أحسن الحديث

أحسن الحديث

19/05/2012

سورة الفرقان من دروس «المركز الإسلامي»


 
موجز في التفسير
سورة الفرقان
____من دروس «المركز الإسلامي» ____

السورة الخامسة والعشرون في ترتيب سوَر المصحف الشريف. آياتُها سبعٌ وسبعون. تقع بين الجزئين الثامن عشر والتاسع عشر، وهي مكيّة. أُخِذ اسمُها من آيتِها الأولى: ﴿تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده..﴾ الفرقان:1. 

الفرقان، ما يُفرّق به بين الحقّ والباطل، لذلك وصَف به تعالى القرآنَ الكريم، ومن قبله وصف التوراة بقوله عزّ مِن قائل: ﴿ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتّقين﴾: الأنبياء:48. وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «القرآن جملةُ الكتاب، والفرقان: المحكمُ الواجبُ العمل به».
وقد ذكر المفسّرون لتسمية القرآن بالفرقان وجوهاً منها:
1- أنّه سُمّي به لنزوله متفرّقاً.
2- أنّه مفروقٌ بعضه من بعض، لأنّه مفصّل بالسّوَر والآيات.
3- افتراقُه عن سائر المعجزات ببقائه على صفحات الأيّام والدهور.
4- فرقُه بين الحقّ والباطل، والحلال والحرام.

هدف السورة

«تفسير الميزان»: غرَضُ السورة بيانُ أنّ دعوة النبي صلّى الله عليه وآله دعوةٌ حقّة، عن رسالةٍ من جانب الله تعالى وكتابٍ نازلٍ من عنده، وفيها عنايةٌ بالغةٌ بدفع ما أورده الكفّار على كون النبي صلّى الله عليه وآله رسولاً من عند الله، وكون كتابه نازلاً من عنده سبحانه. وقد استتبعَ ذلك شيئاً من الإحتجاج على التوحيد ونفي الشريك، وذِكْر بعض أوصاف يوم القيامة، وذِكر نبذةٍ من نعوت المؤمنين الجميلة. والكلامُ في السورة جارٍ على سياق الإنذار والتخويف دون التبشير.

ثوابُ قراءتها

* «تفسير مجمع البيان»: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من قرأ سورة الفرقان، بُعِث يوم القيامة وهو مؤمنٌ أنّ الساعة آتيةٌ لا ريبَ فيها وأنّ الله يبعثُ مَن في القبور».
* «ثواب الأعمال»: الإمام الكاظم عليه السلام: «يا ابنَ عمّار! لا تدعْ قراءة سورة ﴿تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده..﴾، فإنّ من قرأها في كلّ ليلة لم يعذّبْه الله أبداً، ولم يحاسبْه، وكان منزلُه في الفردوس الأعلى».

خلاصة السورة

«تفسيرالأمثل»: بحكم كونها من السور المكّية، فإنّ أكثر ارتكازها على المسائل المتعلّقة بالمبدأ والمعاد، وبيان نبوّة النبيّ صلّى الله عليه وآله، والمواجهة مع الشرك والمشركين، والإنذار من العواقب الوخيمة للكفر، وعبادة الأصنام، والذنوب.
وتتألّف هذه السورة في مُجملها من ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يشكّل مطلع السورة، وهو يدحض منطق المشركين بشدّة، ويستعرض ذرائعَهم، ويردّ عليها، ويخوّفهم من عذاب الله، وحسابِ يوم القيامة، وعقوباتِ جهنّم الأليمة. ويذكّرهم بمشاهدَ من قصص الأقوام الماضية، الذين ابتلوا -على أثر مخالفتهم لدعوة الأنبياء- بالشّدائد، والبلايا، والعقوبات، وذلك على سبيل الدّرس والعبرة لهؤلاء المشركين المعاندين.
القسم الثاني: تبحث الآياتُ بعض دلائل التوحيد، ومظاهرَ عَظَمة الله في الأكوان، بدءاً من ضياء الشمس، إلى ظلمة اللّيل وعتمته، وهبوب الرّياح، ونزول الأمطار، وإحياء الأراضي الموات، وخلْق السماوات والأرضين في ستّة أيام، وخلْق الشمس والقمر، وسيرهما المنظّم في الأفلاك السماوية، وما شابه ذلك.
فالقسم الأوّل -في الحقيقة- يحدّد مفهوم «لا إله»، والقسم الثاني يحدّد مفهوم «إلّا الله». 
القسم الثالث: مختصرٌ جامعٌ لصفات المؤمنين الحقيقيّين «عباد الرّحمن»، وعباد الله المخلصين، في مقايسة مع الكفّار المتعصّبين الذين ذُكِروا في القسم الأوّل، فتتحدّد منزلةُ كلٍّ من الفريقين تماماً. كما أنّنا نرى أنّ هذه الصفات مجموعةٌ من الإعتقادات، والأعمال الصالحة، ومكافحة الشّهوات، وامتلاك الوعي الكافي، والإحساس، والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية.

تفسيرُ آياتٍ منها

«تفسير نور الثقلين»: قوله تعالى: ﴿تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده..﴾ الفرقان:1. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وقد سُئل: لمَ سمّيَ الفرقانُ فرقاناً؟ قال صلّى الله عليه وآله: «لأنّه متفرّقُ الآيات والسوَر، أُنزلت في غير الألواح وغير الصُّحف، والتوراة والإنجيل والزبور أُنزلت كلّها جملةً في الألواح والورق..».
* قوله تعالى: ﴿.. وخلق كلّ شيء فقدّره تقديراً﴾ الفرقان:2. عن الإمام الصادق عليه السلام: «..وأفعالُ العباد مخلوقةٌ خلْق تقدير لا خلقَ تكوين، واللهُ خالقُ كلِّ شيء، ولا نقولُ بالجبر والتفويض».
* قوله تعالى: ﴿إذا رأتهم من مكان بعيد ..﴾ الفرقان:12. عنه عليه السلام: «من مسيرة سنة».
* قوله تعالى: ﴿..سمعوا لها تغيّظاً وزفيراً﴾ الفرقان:12. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «..وتزفرُ النارُ بمثل الجبال شرراً».
 * قوله تعالى: ﴿وإذا أُلقوا منها مكاناً ضيّقاً..﴾ الفرقان:13. عن الإمام الصادق عليه السلام: «والذي نفسي بيدِه! إنّهم يُستكرَهون في النار كما يُستكرَه الوتدُ في الحائط».
* قوله تعالى: ﴿وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً﴾ الفرقان:23. عن الإمام الباقر عليه السلام لأبي حمزة الثمالي: «يبعثُ الله عزّ وجلّ يوم القيامة قوماً بين أيديهم نورٌ كالقباطيّ [ثياب من كتّان تُنسج بمصر منسوبة إلى القبط] ثم يقول له: كُنْ هباءً منثوراً.. ثمّ قال عليه السلام: أما والله يا أبا حمزة إنّهم كانوا يصومون ويُصلِّون، ولكن كانوا إذا عرض لهم شيءٌ من الحرام أخذوه، وإذا ذُكر لهم شيءٌ عن فضل أمير المؤمنين عليه السلام أنكروه».
* قوله تعالى: ﴿وقال الرسول يا ربّ إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً﴾ الفرقان:30. عن الإمام الصادق عليه السلام: «القرآن عهدُ الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمسلم أن ينظرَ في عهدِه، وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية».
وعن الإمام الرضا عليه السلام: «فإنْ قال: فلِمَ أُمروا بالقراءة في الصلاة؟ قيل: لئلّا يكون القرآن مهجوراً مضيّعاً، وليكون محفوظاً فلا يضمحلّ ولا يُجهَل».
* قوله تعالى: ﴿..ورتّلناه ترتيلاً﴾ الفرقان:32. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «يا ابن عبّاس! إذا قرأتَ القرآن فرتّله ترتيلاً.. قال: وما الترتيل؟ قال صلّى الله عليه وآله: بيِّنه تبياناً ولا تنثُره نثرَ الرّمل، ولا تهذّه هذَّ الشِّعر، فقِفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكون همّ أحدكم آخرَ السورة».
* قوله تعالى: ﴿..الذين يمشون على الأرض هوناً..﴾ الفرقان:63. عن الإمام الباقر عليه السلام: «هم الأوصياء [يمشون على الأرض هوناً] مخافةً من عدوّهم».
وعن الإمام الصادق عليه السلام: «هو الرجل يمشي بسجيّته التي جُبل عليها لا يتكلّف ولا يتبختر».
* قوله تعالى: ﴿..إنّ عذابها كان غراماً﴾ الفرقان:65، عن الإمام الباقر عليه السلام: «ملازماً لا يُفارق».
* قوله تعالى: ﴿والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً﴾ الفرقان:67. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن أعطى في غير حقّ فقد أسرف، ومن منع من حقٍّ فقد قتّر».
وسُئل الإمام الكاظم عليه السلام عن النفقة على العيال فقال: «ما بين المكروهين: الإسراف والإقتار».
* قوله تعالى: ﴿..فأولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات..﴾ الفرقان:70. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «أربعٌ، مَن كُنَّ فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوباً بدّلها الله عزّ وجلّ حسنات: الصدق، والحياء، وحُسن الخلق، والشكر».
وعنه صلّى الله عليه وآله: «ما جلس قومٌ يذكرون الله، إلّا نادى بهم منادٍ من السماء: قوموا! فقد بدّل الله سيّئاتكم حسنات، وغفر لكم جميعاً».
* قوله تعالى: ﴿والذين لا يشهدون الزور..﴾ الفرقان:72. عن الإمام الرضا عليه السلام: «الغناء، ومجالسة أهل اللّهو».
* قوله تعالى: ﴿والذين إذا ذُكّروا بآيات ربّهم لم يخرّوا عليها صمّاً وعمياناً﴾ الفرقان:73. الإمام الصادق عليه السلام: «مستبصرين ليسوا بشكّاك».
* قوله تعالى: ﴿والذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرّياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتّقين إماماً﴾ الفرقان:74. عنه عليه السلام: «نحن هم أهل البيت». 
 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات