّا بالطّاعة، ولقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لبنى عبد المطلب: إيتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم».

* قوله تعالى: ﴿قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوماً ضالّين﴾ المؤمنون: 106، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديثٍ يذكر فيه أحوال المحشر، ويذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ويشهدُ على مُنافقي قومه وأمّته وكفّارهم بإلحادهم، وعنادهم، ونقضهم عهودَه، وتغييرهم سنّته، واعتدائهم على أهل بيته، وانقلابهم على أعقابهم، وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنّة مَن تقدّمهم من الأمم الظالمة، الخائنة لأنبيائها، فيقولون بأجمعهم: ﴿ربّنا غلبت علينا شقوتنا﴾».

* قوله تعالى: ﴿..أنّهم هم الفائزون﴾ المؤمنون:111، عن أمّ سَلَمة رضوان الله عليها: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «إنّ عليّاً وشيعته هم الفائزون».

* قوله تعالى: ﴿أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا تُرجعون﴾ المؤمنون:115، سُئل الإمام الصادق عليه السلام: لمَ خلق الله الخلقَ؟ قال: «إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً، ولم يتركهم سدىً، بل خلقهم لإظهار قدرتِه، وليكلّفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة، ولا ليدفع بهم مضرّة، بل خلقهم لينفعَهم ويوصلَهم إلى نعيم».

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

24/03/2012

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

نفحات