مراقبات

مراقبات

منذ يومين

المراقبات، أبرز خصائص «خطّ الإمام»
اعداد: شعائر

المراقبات، أبرز خصائص «خطّ الإمام»

لم تلتقِ القلوب المؤمنة على مصطلح «خطّ الإمام» إلَّا لأنّها
وجدت فيه التّجلِّي الأفضل لسيرة النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، وأهل بيته المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
كانت العبادة في سيرتِهم الأصل الحاضر أبداً في صراط ﴿لِيعبدون﴾.
 كان النّبيّ صلّى الله عليه وآله كثير الصّلاة، والصّوم، وتلاوة القرآن الكريم، دائمَ الذّكر ﴿..قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم..﴾ آل عمران:191 وكذلك كان أهل البيت عليهم السلام.
على هذا تعاقبت سِيَرُ أجيالِ الصّحابة والتّابعين وسائر الأبرار من المؤمنين، وفي طليعتِهم فقهاءُ الأمّة عبر القرون، ولم ينتقل موقع «المراقبات»
 والأعمال العباديّة المؤقَّتة بأوقاتٍ محدَّدة، إلى خلفيّة الإهتمام وأقصى قَعْر الذّاكرة، إلَّا جرّاء الحملات الثّقافيّة المُتمادية على هذه الأمّة، والتي نتجَ عنها كلُّ الحملات العسكريّة والأمنيّة والإقتصاديّة وغيرها.
مع الإمام الخميني أدرَكَت الأمّة أنَّ سيرتَه تجلٍّ بارزٌ لِسيرة النّبيّ وآله، وتواصلٌ لا قطْع فيه ولا شائبة قطعٍ مع سِيَر المؤمنين عبر الأدوار والأحقاب.
أدرك أهل صلاة اللّيل وصلاة جعفر، والذّكر الكثير، والنّوافل، وأهل رجب وشعبان، وشهر رمضان، وأهل الحرارة التي لا تبرد في قلوب المؤمنين على سيّد الشهداء، أنَّ إسلام الإمام الخميني -من بين كلّ الطّروحات الحميدة باسم الإسلام- هو الأكملُ والأشمل.
في هذا الجوّ طُرِح مصطلح «خطّ الإمام». وكان من الطّبيعيّ جداً أن تتعدّد المشارب، وتتشعَّب المسارب والدّوافع في مجال الإستجابة لهذا الشّعار، وتشمل حتّى غير المتديّنين، وهذا ما حصل في البدايات على الأقلّ.
كثيرون هم الذين ساروا مع الموج السّياسي الذي تلاطم  بعد انتصار الثّورة الإسلاميّة في إيران، ورفعوا شعار «خطّ الإمام» ومنهم «كيانوري» رئيس الحزب الشّيوعي الإيراني.
وكثيرون هم المتديِّنون -داخل إيران وخارجها- الذين التزموا
 هذا الشّعار بوحي قناعاتهم الدّينيّة، إلَّا أنّهم لم يلتقطوا جميعاً سرّ «خطّ الإمام»،
 فإذا هم خطوطٌ شتّى ﴿..كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون﴾ المؤمنون:53. الإصلاحيّون. المحافظون. جماعة «روحانيّون»  وجماعة «روحانيّت».
 اليمين. اليسار. الإعتدال. المقلِّدون للإمام، والملتزمون لخطِّه ونهجه دون تقليد. الثّابتون في خطّه مع وليّ الأمر الإمام الخامنئي. والمُقيمون على خطّه ونهجه دون البيعة العمليّة لوليّ الأمر بعد الإمام.
كان المرجع الدِّيني النّوعي الشّهيد السّعيد السيّد محمّد باقر الصّدر،
 سبّاقاً إلى التقاط سرّ الذَّوبان في الإمام الخميني، وسبّاقاً إلى الجهر بالدّعوة
 إلى الذّوبان في هذا السّرِّ الخميني الأصيل، حين قال: «ذوبوا في الخميني بقدر ما ذاب هو في الإسلام».
سرّ «خطّ الإمام» هو الأصالة والجامعيّة، أو فقُل «الأصالة المكتملة» في مقابل الأصالة التجزيئيّة الإنتقائيّة.
أبرز خصائص ذوبان الخميني في الإسلام، أنَّه من مدرسة العمل بالإسلام، لا من مدرسة التّنظير للإسلام والكلام عنه، وأبرزُ خصائص الإسلام العملي، أو العمل بالإسلام، حسنُ الإقتداء بسيّد النّبيّين وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم، في تغليب العبادة العمليّة بمعنى الصَّلاة والصَّوم وقراءة القرآن، والذّكر والوِرد على كلّ الأبعاد العمليّة الأخرى، رغم أنّ معنى العبادة يُمكن أن يشمل حتّى المباحات التي يُؤتى بها بنيّة القربة للإستعانة بها على المزيد من طاعة الله تعالى، وعبادتِه سبحانه.
هذا هو خطّ ﴿واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين﴾ الحجر:99، خطّ «الجهاد الأكبر» الذي يُرجع إليه من ميادين الجهاد الأصغر. خطّ الأعمال العباديّة المؤقّتة الموزّعة على مساحة العمر والزّمن، التي أراد الله تعالى أن تكون  في طليعة الإهتمام، وواجهة الثّقافة وجوهرها. ينظّم المؤمن سائر أعماله على ساعتِها، مراعياً التّدرّج، ليتحقَّق الإيغال برفق: «إنَّ هذا الدّين متين، فَأَوْغِلْ فيه بِرِفْق».
ما تقدّم -وما سبقه في العدد الماضي- هو بعضُ الكلام عن مسوّغات بل ضرورات مزيد العناية بباب «مراقبات»، وتظهير موقع «المراقبة» من عمليّة التّثقيف بالإسلام، وهو لا يحمل أيّ ادِّعاء بتطبيق هذا المنهج. والله خير الشَّاهدين.
 



