مرتبة الإمام الحسين عليه السلام - 3

مرتبة الإمام الحسين عليه السلام - 3

29/01/2006

عن الحارث بن المغيرة النصري ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني رجل كثير العلل والأمراض ، وما تركت دواء تداويت به فما انتفعت بشئ منه فقال لي أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي عليه السلام ، فإن فيه شفاء من كل داء ،

عن الحارث بن المغيرة النصري ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني رجل كثير العلل والأمراض ، وما تركت دواء تداويت به فما انتفعت بشئ منه فقال لي أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي عليه السلام ، فإن فيه شفاء من كل داء ، وأمناً من كل خوف، فإذا أخذته فقل هذا الكلام : " اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة ، وبحق الملك الذي أخذها ، وبحق النبي الذي قبضها ، وبحق الوصي الذي حل فيها ، صل على على محمد وأهل بيته ، وافعل بي كذا وكذا " . قال : ثم قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيل عليه السلام ، وأراها النبي صلى الله عليه( وآله) وسلم ، فقال : هذه تربة ابنك الحسين ، تقتله أمتك من بعدك ، والذي قبضها فهو محمد رسول الله صلى الله عليه ( وآله) وسلم، وأما الوصي الذي حل فيها فهو الحسين عليه السلام والشهداء رضي الله عنهم . قلت : قد عرفت - جعلت فداك - الشفاء من كل داء فكيف الأمن من كل خوف ؟ فقال : إذا خفت سلطاناً أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين عليه السلام، فتقول : " أللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك ، فاجعله لي أمناً وحرزاً لما أخاف وما لا أخاف " فإنه قد يرد ما لا يخاف. قال الحارث بن المغيرة : فأخذت كما أمرني ، وقلت ما قال لي فصح جسمي، وكان لي أماناً من كل ما خفت وما لم أخف، كما قال أبو عبد الله عليه السلام ، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروهاً ولا محذوراً ".


بسم الله الرحمن الرحيم
مرتبة الإمام الحسين عليه السلام - 3
الشيخ حسين كوراني

*شفاءً وأماناً

1- عن أبي الحسن الرضاعليه السلام ، قال . سألته عن الطين الذي يؤكل يأكله الناس . فقال : كل طين حرام كالميتة والدم وما أهل لغير الله به ما خلا طين قبر الحسين عليه السلام ، فإنه شفاء من كل داء.[1]

2- " عن الحارث بن المغيرة النصري ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني رجل كثير العلل والأمراض ، وما تركت دواء تداويت به فما انتفعت بشئ منه فقال لي أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي عليه السلام ، فإن فيه شفاء من كل داء ، وأمناً من كل خوف، فإذا أخذته فقل هذا الكلام : " اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة ، وبحق الملك الذي أخذها ، وبحق النبي الذي قبضها ، وبحق الوصي الذي حل فيها ، صل على على محمد وأهل بيته ، وافعل بي كذا وكذا " . قال : ثم قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيل عليه السلام ، وأراها النبي صلى الله عليه( وآله) وسلم ، فقال : هذه تربة ابنك الحسين ، تقتله أمتك من بعدك ، والذي قبضها فهو محمد رسول الله صلى الله عليه ( وآله) وسلم، وأما الوصي الذي حل فيها فهو الحسين عليه السلام والشهداء رضي الله عنهم . قلت : قد عرفت - جعلت فداك - الشفاء من كل داء فكيف الأمن من كل خوف ؟ فقال : إذا خفت سلطاناً أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين عليه السلام، فتقول : " أللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك ، فاجعله لي أمناً وحرزاً لما أخاف وما لا أخاف " فإنه قد يرد ما لا يخاف. قال الحارث بن المغيرة : فأخذت كما أمرني ، وقلت ما قال لي فصح جسمي، وكان لي أماناً من كل ما خفت وما لم أخف، كما قال أبو عبد الله عليه السلام ، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروهاً ولا محذوراً ".[2]

3- " عن زيد أبي أسامة، قال : كنت في جماعة ".." بحضرة سيدنا الصادق عليه السلام، فأقبل علينا أبو عبد الله عليه السلام، فقال : إن الله تعالى جعل تربة جدي الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وأماناً من كل خوف ، فإذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه، وليمرها على سائر جسده، وليقل : أللهم بحق هذه التربة، وبحق من حل بها وثوى فيها، وبحق أبيه وأمه وأخيه والأئمة من ولده، وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء، وبرءاً من كل مرض، ونجاة من كل آفة، وحرزاً مما أخاف وأحذر. ثم يستعملها . قال أبو أسامة : فإني استعملتها من دهري الأطول، كما قال ووصف أبو عبد الله ، فما رأيت بحمد الله مكروهاً ".[3]

3- لما ورد الصادق عليه السلام إلى العراق اجتمع إليه الناس فقالوا يا مولانا تربة قبر مولانا الحسين شفاء من كل داء وهل هي أمان من كل خوف فقال نعم إذا أراد أحدكم أن تكون أماناً من كل خوف فليأخذ السبحة من تربته ويدعو دعاء ليلة المبيت على الفراش ثلاث مرات وهو: أمسيت اللهم معتصماً بذمامك المنيع الذى لا يطاول ولا يحاول من شر كل غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق من كل مخوف بلباس سابغة حصينة ولاءأهل بيت نبيك عليهم السلام محتجباً من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين الإخلاص في الإعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم موقناً أن الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم أوالي من والوا وأجانب من جانبوا فصل على محمد وآل محمد وأعذنى اللهم بهم من شر كل ما أتقيه. يا عظيم حجزت الأعادي عنى ببديع السماوات والأرض إنا جعلنا من بين أيديهم سداً و من خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون. ثم يقبل السبحة ويضعها على عينيه ويقول: أللهم إنى أسألك بحق هذه التربة وبحق صاحبها وبحق جده وأبيه وبحق أمه وأخيه وبحق ولده الطاهرين اجعلها شفاء من كل داء وأماناً من كل خوف وحفظاً من كل سوء ثم يضعها في جيبه فإن فعل ذلك في الغدوة فلا يزال في أمان حتى العشاء وإن فعل ذلك في العشاء فلا يزال في أمان الله حتى الغدوة.[4]

4- عن رجل قال : بعث الي أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان بثياب رزم وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول : ما هذا، فقال: طين قبر الحسين عليه السلام ما يكاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره الا ويجعل فيه الطين، وكان يقول : هو أمان باذن الله[5]

5- عن الحسين بن أبي العلاء ، قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : حَنِّكوا اولادكم بتربة الحسين عليه السلام، فإنها أمان.[6]


* شرط الإنتفاع

قد يتفق استعمال التربة المباركة ولا ينتفع بها فما هو السبب؟

في بعض الروايات حديث عن اشتراط الإعتقاد وفي بعضها إرجاع السبب إلى فقدان التربة خاصيتها لعوامل طارئة.

حول الأول:

1- " ابن ابي يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين عليه السلام فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به ، فقال: لا والله الذي لا اله الا هو ما يأخذه احد وهو يرى ان الله ينفعه به الا نفعه الله به ".[7]

2- عن ابي عبد الله عليه السلام، قال : لو ان مريضا من المؤمنين يعرف حق ابي عبد الله عليه السلام وحرمته وولايته اخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دواء.[8]

ولدى ملاحظة بعض الحالات التي استعمل فيها التربة بعض من لايعتقد بها وانتفع بها يتضح أن الأصل هو اشتراط الإعتقاد في تحقق النفع، ولا ينافيه تحققه في غير حالة الإعتقاد لسبب خاص استدعى ذلك من قبيل إثبات كرامة سيد الشهداء على الله تعالى.

* وقد أورد الشيخ الطوسي عن محمد أبي عبد الله الأزدي أنه قال:

"صليت في جامع المدينة وإلى جانبي رجلان على أحدهما ثياب السفر، فقال أحدهما لصاحبه : يا فلان ، أما علمت أن طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء ، وذلك

أ نه كان بي وجع الجوف فتعالجت بكل دواء فلم أجد فيه عافية، وخفت على نفسي وأيست منها، وكانت عندنا امرأة من أهل الكوفة عجوز كبيرة، فدخلت علي وأنا في أشد ما بي من العلة ، فقالت لا : يا سالم ، ما أرى علتك كل يوم إلا زائدة ؟ فقلت لها : نعم . قالت : فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله عز وجل ؟ فقلت لها : ما أنا إلى شئ أحوج مني إلى هذا ؟ فسقتني ماء في قدح ، فسكتت عني العلة ، وبرأت حتى كأن لم تكن بي علة قط . فلما كان بعد أشهر دخلت علي العجوز فقلت لها : بالله عليك يا سلمة - وكان اسمها سلمة - بماذا داويتني ؟ فقالت : بواحدة مما في هذه السبحة - من سبحة كانت في يدها - فقلت : وما هذه السبحة ؟ فقالت : إنها من طين قبر الحسين عليه السلام . فقلت لها : يا رافضية داويتني بطين قبر الحسين ! فخرجت من عندي مغضبة ورجعت والله علتي كأشذ ما كانت وأنا أقاسي منها الجهد والبلاء ، وقد والله خشبت على نفسي ، ثم أذن المؤذن فقاما يصليان وغابا عني".[9]

ولو كان اعتقاد المرأة سبب الشفاء لاستمر كما لايخفى.

* وحول الثاني: فقدان التربة خاصيتها لعوامل طارئة جاء في كامل الزيارات:

" محمد بن مسلم ، قال : خرجت الى المدينة وانا وجع ، فقيل له( أي للإمام الباقر عليه السلام): محمد بن مسلم وجع، فأرسل الي أبو جعفر عليه السلام شرابا مع غلام مغطى بمنديل ، فناولنيه الغلام وقال لي : اشربه فانه قد امرني ان لا ابرح حتى تشربه ، فتناولته فإذا رائحةالمسك منه، وإذا بشراب طيب الطعم بارد ، فلما شربته قال لي الغلام : يقول لك مولاي : إذا شربته فتعال ففكرت فيما قال لي، وما اقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي ، فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوت بي : صح الجسم ادخل . فدخلت عليه وانا باك ، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه، فقال لي : وما يبكيك يا محمد، قلت : جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة القدرة على المقام عندك أنظر اليك ، فقال لي : أما قلة القدرة فكذلك جعل الله أوليأنا واهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا، وأما ما ذكرت من الغربة فان المؤمن في هذه الدنيا غريب وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار الى رحمة الله ، وأما ما ذكرت من بعد الشقة فلك بأبي عبد الله عليه السلام أسوة بأرض نائية عنا بالفرات ، وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا، وأنك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه. ثم قال لي : هل تأتي قبر الحسين عليه السلام، قلت : نعم على خوف ووجل ، فقال : ما كان في هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه أمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين ، وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي صلى الله عليه وآله وما يصنع ، ودعا له ، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سؤ واتبع رضوان الله . ثم قال لي : كيف وجدت الشراب ، فقلت : أشهد أنكم أهل بيت الرحمة وأنك وصي الأو صياء، ولقد أتاني الغلام بما بعثته وما أقدر على أن أستقل على قدمي، ولقد كنت آيساً من نفسي، فناولني الشراب فشربته، فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه، ولا أبرد منه، فلما شربته قال لي الغلام : إنه أمرني أن اقول لك إذا شربته فأقبل إلي ، وقد علمت شدة ما بي ، فقلت : لأذهبن إليه ولو ذهبت نفسي. فأقبلت إليك فكأني نشطت من عقال، فالحمد لله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم، فقال : يا محمد إن الشراب الذي شربته فيه من طين قبر الحسين عليه السلام، وهو أفضل ما استشفي به فلا نعدل به، فإنا نسقيه صبياننا ونساءنا، فنرى فيه كل خير، فقلت له : جعلت فداك إنا لنأخذ منه ونستشفي به، فقال : يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد أظهره فلا يمر بأحد من الجن به عاهة ولا دابة ولا شئ به آفة الا شمه فتذهب بركته فيصير بركته لغيره، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا، ولولا ما ذكرت لك ما يمسح به شي ولا شرب منه شيء الا أفاق من ساعته، وما هو إلا كحجر الأسود أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية، وكان لا يتمسح به أحد إلا أفاق، وكان كأبيض ياقوتة فاسود حتى صار إلى ما رأيت . فقلت : جعلت فداك وكيف أصنع به ، فقال : أنت تصنع به مع إظهارك اياه ما يصنع غيرك ، تستخف به فتطرحه في خرجك وفي أشيأ دنسة فيذهب ما فيه مما تريده له، فقلت : صدقت جعلت فداك ، قال : ليس يأخذه أحد إلا وهو جاهل بأخذه ولا يكاد يسلم بالناس . فقلت : جعلت فداك وكيف لي ان آخذه كما تأخذه ، فقال لي : اعطيك منه شيئاً، فقلت : نعم ، قال : إذا أخذته فكيف تصنع به ، فقلت : أذهب به معي، فقال : في أي شئ تجعله، فقلت : في ثيابي ، قال : فقد رجعت إلى ما كنت تصنع.إشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله فإنه لا يسلم لك، فسقاني منه مرتين، فما أعلم أني وجدت شيئاً مما كنت أجد حتى انصرفت ".[10]


***

أسئلة حول الدرس
1- أذكر حديثاً حول أن تربة الإمام الحسين عليه السلام شفاء من كل داء.
2- واذكر حديثاً أو خلاصة حديث حول أنها أمان من كل خوف.
3- هل الإعتقاد شرط الإنتفاع، ولماذا قد ينتفع منها من لايعتقد بها ؟
4- ماهو السبب الآخر لعدم الإنتفاع بها غير عدم الإعتقاد؟
5- تحدث بالتفصيل عما جرى لمحمد بن مسلم مع الإمام الباقر عليه السلام حول الإستشفاء بالتربةالمباركة، وإن كنت تحفظ الرواية فاكتبها؟
-----------------------------------------------------------------------------
[1] الشيخ الطوسي، الأمالي319
[2] المصدر318
[3] المصدر318-319
[4] السيد ابن طاوس، فلاح السائل224.
[5] ابن قولويه، كامل الزيارات466
[6] المصدر
[7] إبن قولويه، كامل الزيارات461
[8] كامل الزيارات465
[9] الشيخ الطوسي، الأمالي319
[10] إبن قولويه، كامل الزيارات462-465


اخبار مرتبطة

نفحات