مراقبات شهر رجب

______إعداد: «شعائر»______


من أهمّ مناسبات الشّهر  * المبعث النّبوي الشّريف في اليوم السابع والعشرين.
* ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة المشرَّفة في اليوم الثالث عشر.
 
أبرزُ الأعمال * إحياء اللّيلة الأولى، ولية النّصف منه. * عمل الإستفتاح (أم داود).
* أعمال ليلة المبعث ويومها. * الصّوم. * صلاة سلمان.
* الإستغفار، وقراءة التّوحيد، والذِّكر البديل.

إقبال الأعمال: فكُن مقبلاً على مواسم هذا الشّهر بعقلِك وقلبك، ومعترفاً بالمراحل والمكارم المودَعة فيك من ربِّك،
 واملأ ظهور مطاياه من ذخائر طاعتِك لمولاه، وممّا يسرّك أن تلقاه، واجتهد أن لا تبقى في المنزل الذي تعلم أنّك راحلٌ عنه.

الأعمال العامّة 
 
الصَّوم

عن رّسول صلّى الله عليه وآله: «مَن صام ثلاثة أيّام من رجب كتب الله له بكلّ يوم صيامَ سنة، ومَن صام سبعة أيّام من رجب غُلِّقت عنه سبعةُ أبواب النّار، ومَن صام ثمانية أيّام فُتِحت له أبواب الجنّة الثّمانية، ومَن صام خمسة عشر يوماً حاسبَه الله حساباً يسيراً، ومَن صام رجب كلَّه كتب الله له رضوانَه، ومَن كتب له رضوانَه لم يُعذّبه». 


الإستغفار

* عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «مَن قال في رجب أستَغْفِرُ اللهَ الّذي لا إلَهَ إلّا هُوَ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وأَتُوبُ إلَيْه مائة مرّة، وختمَها بالصّدقة ختم اللهُ له بالرّحمة والمغفرة، ومَن قالها أربعمائة مرّة كتب الله له أجر مائة شهيد، فإذا لقى الله يوم القيامة يقول له: قد أقررتَ بمُلكي فتَمَنَّ عليّ ما شئت حتّى أعطيك، فإنّه لا مقتدرَ غيري».
* وفي رواية مَن استغفر الله تعالى في رجب وسأله التّوبة سبعين مرّة بالغداة وسبعين مرّة بالعشيّ يقول: أسْتَغْفِرُ اللهَ وأَتُوبُ إلَيه، فإذا بلغ تمام سبعين مرّة رفع يديه وقال: أللّهُمَّ اغْفِرْ لي وَتُبْ عَلَيَّ فإن مات في رجب مات مرضيّاً عنه ولم تمسّه النّار ببركة رجب.


التّهليل
النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن قال في رجب لا إله إلّا الله ألف مرّة، كتب الله له مائة ألف حسنة، وبنى الله له مائة مدينة في الجنّة».

قراءة سورة التّوحيد
*من قرأ في يوم الجمعة من رجب سورة التوحيد مائة مرة كان له نوراً يوم القيامة يسعى به إلى الجنّة.
* عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ في عمرِه عشرة آلاف مرّة قل هو الله أحد بنيّةٍ صادقة في شهر رجب، جاء يوم القيامة خارجاً من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، فيستقبله سبعون ملكاً يبشِّرونه بالجنّة».

التسبيح، الذّكر البديل
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألا إنّ رجب شهر الله الأصمّ –وذكر صيامه وما لصيام أيّامه من ثواب–، قيل: يا رسول الله، فمَن لم يقدر على هذه الصّفة، يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال: يسبّح الله تعالى في كلّ يوم من رجب إلى تمام الثلاثين بهذا التّسبيح مائة مرّة: سُبْحَانَ الإلَهِ الجليل، سُبْحان من لا ينبغي التسبيحُ إلّا لهُ، سبحانَ الأعزّ الأكْرَم، سُبحان مَنْ لَبِسَ العزَّة وهو لَهُ أهل.

الصّلاة
صلاة سلمان رضي الله عنه، يؤتى بها في أيٍّ من ليالي رجب، [أنظر: «كتاباً موقوتا» من هذا العدد تحت عنوان: صلاة أخرى تُعرف أيضاً بصلاة سلمان].
وهذه الصّلاة هي غير الصّلاة المعروفة أيضاً بإسم «صلاة سلمان» والتي يؤتى بها على ثلاث دفعات؛ في أوّل الشهر، وفي منتصفِه، وفي آخره، وأيضاً غير «صلاة سلمان» التي تُؤدّى في اليوم الأوّل كما يأتي.

العمرة الرّجبيّة

قال الشيخ الطّوسي عليه الرحمة والرضوان: «ويستحبّ العمرة في رجب، وروي عنهم عليهم السلام أنّ العمرة في رجب تلي الحجّ في الفضل».


زيارة الإمام الرضا عليه السلام

ورغم هذه الأهميّة البالغة للعمرة الرجبيّة فإنّ الأفضل منها زيارة الإمام الرِّضا عليه السلام في رجب، وعليه أيضاً تجمع كلمة العلماء، وقد عقد العلّامة الشيخ الحرّ العاملي في كتابه (وسائل الشيعة) باباً تحت عنوان استحباب تقديم زيارة الرضا عليه السلام، وخصوصاً في رجب، على الحجّ والعمرة المندوبين.


الدُّعاء

أنظر: باب «لولا دعاؤكم» من هذا العدد.




الأعمال الخاصّة

  
اللّيلة الأولى
  
1- الدّعاء عند رؤية الهلال:
أ- رُويَ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه كان يقول: «أللّهمَّ أَهِلَّه علينا بالأمْنِ والإيمانِ والسّلامةِ والإسلامِ، ربّي وربّك الله عزّ وجلّ». ونفهم من روايات أخرى أنّ المخاطَب بالعبارة الخيرة هو الهلال.
ب- ورُويَ أنّه صلّى الله عليه وآله كان إذا رأى هلال شهر رجب، قال: «أللّهمّ بارِك لنا في رَجَب وشعبان وبلِّغنا شهر رمضان، وأَعِنَّا على الصّيامِ والقيامِ، وحفظِ اللّسان، وغضِّ البصر، ولا تجعل حظَّنا منه [من شهر رمضان] الجوع والعطش».
ج- ومن المُستحبّات أن يقرأ عند رؤية الهلال فاتحة الكتاب سبع مرّات.
د- ورُويَ أيضاً أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان إذا رأى الهلال كبرّ ثلاث مرّات وهللَّ ثلاثاً (لا إله إلّا الله)، ثمّ قال: «ألحمدُ للهِ الذي أَذهبَ شهر كذا [ويذكر الشهر الماضي] وجاء بشهر كذا [ويذكر الشهر الذي حلَّ] ».


2- إحياؤها بالعبادة:
 رُوي عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جدِّه عن عليٍّ عليه السلام، قال: «كان يُعجبه أن يفرِّغ نفسه أربعة ليالٍ في السّنة: وهي أوّل ليلة من رجب، وليلة النّصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة النَّحر [ليلة الأضحى] ».

3- الإغتسال:
ومن المستحبّات في هذه اللّيلة الغُسل، فقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن أَدرك شهر رجب فاغتسل في أوّله وأوسطه وآخره، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه».

4- الصلاة في اللّيلة الأولى:
 هناك صلاتان لأوّل ليلة من رجب.
أ- الصلاة الأولى: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى المغرب أوّل ليلة من رجب ثمّ يصلّي بعدها عشرين ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) مرّة، ويسلّم بعد كلّ ركعتين، حُفِظ والله في نفسِه وأهله وماله وولده، وأُجيرَ من عذاب القبر، وجَازَ على الصِّراط كالبَرْق الخاطف من غير حساب».
ب- صلاة أخرى: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى ركعتين في أوّل ليلة من رجب بعد العشاء، يقرأ في أوّل ركعة الحمد، و(ألم نشرح) مرّة، و(قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، وفي الركعة الثانية الحمد مرّة، و(ألم نشرح) مرةّ، والمعوِّذتين [قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس] كلّ واحدة مرّة، ثم ّيتشهّد ويسلّم، وبعدها يقول: «لا إله إلَّا الله» ثلاثين مرّة، و«أللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محّمد» ثلاثين مرّة، فإذا صلّى هذه الصلاة فإنّه يُغفر له ما سلف من ذنوبه، ويخرج من الخطايا كيوم ولدته أمُّه».
وهناك صلوات أخرى تجدها في كتاب (الإقبال).

5- دعاء اللّيلة الأولى: عن الإمام الباقر عليه السلام: «تدعو في أوّل ليلة من رجب بعد عشاء الآخرة بهذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك بأنّك مليك، وأنّك على كلِّ شيءٍ مُقتدِر، وأنّك ما تشاء من أمرٍ يكون، أللّهمَّ إنّي أتوجَّه إليك بنبيّك محمّدٍ نبيِّ الرحمة صلواتُك عليه وآله، يا محمّد يا رسولَ الله إنِّي أتوجَّه إلى الله ربّي وربّك لِيُنجح بك طلِبَتي، أللّهمّ بِنبيِّك محمّد، وبالأئمّةِ من أهلِ بيته أَنجِح طلِبتي، ثمّ تَسأل حاجتك».
* ومن أبرز أعمال اللّيلة الأولى وكلّ ليلة من شهر رجب: لا إله إلَّا الله، ألف مرّة.
ملاحظة: قد يتّفق أن تكون اللّيلة الأولى ليلة جمعة، فيعمل فيها بعمل ليلة الرغائب. [أنظر: «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد]


  

اليوم الأوّل

  

1- زيارة سيّد الشهداء عليه السلام: قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه: «رُوي عن الصّادق عليه السلام: مَن زار الحسين بن عليّ عليهما السلام في أوّل يوم من رجب، غَفَر اللهُ له البتّة». [أنظر: مفاتيح الجنان، باب الزيارات، زيارته عليه السلام في الأول من رجب وفي النّصف منه ومن شعبان]
2- صوم اليوم الأوّل: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن صام أوّل يوم من رجب وَجَبَت له الجنّة». وعن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن صام ذلك اليوم [أوّل يوم من رجب] تباعدت عنه النار مسيرة سنة ".."».
3- الصّلاة: يُؤتى في هذا اليوم بِصلاتين؛ كلتاهما تُعرفان بإسم «صلاة سلمان»:
أ- [أنظر: «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد تحت عنوان: صلاة سلمان رضي الله عنه في أوّل رجب وأوسطه وآخره]
ب- صلاة سلمان الثانية: «قال سلمان: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا سلمان، ألا أُعلّمك شيئاً من غرائب الكنز، قلت: بلى يا رسول الله، قال: إذا كان أوّل يوم من رجب، تصلّي عشر ركعات [كلّ ركعتين بتسليمة] تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، و(قل هو الله أحد) ثلاث مرات، غفر الله لك ذنوبك كلّها من اليوم الذي جرى عليك القلم إلى هذه اللّيلة، ووقاك اللهُ فتنةَ القبر، وعذابَ يوم القيامة، وصَرف عنك الجُذامَ والمرضَ وذات الجَنب».

  

اللّيالي البيض

  

1- الصلاة: رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام: «أُعطِيت هذه الأمّة ثلاثة أشهر لم يُعطَها أحدٌ من الأُمم: رجب، وشعبان، وشهر رمضان، وثلاث ليالٍ لم يُعطَ أحد مثلها: ليلة ثلاث عشرة، وليلة أربع عشرة، وليلة خمس عشرة من كلّ شهر، وأُعطيت هذه الأمّة ثلاث سُوَر لم يُعطَها أحد من الأمم: يس، وتبارك الملك، و(قل هو الله أحد)، فمَن جمع بين هذه الثّلاث، فقد جَمع بين أفضل ما أُعطيت هذه الأمّة. فقيل: كيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال: يُصلّي كلّ ليلة من ليالي البيض من هذه الثّلاثة الأشهر، في اللّيلة الثّالثة عشر ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وهذه الثلاث سُوَر، وفي اللّيلة الرابعة عشر أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وهذه الثلاث سُوَر، وفي اللّيلة الخامسة عشر ستّ ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وهذه الثلاث سُوَر، فيحوز فضل هذه الأشهر الثلاثة، ويُغفَر له كلّ ذنب سوى الشِّرك».
2- الصّوم: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعليٍّ عليه السلام: «مَن صام الأيّام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، كَتب اللهُ له بصوم أوّل يوم صوم عشرة آلاف سنة، وبثاني يوم صوم ثلاثين ألف سنة، وبثالث يوم صوم مائة ألف سنة، ثمّ قال: هذا لك ولِمَن عمل ذلك».

  

اليوم الثالث عشر، ولادة أمير المؤمنين عليه السلام

  
المراقبات: ".." وهو جَنبُ الله العليّ ، ووجهُه المضيء، الإمام أبو الحسن عليّ عليه السلام.
 فلأوليائه أن يعتقدوا ليوم ولادته كلّ شرف، ويجعلوه العيد الأكبر، ويشكروا الله جلّ جلالُه شكراً لم يشكر مثلَه أحدٌٌ من الأُمم الماضية، والقرون السّالفة، لأنّ هذه النّعمة لم تنزل إليهم قطّ، ولشيعتِه أن يستقبلوا هذا اليوم بشكرٍ ليس دونه شكر، لأنّه أتى بنعمة صغُرت عندها كلّ النِّعم.
ملاحظة: يبدأ في اليوم الثالث عشر من رجب صوم الأيام البيض، لِمَن أراد أن يأتي بعمل (أم داود).

  

ليلة النِّصف من رجب

  

* فضيلة ليلة النّصف من رجب: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «إذا كان ليلة النّصف من رجب أمر الله خازن ديوان الخلائق وكَتَبَة أعمالهم، فيقول لهم الله عزّ وجلّ: أُنظروا في ديوان عبادي، وكلَّ سيّئةٍ وجدتْموها فامْحوها وبدِّلوها حسنات».
* من مستحبّات هذه اللّيلة:
1- الغسل.
2- إحياؤها بالعبادة حتّى الصّباح.
3- زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
4- صلاة الليلة الخامسة عشرة: عن الإمام الصادق عليه السلام: «تُصلّي ليلة النّصف من رجب اثنتَي عشرة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وسورة، فإذا فرغت من الصّلاة قرأت بعد ذلك الحمد، والمعوّذتين، وسورة الإخلاص [قل هو الله أحد]، وآية الكرسي أربع مرّات (سيأتي غير ذلك من رواية أخرى، فلاحظ).
وتقول بعد ذلك: سبحانَ الله والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلّا الله واللهُ أكبر، أربع مرّات.
ثمّ تقول: أللهُ أللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئاً، وما شاءَ اللهُ لا قوّةَ إلّا باللهِ العليِّ العظيم.
وتقول: في ليلة سبع وعشرين مثله
».
وفي رواية أخرى: «تقرأ بعد الاثنتي عشرة ركعة الحمد، والمعوّذتين، وسورة الإخلاص، وسورة الجحد سبعاً سبعاً. وبعد ذلك تقول:
ألحمد لله الذي لم يتّخِذ ولداً، ولم يَكنْ له شريكٌ في المُلك، ولم يكن له وليٌّ من الذلِّ، وكبِّره تكبيراً.
ثمّ تقول بعد ذلك: أللّهمَّ إنّي أَسألك بِعَقْدِ عزِّك على أركانِ عرشِكَ، ومُنتهى رحمتِكَ مِن كتابِكَ، واسمك الأعظم الأعظم الأعظم، وذكرك الأعلى الأعلى الأعلى، وكلماتك التامات كلّها، أن تصلّي على محمّد وآله، وأسألُك ما كان أوفى بعهدك، وأقضى لحقِّك، وأرضى لنفسك، وخيراً لي في المعاد عندك والمعاد إليك، أن تعطيني السّاعة السّاعة كذا وكذا. وتدعو بعد ذلك بما أَحبَبت
».


  

يوم النّصف من رجب

  
* في يوم النّصف من رجب صلاتان:
أ- صلاة عشر ركعات في نصف رجب من «صلاة سلمان الفارسي» التي تقدَّم ذكرها.
ب- عن الإمام الصادق عليه السلام: «دخل عديّ بن ثابت الأنصاري على أمير المؤمنين عليه السلام في يوم النِّصف من رجب وهو يصلّي، فلمّا سمع حسَّه أومى بيده إلى خلفِه أن قِفْ.
قال عديّ: فوقفتُ، فصلّى أربع ركعات لم أرَ أحداً صلّاها قبله ولا بعده، فلمّا سلّم بسط يده، وقال:
أللّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَيا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي، وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها، وَمُنْشِىءَ البَرَكَةِ مِنْ مَوَاضِعها، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ، فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ؛ أَسْأَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتَك الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ، فَخَلَقْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ.
قال:
ثمّ تكلّم بشيءٍ خَفِيَ عنّي، ثمّ التفت إليّ، فقال: يا عديّ أَسمِعت؟ قلت: نعم، قال: أَحَفظت؟ قلت: نعم، قال: ويحَك إحفظه وأعرِبه، فوالّذي فلق الحبّة، ونصبَ الكعبة، وبرأ النّسمَة، ما هو عند أحدٍ من أهل الأرض، ولا دعا به مكروبٌ إلّا نفّس الله كُربتَه».


  

عمل الإستفتاح، وعمل أم داود

  

في يوم النّصف من رجب يُؤتى بالعمل المعروف بعمل (أم داود) لدفع الظُّلم وتفريج الكرب، وينبغي التّأكيد فيه على الدّعاء بفكاك الأسرى. [أنظر: «السّنن المهجورة» من هذا العدد]


  

ليلة السابع والعشرين

  

* صلاة مرويّة عن الإمام الجواد، قال عليه السلام: «في رجب ليلةٌ هي خيرٌ للنّاس ممّا طلعت عليه الشّمس، وهي ليلة سبع وعشرين منه، بُعث النبيّ في صبيحتِها، وإنّ للعامل فيها -أصلحك الله- من شيعتنا مثل أجر عمل ستّين سنة.
 قِيل: وما العمل فيها؟ قال: إذ صلّيت العشاء الآخرة، وأخذتَ مضجعك، ثمّ استيقظت أيّ ساعةٍ من ساعات اللّيل كانت قبل زوالِه أو بعده، صلّيت اثنتَي عشرة ركعة، باثنتَي عشرة سورة من خفاف المفصل من بعد (يس) إلى (الجحد)، فإذا فرغت من كلّ شفع جلست بعد التّسليم، وقرأت الحمد سبعاً، والمعوّذتين سبعاً، و(قل هو الله أحد) سبعاً، و(قل يا أيّها الكافرون) سبعاً، و(إنّا أنزلناه) سبعاً، وآية الكرسي سبعاً، وقلت بعد ذلك من الدعاء: ألحمدُ لله الذي لَم يَتّخِذ صاحِبةً ولا ولداً، ولم يكن له شريكٌ في المُلك، ولم يكن له وليٌّ من الذُّلِّ وكبِّره تكبيراً. أللّهمّ إنّي أسألُك بمعاقِد عزِّكَ على أركانِ عرشِك، ومنتَهى الرّحمة من كتابِك، وباسمِك الأعظَمِ الأعظَمِ الأعظَمِ، وذِكرك الأعلى الأعلى الأعلى، وبكلماتك التّامّات أن تصلِّيَ على محمّدٍ وآله، وأن تفعل بي ما أنت أهلُه. وادعُ بما أَحببت، فإنّك لا تدعو بشيءٍ إلّا أُجبت ما لم تدعُ بمأَثم، أو قطيعةِ رحِم، أو هلاكِ قومٍ مؤمنين
..».

  

اليوم السابع والعشرون، المبعث النّبويّ الشّريف

  
المراقبات: للسّالك أن يسعى بتمام سعيِه وجدّه في ذكر حقِّ تعظيم اليوم، ومعرفة حقّ نعمته، وما أتى به من السّعادة العظمى، والخير الأعظم، والبركات والنور، يختبر قلبَه كيف فرحُه بهذا اليوم وسروره، ولو رأى قلبُه أنّ يوماً من أيّام المسارّ الدنيويّة عنده بمثابة هذا اليوم أو أزيد في الفرح والسرور، فَلْيُعالج نفسه فإنّه من لئامة النّفس وخِسّتها، والأنس بعوالم الطبيعة، والبعد عن عالم النّور، وانعكاس القلب وانتكاسِه.
* من مهمّات هذا اليوم:
1- الغُسل.
2- الصَّوم، وهو يُعادل صيام ستّين سنة.
3- زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله [أنظر: زيارته صلّى الله عليه وآله عن بُعد، باب الزيارات، مفاتيح الجنان]، وزيارة أمير المؤمنين عليه السلام [أنظر: باب الزيارات في مفاتيح الجنان]
4- الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله.
5- صلاة اثنتَي عشرة ركعة قبل الزّوال، تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وما تيسّر من السُّوَر، وتقول بين كلّ ركعتين:
«الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً. يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي، يا صاحِبي فِي شِدَّتِي، يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، يا غِياثِي فِي رَغْبَتِي، يا نَجاحِي فِي حاجَتِي، يا حافِظِي فِي غَيْبَتِي، يا كافِئي (كالئي) فِي وَحْدَتِي، يا أُنْسِي فِي وَحْشَتِي، أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي فَلَكَ الحَمْدُ، وَأَنْتَ المُقِيلُ عَثَرتِي فَلَكَ الحَمْدُ، وَأَنْتَ المُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَ الحَمْدُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتُرْ عَوْرَتِي، وَآمِنْ رَوْعَتِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الجَنَّةِ، وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ».
فإذا فَرغتَ من الصّلاة والدّعاء قرأتَ الحمد، و(قل هو الله أحد)، و(قل يا أيّها الكافرون)، والمعوّذتين، و(إنّا أنزلناه في ليلة القدر)، وآية الكرسيّ، سبعاً سبعاً، ثمّ تقول: «لا إله إلّا الله والله أكبرُ وسبحان الله، ولا حَولَ ولا قوّة إلّا بالله» سبع مرّات، وتقول: «الله الله ربّي لا أُشركُ به شيئاً» سبع مرّات ثمّ ادعُ بما أحببت.
 6- ومن أعمال يوم المبعث قراءة دعاءين:
* الأوّل: يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ.. .
* الثاني: أللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَجَلِّي الأَعْظَمِ.. [أنظر: مفاتيح الجنان، اللّيلة السابعة والعشرون ويومها]


  

اليوم الأخير

  

* صلاة عشر ركعات في آخر رجب من صلاة سلمان الفارسي التي تقدَّم ذكر صلاة عشرين ركعة منها في اليوم الأوّل ويوم النّصف.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات